في النبذة عن رحيل الرفيق انطون سعاده (جبيل) اوردت عن الرفيقة سعدى الرجاء الهاشم (عقيلة الامين الراحل انطون سعاده) وعن شقيقها الرفيق الراحل فاروق الهاشم الذي كنت عرفته جيداً، واعرف كم كان جريئاً، مواجهاً، كاشفاً عن هويته الحزبية ومجاهراً بانتمائه الى الحزب، هو المقيم في كسروان، وعلى مدى سنوات الحرب اللبنانية.
عرف الرفيق فاروق بقوته البدنية، بشاربيه المعقوفين، بطلّته المهيبة، وبما يشعّ في نظراته من عنفوان.
بانتظار ان تردنا من منفذية كسروان، و او من الرفيقة سعدى الرجاء الهاشم من معلومات تفيد سيرة الرفيق فاروق الهاشم، نورد ادناه ما جاء في عدد كانون اول 2004 من "النشرة الاذاعية"
*
" في الثالث عشر من شهر آب الماضي شيّعت بلدة العاقورة ومجدل العاقورة الرفيق المناضل فاروق الهاشم الذي غيّبه الموت اثر ازمة صحية سريعة اودت به بعد عمر قضاه بطلاً قومياً وجبلاً صلباً شامخاً في هذا الوطن.
ولد الرفيق فاروق سنة 1953 في العاقورة. والده هو الشيخ مجيد الهاشم الذي ربّى عائلة كبيرة من شباب وصبايا بعيدين عن روح الانغلاق والتعصب الطائفي.
انتمى الى الحزب وناضل في صفوفه. تعرّض للاعتقال أبان سيطرة القوات ورئاسة أمين الجميل وقضى في السجن سبع سنوات من 1982 حتى 1989 حيث تعرّض للتعذيب.
بعد تحريره من السجن ظل عاملاً في منطقة كسروان بكل انضباطية واندفاع.
ودّعه القوميون الاجتماعيون وأهالي العاقورة وابناء عائلته بمأتم مهيب ترأسه المطران بولس منجد الهاشم، وحضره وكيل عميد الاذاعة والاعلام الامين كمال نادر ومنفذ عام كسروان والمسؤولون الحزبيون وعدد كبير من الرفقاء الذين أدّوا له تحية الوداع.
وقد ألقى الوكيل كلمة قال فيها: " نلتقي اليوم في العاقورة حيث جاء اجدادكم من زمان الى هذه الجبال الوعرة والوديان الرهيبة ليحافظوا على قيمتين مقدّستين في شعبنا هما "الايمان والحرية".
أضاف: فاروق ابن هذه الجبال الشماء وهذه الصخور الصلبة، وابن هؤلاء الناس الطيبين، انتمى الى فكرنا القومي الاجتماعي، ولم يجد تناقضاً بين مارونيته وبين القومية السورية الاجتماعية، خصوصاً اذا تذكرنا بان القديس مارون الناسك هو من الشمال السوري في جوار حلب، وان القديس سمعان العامودي الذي نعيّد له في اول ايلول هو ايضاً من الشمال السوري، ان اول البطاركة يوحنا مارون هو من "آروم" قرب حماه، وان اللغة التي تحتفظ بها الكنيسة المارونية هي اللغة السريانية السورية ولذلك، لم يجد فاروق ولا كل القوميين الموارنة تناقضاً بين مسيحيتهم ومارونيتهم من جهة، وبين قوميتهم السورية من جهة ثانية.. وعملنا معاً، سنّة ودروزاً وشيعة وموارنة وأرثوذكس وكاثوليك، من اجل قضية بلادنا، قضيتكم جميعاً.. وقلنا ليس لنا بينكم عدو، حتى الذين اختلفنا معهم في العقيدة وتقاتلنا فترة من الزمن، لا نعتبرهم اعداء، بل نعتبرهم اخوة لنا، وقد يختلف الاخوة في مرات كثيرة ثم يتصالحون ويتصافحون ويعملون لأجل مصلحة الوطن..
" نحن نقدّس الحرية التي يتمسك بها أهل بلادنا، ونقدس هذا البلد لأنه موطن للحرية... ولا يظنن أحد اننا نريد ان نلغي لبنان، او نلغي نظامه الديمقراطي، فلا بديل عنه ولا عن هذا الوطن الصغير إلا عندما تنضج الظروف مثلما نضجت ظروف اخرى في اوروبا، فتحوّلت من دول تقاتلت في حروب طويلة، منذ ايام نابليون الى ايام هتلر، لتصبح اوروبا الموحدة تضم 350 مليون إنسان يتكلمون 15 لغة.
" عندما تنضج الظروف الديمقراطية في هذا الشرق، تعود بلادنا الى وحدتها، ويعود الإنسان الماروني الى السهول السورية الغنّاء التي هجّرته منها ظروف الاضطهاد، منذ ايام الامبراطور البيزنطي يوستنيانوس الاخرم، الى ايام الدولة الامورية، ثم العباسية، ثم المملوكية، ثم العثمانية، ثم الدول التي صنّفت ان القومية هي قومية الأكثرية تحكم الاقليات ولا تعاملهم بالمساواة، ولا تعترف بتراثهم الفكري والثقافي والديني... فلا احد يقبل ولا نحن نقبل ان نكون من اهل الذمة، وان نكون داخلين في ذمّة احد... كل انسان إنما يولد حراً ومن حقه ان يعيش حراً وان يموت حراً على اي معتقد ودين يريد.. وهذه هي الحرية التي يتضمنها شعار حزبنا وأهدافه.
|