منذ بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتصاعد وتيرة العداء للشام ، ولكل من يقف ويؤمن قومياً ، وصولاً الى حالات غير مسبوقة من التحريض المذهبي، بدأت مديرية الحزب في الطريق الجديدة التي كان لها حضورها الشعبي الجيد تشهد تصاعد الحالة المعادية مما جعلها ، كما منفذية بيروت ومركز الحزب ، امام خيارين :
- اقفال المكتب والانسحاب من المنطقة .
- متابعة العمل الحزبي
وكان قرار الرفقاء ، قبل القرار المركزي ، ان لا تخلٍ عن المكتب ، وعن متابعة النشاط الحزبي رغم كل الظروف .
يوم 25 /1/2007 عندما بدأت "الموجة الديمقراطية" في الجامعة العربية ومحيطها، كان لا بد للغوغاء ان تصل الى مكتب "الطريق الجديدة" بقرار واضح جرى ابلاغه الى الفضائية ، الوطنية بامتياز ، "العربية" التي تجمدت اجهزتها في مواجهة مكتب الحزب تنتظر زفّ البشرى الى جميع الديمقراطيين الاشاوس بسقوط المكتب واستسلام الرفقاء .
الا ان هذه الامنية لم تتحقق رغم الثلاث ساعات على بدء الهجوم الا في شقها الاول . المكتب ساقط من الناحية الامنية فهو مكشوف ، انما هو منيع بايمان الرفقاء وتصميمهم . لذا عمدوا الى سد المنافذ والابواب بالفرش كي لا يشاهد القناصون المنتشرون على اسطح البنايات المواجهة ، الرفقاء ، فيسهل اقتناصهم ، وهذا ما جعل – ايضاً –قنابل المولوتوف في البدء ترتطم بالفرش فلا تنكسر ، وتنفجر .
في الهجوم الثالث وقد حاولوا فتح الباب الحديدى بالمطارق وجد مدير المديرية ان مرحلة اطلاق النار قد بدأت ففتح النار على المهاجمين من وراء الباب الحديدي وقد رآهم متجمعين عبر "الناظور" فسقط لهم جرحى وعاد من بقي سالماً ، القهقرى .
الجيش الذي كان وصل وحاول تهدئة الوضع ، وجد ، عندما سقط الجرحى ، واندلعت النار على شرفة المكتب ، ان لا بد من تدخله لاخراج الرفقاء ، خاصة ان الدخان الاسود راح يتسرب الى الداخل ، الا ان الرفقاء اصروا اذ ينزلون الى الشارع ، ان يكون خالياً من المهاجمين ، وان يكونوا باسلحتهم ، فتمّ ذلك ونزل الرفقاء وقد غطى "الشحبار الاسود" وجوههم الابية واجسادهم ،
كانوا ثمانية رفقاء ابطال ، هم الذين تصوّر خصومهم انهم جحافل ،
صعد الرفقاء الى مصفحات الجيش فنقلهم الى المحكمة العسكرية ، هناك كان لا بد ان يحتجز رفقاء خاصة وقد حصل اطلاق نار وسقوط جرحى ، وسئل المدير من يختار ، فاختار شقيقه – وهو مدرب المديرية – ورفيقاً آخر.
مديرية "الطريق الجديدة" شهدت انتكاسة ، انما لم تشهد انتهاء حرب . فهذه طويلة ، وستكون شاقة ، انما لا يثبت عليها الا الاقوياء ، كما يقول سعاده .
ورفقاؤنا كانوا اقوياء ، بل جبابرة ، في اختيارهم ان يصمدوا . في صمودهم ، في تصديهم ، في إيقاعهم جرحى ، ولم يستسلموا .
* كان لمديرية جبل النار (البسطة) دورها البطولي في تاريخ الحزب ، ومنها خرج رفقاء سطروا مآثر بطولية ، امثال محي الدين كريدية ، حسين الشيخ وغيرهما .
|