إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الـرفيـق الشـاعـر عـمـاد مـنـذر

عمدة شؤون عبر الحدود

نسخة للطباعة 2011-01-27

إقرأ ايضاً


في احتفال الثامن من تموز الذي نظمته مفوضية برمانا في الصيف الماضي لفت الرفيق الشاعر عماد المنذر جميع الحضور بوقفته الآسرة، بتدفق شاعريته، ببلاغته، مكتشفين فيه شاعراً موهوباً كم تليق له المنابر، والمناسبات الحزبية، والعامة.

وقد حصلنا من الرفيق عماد على احدى قصائده القومية، نعممها كما وردتنا.


يـدور الـصـراع فـوق أرض... تـحـت سـماء...

بين جـماد الـعدم... وعـظمة إداء الشـمس والـماء

بين ظلـمة الجـحود، وإشتياق الانعتاق لسـموّ الكبرياء

عـن اصـل جـوهـره تـعـالـوا حدثـونـي...


هـل رأيـتـم يـومـاً نـورا بـلا انــوار...

سـيلٍ بـلا امـطـار... مرجـاً بــلا ازهـار...

قصـراً بـلا اسـوار... مـعـبـداً بـلا احــبار...

وطــنـاً بــلا احــرار......

واصـدقـونـي، هـل عرفتـم مـن زاره العـلـقم

وقـال عـنه انّـه اكـثر مـنه مــرار

وان فـي خـياره قـراراً، وفـي قـراره اغـواراً

واعلـموني، مـع كـل زمـانٍ وفـي اي مـكـان...

هـل اخـتفى الحـرمـان... ام انـتـهى الطـغيـان...

لـــولا دم الــثـوار...!

حـدثـونـي، واصـدقـونـي، واعـلمـونـي


وصـدّقونـي قبـل الـسادس عشـر مـن تـشرين الثـاني

كـنت اعانــي مـن افـكارٍ... لـيس فيـها مـعانـي...

وكنتُ أقـرأُ كتاب تاريخـي، كـما لو كـانوا مـن الـمريخ...

فـصرتُ مـثل اوراق الخـريـف يتـقاذفـنـي الـريـح...

مـن مـاضٍ الى حاضـر ومـن وادٍ الـى شـاطـئ

العـلل تواكـب تـأمـلاتـي وأســفـاري

لا مـكـان فـيه أســتـريـح،

حتى انـقـشع الـدجـى وانـصـدع الـصـفا

لـما أطــلّ بـنـورٍ مـن الـوفـى

فـشرأبـت لـه الحقـيقة مـن صـدر الوجـود

حين امتـشق عـقيدة اصـطبغـت بأسمـى الـوان الحـياة

هذه المـعرفـة لا تحـتمل الـتأويل والاجـتـهاد

إنهـا قضـيّة الـذين نـجو مـن عـقاب الـفنـاء.


فيـا مـن جئـتنا بأفكـار العـولـمةِ مـن الغـرب

تحـسبُ حضـارتـنا شاخـت بمـرور الـزّمـن

لا تـقـل انـكَ تطـورّت بل ايـن اصـبحـت

حـين تـنكرّت لـتـاريخـك بـيـن الامـم

أقـبـل علـيـنا وارمـح شامـخ الـرأس

لن نـقـبل مـنكَ زيـفَ النـعـيم بالـمال والـذهـب

لعـمـري إذا مـا حـصـنّت نـفـسك بالحـق

وتركتـها عـلى هـواهـا لشتـراها الـباطل ببـخس الثـمن


جـدول أعـمـالـك واحسـب نتـائـجـها كـما تشـاء

نحـن عرفـنا الكثيـر من أمثـالك مذ كـانت بـدايـات الازمـان

لن يخـتلط علـينا الامـر بين الذكـاء والمـكـر والـدهـاء

فالوجـدان في عقـولنا جـنـوده ابـداً، ابـداً لا تنـام


يابـن امـيّ مـاذا دهـاك يـابـن أمـيّ؟

لتتركـني أقـاوم بجـسدي، بدمـي، وحيداً فـي منتصف الطـريقْ

هل نسيـتَ ألا تكـون ذلـيل العـيش وان تحـيا فـي العـلا شهيدْ

ماذا لو جـاءكَ من علمـتهم وصـرخـوا بوجـهكَ

انـهض من غفـوتكَ واستفـق انـتَ ما عـدت معـلماً جـليل

هـا انـتَ تـحـمل خـصـال الـذيـن

لفظـتهـم الكـرامـة، واكـلتـهم الـغبـاره

بعـد ان صـاروا حطامـاً ركـامـاً فـي المخـازن القـديـمة

يا ابـن أمـي أنـتَ ما عـدتَ صديـقي ولاتـصلح أن تكـون رفيقي

وذات يـوم، ذات يـوم سـوف تـرمى ذكراك بيـن رفـات التـوابيت.


هـدّء من روعـكِ، واشمـخِ يا أم الشـهـيد

يا مـن سالت عيـونك دماً كمـطرٍ من غـيمٍ شـريـد

واعلـم أن أبـناء عقيدتـنا سيعـلقّـون اليـهـود

كـما علّـقوا مسيـحنا عـلى الصـليـب

واحــرثِ الضـمـائـر

وازرعـيـهـا يـقـيـن

الصـبر ثـماره نـصرٌ مـبـيـن

النـسر وإن حـلّق طـويلاً ينـقض على فريـسته بـعد حـين

الأرض وإن جفّـت ينابـيعها ، السـماء وإن أنطفـئـت شـموسـها

ينـبـوع حـنانـك أصــيل لا ينـضـب

شمـس جـبيـنك مـددٌ لا يـغـيـب

ستـبقى أمـتنا مضـرّجـة ، بلجـج مـن الدمـاء

حـتى يـنأى مـن إدعـى امتـلاكها بقـرار مـن السـماء.


طـوبى لمـن وقـف نـفـسه لأمـته

ومـهر عقـيدتـه بـدمـه

حتى مادت الارض تحت ركبتيه

وانتحبت الرصاصات في رئتيه

مشـلعـة بـمـرارةٍ كـتـفـيه

طـوبـى لصـوتٍ عـلا فـوق العـقول المـتحـجـرة

لـيلاحـق الضـمائـر الـواعــدة

ولـم يصـمت صـوتـه بـمـوتـه


طوبـى للذين أحـرقـوا كتـبهم العـتـيقة

و واروا خـلافـاتـهـم الـثـرى

لأنـهم حـملوا مـفاهـيم الإنـسان الـجـديـد

وسلّـموها بإمـانةٍ الـى الـجيل العـتـيد

مـن هـنـا يـبـدأ عنـوان القـصــيـد

مـن هــنـا... مـن هــنـا...

يـبـنى عـلـى الوصـف الـمزيـد

مـن هـنا مـعاً، سنـكـمل مـشـوار الـطـريـق

هاتفـينَ بمـناسـبة وبغـير منـاسـبة

لتـحـيا سـوريـا ويـحـيا الـزعـيـم.


ولد الرفيق عماد خليل منذر (عز الدين) في 13 آذار 1958. في البدء ناصر الحزب الشيوعي، وشارك في القتال الى جانب حركة فتح في سن الرابعة عشر (1972 – 1973) متمرداً على عائلته التي بغالبيتها تنتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، الى ان دعاه والده المنتمي الى الحزب لحضور احتفال للحزب السوري القومي الاجتماعي، بمناسبة الاول من آذار عام 1972 في الشوير. كان من برنامج الاحتفال عرض فيلم عودة الزعيم من مغتربه القسري وفوجئ الرفيق عماد بوالده يبكي فرحاً إذ رأى الزعيم يخرج من باب الطائرة في مطار بيروت وراح يهتف: " يا ابناء الحياة لمن الحياة ".

ولما عاد الى منزله ذلك اليوم التاريخي بدأ الرفيق عماد يطلع على كتاب " التعاليم السورية القومية الاجتماعية " فوقع نظره على سؤال سعاده لنفسه " من نحن؟ وما الذي جلب على امتي هذا الويل؟ ". من هنا ابتدأ الرفيق عماد يلاحظ ويراقب ويميّز حتى اقتنع فدخل رحاب المعرفة المؤيدة بصحة عقيدة سعاده فاشتدّ ايمانه بها الى ان انتمى الى النهضة في آذار عام 1975، وبعد ان خضع لأكثر من دورة تدريبية انضم الى رفقائه المقاتلين في منطقة المعلم - الشياح. وهناك اصيب بطلقة نارية في رأسه مما أفقده عينه اليمنى، فيما تضررت شبكة عينه اليسرى وأدى ذلك الى ضعف شديد في النظر، لكنه لم يستسلم لهذه الاعاقة، فاستبدل القراءة بالاستماع حتى وصل الى قولٍ " ان من حسن اصغاؤه حسن كلامه " وبعد عدة سنوات تمكن من استعمال عدسة مصلح الساعات واخذ يعيد قراءة فكر سعاده من جديد، وتمكن من كتابة عدة قصائد ومقالات تحمل راية النهضة السورية القومية الاجتماعية.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024