تحـيـة وداع الــى الـرفـيق
حســين حـجـازي
للشاعر الاستاذ عبود فضول متري(*)
الرفيق حسين حجازي كان من مؤسسي منتدى حرمون الثقافي الذي كان بادر الامين نواف حردان الى تأسيسه، فترؤسه لسنوات، حتى اذا أقعده المرض قررت الهيئة الادارية التي كان يترأسها الدكتور نبيل الخطيب اعتباره رئيساً فخرياً لها، الى ان وافاه الاجل في اول حزيران 2000.
شاعر المنتدى، الاستاذ عبود فضول متري قدّم لنا مشكوراً قصيدته " تحية وداع للراحل الغالي ورفيق الدرب في منتدى حرمون الثقافي، أبو ربيع حسين حجازي، والباقي حياً في قلوب رفاقه ومحبيه ".
الرفيق حسين حجازي الذي خسره حزبه، وبلدته ومنتدى حرمون، باقٍ حياً بما سطّر في تاريخه الحزبي، وفي مزاياه الاخلاقية التي جعلته محط احترام كل من عرفه.
حسـيـنُ غـابَ وبـدرُ الليـلِ قـد أَفَـلَ عــاد الـظـلامُ، وكُـدْنا نفْـقدُ الامـلَ
لــولا الـرجــاءُ بـأنْ نلـقى أَحبَّـتَنـا خـلفَ النجـوم، إليـها الغـالـي قد وَصَلَ
دارُ البــقاء لأهـلِ الـفـضـلِ واسـعـةٌ فعـلَ الكـرام إليـها أنـتَ مَـن حَـمَـلَ
بِتْـنا حَـيَارى وسهـمُ الـمـوتِ فـاجـأنا رحـمَاكَ ربِّـي، وكـم مـن ظـلمهِ احتملَ
جـرحُ الفـؤادِ سيبــقى الـدهـرَ نـازفَـهُ غـابَ الـحبيبُ لـدارِ الـمـجـدِ إِنتـقلَ
أخـي حسـينٌ رفـيـقُ الـدّرْبِ وحَّـدنـا مـجدٌ تَسـامَـى وفـي حَرْمـونـنا اشتـعلَ
مـعـاً عمـلنا ليـبقـى الـهامُ مُـرتـفـعاً لمـجـدِ حَـرْمـونَ كـنا نـفـتحُ السُـبُلَ
كــان المضـحِّى ومـا لانـتْ عـزيـمتُـهُ فـي الـموقفِ الصعبِ، كم عـانى وما اعتزلَ
أبــو ربــيـعٍ عمـيدُ الـقـومِ زَيَّـنَـهُ لطـفُ الطـباع بصـدق الـوعـدِ إنْشَـغَلَ
ومنـتــدانـا سيبـقى الـدهـرَ يـذكـرُهُ أعطـى بصَـمْتٍ، كثـيراً كـان قـد بَـذَلّ
هـي الـورودُ بـدنـيا الـمرجِ حــائـرةٌ تُهـدي، لِـمَـنْ عطـرهَا، او تطـبعُ القُـبَلَ
والـمرج حتـماً سيـبقى الـدهـرَ يذكـرُهُ شهـماً كريــماً بعـطرِ الـوردِ إِغْـتَـسَلَ
دهـراً ستـبقى عـيونُ الـمـرج دامـعـةً تبكـي حبـيباً سـما، عـن قلـبها انفـصلَ
والـناسُ مِـنْ حـولـكـم للـهِ شـاكـيةٌ ظـلمَ الـمنايـا بسـهمِ الـغدرِ قـد قُـتِلَ
بكـَّـرْتَ يا عـاشـقاً للأرضِ تـحـرسُـها مـن غـدرِ بـاغٍ بـطـين الـظلمِ قد جُبِلَ
هـي الـحياةُ لـديـكَ وِقْـفَـةٌ كَـرُمَـتْ بالعـزِّ تحـيا، فكـنـتَ الفـارسَ البـطـلَ
ربَّـيْتَ عــائـلةً مــع خـيـرِ إمــرأةٍ الـموتُ غيَّـبهَا والـحـكمُ قــد قُـبِـلَ
تــابعْــتَ سـيرَكَ هـمُّ الامِّ تـحمـلُـهُ مـا قُـلْـتَ لا أبــداً، والـمرءُ مــا فَعَلَ
كنـتَ الـمـوجِّـهَ للأَبنـاءِ تـحرسُـهـم تُهـديِ اليـهمْ ســوادَ العـينِ والـمُـقَـلَ
أدَّيْــتَ قــسطَـكَ للأبـناءِ كـامـلـةً مَـنْ أَعـطى حـبّاً، بـعون الله، مـا فَـشِـلَ
مـنا العــزاءُ لأبنــاءٍ مـبــادئُـهُـمْ حـبُّ التـرابِ بــحبِّ النــاسِ مُـتَّـصِلَ
منـا الوفــاءُ لشـخــصٍ كـنا نُـكْبِرُهُ كــانَ الوفـيَّ وكـان الصـادقَ الـمَـثَـلَ
مـنا الـدعـاءُ لـربٍّ سـوف يُسْـكِـنُـهُ جَـنَّاتِ خُـلْـدٍ نعـيماً جــاء مُـكْـتَـمِلا
(*): من راشيا الفخار، استاذ أدب عربي في عدد من الثانويات.
مجاز في الادب العربي.
يعدّ حالياً للصدور ديوانه الشعري الاول.
متأهل من السيدة املين حنا.
|