فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية
الجنرال ميشال عون المحترم
كانت الشعوب قديماً على دين ملوكها وقادتها الذين تقع عليهم مسؤولية النصر أو الهزيمة . وعندما تقدمت الشعوب في سير حياتها صار الملوك والقادة على دين شعوبهم فسقطت عنهم مسؤولية الانتصار والانكسار . أما اليوم ، وأمام مقاصد الأمم والشعوب وقضاياها الكبرى سقطت وتسقط المقولتان والمفهومان القديمان ، فلم يعد يليق بالشعب الحيّ الراقي أن يكون على دين رجال الحكم كيفما اتفق. كما لم يعد جائزاً لرجال الحكم والقادة أن يكونوا على دين شعوبهم وطوائفها كيفما كان . بل ان قيمة رجال الحكم وقادتها وقيمة الشعوب وصلاحها اصبحت من قيمة المطالب العليا والمرامي الراقية . فلا مسؤولية الحاكم تعفي الشعب من واجباته والتزاماته بقضاياه، ولامسؤولية الشعب تعفي الحاكم من القيام بواجباته وتحمّل مسؤولية القيادة بأخلص ما يكون الاخلاص . فالكل في ورشة بناء المجتمع وتقدمه ورقيه مسؤول ، وعلى عاتق الكل تقع مسؤولية التعثر والتخلّف ، ولمصلحة الكل تكون كل الانجازات والمكاسب . والحاكم البعيد النظر هو الذي يصنع التناغم بين المواطن والمسؤول ، والمرؤوس والرئيس فيكون حبيباً للشعب بقدر ما يكون الشعب حبيباً له، فيترك للأجيال الآتية بصمة مضيئة يلوذ بها كل جيل تهوج فيه جراثيم الفتن من الداخل وتجتاحه عواصف الويلات من الخارج .
التهنئة يا فخامة الرئيس لا تكون في بداية العهد بل في بداية العهد يكون الدعاء لك بالتوفيق والوقوف معك والى جانبك وورائك لأن ما أنت مقدم عليه من تحمّل أعباء ومسؤوليات يحتاج الى ابناء نهضة، عقولهم مبدعة واكتافهم أكتاف جبابرة لا يخافون في نصرة الحق لومة اللائمين، ولا يرعبهم في مواجهة الباطل كثرة الطغاة ، ولا يقبلون الحياة الا وقفة عز ، فلبنان لا يستقيم بالعيش الذي يمكن ان يكون بالذل بل يستقيم ويرتقي بالحياة التي لا تكون الا بالعز. وكل ما نرجوه ان يحالفك التوفيق والنجاح. والى الأمام من أجل حياة أفضل وغد أجمل وتقدم أرقى ليحيا لبنان .
*** مدير اعلام عصبة الأدب العربي المهجري في البرازيل
|