في بداية الأحداث في الشام ، وفي ضوء معالجة الرئيس الدكتور بشار الأسد لتلك الأحداث ، وفي تاريخ 28 /03 /2011 بالضبط توجهت الى الرئيس الأسد باسم عصبة الأدب العربي المهجري في البرازيل برسالة قلت فيها ما يلي :
رسالة أولى الى الرئيس بشار الأسد
" سيادة الدكتور بشار الأسد المحترم
رئيس الجمهورية العربية السورية
" كلما حصل شر،فتشوا عن فاعله اليهودي الاسرائيلي الصهيوني المجرم ومن يقـف وراءه ويدعـمه من قـوى الشر القابعة في الظلام في محافـل الولايات المتحدة الاميـركية وانكلترا وفرنسا والعـديد من الـدول الأوروبية التي تأمـر عـملاءها الـذين ينـتعـلون المعابـد ويتسترون بلباس دين اثارة الفتن ليحجبوا عيون الناس عن دين نور الله الذي يأمر بالعدل والإحسان وينهي عن الفحشاء والمنكر .
فهم مصدر الفـتـن،وسبب بلاء البشرية،ونـافـثـو سموم الخـراب، ووراء كل حادث قائم على الباطل والظلم .
فـما حصل ويحصل من فتن في أي مكان وضد أي شعـب ليس بمستغـرب ، وليس بمستهجن، وليس بجديد ، بل ان اكبر الآخطاء التعامل مع تلك القوى الشريرة بدون حيطة واحتراز وتـنبه مستمر. فالشرير لا يـبث الا الشر ، والفاسد لا ينفث الا الفساد ، والمفتن لا يتقيأ الا بالفـتـن سواء أكان رجل دين في معبده ،أو رجل علم في مكتبه، أو رجل سياسة في إدارته ، أو معلما ً في مدرسته ، أو عالما أو أديبا أو شاعرا أو صانعا أو فنانا ً في انتاجه. ولا يخرج عن هذا السياق ملك أو رئيس أو أمير . فأبنـاء المجرمين الذين ولـدوا وتـربـوا على الإجـرام ، وعاشوا ويعيشون بالإجـرام هـم مجرمون وحق على المجرمين العقاب . ومن كـان هـذا شـأنه فإن ثمار مستقبله لـن تكون إلا ثـمار إجـرام . والنبات الخـبـيث يـجب استئصاله، والمقصـِّر في هذه الحياة من لا يستـئصل جذور الاجرام وجذوعه وأغصانه وأوراقه وبراعـمه وثماره .
لقد أثبتت للدنيا أيها الرئيس الشاب الحكيم الشجاع والشجاع الحكيم بموقفك،وبمعالجتك الأمور،وبتصرفاتك التي واجهتَ بها الفـتـنة في سوريا الحبـيـبة انك سوري حضاري أصيل، ومن شعـب سوري حضاري أصيل ، وقائد سوري أصلي فـذ .ومن كانت هذه صفاته كمواطن وكـقائـد ، لا خوف عليه، ولا على مواطنيه، ولا على بلاده ولا على أمته من كل قوى الظلام والظلم والباطل والفساد المتربصة بسورية الوطنية والقومية ، وبسورية العربية والانسانية ، وبسورية الحضارية والمدنية.الى الأمام أيها المواطن المثقف الجندي القائد يا بشار الأسد .
لقد عرفت كيف تكون مواطنا صالحا ومثقفا ً، فكنت جنديا قائدا ً، وكنت رئيسا ً استحق فعلا ً أن يكون حبيب شعبه ، ومحل احترام الشعوب الأخرى التي تـنشد الحـرية والتقـدم والـرقي .
الى الأمام لتحيا سورية حياة العـز والسلام والسعادة ."
* مدير اعلام عصبة الأدب العربي المهجري في البرازيل
البرازيل – كوريتــيـبا في 28 / 03 / 2011"
وبعد مرور أقل من شهر على هذه الرسالة ، وقد تطورت الأمور واتخذت اتجاهاً آخر هو اتجاه تدمير الجمهورية العربية السورية ، واتضح أن وراء ما يحدث هو قوى ظلامية تريد القضاء نهائياً على كل أثر للحياة الكريمة في قلب بلاد الشام والرافدين ، كتبت للرئيس الأسد الرسالة الثانية التالية :
رسالة ثانية الى الرئيس بشار الأسد
" سيادة الدكتور بشار الأسد المحترم
رئيس الجمهورية العربية السورية
في المعـرفة سر قـوة المجتمع وعافيته ومنعـته وأمنه وتـقـدمه وحمايته من جميع أمراض الداخل ، وأخطار الخارج . وفي الجهالة والتجاهل تكمن جـرثومة ضعـف المجتمع واعتلاله وانكشافه وخـرابه وتـقهـقـره وتآكله من داخـل ، وانهياره أمام أية هبة من خـارج . والمجتمح الذي يركن الى تـآكله لا مفر له من الإنهيار الساحق الماحق . ووحده المجتمع المعـافى القوي المنيع يظل أقـوى وأقدر على مواجهة فـتـن الداخل والمؤامرات التي تحاك في الخارج . فإذا لم يكن قوياً من داخله ويستأصل جميع جراثيم الفـتـن الداخلية ، فلا مكان له الا في مقابـر متاحف آثـار الشعوب التي هانت فانقرضت .
وقائـد دولة المجتمع الحكيم هـو الذي يدرك هـذه الحقيقة الذهبية التي هي أساس الانتصار والبقاء والعـزة في هذا الوجود .
إننا نـدرك أيها الرئيس في عصبة الأدب العربي المهجري في البرازيل أنكم تعرفون أكثر مما نعرف،وبحوزتكم من المعلومات اكثر بكثير مما بحوزتنا، والضغوطات التي تـتعرضون لها اكبر بكثير مما نـتـوقعه ونـتـصـوره ، ولكنـنا أمام ما يـحـدث في الوطن من فـتـنـة قـد تـقـضي على كـل أمل بحياة صـحية وآمـنـة نـرى من واجبنا الـوطـني والقومي المقـدس أن نـتوجه لسيادتكم بهـذا الكتاب التـنـبيهي والتحذيري لنقـول لكم وبكل صراحة أن الكيل قـد طـفـح، والتساهل في مواجهة المجرمين ومن يقف وراءهم يصل الى مستوى المشاركة في الإجرام ، ونحن نربأ ان نوجه لقيادتكم هذا الإتهام بما نعرفه عنكم من بعـد النظر ، والحكمة في اتخاذ القرار،والشجاعة والحزم في تـنفيذ كـل ما يضـمـن ويحفظ ويصون مناعة ومنعة مجتمعنا الذي يتعرض اليوم لأعظم كارثة في تاريخه . فاذا سقط مجتمعنا فلا قيمة لإصلاح ، ولا معنى لتنمية، ولا أهمية لأي تـقـدم . واذا كنا لا نريد اجتثاث الفتن واستئصال الإجرام خوفا من أن نـُنعت بالإرهاب ،فانـنا نـقول:"لا بأس بأن نكون طغاة على المفاسد " بل الواجب المقدس أن نكون طغاة على كـل اصناف وأنـواع الفـتـن والإجـرام والمفاسد ، ولنقض على المفتـنين والمجرمين والفاسدين قبل أن يقضوا علينا . وهذا هو قمة الوعي ، وذروة الفضيلة ، وغاية الحق والعـدالة .
لقد استـنذفت كل مضامين التساهل مع الذين لا يريدون خيرا ًبأمتـنا، وطفح الكيل ، واننا نناشدكم ان تضعوا حدا للمجرمين لأن التساهل في الحق خيانة،وما تساهل شعب في هذا الأمـر إلا كان مصيره القهر والعار والـذل .
لكم يا سيادة الرئيس محبتـنا وتأيـيدنا ودعـمـنا ، ولأمتنا دماؤنا وأرواحنا ، ولا نـقـبل أن تكون الحياة الا وقفة عـز فـقـط ."
يوسف المسمار
مدير اعلام عصبة الأدب العربي المهجري في البرازيل .
البرازيل – كوريتيبا في 20 / 04 / 2011 . "
مصدر العدوان وهدف العدوان
بعد هاتين الرسالتين كتبت سلسلة من المقالات ، وقد انكشف لي بشكل لا التباس فيه ولا حيرة ولا شك مصدر العدوان وغاية العدوان ، فكانت مقالاتي تحصره في مثلث تحالف ترأسه حكومة الولايات المتحدة الأميركية المتهودة المتحالفة مع منظمة الصهيونية اليهودية العالمية، ومنظمة محافل الماسونية اليهودية السرية. وهذا المثلث العدواني الذي يقود حكومتي فرنسا وانكلترا المشهورتين بعدائيتهما للشعوب الحرة ، له هدف واحد كان ولا يزال وسوف يستمر الى أجل تفككه وسقوطه ودماره هو هدف السيطرة والهيمنة على العالم، واستعباد شعوبه، والتمتع بخيراته. ولا منقذ للعالم من هذا العدوان الا بوعيّ حقيقة العدوان وتعميم ثقافة الدفاع عن حق شعوب العالم في الوجود ، والحق في الحياة الكريمة، والحق في تحقيق المصير الراقي العزيز . ومخطيء من يعتقد أن مصدر العدون انطلق من غير هذا المصدر ، أو أن المعتدي العدواني يمكن أن يعود الى رشده ويقبل بأن يكون شريكاً انسانياً في الحضارة الانسانية وبمتابعة النهوض بها وتنميتها وترقيتها بالتعاون مع الشعوب الأخرى .فليس في وجدان العدواني وقاموسه وعلمه وفنه وميوله ما هو أهم من العدوان ،وأولى من العدوان .كما ليس في وجدان الانسان الحضاري ما هو أولى وأفضل وأسمى من نشر الحضارة وترقية مستوى الانسانية .
النزاع بين الهمجية والحضارة نزاع وجود
فاذا كانت الهمجية تقوم على مباديء الباطل والظلم والشر في مواجهة الحضارة التي تقوم على مباديء الحق والعدل والخير ، فان النزاع بين الهمجية والحضارة ليس بمنتهي الا أن تقضي احدى هاتين النزعتين القضاء المبرم على نقيضتها.فسلوك الهمجية يتبلور ويظهر من خلال العدوان والاجرام والتخريب . ومسار الحضارة يتألق عبر الدفاع عن الحقوق ومقاومة الاجرام والمجرمين والسعيّ الى البناء وترقية العمران وابداع الفنون.الهمجية نزعة داخلية مغرضة ، وقول خادع مضلل ، وتصرف اجرامي مدمر .انها مظهر ثقافي رديء ، وتعبّر عن نفسية رديئة،ولا تنتج الا الرداءة والخراب وقد جاء عن لسان السيد المسيح انه قال:"ما من شجرة فاسدة تنتج ثمراً جيِّدا ً".أما الحضارة، فانها تعبير عن نفسية جميلة محبّة عبر كلمة طيبة هادية ، واجراءات منتجة كل ما يزيد الحياة الانسانية غنى من معرفة وعلم وفضيلة وحكمة واتزان وتعاون بين الناس جماعات وشعوباً وأمماً . وهذا يكفي لنتعرف على كل من اتجاه الهمجية وخطرها وشرها ، ووجهة اتجاه الحضارة وصلاحها وخيرها .
ما يحدث في الشام فصل جديد من نزاع الهمجية والحضارة
ان ما يجري اليوم على أرض الجمهورية العربية السورية أو ما يمكن تسميته بالكيان الشامي السوري الذي تأسس بعد اتفاقية سايكس- بيكو الهمجية العدوانية المجرمة ليس الا فصلاً جديداً حديثاً من فصول الحرب بين الهمجية والحضارة . فالظلام لا يقدر أن ينتصر ويعم وفي مكان من الأرض مصباح يتلألأ، أو شمعة تتوهج ، أو بصيص يمزّق ديجور العتمة . ولأن دمشق تقع في قلب مهد الحضارة التي نقلت البشر من ظلمات البشرية الى نورالانسانية ، وتشكـّل اليوم المصباح المتبقي أو الشمعة التي لم تنطفيء بعد ، أو بصيص الرجاء في النفوس الجميلة،فانها مستهدفة بفحيح الأفاعي، وعواء الثعالب ، ومخالب الجرذان ،وأنياب الكواسر الوحشية ، وأقدام الهمجية من جميع الجهات والنواحي .
وهذا بالنسبة الينا ليس شيأ مستهجناً ، ولا حادثاً غريباً لأن حكمة الحكم التي آمنا بها علمتنا كما قال الفيلسوف أنطون سعاده : " أن ليس لابن النور صدبقٌ بين أبناء الظلمة . فبقدر ما يبذل لهم من المحبة يبذلون له من الكراهية والبغضاء " فتعلمنا من هذه الحكمة أيضاً أن ليس للظلمة وأبناء الظلمة مكان ووجود في حضرة النور ولو تراكمت الظلمات من أزل الوجود الى أبده . فحبة القمح حين تـُطمر في التراب لا تموت ولا تنقرض، بل لتتجدد وتتوالد وتتكاثر بيادر خيرات تشبع الجائعين، وتسد حاجة المحتاجين، وتملأ الأهراء التي تحيي الرجاء والأمل في نفوس الناس اليائسين.وكذلك علمتنا أن النور لا يختفي أمام الظلمات، بل ان الظلمات هي التي تفر ولا تنوجد الا حين تنغلق الأفئدة ، وتعمى البصائر ، وتتعطل العقول ، وتموت الضمائر ، وتـُمحل المشاعر، وتهتري القلوب ، وتضمحل الانسانية ، ويهزل ويغيب الوعيّ . هذه هي الظلمات نوم النائمين، وهذيان الخرفين، وجنون المجانين، وجرائم المجرمين ، وتوحش العدوانيين .
الوعيّ ُ بداية النهوض والنجاح
فاذا لم نع جيداً ونعرف قيمة موقع بلادنا على خارطة العالم ستستمر معاناتنا لأجيال وأجيال ، وربما لعصور وعصور الى أن نعي ونعرف أهمية موقع بلادنا المتميّز على وجه الأرض ، ودور أمتنا في صناعة الحضارة والسلام بين الأمم ليكون لنا الموقف المسؤول الذي يقوم على الوعي والمعرفة وتنكب أعباء الصراع في سبيل تحقيق ما هو أجدى وأنفع وأفضل . لقد سلخ المجرمون في معاهدة سايكس- بيكو بتواطؤ الحقيرين من أبناء أمتنا سلخوا من أرض بلادنا ما شوّه كيانها وخلق لها عداوات مع جميع جيرانها في الشمال والجنوب والشرق والغرب، ومزقوا إجراماً وقهرا مجتمعنا الى تجمعات هزيلة تابعة مستعبدة ، وفجـَّروا في هذه التجمعات قنابل التجهيل ، وبث الفتن ، والعصبيات الجاهلية ، وتلميع الموبقات والفواحش والكراهيات. ووحدهم أحرار الأمة الواعون الوطنيون المخلصون رفضوا التشويه والتمزيق وما زالوا رافضين ويرفضون تفسيخ وحدة الوطن الممتدة على كامل ربوع بلاد الشام والرافدين ، ويرفضون تفتيت وحدة الشعب الممتد عبر تاريخ طويل يرجع الى ما قبل الزمن التاريخي الجلي، ويمتد الى ما لانهاية في مستقبل الزمان، وسيستمرون بفعل اصالتهم الحضارية الانسانية المناقبية النور الذي يهدى الاجيال الى الطريق الواصل الى سدرة المنتهى بدون اعوجاج
موقع بلاد الشام والرافدين وأهميته
هذا الوطن الذي يتوسط القارات الثلاث : أوروبا وآسيا وأفريقيا , ويتصل عبر المتوسط والخليج بقارتي أميركا وأوقانيا هو قلب العالم ومحوره،ومهد حضارته، ومصدر اشعاعه، ومرتكز تاريخه،ومنبع رسالات أرضه وسمائه، ومصنع آدابه وعلومه ومعارفه وفلسفاته وفنونه ، ونبع نوابغه وعباقرته والملهمين والمتلقين وحي رب العالمين الذي لا يريد للانسان الا خيراً ولا للانسانية الا رقياً وسمواً . هذه البيئة الطبيعية الممتازة هي هي لا غيرها مركز الاشراف على سماء العالم وبحاره وأطراف أراضيه ، وقاعدة السيطرة والتحكم بحياة شعوب العالم ومصائرها . فاذا كان في هذه البيئة الممتازة مجتمع حضاري فضائلي عبقري كما شهد تاريخ ولادة الحضارة الانسانية عمت الحضارة والفضائل على كل انحاء الارض، وشملت جميع الناس دون تمييز وتفضيل . أما اذا سيطر في هذه البيئة تجمهر أو تجمهرات جماعات انحطاطية متخلفة ، فقد انتشر التخلف وسادت الجاهلية على جميع الشعوب.هذا الوطن الذي يحتل هذا المركز الفريد في وسط العالم هو هو بالضبط لا غيره هدف العدوان، وقبلة أنظار المعتدين.وما انشاء الكيان اليهودي على جزء منه الا لتفتيت شعبه ، وتهجير أبنائه ، وقتل من لا يخضع ويخنع للعدوان،وتسخير من يقبل بالذل والهوان لمنافع المعتدين .
العروبة الجاهلية داء خبيث قاتل
أما حثالات الأعراب وأنجاس المسلمين الجاهليين المتهودين الذين استبدلوا رسالة النبي محمد الاخلاقية المناقبية الرحيمة بثقافة الفتنة اليهودية ليسوا الا مخلوقات معاقة في روحها وفكرها والضمير، وأصح ما يقال فيهم قول القرآن الكريم:"الاعراب أشد كفرا ًونفاقا."لقد أسلموا بألسنتهم رياءً لكن الايمان لم يدخل قلوبهم ، ولا يزالون على دين الجاهلية المقيت.لقد لـُقحوا بلقاح النفسية اليهودية وثقافتها كما لـُقـّحت نفوس الأبرياء السذج من المسيحيين في كثير من شعوب اوروبا وأميركا وصهينتهم وأفسدتهم وغرست بذور الاجرام والكراهية فيهم فتعطلت نفوسهم عن رؤية حقيقة اليهود الذين اضطهدوا رسول المحبة السيد المسيح ونكروا مجيئه واعتبروه دجالاً ولا يزالون حتى هذه الأيام يعتبرونه دجالاً كذاباً ، ويرفضون تعاليمه الانسانية النبيلة ، وينتظرون مسيحاً آخر يشبع أهواءهم الحقيرة ، وينسجم مع نزعاتهم الانحطاطية اللئيمة . ان هؤلاء الأعراب المسلمين الجاهليين الممسوخين، والمسيحيين المشوهين الذين ارتضوا أن يُقضى على رسول المحبة مصلوباً ، وأن يموت نبيّ الرحمة مسموماً على أيدي اليهود هم حثالة بشر ترفض البهائم أن تتشبه بهم .
لقد آذوا النبي الكريم وصحابته واهل بيته وساعدوا على دس السم في طعامه ، وآذوا وقتلوا صحابته الراشدين ابتداء من أبي بكر، الى عمر، فعثمان ، فعليّ ، وكانوا هم خوارج العرب الذين تظاهروا بالاسلام نفاقا وارتدوا ضد الاسلام على رقاب المؤمنين سيوفا . فما كانوا أبداً مسلمين لله رب العالمين،بل كانوا ولا زال أحفادهم الى يومنا هذا مسلمين للشيطان الرجيم .وبين الاسلام لله رب العالمين، والاسلام للشيطان الرجيم بون يستحيل أن يجمع بين النوروالظلام، وبين الخـُلـُق الكريم والطبع اللئيم ، وبين الحق والباطل ، وبين الحضارة والتوحش .
أليس أجدادهم هم الذين كانوا سبباً لتهجير المسلمين الأوائل الى بلاد الحبشة حيث عاشوا بأمان في حماية الملك النصراني المسيحي الذي كان يحكم هناك في ذلك الزمن؟ ألم يكونوا أيضاً سبباً لهجرة النبي وأصحابه وأهل بيته والمؤمنين القلائل من النساء والرجال والصغار من أبنائهم وبناتهم الى المدينة حيث تآخوا هناك مع الأنصار، والأنصارهم نفسهم النصارى المسيحيين الذين كانوا مؤمنين برسالة رسول المحبة يسوع الناصري ؟ أليس أحفادعرب الجاهلية من نبش قبر النبي وقبور أصحابه وأهل بيته في مكة والمدينة ؟ أليس أبناء ذريتهم من يقومون اليوم بتدمير مقامات الصالحين وقبور العلماء والفلاسفة والممفكرين والفنانين في ديار الشام والرافدين ؟
ان هؤلاء الحثالات والساقطين لا يعملون اليوم الا بأوامر أسيادهم اليهود المجرمين بحق الانسانية بما ورثوه من نفسية اليهود وطبيعة اليهود وثقافة اليهود الذين حتى هذا اليوم لم يعترفوا بمجيء رسول المحبة الى العالمين السيد المسيح بل ينتظرون مسيحاً آخر يُطيع أهواءهم ، ويعلـِّّم بما يلقنونه به من دروس الفتن والخداع والتضليل والكذب وينفذ ما يأمرونه به من فساد الاعمال، وشرور الأفعال ، وسيئات التصرفات .
ان هؤلاء الممسوخين لا يقومون الا بما فـُطرت عليه نفوسهم من مفاسد وفواحش ، ولا يمكن ان ننتظر من الفاسدين الا الفساد والموبقات . وواهم من يظن ان في الأعراب الجاهليين الذين آذوا النبي محمد والمؤمنين برسالته يمكن أن يصدر منهم خير حتى ولو أدوا الشهادة وصلـّوا وصاموا وحجوا وزكوا وتمسكوا بالقرآن . فالدين الحق نية سليمة، وقول طيّب، وعمل صالح .وسيء النية، وفتنوي القول ، وشرير العمل يستحيل أن يكون خيّراً ولو سوقته الى الناس كل دعايات الفتنة ، وروجت له مليارات ألسنة السوء .
مؤسسة الشر هي مصنع الارهاب والجرائم
اننا اليوم أمام مؤسسة شر بعد أن كان العالم يواجه عبر الزمان أشراراً من الناس . والفرق بن شخص شرير ومؤسسة شر هو فرق كبير لا يمكن وقياسه وتقدير حجم شروره . مؤسسة الشرهذه هي مؤسسة مركبة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية،واليهودية الصهيونية العالمية، والماسونية السرية القابعة في الظلام . ومؤسسة الشر والعدوان هذه لها دستورها وقوانينها ومبادؤها وأهدافها ولها، أيضا ، مجالسها وأجهزتها وجمعياتها ، وتشريعاتها وخططها وبرامجها،ومراكز دراساتها واعلامها وتسويق أفكارها وترويج فتنها، وجحافل جيوشها الظاهرة والخفية والمتسربة في الثغرات والنتوآت ،وقد أصبحت فوق ذلك كله مصنعاً متطوراً متكاملاً ينتج ثقافة الشرور والفتن وتشويه جمال النفوس بعد أن توفرت لها المواد الوفيرة اللازمة في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها من المعتوهين الأوروبيين ، والمضللين الاسيويين ، والممسوخين الأفريقيين ، والأغبياء الأميركيين، والعبيد الطيعين الاستراليين الأوقيانيين ، وفي مقدمة كل هؤلاء أعراب الجاهلية أحفاد ابي لهب وأبي جهل وآكلة الأكباد هند .انهم عبيد مؤسسة الشر الأميركية اليهودية الماسونية الذين كانوا وما زالوا عبيداً لصناع معاهدة سايكس- بيكو وأدوات طيعة في أيدي أعدائنا الذين لم يجلبوا على ابناء امتنا الا الكوارث والمآسي والويلات ووالنكبات في فلسطين ولبنان والشام والاردن والعراق والكويت .
معاهدة سايكس- بيكو مصدر كل الكوارث
الصورة اتضحت جلياً ، وباتضاح الصورة نفهم جيداً لماذا كانت معاهدة سايكس بيكو ، ولماذا كان تفتيت بيئة بلاد الشام والرافدين، ولماذا سُلخت اجزاء منها لجيراننا على أمل استعادتها فيما بعد عندما يكتمل مخطط أجرامهم ويسيطرون على هذه البيئة وموقعها الفريد ، بيئة الهلال السوري الخصيب . بيئة بلاد الشام والرافدين التي كانت ولاتزال مهد الحضارة الانسانية ، وحاضنة الحضارة الانسانية ، وضامنة استمرار حضارة الفضيلة الانسانية. ان بيت القصيد وسبب العدوان هو قتل ابناء هذه الأمة ، والغاء تاريخها ، ونسف كل ما يمت اليها بصلة ، ونبش قبور نوابغها وعباقرتها والقضاء على تراثها واحتلال موقع هذه البيئة الممتازة المميزة من أجل الاشراف على مقدرات العالم والتحكم بمصير شعوبه ، وربما كان الهدف البعيد نقل عاصمتهم الى دمشق قلب العالم وسيدة العواصم ،وبناء محفل التحكم الماسوني على قمة جبل قاسيون، وتحويل المسجد الأموي الى هيكل سليمان ، واجتثاث عظام يوحنا المعمداني منه واحراقها . وقد يستغرب البعض هذا الكلام ويقولون : أمن المعقول أن يتركوا أميركا ويتخلوا عن واشنطن ويأتوا الى سوريا ؟ ويقولون أيضا : ما هذا الكلام الهراء ؟! لكن اذا درسنا جيّدا وحلـّلـنا وتمعـَّنا بظاهرة ترك يهود أوروبا وأميركا أوطانهم ، وقد وُلد فيها أجددهم وآباؤم منذ آلاف السنين ، وتنكرهم لتلك الأوطان ،والمجيء الى فلسطين لانشاء كيان اسرائيل، يسقط الاستغراب ، ويزول الاستهجان وتصبح المسألة جديرة بالنظر والدراسة والتعمق وأخذ العبرة.ويكفي ايضاً أن ننظر الى الأوروبين الذين تركوا أوطانهم الأوربية واستوطنوا البلدان الاميركية لتتضح لنا الصورة بجلاء . ان الهمجية بداوة ، وقبائل البداوة الهمجية عدوة الاستقرار في وطن.انها تبحث دائما عن الكسب والربح الماديين دون أن تكلف نفسها العمل والانتاج . ووسائلها للكسب كثيرة ومتعددة منها الاحتيال والخداع والمقامرة والربى والسرقة واللصوصية والاغتصاب والقتل والغزو والعدوان . واستقرارها الوحيد هو حيث تتمكن من السيطرة على مكان ثري يمكن ان أن تنطلق منه لممارسة جميع تلك الوسائل الاجرامية وهي بأمان .أما الحضارة فانها استقرار الجماعة الانسانية في وطن تعتبره جزأ من وجودها وشخصيتها ، وتعتبر وجودها جزأ منه . ومهما جارت الأيام وتتالت الحوادث فعلاقتها بوطنها تظل أقوى من كل شيء لأنها تعلـّق بالحياة وجمال الحياة ، وليست تعلقاً بالعيش كيفما كان . والذين يظنون أن اليهود يريدون احتلال بلادنا من أجل حائط مبكى ، ومن أجل هيكل هو عبارة عن غرفة بناها لهم حيرام ملك صورهم مخطئون واهمون.وتاريخ اليهود برهن دائما أنهم لا يسعون الا الى المال وسلب ثروات الأمم بكل الطرق والوسائل المتاحة .
أليست سوريا الطبيعية هي قلب الكرة الأرضية التي تتصل بها شرايين الأرض، ومنها توزعت على الدنيا وعلى الناس أنوار الهدى، وأمواج الحضارة ، ونسائم الفضائل الحسنى، ومواسم الخصب وأهراء الخيرات ؟.
العدوان الأميركي عدوان على الانسانية الحضارية
العدوان الأميركي اليهودي الماسوني على سوريا يعني العدوان على الانسانية الحضارية كلها لكسر مسار تطورها ورقيها واستبدال مسار الحضارة القائمة على الحق والخير والجمال والعدالة والمحبة والرحمة بهمجية يسمونها مدنية قائمة على التكنولوجيا المنتجة لأسلحة الدمار الشامل نوويا وجرثوميا وكيميائيا ووبائياً من أجل منافع فردية أنانية خصوصية حقيرة بعيدة عن كل فضيلة ولا تؤدي الاالى رد الانسانية الى عهدود البشرية السحيقة السابقة لطوارالتوحشية والبهيمية والتحجرية التي تعسعس فيها الظلمات ،ويفوح منها عفن الأموات، ويهيمن عليها صمت المقابر . وقد رأينا خلال السنوات الثلاث ما فعله التحالف العدواني الاجرامي الارهابي بارض سوريا وعمرانها وأبنائها وبناتها وأطفالها والرضّع فيها وحتى الأجنة في الأرحام مبرهنين بالسلوك والافعال والأحابيل والفتن أنهم هم هم أبناء الظلمة الذين انتقاهم الله مثالاً لأشر المخلوقات، ودليلاً على أفسد الفاسدين فختم الله على قلوبهم وعقولهم وضمائرهم وكانوا أحط من الأنعام .
المقاومة هي النور الذي يكشح الظلمات
في وجه كل هؤلاء تنتصب المقاومة السورية عموداً من النور يضيء المجاهل بارادة تصحـّح مسار التاريخ ، وتصوّب مسيرة الأمم معيدة ً للانسانية السوية ثقتها بنفسها ومنبّهة ً ضمائر الشعوب المظلومة والمقهورة الى ان الحياة هي وقفة عز، وان القوة الحقيقية هي ارادة واعية لا تلين ، وان أبناء النور هم الذين يطردون الظلمات ، وان بيادر النفايات والاوساخ لا تستطيع صد العواصف ، وان النصرهو صناعة الأحرار،وأن الأذلاء الجبناء مهما عاثوا فساداً لا يستطيعون الصمود في مواجهة الأحرار ، وان العالم الذي يخضع للمجرمين لا قيمة انسانية له الا اذا استيقظت في شعوبه روح الكرامة الانسانية ، لأن القيمة الانسانية العليا والفضلى هي في الذين لا يتنازلون عن الصراع الهادف الى حياة كريمة لجميع بني الانسان.
ان المقاومة السورية التي تواجه وتتصدى لأجرام وارهاب أخطبوط التحالف الاميركي اليهودي الماسوني لا تدافع عن كراة سوريا وحسب ، بل تدافع عن كرامة الناس في كل مكان ، وسوف تستيقظ شعوب العالم كله وقد بدأت تستيقظ لتضع حداً لمظالم هذه المخلوقات الخاوية الفارغة من كل مضامين الأخلاق والفضائل .
المقاومة المنتصرة هي البطولة الواعية
لكن المقاومة المنتصرة ليست تصدي وصمود ودفاع بل هي حركة هجومية بكل ما يعني الهجوم من معاني ، وبكل ما تتطلب العافية من أسباب ، وبكل ما يعني الوعيّ من استيعاب وتعمق وانفتاح، وبكل ما يعني انعتاقنا من مفاهيم الجاهلية البغيضة،والخضوع لتقاليد الذل والهوان، وبكل ما يعني الانطلاق من حقيقة الواقع الطبيعي لأمتنا وتاريخها وحضارتها وملاحمها ومنجزاتها ببطولة لا تعرف المواربة ولا الخجل من اعلان ما يجب اعلانه، ومن ازالة ما ينبغي ازالته، ومن تدمير ما يتحتم تدميره . المقاومة المنتصرة هي أن نعلن من دون مواربة أننا مجتمع واحد هوخلاصة مزيج سلالي ممتاز تكون عبر التاريخ،لنزيل بهذا الاعلان جميع الحواجز بين مختلف الاتنيات والطوائف والمذاهب والفئات والتجمعات والكيانات المصطنعة ،وندمر كل ما بناه أعداؤنا لتمزيقنا وتعطيل فعاليتنا .
لقد كانت ولادة كياناتنا السياسية انتاج ارادة المستعمرين المحتلين في معاهدتي سان ريمو ، وسايكس بيكو ، ووعد بلفور الذي زرع في قلب أمتنا جرثومة الكيان اليهودي . وقد أعلن أعداؤنا الانكليز والفرنسيين بالأمس بكل وقاحة عن هدفهم من تمزيق مجتمعنا وتسميته " بالشرق الأوسط " بدل اسمه الحقيقي " سوريا الطبيعية أو بلاد الشام والرافدين " للسيطرة على العالم انطلاقاً منه . وأعلن أعداؤنا اليهود هدف مخططهم صراحة حين قالوا انهم يريدون اقامة حلمهم التوراتي : " اسرائيل من الفرات الى النيل مكان سورية الطبيعية الهلال السوري الخصيب " . واليوم تعلن الولايات المتحدة الأميركية هدفها بكل وضوح ودون مواربة أنها تريد :" انشاء الشرق الأوسط الكبير " في البيئة التي مزقتها معاهدة سايكس بيكو باعادة ما سُلخ منها لدول الجوار أي على كامل أرض بلاد الشام والرافدين بما فيها جزيرة قبرص . وهذا ما عناه " الشرق الأوسط الكبير " الذي يعني بيئة بلاد الشام والرافدين من وراء جبال طوروس في الشمال الى قناة السويس في الجنوب ،واعادة مااقتطع من بادية الشام حتى القطيف ، ومن جبال زغروس والبختياري والأهواز في الشرق والجنوب الشرقي الى البحر الأبيض المتوسط الى ما بعد بعد جزيرة قبرص . هذا "الشرق الأوسط الكبير" هو الهدف المطلوب لحلف الاستكبار العالمي. حلف الادارة الأميركية -الصهيونية - الماسونية السرية الذي يخطط لحكم العالم والسيطرة على كل موارده ومقدراته المرئية والغير مرئية. ولهذا السبب كان تفكير أعدائنا يفتش عن الثغرة التي يمكن التسلل منها من أجل افراغ بيئتنا الجغرافية الطبيعية من وجودنا فيها بطرق شتى كإجبارنا علىالهروب، والهجرة ،والتهجير، والتشتيت، والتقاتل، والقتل، والاغراء بتشكيل مشيخات وامارات ومحميات وكيانات ضعيفة ، وحقن ابناء شعبنا بجراثيم ثقافية جاهلية تشوه ثقافتنا الحضارية الى ان تكتمل عملية التآكل الداخلي ويسقط مجتمعنا ركاماً من الخرائب المادية والنفسية ، فيحركون بلدوزارتهم وآلاتهم وجرافاتهم وعمالهم لتنظيف بيئة وطننا الجغرافية من آثار دمار وخراب وركام اتنياتنا وطوائفنا وفئوياتنا . وهذا لا يتحقق لهم الا بالخطة التي توصلوا اليها بعد دراسات وأبحاث وتحليلات ومناقشات وكانت الخطة هي:" تفجير الفوضى الخلاقة "التي تقوم على ركيزتين هما : الأولى تفجير وتدمير مجتمعنا ، والثانية خلق البيئة الصالحة والجو الملائم لاقامة مشروعهم . والمناداة اليوم بالدولة اليهودية لليهود هي من ضمن خطتهم لاقامة مهزلات مشيخات مذهبية هزيلة ، وامارات طائفية تكفيرية ، ومحميات أسرية أوعائلية متزمتة انانية يسمونها دول. وهذه اللعبة لا تنطلي الا على الأغبياء . ومخطيء من يظن أن أعداءنا سيسمحون بدوام امارات ومشيخات ومحميات واقطاعيات عائلية أو اتنية في بلاد الشام والرافدين،او انهم سيسمحون لنا بالبقاء في قواويش وزرائب وأقفاص واسطبلات اتنية وطائفية ومذهبية وقبائلية وعشائرية وفئوية في الموقع الجغرافي الاستراتيجي الممتاز في قلب العالم .فهم لم ينفقوا مئات الترليونات من المال،ويدفعوا مئات الآلاف بل الملايين من الجنود ، ويبذلوا الجهود الخارقة والفظيعة من اجل اقامة ممالك وامارات ومشيخات كرمى لعيون عبيد ٍ اغبياء مجانين جاهليين همجيين متوحشين مكانهم الطبيعي في محاجر مغلقة ، وسراديب خانقة ، وقبور عفنة لا نوافذ لها لتمنع نتنهم من الانتشار. وقد ظهرت بوادر مشروعهم عندما اجتاحوا العراق ودمروا بنيته التحتية وفتكوا بأهله فخدعوا أبناء أمتنا الاكراد وأنشؤوا دولة "كردستان العراق " ولا زالوا يعملون لانشاء " دولة سنة العراق " و" دولة شيعة العراق " و " محمية أشوريي العراق " . وبدلاً من أن يكون وطن الكردي والسني والشيعي والأشوري هو كامل بلاد الرافدين والشام كلها من المتوسط الى الخليج ، ومن تركيا الى حدود مصر يكتفي المتعصبون الجاهليون بمحجر صحي للاكراد في الشمال ومحجر صحي للسنة في الوسط ومحجر صحي للشيعة في الجنوب ومحجر صغير للاشوريين يتجاذبه ويتناتشه متعصبو الاكراد والسنة والشيعة . وكذلك يعمل الاغبياء والعملاء والخونة لاقامة محاجر صحية وزرائب طائفية ومذهبية في كل ربوع بلاد الشام والرافدين . وبدلاً من أن يكون حق كل مواطن من هؤلاء ثابت له ولذريته من بعده في كامل ربوع بلاد الشام والرافدين اعتباراً من بداية تاريخ الانسانية الى ما سوف تكون الانسانية في مقبل العصور مُسخ حقه وشـُوّه ليصبح ساطوراً فوق رأسه بيد حكومة الولايات المتحدة الاميركية التي أنشأت كيان " دولة كردستان العراق " وتعمل على انشاء دويلات : " شيعة وسنة وأشوريي العراق "
ان خطة الأعداء هي افراغ وطننا من وجودنا فيه ، واقامة قاعدة تحكـّـُمهم واشرافهم على العالم من على أرض وطننا . هذه هي حقيقة عدوانهم وهذا ما يجب علينا التنبه اليه والعمل على افشاله وكسره وقهره ورد كيدهم الى نحورهم ولو كان حجم التضحيات من اجسادنا ما يمكن أن يصل الى أبعد أبعاد السماء .
لقد جرَّب الكثيرون من مجانين الأمم ومعتوهيها ممن توفرت لهم الظروف أو حالفهم الحظ في قيادة جيوش ارهابية جرارة أن ينفـّذوا مشروع الهيمنة والسيطرة فدخلوا التاريخ ، ولكن ليس كل من دخل التاريخ كان منتصرا ، بل ان اكثر من دخل التاريخ كان منهزما ومقهوراً ، لأن الانتصار الحقيقي هو الانتصار بالحق والفضيلة، وللحق والفضيلة، وهذا هو انتصار الحضارة. وكذلك الهزيمة هي الهزيمة باعتماد الباطل والرذيلة ، وللباطل والرذيلة ، وهذه هي الهزيمة المنكرة التي تعود بالانسان من قمم الحضارة الى دهاليز الهمجية والتوحش.
التاريخ سجل حياة الأمم
والتاريخ ، كما يقول العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعداده هو : "سجل حياة الأمم".وسجل حياة الأمم هو السجل الكامل لانتصاراتها وانهزاماتها . لمعالمها المضيئة وعلاماتها الباهتة . لمنجزاتها الراقية واخفاقاتها المخزية.هذا هو التاريخ.وهذا هو مساره.وهذه هي حقيقته. لقد دخلت سجل التاريخ أمم ودول وامبراطوريات كثيرة منذ بداية التاريخ الجلي الذي دشنته الأمة السورية بابتكار حروف هجائيتها وابداع فلسفة علاقاتها وتواصلها مع الشعوب الأخرى.وبدخولها في التاريخ الجلي أصبحت خالدة في الجلاء والوضوح . ولكن الوضوح يفرز بين الغث والثمين. بين المنطفيء والمضيء. بين الانحطاطي والراقي . ومن المحال أن تتساوى قيم الصلاح مع مثالب الطلاح .
لقد سجل التاريخ الجلي الذي بدأ في بلاد الشام والرافدين فصولا من حياة الأمم التي حاولت أن يكون لها شأن في مسيرة الانسانية. ولولا مجيء تلك الأمم الى بلاد الشام والرافدين لما كان لها تاريخ يُذكر. فمصر- وادي النيل دخلت التاريخ من البوابة السورية الجنوبية ، وكذلك الأمبراطورية الفارسية من البوابة الشرقية وبعدها جيوش المغول.وأيضاً دخل اليونان والرومان والصليبيون من المنافذ الشمالية .ودخل العرب المسلمون من بوابة الجنوب .والعثمانيون أيضا دخلوا من بوابة العبودية والارتزاق والخيانة ، والفرنسيون والانكليز دخلوا أيضا من بوابات الخبث والنفاق والفتن .ولولم يدخل كل هؤلاء الى هذه المنطقة المميزة من الأرض لما كنا اليوم نسمع بالفرعون الغازي ولا الاسكندر المجتاح الذي هدم صور وصلب أهلها ، ولا قورش الفارسي الذي ذبح أبناء بابل وهدم معالمها ، ولا امبراطور روما الذي اضطهد مسيحنا وخرّب تدمر ، ولا بالصليبيين الذين خرّبوا معالمنا وسرقوا خيراتنا ، ولا بالعثمانيين الذين هدموا مدارسنا وشوهوا تعاليم مسيحيتنا ومحمديتنا ، ولا بالفرنسيين والانكليز الذين زرعوا بذور الفتنة والكراهية بين أبنائنا حين جعلوا من وطننا أوطاناً ، ومن شعبنا مسوخ شعوب. لقد تخلدت كل تلك الامبراطوريات بغزوها لبلادنا ، وباتصال حياتها بحياتنا فكان المضيء من تاريخها الذي أخذته وأقتبسته عنا ، وكان المخزي هو الذي فعلته في بلادنا من ضروب الهمجية في تدمير تراثنا والتنكيل بنسائنا ورجالنا وأطفالنا .
تعلـَّم اليونان الحروف والقراءة والكتابة والحكمة والفلسفة والحساب والطب وأخذوا الى بلادهم المهندسين والبنائين والاساتذة المعلمين ، وخرّبو مدننا وصلبوا أبناءنا . واخذ الرومان الشرع وهندسة البناء ومحاصيل الزراعة ورسالة المسيح المحبة وهيّجوا علينا ثقافة التخلف اليهودية وضروب الخراب النفسي والعمراني . وما فعله العثمانيون والصليبيون والفرنسيون والانكليز وما يفعله اليوم الأميركيون شاهد وبرهان على أنه ليس لابن النور صديق بين أبناء الظلمة . وبقدر ما يبذل لهم من المحبة يبذلون له من الكراهية والبغضاء أضعاف أضعاف أضعاف. وهذا ما تقوم به الآن الولايات المتحدة الأميركية التي تريد الدخول الى بلادنا من جميع بوابات الاجرام والارهاب واللصوصية والخبث لتنفـّذ ما عجزت عن تنفيذه جميع القوى العدوانية التي ظهرت عبر التاريخ .
القرار الصحيح لتغيير مسار التاريخ المنحرف
بعد هذا المشهد، وبعد وضوح أهداف أعدائنا ، ألا يحق لنا أن نعلن هدف أمتنا ومقاومتنا ومهاجمتنا الحقيقي ؟ ألا يتوجب علينا أن نتخذ المسار الصحيح باتجاه النصر، وأعني أن نسقط مفاعيل اتفاقية سايكس بيكو وتفعيل سقوطها هو الخطوة الاستراتيجية التي تغيِّر مسار تاريخنا وتجعل النصر رهن ارادتنا وبأيدينا مهما تكاثر الأعداء واستاء من جهادنا المجرمون الأشرار ؟ أليس الجميع عندنا يقرون بأن سبب بلائنا الحديث هو معاهدة سايكس- بيكو التي نعيش في أقفاصها اليوم ؟ أليس الجميع يرددون أن ما يراد لنا هو معاهدة جديدة مثل معاهدة سايكس- بيكو تقسِّم المقسَّم ،وتجزيء المجزأ لدوام سيطرتهم علينا ؟ أليس الجميع في بلادنا حكاما وشعوباً ومواطنين يعلمون ويرددون أن ضعفنا يكمن في حماقاتنا وتقاتلنا ،وأن قوتنا لا يمكن أن تنشأ الا من خلال وعينا وتنبهنا لوحدة حياتنا ومصالحنا والاعتماد على أنفسنا ؟ أليس من لا يزرع هو دائما عبد لمن يطعمه ؟ وان من لا يعصر شرابه بيده لا يأمن على نفسه من تناول شراب من يعصر الشراب المسموم ؟ وأن من لا ينسج ثيابه بنفسه يبقى معرضا لأن يعيش عريانا ؟ وأن من لا يعتمد على نفسه ، لا أحد يدافع عنه عندما تدلهم الخطوب وتهب الويلات ؟
ان جيلنا هو الآن أمام خيارين : خيار القبول بالانطفاء مختاراً، والذهاب الى النوم في القبور راغباً، والاستسلام لحياة الذل والهوان والقهر مرغماً.وخيار آخر هو رفض كل ما يجعلنا صغاراً جبناء أمام أنفسنا وأمام أعدائنا وأصدقائنا ، ويخلـِّدنا لعنة على لسان الأجيال ووصمة عار في صفحات التاريخ . أما خيار أمتنا فهو خيار واحد وحيد لا خيار إلا َّه هو النصر الذي نسير به الى نصر ٍأكبر ليس بعده الا فوار انتصارات .
و شعوب العالم اليوم هي أيضاً أمام خيارين : خيار الالتحاق بالمجرمين الذين انطفأت انسانيتهم ، وخيار النهوض الذي تمارسه الشعوب العزيزة وتحمي به كرامتها وعزتها وسيادتها على نفسها وتضع لدول الارهاب والتكفير والاستكبار نهايتها .
لقد ثبتت ارادة أمتنا أمام جميع الغزوات والاجتياحات والاعتداءات وكانت كلما دمّر الغزاة تراثها وآثارها ونتاج عباقرتها تطل على الكون من جديد بتراث أجود ، وبآثار أبدع ، وبنتاج أروع ،لأن قوة الحياة فيها أقوى من تتالي وتراكم الاعتداءات . ولذلك نقول لكل من يشكك بقدرة أمتنا على الانتصار أنه كما انتصرت في الماضي على الغزاة القدامى قادرة على الانتصار على الغزاة الجدد .
نداء الى أحرار الأمة الأمناء
فيا ابناء أمتنا الواعين الأحرار في بلاد الشام والرافين . في فلسطين ولبنان ، والشام والأردن ، والعراق ، والكويت ، وكردستان العراق في وعيكم وتنبهكم لوحدة حياتكم ومصالحكم وحقوقكم بداية الخروج من النفق المظلم، وبارادتكم لا بارادة غيركم تغيرون ما بنفوسكم وتكتبون صفحة فجر نهضتكم وانتصاركم .في نفوسكم الواعية الأبية يكمن الرجاء . أنتم وحدكم أمل من لا يزالون في الأرحام . أنتم أمل العالم المتمدن وموضع رجائه. أنتم حملة رسالات الحضارة وهداية البشر .أنتم قدوة المجاهدين بالحق المبين .
ان انقاذ وجودنا وحياتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلاً يتطلب أول ما يتطلب ان نزيل الحواجز النفسية والمادية بين الحبوس التي رسمها لنا الأعداء في معاهدة سايكس بيكو ووضعونا فيها، واغلقوا النوافذ علينا لا أن نستمر في تلك الحبوس الكهوف خانعين ومتوهمين أن فيها الأمان والخلاص. الأعداء الآن يعملون جاهدين لتصغيرها وتضييقها ليجبرونا على تنحيف أجسادنا وتقزيم مطامحنا لنتكيف مع ضيقها وصغرها وعـفـنها . هم يريدوننا اليوم أن ترتدي نساؤنا ثياب أطفالنا الرضّع، وأن ينتعل رجالنا الأبطال أحذية الأجنة الذين لا يزالون في أرحام الأمهات .
ان معاهدة سايكس- بيكو هي المسلخ الذي ساقونا اليه ، والاسطبل الذي حبسونا فيه ، والقبر الذي دفنونا فيه ونحن أحياء. فلا حياة للبنانيين والفلسطينيين والشاميين والعراقيين والأردنيين والكويتيين والأكراد الا بتدمير المسلخ . وهدم الاسطبل . والخروج من القبر قبل ان تتعـفـن الكيانات ، وتهتريء العقول ، وتنتن النفوس .
ان التحدي الكبير لحكامنا ومواطنينا في العراق والشام والكويت والأردن ولبنان وفلسطين وكردستان العراق هو في تمزيقهم لمعاهدة سايكس بيكو وإبطال مفعولها ، وتشكيلهم مجلساً منهم جميعا يديرون من خلاله أحوال أبناء هذه المنطقة لما فيه الخير والأمان والرفاه فيـُكشح الضباب عن وجه رسالات الحضارة المسيحية والمحمدية والعروبية والانسانية ، لأن أمتنا هي رحمها وحضنها ومهدها ونبعها،ولا قيمة راقية لهذه الرسالات الا باتصالها بنبعها الزاخر بالعطاء .
يا أبناء الحياة في بلاد الشام والرافدين لقد بدأت عواصف العدوان الخارجي وجاهلية التآكل الداخلي تتكسر على شواطيء وعيكم وقوة ايمانكم وممتازية مزيجكم وفعل ارادتكم واسطورية صمودكم ، فما نالوا منكم في فلسطين ولا أرعبوكم في لبنان ، ولا حطموا ارادتكم في العراق ولا استطاعوا أن يلووا عزيمتكم في الشام . أبعد كل هذه البطولات هل يحق أو يجوز السكوت والوقوف متهيبين واجمين أمام معاهدة سايكس- بيكو التي أبرمها المجرمون لتحرف مسيرة أمتنا عن النهضة الى الانحطاط ؟ هل يجوز أن نترك الأنانيين النفعيين الجبناء والخونة والمتآمرين يفعلون ما يشاؤون ليشبعوا شهواتهم الخصوصية التي لم تجلب على شعبنا الا الويل والمآسي وفظائع الخراب ؟
ان الله ليس بحاجة الى من ينصره لأنه ليس بعاجز ولا معاق ، بل هو الناصر العادل الذي لا يظلم أحداُ ولا يساعد أحداً على ظلم أحد . هو العادل القائل :" من عمل صالحاً فلنفسه ، ومن أساء فعليها " . فاذا كانت طبيعتنا شريرة وأفعالنا فاسدة سيئة فلا شيء في الوجود يُغيّر طبعنا ويجعل من فساد أعمالنا صلاحا . وحتى الله لا يقبل ولا يرضى على ذاته الالهية الا أن يعيّن الفساد ويحكم على الفاسدين. أما اذا كانت نفوسنا صالحة خيِّرة جميلة عزيزة ، وأعمالنا صالحة خيّرة جميلة عزيزة فنحن من يصنع الانتصار ، والله بعدله الإلهي بعد ذلك لا يمكن الا أن يرضى ويُصدّق ويُصادق على الانتصار . لقد ورد في القرآن الكريم : " لايغيِّر الله ما بقوم ٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم " وانطلاقاً من هذا القول الحكيم نقول :ان الله لا ينصرُ من لا ينصرُ نفسه .
الداء الفتاك أصبح واضحاً،وينبغي ايجاد الدواء قبل استفحاله . وأعني داء الفتك بالانسانية الحضارية لصالح الهمجية. ومن يعتقد أن بلائحة العقاقير يمكن النجاة فهو واهم لأن داء الهمجية ما عاد يُـولد بالصدف بل أصبح يُزرع زراعة، ويُصنـّع تصنيعاً . وأصبحت له مختبرات تـُنمّيه وتـُطوّره . وأصبح له علماء وفلاسفة ومهندسون وفنيون وأدباء واقتصاديون وأعلاميون وجيوش وادارة وقيادة متحكمة بكل عمليات زرعه وتصنيعه وانتاجه وتنميته وتطويره وتوسيع انتشاره، وهو ما يطلق عليه اليوم:" الارهاب"،ولكن الارهاب لم يكن يوما هو المشكلة كما يحلو للبعض أن يقول ، لأنه مرفوض ومكروه من جميع الناس بالفطرة الانسانية والطبيعة الحضارية . ولذلك لم تعد مكافحة الارهاب هي الوسيلة الأصوب، بل الوسيلة الأصوب والأصح والأنفع هي مكافحة زارعي بذور الارهاب و مصنعي الارهاب ومطوري وسائل انتشاره وهيجانه وهم هم بالذات الذين يشكلون الاخطبوط الأميركي- اليهودي – الماسوني المنفلت من عصور أعاميق ظلمات كهوف الدهور المليئة بجراثيم ومكروبات الهمجية والتوحش . فاذا كافحنا الارهاب ولم نكافح هذا الاخطبوط الزارع والمصنـِّع والمتاجر بالارهاب ، فسيستمر الارهاب يدمر كل ما ننتجه من معارف وعلوم وأخلاق وفنون الحضارة . فالحرب في بلاد الشام والرافدين حرب وجود تستهدف التراب وباطن التراب، والماء والهواء ، والحجر والشجر، والحيوان والبشر، وما في الاصلاب وما في الارحام، ولن توفـِّر الأصلاب والارحام ، ولا يرضى العدوانيون الا موقع بيئتنا خالية من كل أثر لحياتنا فيها .
ان المعركة الجارية في الشام الآن هي معركة حياتنا وموتنا وتتطلب من كل ذي ضمير حيّ ووعيّ سليم وبقية من كرامة أن يلتحق بجميع جبهات القتال ، وأول هذه الجبهات الجبهة النفسية التي تقوم على اجتثاث واستئصال كل شعور يبرر حتى الهدنة مع هذا الاخطبوط المتوحش ، وثاني هذه الجبهات قطع ألسنتنا اذا تحولت الألسنة الى ناطقة بالزور ومروجة للأعذار التي تلطـِّف من بشاعة جرائم المجرمين ، وثالث هذه الجبهات أن نضع حدا لحياتنا اذا أصبحت حياتنا في خدمة هذا التحالف العدواني المجرم ، ورابع هذه الجبهات استئصال الجبن والجبناء والخيانة والخونة واجتثاث كل أثر يمت الى الجبانة والخيانة بصلة . فلا عذر يدفع الى القعود والتخاذل والتهرب من الاشتراك في الدفاع عن حقنا في الوجود والحياة بعد اليوم لأي من أبناء جيلنا الأحرار الأعزاء في فلسطين ولبنان، والشام والأردن ، والعراق وكردستان العراق والكويت . فأصدقاؤنا صاروا معروفين وأعداؤنا كذلك أيضاً معروفون .فمن يركن للأعداء جاهل، ومن يُفرِّط بالأصدقاء غبي، ومن يساوي بين الأصدقاء والأعداء مجنون ،ومن لا يعرف كيف يوطـِّد علاقاته وينشطها ويقويها مع الأصدقاء ويواجه الأعداء ويكسر صلفهم وعدوانهم لا يستحق الحياة وشرف الحياة. أعداؤنا أصبحوا في بيوتنا . هم العملاء الخونة المأجورون الذين يسهـّلون للأعداء الخارجيين أجرامهم . الفظوهم من بين صفوفكم ولا تخافوا لومة لائم حتى ولو كانوا أجداداً وجدات ، وآباء وأمهات ، وأعماماً وعمات ، وخالات وخالات ، وأبناء وبناتا ، وأحفاداً وحفيدات .فهؤلاء ليسوا منا ولا يشرفنا أن يكونوا منا أوننتمي اليهم وينتمون الينا. فقد نعت الله نفسه بالصفات الحسنى ومن المحال أن يقبل ذرة واحدة من نعوت السوء والبشاعة . وكم كان مصيباً العالم الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده حين وجه نداءه الينا في نهاية مؤلفه : " الاسلام في رسالتيه : المسيحية والمحمدية" قائلاً:
"أيها السوريون المقيمون والمهاجرون ارحموا أنفسكم وعيالكم وذريتكم يرحمكم الله . انبذوا الذين يريدون بكم شقاقاً، والتفوا حول الذين يريدون بكم وفاقا. واتركوا قضايا الأخرى للأخرى وتعالوا الى كلمة سواء تجمع شملنا وتعيد الينا وطننا وأهلنا وعزنا وكرامتنا وحقوقنا ومصالحنا . تعالوا الى رابطة كل سوري وسورية بكل سوري وسورية ورابطة الأجيال السورية الماضية والحاضرة والمقبلة ". فبالاستجابة لهذا النداء نستطيع مواجهة مصنع
|