في الكتاب الذي صدر لي في البرازيل في 16 تشرين الثاني 2012 الذي يحمل عنوان " أضواء سورية قومية اجتماعية "مقالة بعنوان: " أرياح الهمجية الأميركية تتلاشي أمام نورانية الحضارة السورية " قلت فيها بالنسبة للحرب العدوانية العالمية على بلادنا وخاصة الدائرة اليوم على أرض الشام والعراق :"لقد أصبح المشهد واضحاً لكل من له عقلٌ يدرك، وعيونٌ ترى،وضميرٌ يميّز ،ونفسٌ راقية أن الصدام الحقيقي في بلاد الرافدين والشام هوصدام بين الوحشية والمدنية. بين الهمجية والحضارة . بين الانسانية الطامحة الى أبعد آفاق الطموح والجنونية المتدهورة الى أقصى دركات الجنون.انها حرب مصيرية بين همجية الولايات المتحدة وحضارة بلاد الشام والرافدين . واذا كان الأغبياء الضالون المضللون لا يعون ذلك فليس بمستهجن ولا غرابة في ذلك لأنهم يعيشون في الظلمة ، ويقتاتون من عفن دهاليز المقابر المنتنة، ويخافون الخروج الى النور ومعرفة حقائق الأشياء والأحداث . ومن كانت هذه حاله ،فمن الغباء أن يُؤمَنَ جانبه ويُرجى خيره لأنه انفصل عن الحالة الانسانية والصفة الانسانية انسلخت عنه وصار أحط من البهائم الشاردة في غابات العصور الحجرية البائدة ".
وورد في المقالة المذكورة أيضاً المقطع التالي : " ان ما يحدث اليوم في بلادنا هو صدام مصيري بين الهمجية المتوحشة التي تتبناها الولايات المتحدة الأميركية التي تقود قطعان همجيات الأمم ابتداءً من دول همجية استعمارية كبيرة كبريطانية وفرنسا وتركيا العثمانية وحتى مصر المتغابية عن التاريخ العريق الى عصابات السعوديين والقطريين والأعراب الجاهليين والمذهبيين التكفيريين والمرتزقة والمجرمين ، وبين الحضارة السورية الانسانية مبدعة الرسالات التمدنية الكبرى في التاريخ من الحمورابية التشريعية ، الى الأوغاريتية الابداعية والبيتاغورية الفكرية والرواقية الاخلاقية الى الموسوية المستوحاة من الكنعانية الثقافية، الى المسيحية والمحمدية الروحانيتين الى فلسفة الانسان - المجتمع المدرحية. انها حرب الحياة والموت بين الوحشية والانسانية تجري على أرضنا من فلسطين الى لبنان الى الشام الى العراق ."
ومن الكلام المتقدم يتبيّن أن حقيقة الصدام واضحة ، وأطراف الصدام أيضاً واضحة ، وأهداف الصدام واضحة كذلك ، وكذلك أساليب الصدام والأدوات . وهذا ما جعلني أحصر مصدر العدوان وأهدافه في المقالة التي كتبتها تحت عنوان:" جيلنا أمام خيارين : الاستسلام للعدوان او المقاومة البطوية " ضد منظومة مثلث التحالف المكونة من حكومة الولايات المتحدة الأميركية المتهودة ، وادارة منظمة الصهيونية اليهودية العالمية وقيادة منظمة محافل الماسونية اليهودية المتسترة والمتخفية خلف جمعيات الماسونيين السذج المنادين والمبوقين ببغائياً بالأخوة والحرية والمساواة ومعسول الكلام المشبَّع بالسموم .
لم يعد من شك في أن حكومة الولايات المتحدة الاميركية هي هي رأس حربة العدوان والاعتداء وقائدة العدوان واالتعدي ليس على سوريا وحسب وانما على كل ظاهرة حضارية تمدنية في أي شعب من الشعوب في العالم .انه العدوان على جميع الشعوب فضلاً عن كونه عدوان على الذات أيضاً .ولن يسلم المعتدي الأميركي من عدوانه مهما حاول ذلك ، بل سيتآكل من داخله ويسقط ،وسيثقب من خارجه ويُدمر . وكما ان المجنون لا يرى الكمال الا في جنونه فحكومة الولايات المتحدة الأميركية لا ترى المدنية الا في همجيتها، ولا تستطيع أن تتصور الحضارة الا في توحشها وممارسة عدوانيتها وتكريس مفاهيم حمقها وسعارها . والمجتمع الذي وصل الى هذا الدرك من الرداءة والحماقة والجنون والغطرسة هو مجتمع يحتضر بعد ان حكم على نفسه بنفسه الرديئة الحمقى المجنونة المتغطرسة . ان حكومة الولايات المتحدة مخلوق خرافي فارغ حتى من ظلال أدنى مكرمة انسانية، وممتليء بمثالب العصور ومفاسد الدهور وديدان القبور وعفن المغاور والكهوف التي حرمتها طبقات الجاهلية المتراكمة والمتلبدة من رؤية النور. فكل ما يناقض جنونها بالنسبة لها مرذول، وكل مل يخدم همجيتها بحسب مفاهيمها مقبول . تقول بحقوق الانسان وترفض ان يكون في هذا العالم غيرها انسان . تتشدق بالحرية ولكن بحريتها في استعباد البلاد والعباد . تهرطق بالديمقراطية وتحصرها في خدمة شهواتها وانانياتها واطاعة حماقاتها . تتغنى بأنظمة انتخاباتها التي تنتقي الزوان من قمحها وتخزنه ،وتتلف بيادر القمح وترمي بها الى النيران .ترفع حثالات أبناء بلادها لاحتلال مراكز الصدارة والقيادة والقرار ، وتستبعد الكرام من أبناء شعبها وتضعهم في الزرائب يئنون من الجوع والعطش والعذاب . الجوع للاخلاق . والعطش للفضائل . والعذاب من التذلل لليهودية التي اضطهدت وصلبت السيد المسيح الذي به يؤمنون ولم تعترف به يوماً الا كاذباً ودجالاً .لا تسمح لكريم فاضل من شعبها أن يعبِّر عن انسانيته ويرفض همجيتها التي تلفّ ُ كبارها وصغارها ، ونساءها ورجالها ، وعادييها ونوابغها .وتجيز لنفسها وتحلل كل فساد ، وتحرِّم على غيرها كل صلاح . ولا حق في هذا الوجود بحسب وهمها الا الخنوع والخضوع لمشيئتها الجائرة ورغباتها التغطرسية الحقودة ، وحمقها الكريه الذي تصبه على سوريا ، ولا تترك فرصة الاوتنتهزها لبث شرورها وجرائمها دون وازع من ضمير، او رادع من أخلاق .
فهي كما يقـول المحلل الاستراتيجي العميد الدكتورأمين حطيط في مقاله " الاحساس بالفشل يُسعِّر المواقف الاميركية ضد سورية " المنشور في صحيفة الثورة الدمشقية بتاريخ 17 /03 /2014 :" ان اميركا تجيز لنفسها ان تناقش و تقر في الكونغرس مسألة تسليح الارهابيين في سورية، و تنكر و تبدي القلق من قيام مجلس الشعب السوري بمناقشة قانون الانتخاب في سورية ." هذه هي ميزة أوخصوصية أوطبيعة حكومة الولايات المتحدة الأميركية التي تفردت بها في عدوانها على بلادنا ولا تزال تفاخر بها . لكن هذا ليس بالمستهجن على حكومة طبيعتها العدوان وأقصى ما تحلم به التوحش في ممارسة الاعتداء والمباهاة في العدوان . وليس بالغريب على عصابة مجرمة كعصابة حكومة الولايات المتحدة تضلل شعبها بالأكاذيب، وتحجب الحقائق عن عيون المتنورين من أبناء شعبها بالاشاعات والشائعات والباطيل أن تمارس وتكرس في نهجها أسوأ الأساليب وأحط الاجراءات . وهذا ما يجب علينا ان نعيه ونفهمه لكي نستطيع أن نواجه هذا العدوان الفريد في التاريخ . ومن يعتقد أو يظن أنني أتحامل على تلك الحكومة التي تهيمن على منظمة حكومات القطعان البشرية التي يسمونها " منظمة الأمم المتحدة " ومجلس البغي والطغيان الذي يطلقون عليه " مجلس الأمن الدولي " أحيله الى شهادة شاهد من اهل البيت الأميركي الكاتب الأميركي الشريف الفهيم الشجاع " بول كريغ روبيرتس" في مقالته يوم 16 آذار 2014 على موقع معهد الاقتصاد السياسي ( انستيتيوت فور اكونوميك بوليتيك ) التي أقتطف منها العبارات المعبّرة التالية :
" الديمقرطية لواشنطن وحكومات الدمى الاميركية التي تسيطر في المانيا ، والمملكة المتحدة الانكليزية وفرنسة هي ديمقراطية غير مقبولة عندما لا تخدم أجندات واشنطن في الهيمنة على العالم باسره .
لقد صرَّح النازي الجديد الناطق المغفل باسم البيت الأبيض بشأن الاستفتاء الذي جرى في شبه جزيرة القرم قائلا :ان البيت الابيض والمجتمع الدولي لا يعترفان بنتائج الاستفتاء الديمقراطي التى حصلت هناك "مدعيا بكل غطرسة وصلف أنه صوت " المجتمع الدولي ".
ان العالم كله الآن يعرف أنه تصريح كاذب ، وان الكذب أصبح السمة المميزة البارزة لحكومة واشنطن ، وان وسائل الاعلام الخاضعة لها تنقل وتروج لأسوأ واخطر اعلام كاذب شهده العالم في حياته .
لقد أثبتت واشنطن انها سيدة الأكاذيب ابتداء من كذبها بأن صدام حسين لديه اسلحة الدمار الشامل وعلى صلة بتنظيم القاعدة ،الى الكذب باستخدام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيماوية ضد مواطنيه ،الى الادعاء بأن ايران لديها برنامج انتاج الأسلحة النووية ، الى الزعم بان القذافي كان يقدم حبوب الفياغرا الى جنوده بهدف التشجيع على اغتصاب النساء الليبيات ، الى كذبة غزو روسيا لشبه جزيرة القرم ،الى الادعاء ان أسامة بن لادن كان العقل المدبر لأحداث 11 أيلول .
في الواقع ، لقد أصبحت كلمة واشنطن عند الأشخاص الواعين مرادفة لكلمة الكذب .
متى يقوم العالم بمعاقبة هذه المنظمة المجرمة التي تزعم انها حكومة الولايات المتحدة الأميركية ؟
متى تقوم محكمة جرائم الحرب والمحكمة الجنائية الدولية باصدار مذكرات اعتقال بحق أوباما وجميع أفراد نظامه المجرم وكذلك بوش وكلينتون وجميع معاونيهم ؟
متى يتم سجن أعضاء حكومة الولايات المتحدة الأميركية العاملين المتورطين وكذلك جميع الاعضاء المجرمين ؟
الى متى يتحمل العالم الدمار المتواصل الذي تقوم به واشنطن للبلدان والشعوب من الصومال الى أفغانستان الى العراق الى ليبيا الى اليمن الى باكستان الى سوريا الى أوكرانيا الى بلدان لائحة الانتظار المستهدفة روسيا وايران والصين ؟
ان حكومة الولايات المتحدة الأميركية هي اسوأ شركة اجرامية في تاريخ العالم ، وحقيقتها انه ليس فيها ولا أي واحد من أعضائها قال الحقيقة عن أي شيء طوال فترة القرن 21 بأكمله.فالسلطة التنفيذية مهيمنة باستمرار على الكونغرس وأعضائه الجبناء ، الضعفاء ، الحمقى المعتوهين المحتقرين ، الجلوس هناك في مجلس لا طائل منه ولا نفع ،وأفضل ما ينبغي هو الغاؤه . أتوقع و آمل أن يصدر أوباما امراً تنفيذياً بالغاء هذه المؤسسة عديمة الفائدة في اي لحظة. لكن " لدينا الحرية والديمقراطية " الحقيقة أن كل ما في الكون من شر يتركز ويتمركز في واشنطن ، وهذا هو الشر الذي يدمر الملايين من الأرواح .وهذا هو الشر الذي سيدمر العالم " .
هذه هي سمات حكومة الولايات المتحدة الأميركية التي يفضحها أحد الشرفاء الكرام من أبناء تلك البلاد التي تسلل الى قيادتها شذاذ الآفاق اللصوص المجرمون الذين كشفهم منذ تسعين سنة العالم الاجتماعي السوري أنطون سعاده في مقالته التي نشرها في مجلة المجلة في سان باولو في البرازيل تحت عنون : " سقوط الولايات المتحدة من عالم الانسانية الأدبي " في ايار عام 1924 ، والتي ورد فيها :
" وغداً اذا لاقى الأميركيون من الوطنيين السوريين اعراضاً ونفوراً جزاء اقدامهم على امتهان كرامة سوريا فقد لا يمنعهم شيء عن أن يتهموا السوريين بالتوحش والهمجية،وأن ينسبوا اليهم كل فرية هم براء منها . من يمنعهم ؟ أضمائرهم وقد ماتت ؟ اقلوبهم وقد تحجرت ؟ أعواطفهم وقد اضمحلت ؟ أأدمغتهم وقد نضبت ؟ أأنسانيتهم وقد أمحلت ؟ أنوابغهم المصلحون والأرض خلاء منهم الان ؟... في الساعة التي أمضت الولايات المتحدة صك المصادقة على استعمار فرنسا لسوريا مع ما تعلمه بما يحل بسوريا من ويلات ذلك الاستعمار أمضى التاريخ حكمه وسقطت الولايات المتحدة سقوطاً أدبياً مخجلاً وستظل الولايات المتحدة ساقطة الى يوم يغيّر فيه الأميركيون ما بانفسهم " ولكن حكام الولايات المتحدة بعد كل هذه السنين من السقوط أمعنوا في استئصال ما في نفوسهم وتفريغها من بقايا الانسانية ليكتمل سقوطهم الهائل في هاوية عباب همجية ليس لها قرار، فعـز على أحد أبناء الولايات المتحدة الشرفاء الكاتب الواعي الجريء " بول كريغ روبيرتس" فنعت حكومة واشنطن "بالشر الذي يدمّر الملايين من الأرواح ، وبالشر الذي سيدمر العالم . متسائلا في تعجب : الى متى يتحمل العالم الدمار المتواصل الذي تقوم به حكومة واشنطن للبلدان والشعوب ؟!"
فيا أبناء بلاد الشام والرافدين هذه هي حقيقة المعتدي على وجودنا حاضراً ومستقبلاً ،وهذه هي حقيقة العدوان . وفناؤنا هو ما يريده الأعداء ، ولن يتوقف المعتدون عن تدميرنا ارضاً واجيالاً وحضارة ً وتاريخاً اذا تراخينا وتقاعسنا عن الجهاد . ولن ينقذنا من المصير القاتم الرهيب الا البطولة الواعية المؤمنة المؤيدة بصحة عقيدة ٍ قوميةٍ اجتماعية ٍ انسانية ٍ فاضلة ٍ وسائلها الى العز الصراع والثبات والصبر لتحقيق اعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ .
لقد ترك لنا المعلم سعاده حكمة لا بديل عن العمل بها اذا اردنا حياة الكرامة والعز تتلخص بهذه
الكلمات : " الذي يسقط في العراك غير مستسلم قد يكون غـُلب لكنه لم يُقهر. يُقهر قهراً الذي يستسلم ويخنع .
ويلٌ للمستسلمين الذين يرفضون الصراع فيرفضون الحرية وينالون العبودية التي يستحقون "
|