إن المثال الأعلى للفرد ، والأسرة ،والمجتمع، والأمة، والإنسانية هو السعادة المطلقة في هذا العالم .والحافز الأساسي لتحقيق هذا المثال الأعلى هو المحبة. فإذا لم يكن هناك محبة،فلا يمكن للبشرية أن تحقق السعادة الحقيقية.
ولذلك، فإن عقيدة الحب المادي - الروحي هي المذهب الوحيد الذي يمكن أن ينقذ العالم من جحيم الدمارالمميت ويأخذه إلى جنة الحضارة التي يمكن أن تجعلنا نعيش في سلام حقيقي . وهكذا ندرك ونفهم لماذا وهبنا الخالق العقل الذي يمكن أن يرشدنا نحو الحق والخير والصلاح والجمال .
إن عقيدة المحبة تعظ الجميع وتقولوا لهم : كونوا محبّين حتى ولو لم تتلقوا الحب ، وحتى لو لم تكونوا محبوبين ، لأن الذي خلقنا خلق عالمنا بحب ولم يكن ينتظر ان يكون محبوباً .
ان أفضل المعتقدات هو الاعتقاد بمبدأ الحب الذي هو جوهر الحياة ، وليس هناك قيمة باقية للحياة بدون جوهرها .
فالحياة الفاضلة هي أن نحيا الحياة بالحب لفعل الخير ، الحب الذي يوزّع اللطافة ، الحب الذي يوسّع آفاق الحكمة ، الحب الذي يعمم منتجات المعرفة التي يمكن ان تُطمئن العيش بين الأمم في عالمنا ، الحب الذي يوحّد كل جهود الأمم من أجل رفاه البشرية جمعاء حتى تصبح البشرية جديرة بانسانيتها، وجديرة بتمجيد الله الخالق الذي لم يخلق شيئاً بغير الحب الذي يمكن ان يقود الانسانية الى المصير الجميل ، السعيد ، المتسامي .
هذه هي بعض ملامح خصاص العقيدة القومية الاجتماعية المدرحية (المادية - الروحية) التي جاءت بمفهوم مبدأ التفاعل الموحّد الجامع للقوى الانسانية بدافع محبة الحق ، ومحبة الخير ومحبة الجمال ليس من أجل أمة واحدة أو جيل واحد ، بل من أجل سعادة الانسانية في جميع ألأمم وجميع ألأجيال.
وبذلك ، تتحقق سعادة الانسانية الحقيقية بعولمة المحبة ، وهذه هي الحقيقة الكاملة والنقية التي يسعي اليها ويعشقها العالم بكامله .
وهكذا يمكننا أن نفهم القيمة الكبيرة للقول الحكيم للفيلسوف السوري أنطون سعاده عندما قال:"إذااضمحلّ الحبُّ فماذا يبقى من الحقيقةِ؟"
|