في السنوات الاولى التي اعقبت الثورة الانقلابية نشط رفقاء في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية التي كان موقعها في منطقة الصنائع. اذكر منهم الرفيق كمال الحلبي(1)، والرفيق رئيف الداهوك(2) والرفيق انطون داغر(3)
في تلك السنوات التي شهدت حضوراً علنياً للرفقاء وقد برز الرفيق الطالب بسام شلهوب عندما قدّم لاستاذه الدكتور بشير العريضي دراسة عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، جرت طباعتها على الستانسل وتوزيعها مما جعله يُـســتدعى الى التحقيق.
تخرّج الرفيق بسام بشهادة ليسانس في العلوم السياسية والإقتصادية وغادر الى بوسطن وعمل في حقل معالجة وتنقية المياه. تزوج هناك من "فريـال مبارك" ورزقا أربعة أولاد وهو جد لعشرة أحفاد.
لم يكف يوما عن العمل الحزبي، فجعل من بيته محطة لكل مسؤول زار الولايات المتحدة أو طالب علم بحاجة إلى مأوى أو مساعدة.
كان ناشطا في معظم الجمعيات والمؤسسات الأميركية/العربية المناهضة للصهيونية والمدافعة عن حقوق شعبنا في تقرير مصيره.
كان مؤمنا صلبا بالعقيدة، مجاهرا فذا بصحتها أينما جلس، وأمينا على قسمه حتى الرمق الأخير. ثلاثون عاما من العمل الدؤوب في المغترب وهاجسه الوحيد العودة إلى الوطن.
ولد الأمين بسام في بلدة دوما/ قضاء البترون، وتربى في كنف عائلة حملت المبادئ مع المؤسس، أبوه الرفيق الياس شلهوب وامه هدى شلهوب. كان يقيم مع العائلة في بلدة "بطشاي" المجاورة لبلدة "حدت - بيروت"(4) وقد زرته اكثر من مرة بدوافع العمل الحزبي.
عندما انتقلتُ لتولي مسؤولية مكتب عبر الحدود، كان الرفيق بسام من بين الرفقاء الذين كنت اتابعهم حزبياً.
مضت سنوات، واذ عاد الرفيق بسام، تابع نشاطه الحزبي، ليس في بلدته "دوما"، او في منطقة "بطشاي _الحدت"، انما في كل مكان اقام فيه، الى ان استقرّ في منطقة "أدما" في كسروان، مما جعله يتولى مسؤولية ناظر اذاعة، فمنفذ عام.
لم يكن يمرّ الرفيق بسام الى مركز الحزب الا ونلتقي. حكيتُ له مرة عن الدراسة التي قدمها للدكتور بشير العريضي وأفدته اني ما زلت احتفظ بنسخة عنها سوف اعمد على تصويرها فأقدمها له في اول مناسبة. مع الاسف لم اتمكن من زيارته في "ادما"، وما زلتُ احتفظ بالنسخة المصورة التي ساقدمها لعائلته وأنشرها في وقت لاحق.
*
لا يسعني وانا اتكلم عن بلدة "دوما" الا ان اذكر الرفيقين الراحلين فؤاد معلوف(5)، وسمعان شلهوب(6)، والرفيقين عبد النور معلوف(7)، وبشارة الباشا(8) والرفيقة المميزة، حياة اميل الحاج، التي كنت ذكرتها اكثر من مرة في
سياق حديثي عن العمل الحزبي في ستينات القرن الماضي، وكانت تميّزت بصوتها الفيروزي وادائها الجميل للاناشيد، والاغاني الفيروزية، ثم تميّزت أكثر في أعمالها الإجتماعية والثقافية والتي تحمل بصمة المبادئ التي نشأت عليها.
من المؤسف ان الأمين بسام لم يتمكن من كتابة معلوماته عن العمل الحزبي في "دوما"، ومسيرته الحزبية النضالية الطويلة في الوطن وعبر الحدود. آمل ان يفعل ذلك الرفيقان عبد النور معلوف وبشارة الباشا اذ لا يصح ان يضيع تاريخ العمل الحزبي في "دوما" التي عرفت الحزب منذ بدايات التأسيس.
*
من رسائلي الى الامين د. بسام
كنتُ وجهت الى الامين الراحل عدّة رسائل، منها تلك التي حملت التاريخ 23/08/2017، وهذا نصها:
"انت من الذين اعوّل عليهم ليكون معنا في موضوع هام ومقدّس لا يحظى، مع الاسف، بالكثير من الاهتمام.
ان التقينا، وحكيت، لبكينا معاً على تاريخ يضيع.
كنت وجهت على ما اذكر اكثر من رسالة اليك، منهاالمرفقة تاريخ 08/02/2016
لست من الذين يحتاجون الى نصح او ارشاد فأنت قومي حقيقي منذ عرفتك، وأعلم مقدار وعيك والتزامك.
اني، فقط، ادعوك، لان تدون، الى سيرتك ومسيرتك الغنيتين، كل ما تملك من معلومات تفيد تاريخ الحزب، بدءاً من دوما، مروراً ببوسطن وفي اي متحد أقمت ونشطت وكان لك حضورك الحزبي، وصولاً الى الجامعة اللبنانية، طالباً، فبطشاي مقيماً، فكسروان منفذاً عاماً لها.
كل ما تخطّه يبقى للمستقبل ويفيد. ان لم تفعل، خسر الحزب بعضاً من تاريخه، فتنضم الخسارة الى خسائر كثيرة.
كم ارجو ان نلتقي لحديث صادق ان زرت "ضهور الشوير" فأنا فيها صيفاً.
مع كل محبتي .
المركز في: 23/08/2017 ولتحي سورية وليحي سعاده
الامين لبيب ناصيف
***
هوامش :
(1) كمال الحلبي: من "ينطا" ومن الرفقاء الذين يتمتعون بسوية متقدمة من الوعي والوجدان القوميين. تولى مسؤوليات حزبية، نشط في الستينات، منح رتبة الامانة.
(2) رئيف الداهوك: من بلدة "بعقلين". كان نشط جيداً، ويملك كفاءة جيدة في العمل الاذاعي. كنت عرفت انه غادر، ربما الى الكويت، ولم اعد اعرف عنه اي شيء. عرفت ايضاً شقيقه الرفيق خليل الداهوك.
(3) انطون داغر: نشط وتولى مسؤولية العمل الحزبي في كلية الحقوق وهو مواطن. تخرّج محامياً، للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(4) بلدة "بطشاي":عرفتها اولاً عندما كنت ازور الامين د. بسام في الستينات، ثم منذ اعوام عندما زرت والرفيق سامي برباري، الرفيق نبيه عودة بعد ان رحلت عقيلته الرفيقة أوديت الحاج (عمة الرفيقة حياة).
(5) فؤاد معلوف: اوردت عنه في اكثر من مناسبة. تخرّج من الجامعة اللبنانية، وبقي ناشطاً حزبياً في "دوما"، وفي منفذية زحلة، وقد انتقل للاقامة فيها الى ان خسرناه شاباً يضج بالحياة.
(6) سمعان حنا شلهوب: كان غادر الى استراليا، ولما عاد وقد تقدم به العمر، مستقراً في بلدته، كان يقوم بنشاط علني، و"تحيا سورية" كلما التقى احداً من رفقائه القدامى. نشرت عنه كلمة بعدما وصلني نبأ رحيله. للاطلاع الدخول الى قسم "البقاء للامة" على الموقع المذكور آنفاً.
(7) عبد النور معلوف: الشقيق الاكبر للرفيق الراحل فؤاد. نشط متولياً مسؤوليات حزبية، مقيم حالياً في نطاق منفذية زحلة. نأمل اذ يقرأ هذه الكلمة ان يهتم بكتابة ما يفيد تاريخ العمل الحزبي في "دوما"، ويسرّنا ان يتصل بنا.
(8) بشارة الباشا: من الرفقاء النالشطين اذاعياً في منفذية سدني، استراليا. زار لبنان اكثر من مرة والتقينا. متميّز بإيمانه القومي الاجتماعي، بحيويته، وباهتمامه بالاذاعة القومية الاجتماعية.
|