وافت المنية الرفيق الشاعر مسعود حمصي، وشيّع في بلدته برج الملوك (مرجعيون) بحضور شعبي وحزبي تقدمه عضو هيئة منح رتبة الامانة الامين فايز ابو العباس، وحضرة منفذ عام مرجعيون الرفيق سامر نقفور.
كان الرفيق مسعود غادر مهجره في اكرا، بعد ان امضى فيه ما يزيد على الخمسين عاماً، كان فيها مواضباً على التزامه، مؤمناً بعقيدة الحزب، وحاضراً بشعره في معظم المناسبات الحزبية .
الرفيق مسعود من مواليد عام 1932. انتمى الى الحزب عام 1947 في منزل الرفيق نسيب ذهبية (1) برأس بيروت. واستحق وسام الثبات نظراً لمضي 50 عاماً على انتمائه والتزامه بقيم النهضة التي لم يتراجع عنها يوماً.
من قصائده اخترنا "الزعيم" التي خاطب بها سعاده في الاول من آذار في احتفال جرى في أوتيل Novotel في اكرا عام 2000. ل. ن.
***
الـــزعـيـــــــــــم
أهـلاً وسـهلاً بـك يا أيـها البطـل هفَّـت لطلـتـك الأكبـاد والـمـقل
وزغـرد الـحيُّ وازدانـت مـرابـعه وسارعـت نـحوك الأحـزاب والـملل
ولا أغـالـي كثيـراً أن أقـول لـك ضجـَّت لمـولـدك الأقطـار والـدول
وكيـف ضجَّت؟! وما تدري لك زمناً تـجـيء فـيـه ولا وقـتاً بـه تـصل
وكنـت ما زلـت تبكي في القماط فهل مـنذ الولادة قـد بانـت لـك السـبل؟
أأنـت حـقـاً نبـيٌّ أم تـراءى لـنا أم أنـت مـمن بـروح الله قـد جُبـلوا؟
لا علـم في الـكون إلا أنـت نبعـته لا خـير فـي الأرض إلا مـنك ينهـطل؟
حاشـا وكـلا، فأنـت مثـلنا بشـر تشـقى وتفـرح، تسترضـي وتنـفـعل
لكـنما أنـت فـرد مخـلص ثقـف وقائـد نـيِّـر زُفَّـت لـك الـمـثل.
وحـين شبيّت واشـتدَّ الـذراع بـك وصـار عـندك نـور الفـكر يشـتغـل
رأيت أرضك قد سـاد الرَغـام بـها وقرَّحـت قلـبها الغـوغـاء والسـفـل
وشـلّ بنيـتها الاجـرام والـكـذب والـجهل والقـهر والأحـقاد والحـِيَـل
وكان ليـل طـويـل، والصـباح لـه ما كـان يأتـي، كـأن الصـبحَ مُعـتقل
فهمهـمت أمـة قـد ذَلَّ خـاطـرها مَن مِـن بنـيَّ هو الـخطَّـار والبـطـل؟
بــرزت أنـت كـليـث حـزَّه ألمّ سـلاحـك العـلـم والاقـدام والعـمل
تبـنـي وتـهـدم والاوطـان باسـمة تـكـاد قبـل بلـوغ النـصر تـحـتفل
ان التـحدّي الـذي أُعـطـيتَ رايتُـهُ هــو الـذي هـابــه الأتـراك المُـغُلُ
وهـابـه مـن تربّوا فـي مـواخـرهم وهـالـهـم أنــك الرُبَّـان والأمــل
خانـوا الامـانة واصـطادوك فـي حنقٍ وسـلمـوك لفُـجَّار ومــا خـجـلوا
وقـلدوك رصـاصـاً بـدل أوسـمـة يا هـول ما أجـرمـوا، يا شـرَّ ما فـعلوا
يا ذلـك اليـوم لن تُطـوى صحيـفتك فيـك اشتـعلنا وكـاد الكـون يشـتعل
وفيـك قـد نـالـت اسرائيـل بغيتـها وغـاب مـن مقـلتيها الـخوف والوجـل
فـان مـن كـان يُشْقـيهـا ويُرعِبُـها، مـن بعـض أعوانـها قد جـاءه الاجـل
* * *
مـاذا دهـاني ارانـي قد شطـطت أنـا مـن يـوم عـيدِك نـحو الـموت انتقل
أمَـا لأنــه لا تفـريـق بينـهـمـا؟ أم أن جـرحـاً عـصى ما كـان يندمل؟
يا سـادتـي، همّـنا فـي كـل مـعتركٍ الـحـق يعـلو، واسرائـيل تنـخـذل
ان كـان حلـماً فـما أحـلى حـلاوته أو جـاء سِلـماً فـان السِلْـمَ مـحتمل
ان كـان مشتـملاً كـل الـحقوق لنـا او كـان ينقـص، فاستشـهادنـا البـدل
والسـلم فـي الـشرق لا يبنـى بلا أسدٍ كـالسـيف يلفظ نـاراً حـدُّهُ الصَـقِلُ
قـد جـاءنا زائـر بالأمس أضحـكـنا وصـار يهـذي بقـولٍ مِلـؤُه الـدجـل
أفـي فرنـسا يكـون المُفْتَـدي بطـلاً وعـنـدنا دومَ بالارهـاب يـتـصـل؟
لكـنما (بيـرُ زيـت) لقَّـمته حصـى فـفـرَّ مرتـجـفاً يبـكـي ويـبتهـل
يا قـائـدي، حبَّذا لـو انـت بعد هـنا مـا كـان أخَّرنا عـن قصـدنا الـجدل
في يـوم مـولـدك بـشَّ الربـيع لـك وودَّ لـو يلتـقيك البـحـر والـجـبل
ان النجـوم الـتي فـي فُلْكِها احتـفلت وقاربـت بـينـها الضـمَّات والـقـبل
حتـى الحساسـين قـامت قبل موعـدها تـرتـل الشِعـر انـغاماً وتـرتـجـل
كالـبدرِ انـتَ، فمـا يـحلو بصـورتِـه إلاَّ إذا هــلَّ، ثـم راح يـكـتـمـل
يـممـتنا ودروب العـزِّ مـظـلـمـة وأمـة حـرَّة وجــدانَـها قـتـلـوا
أيقظـتها فانتـشت، من قلـبها هـتفـت أهـلاً وسهـلاً بـك يا أيُّـها البـطـل
(1) من بلودان، قطن رأس بيروت، وكان منزله مع شقيقتيه الرفيقتين ايفون ووداد منزلاً للقوميين الاجتماعيين وللنشاط الحزبي. غادر إلى أكرا وفيها تولى مسؤولية مدير المديرية، حالياً عاد نهائياً إلى الوطن منح كما مع شقيقتيه ايفون ووداد وسام الثبات.
|