في عدد النشرة الرسمية 3/4 ( تشرين الثاني / كانون اول عام 1970) ورد المقطع التالي تحت عنوان
شريط العودة:
"يستعد مكتب عبر الحدود لإخراج شريط للسوريين، وللقوميين الاجتماعيين عبر الحدود اسماه "شريط العودة" وسيتضمن الشريط أناشيد قومية اجتماعية، قصائد قومية لرفقاء، كلمات للزعيم، كلمات توجيهية الخ...
ومن المرجح أن ينتهي المكتب من اخراج الشريط في مهلة لا تتعدى الشهرين.
*
من الكلمات التوجيهية التي سيحتويها الشريط:
"عام جديد يضاف الى أعوام الهزيمة والعار. منذ عام 1948 وشعبنا مذبوح معلّق على حبال الوهم، مشرور الى سراب السراب. ونحن نسير ...
الأشواك تحيط بأقدامنا، والغبار يتطاير ويلتصق بأعيننا، أما نظراتنا فدائماً منصبة الى الأمام.
قرارنا أننا سنعيد الى امهاتنا الثكالى فرحهنّ القديم، والى أطفالنا اليتامى ابتساماتهم الحلوة، وسنعيد الى الذين انقطعوا عن الحلم، لذة الأمل بالغد، ولذة الانتصار" .
" ايها السوريون في المغتربات
مصيركم واحد. فالصهيوني الذي يخطط لضربكم وتشريدكم، لا يفرّق بين مسيحي فيكم أو محمدي. لا يهمه من كان منكم من زحلة أو عكار أو الشوف أو حرمون أو حمص أو عمان أو بغداد أو الموصل. هو ينظر اليكم شعباً واحداً يريد القضاء عليه، لأنه يشكل ضده الشعب الحضاري فوق أرض مليئة بالحضارة، يريد هو منذ الزمن البعيد أن يحوّلها هدفاً لأساطيره وخرافاته.
فلماذا انتم تقفون ضده جمعيات تتمحور حول طوائف دينية وتجمعات اقليمية؟
لماذا تفرّقون فيما بينكم، بينما عدوكم لا يفرّق؟ ولماذا تتنافسون حول أمور عادية، بينما عدوكم لا يتنافس عليكم؟
لماذا ايها السوريون تريدون أن تظلوا فرقاً متفرقة وشيعاً متحزبة، وتجمعات طائفية واقليمية، وعدوكم واحد: خطره واحد، هدفه واحد، ومصيركم تجاهه واحد.
ايها السوريون :
ان امة تنسى حقها، أمة معرّضة للزوال. وان أمة تقف مشلولة متفرقة أمام عدو يريد القضاء عليها، أمة تسير نحو الهاوية.
هذه الأمة هي أنتم. اذا كنتم على مستوى التحدي الكبير، منعتم امتكم من السقوط والاندثار في قبر التاريخ. أما اذا بقيتم كما يتمناه عدوكم لكم، فأجيالكم المقبلة ستشترك مع التاريخ في لعنتكم . وانتم أمام الاختيارين ستقررون" .
*
كنت في حينه أتولى مسؤولية رئيس مكتب عبر الحدود، وكان الرفيق طه غدار ناموساً للمكتب بعد عودته من الجنوب الفرنسي حيث كان يتابع دراسته الجامعية.
أعددت كلمات الشريط واخترت رفيقين مميزين في وعيهما ونشاطهما الحزبي في تلك الفترة: وسيم سري الدين(1) وراغدة كعدي(2).
كان منزل الرفيق انطون حتّي (الأمين، العميد، النائب لاحقاً) في عين الرمانة مكاناً لتسجيل الكلمات على آلة تسجيل كانت تُعتبر جيدة في حينه، على أن ننقل ذلك بعد المراجعة والتدقيق الى آلة متطورة، نسحب منها مئات النسخ لارسالها الى الفروع عبر الحدود. انتهى التسجيل، الاولي، انما لم نتمكن من اعداده بشكل نهائي.
تضمّن الشريط، الى الكلمات العقائدية والتوجيهية والوجدانية، مقاطع من احتفالات حزبية، من قصائد قومية اجتماعية، ومن أناشيد يطرب لها القوميون الاجتماعيون، ويرقصون في أفراحهم والمناسبات الحلوة.
"شريط العودة" تجربة أولى لم تتحقق. عسى ترى النور في أي وقت آت، أفلام وأشرطة تتوجه الى أبناء شعبنا في المهاجر، في أكثر من لغة حية، لتذكّرهم انهم أبناء أمة عظيمة أعطت العالم الكثير من حضارته، وتوضح لهم احوال امتهم في صراعها مع عدوين: اليهودية العالمية وربيبتها "اسرائيل"، والمنظمات التكفيرية التي تسعى الى تفتيت مجتمعنا وتدميره.
هوامش
1- وسيم سري الدين: من بزبدين. نشط حزبياً وتولى العديد من المسؤوليات، منها مسؤولية العمل الحزبي في نيجيريا. مذيع قدير ومثقف عقائدياً. والده الرفيق فارس من الرفقاء الأوائل في بزبدين.
2- راغدة كعدي: من قوسايا. كانت نشيطة جداً في ثانوية فرن الشباك، ولها مواقف عديدة في التصدي للقوى الانعزالية. غادرت الى ولاية أوريغون (الولايات المتحدة) حيث ما زالت مقيمة. والدها الرفيق خليل من رفقائنا المناضلين والاوائل في قوسايا وله أكثر من مؤلف أدبي .
|