كنت عرفت الرفيق توفيق منصور منذ اواخر ستينات القرن الماضي عندما كنت أتردد الى رأس بعلبك فألتقي به وبالرفيق (السابق) حكمت سمعان، ورفقاء عديدين ما زلت أذكرهم بحنين وشوق، منهم الشهيد يوسف انطون، الياس مكسور، حريص غضبان، ابراهيم روفايل، زيدان أنطون، جورج الحاج، وغيرهم.
منذ ذلك الحين والرفيق توفيق مقيم في ذاكرتي وحاضر في تاريخ العمل الحزبي في رأس بعلبك والبقاع الشمالي، وكثيراً ما تولى مسؤولية العمل الحزبي أو كان عضواً في هيئة المنفذية.
في كل الظروف التي انتابت الحزب والمنطقة كان الرفيق توفيق ناشطاً، لم يتقاعس ولم يقعد الى جانب.
التقيت به كثيراً، ودائماً كانت تشدني اليه اواصر المحبة والاحترام، عارفاً ما في أعماقه من ايمان وطيد، ومن أخلاق النهضة.
لم أعلم برحيله إلا منذ أيام عندما سألت عنه منفذ عام البقاع الشمالي الأمين حسن عباس نزهة. لست أدري اذا كانت "البناء" قد نشرت عن رحيله، أو تغطية لمأتمه أو كلمة عنه. اذ لم يصدف أن قرأت شيئاً من ذلك.
فالرفيق توفيق لم يكن رفيقاً عابراً في رأس بعلبك، أو في البقاع الشمالي، هو من الأساس في بلدته، ونحن اذا كتبنا عن تاريخ العمل الحزبي في البقاع الشمالي وفي بلدة رأس بعلبك، احتل الرفيق توفيق منصور مساحة جيدة في كل منهما.
أكتب عنه هذه الكلمة وهو يستحق أن يُكتب عن نضاله ومسيرته الحزبية الكثير. انها دعوة الى فرعنا الحزبي في رأس بعلبك وقد عرف الرفيق توفيق جيداً، رفيقاً ومسؤولاً، ان يهتم، اذ من حق الرفيق توفيق منصور على حزبه أن يكون له حضوره في تاريخه، الى جانب الشهداء والأمناء والرفقاء الذين ناضلوا وتفانوا وقدموا التضحيات وبقوا حتى آخر رمق من حياتهم، أوفياء للقسم، وللقضية التي عنت لهم كل وجودهم .
والرفيق توفيق منصور من بين هؤلاء.
|