نحكي عنه القليل على ان نحكي الكثير،
فالرفيق نديم عبد الصمد، يُحكى عنه اذ نتحدث عن تاريخ تأسيس العمل الحزبي في بلدته عماطور، وقد كان والده الرفيق مسعود، احد مؤسسي العمل الحزبي فيها، لمع اسمه في العديد من المناسبات، لعل ابرزها "يوم عماطور".
ويحكى عنه اذ يؤرخ احدنا عن الوجود القومي الاجتماعي في قوى "الامن الداخلي"، وكان منهم الرفيق حسن محسن، والرفيق نديم عبد الصمد، والعشرات غيرهما.
ويحكى اكثر اذ ندوّن تاريخ العمل الحزبي في "وطى المصيطبة" وقد كان لحضور الرفيق نديم، منذ الستينات، طاغياً ومستمراً.
ويحكى ايضاً وايضاً اذ نستعرض اسماء الرفقاء الذين عملوا طويلاً في اكثر من مسؤولية في مركز الحزب: ناموساً للرئيس، خازناً عاماً، وفي اكثر من عمدة، ودائماً كان ملبياً، مواظباً، ملتزماً، ووفياً لقسمه.
عرفت الرفيق نديم عبد الصمد في ستينات القرن الماضي، كان احد الرفقاء الاساس في العمل الحزبي في وطى المصيطبة، التي اذ اذكرها، اذكر بتقدير الرفقاء الراحلين: خليل شمس الدين، حسن كمال الدين، عادل جمال، محسن حيدر، عادل نويهض، ملكي جتي، والعشرات غيرهم ممن يصح ان نحكي عنهم وعن الحضور الحزبي في وطى المصيطبة.
امدّ الله بعمر الامين انيس جمال والرفيقين عفيف جمال ورامز سري الدين كي نؤرخ تلك المرحلة، احداث ورفقاء.
منذ انتمائه الى الحزب عام 1950 لم يحد الرفيق نديم عن نهج سعاده. ولم اعرف انه تقاعس او أهمل، او سقط الى جانب الطريق اذ سقط ابنه فادي شهيداً.
لم اسمعه يتناول رفيقاً او صديقاً اينما حلّ، ولم يطعن احداً بخنجر سام..
اذ كنتَ تلتقي به، كنتَ تشعر انك تلتقي مع رفيق سليم بنفسيته، ومناقبه وترفّعه وسلوكيته.
هادىء، صادق، محب، وفيّ، وملبّ لكل عمل حزبي.
واليوم اذ يرحل الرفيق نديم عبد الصمد، لا نودعه، فالوداع يصح لمن يرحل من ذاكرتنا وتاريخنا، وما اكثرهم.
اما من سطرّ في تاريخنا رياحين من حضور رائع، فهو باق في الذاكرة، في الوجدان، ومعنا كلما تحدثنا عن اي موقع حزبي كان فيه مجلّياً.
كم نحن بحاجة الى امثالك يا رفيق نديم .
|