قال والد لابنه:
ـ يا بنيّ اختر لنفسك أحد خيارين: إمّا أن تكون أسداً تأكل الثعالبُ الجائعة من فضلاتك، وإمّا أن تكون ثعلباً جائعاً ينتظر فضلاتِ السباع!
ولم أرَ من ينطبق عليه هذا الحوار أكثر من لبنان دولةً وحكومةً ومسؤولين وزعماء، فلا هم يبادرون، ولا هم يقفون في الصفوف الأمامية، ولا هم قادرون على أن يكونوا جزءاً من المعادلة الدولية الجديدة التي تكتب فصولها اليوم!
كلّ ما فعلوه أنهم نأوا بأنفسهم، وهم ينتظرون الآن فضلات من طعام يتركها لهم الأقوياء. وكأنهم لم يسمعوا ما قاله المفكّر كادلي:
«يمتاز الزعيم بصفتين: الأولى أنّ له هدفاً يسير إليه، والثانية أنّه قادر على إغراء الآخرين بالسير به».
وحتى إشعار آخر… لا أظنّ أنّ هاتين الصفتين متوفرتان في الهيكلية السياسية اللبنانية.
|