عن مؤلف الأمين جبران جريج "مع انطون سعادة"، الجزء الرابع، الصفحة 67، نقرأ التالي:
كان الزعيم قد أصدر مرسوماً بمنع الهجرة إلا لحالات استثنائية اضطرارية حيثُ يحصل طالب الهجرة على إذن خاص بذلك. ذات يوم رفع عميد الداخلية طلب الرفيق زنتوت(1) لمنحه هذا الإذن بداعي سفرهِ إلى الكويت.
أخذ الزعيم الطلب المذكور وما أن وقع نظرهِ عليه حتى لاحت ابتسامتهُ المعهودة على محياه وتناول قلماً من جيبهِ وذيّلهِ بهذهِ العبارة: "الكويت جزء من الوطن السوري، لا يحتاج من يريد الذهاب إليه إلى إذن هجرة بل على عميد الداخلية منحهُ كتاب تعريف ليصير الحاقهُ بالفرع الحزبي الموجود هُناك. إنّهُ انتقال من منطقة إلى منطقة(2)".
تعلّم عميد الداخلية بفضل تلك الغلطة الجسيمة حدود الوطن السوري كما أنّهُ بدورهِ نقل هذهِ المعرفة إلى المسؤولين الإداريين الذين مرَّ بهم الطلب من المدير إلى المنفذ العام ثُمَّ إليه.
لَمْ يغضب الزعيم لهذا الجهل بل كما قلت انه ابتسم، أوَ ليسَ هو القائل في شرح المبادئ السورية القومية الاجتماعية، في المبدأ الخامس: "إن سورية الوطن، هي عنصرٌ أساسي في القومية السورية وكل سوري قومي إجتماعي يجب أن يعرف حدود وطنهِ ويبقي صورةَ بلادهِ الجميلة ماثلة لعينيه، ليجدُر بهِ أن يكون سورياً قومياً اجتماعياً صحيحاً. ولكي يقدر السوري القومي الاجتماعي أن يحفظ حقوقهِ وحقوق ذريتهِ في هذا الوطن الجميل، يجبْ عليه أن يفهم جيدا وحدة أُمتهِ، ووحدة حقوقها، ووحدة الوطن، وعدم قابلية تجزئته".
هوامش:
(1) هو الرفيق رائف زنتوت،
(2) هذا ما يحصل أيضاً اذا غادر أحد الرفقاء إلى جزيرة قبرص.
|