من الرفقاء الذين خدموا في مركز الحزب، وتفانوا في أصعب الظروف، ولم يتردّد عن القيام بأي مهمّة في كلّ الأوضاع الصعبة التي مرّ بها لبنان والحزب منذ اندلاع الأحداث اللبنانية، وخاصة في العام 1982 وما تلاه، أذكر بتقدير الرفيق محمد عبدالحسين.
رافقته على مدى سنوات خدمته في المركز، سائقاً، لم يعرف جبناً أو تردّداً، وكان يقطع المسافات البعيدة، منها إلى مدينة اللاذقية وغيرها، ذهاباً وإياباً، ولم أسمعه يوماً يشكو أو يتذمّر. لذا، كان محطّ محبة وتقدير الرفقاء العاملين في المركز، وكنت منهم.
كنتُ نشرتُ بتاريخ 13/11/2007 تحت باب "نتذكّر باعتزاز" كلمة أعيد نشرها وفاءً لرفيق يستحقّ كل الثناء.
الرفيق محمد عبد الحسين
رفيق آخر من الذين عملوا في مركز الحزب سائقاً مركزياً، وعُرف بإخلاصه وحيويّته وتأديته للمهم في أحلك الظروف، نسجّل في هذه النبذة عنه، وفاءً منّا للرفقاء المناضلين – الجنود المجهولين – الذين أعطوا حزبهم بصدق والتزموا به حياةً جديدة.
مَن منّا، في مركز الحزب، في شتورة، ثمّ في بيروت، لا يذكر بتقدير الرفيق محمد عبد الحسين، سهراً متواصلاً وقياماً بالواجب في أيّ وقت، وإلى أيّ مكان.
لم يكن يتردّد أمام تأدية مهمّة، ولم يمتعض إذ يكلّف بأن يتوجّه إلى أيّ مكان بعيد في أيام الصحو أو في أشدّ الأعاصير، فالواجب عنده مقدّس، والمهمّة يجب أن تنفّذ، والحزب هو الحياة.
الذين تولّوا المسؤوليات في سنوات الحرب اللبنانية تعرّفوا جيداً على الرفيق محمد عبد الحسين، وعرفوا متانة إيمانه وصلابة التزامه وخبروه في المهمات، وأعجبوا به جندياً صامتاً يعرف كيف ينفذّ، لا كيف يحكي ويدّعي ويسرق من جهاد غيره.
أنشأ عائلة قومية اجتماعية، منها الرفيق حسان (في عمدة المالية)، مثيله في الالتزام الصادق في حزبه.. فكانا معاً توأماً في العمل الذي لا يعرف جبناً أو انكفاءً، أو تردّداً أمام مهمة.
وافته المنيّة وهو في مقتبل العمر، إنّما سيستمرّ عبر ابنه الرفيق حسان، ومن عرفه في المركز وحيثما توجّه ونفّذ ونشط، مقيماً في ذاكرة حزبه إلى جانب المخلصين المناضلين الذين، وإن رحلوا، فهم خالدون في حزبهم ما بقي الحزب، في بقاء الأمّة.
وُلد الرفيق محمد عبد الحسين في مشغرة بتاريخ 07/03/1944.
اقترن من السيدة صفيّة هاشم وأنجب منها: زينب، حسان، حسانة، مريم، حسين وعبير.
وافته المنيّة في 26/03/2000.
تولّى في الحزب مسؤوليات منها مدرّب عسكري أثناء أحداث تلّ الزعتر.
|