الأمين إبراهيم حنا الخوري وعائلته
من مناطق البرازيل التي شهدت حضوراً حزبياً جيداً، وتميّز فيها رفقاء عديدون بنشاطهم ووعيهم الحزبيين، نذكر باعتزاز مديرية غويانيا في الوسط البرازيلي(1) التي عرفت انتظاماً حزبياً جيداً في مختلف الظروف، واكتسبت في الجالية السورية حضوراً لافتاً، زاده وميضاً الأمين إبراهيم حنا خوري بأخلاقيته المميّزة، والأب ميشال خوري الذي لم يكن فقط راعي الكنيسة الأرثوذكسية في المدينة، بل كاهناً لجميع طوائف الجالية. منها أيضاً، على سبيل المثال: الرفقاء ناصر الخوري(2) صهره الياس هزيم، والدته مريانا، منير جبور، وديع القاضي، حسن أبو صالحة، نواف وعز الدين العسل، سمير عبود توما، الأب ميشال خوري، صالح حجاز، رشيد الأعور، سعيد الحاج، محمد عبد الحق، فرج كريشة، إبراهيم الأفيوني، وبدره خوري الشيخ التي منحها الحزب وسام الواجب تقديراً لنشاطها، ووفائها لقسمها، والتي ما زالت القلب النابض لكل عمل قومي اجتماعي في المدينة.
في حلقة اليوم نتحدث عن المميّزين الأمين إبراهيم خوري والأب ميشال خوري .
الأمين إبراهيم حنا الخوري :
إذا أردنا أن نؤرخ للحزب في الحاكور، يبرز اسم الأمين إبراهيم حنا خوري من بين الأوائل، وإذا رغبنا أن نكتب عن الحزب في منطقة الوسط البرازيلي، وجدنا الأمين إبراهيم الرفيق المتميز في نضاله، وفي حضوره الرائع في غويانيا، والمنطقة.
هو أحد المناضلين الأفذاذ الذين عرفتهم عكار، فالبرازيل، قوميا اجتماعيا ما عرف يوما تقاعسا عن واجب، ولا تهاونا أمام أي عمل يخدم القضية القومية الاجتماعية.
في الحاكور وعكار، كان مجلّيا: رفيقاً ومديرا ومنفذاً، وفي البرازيل عرفته غويانيا على مدى سنوات طوال، المدير المتفاني المؤمن حتى العمق، وصاحب البيت المفتوح للرفقاء، للمواطنين ولكل نشاط حزبي .
*
نبذة شخصية :
- ولد الأمين إبراهيم حنا خوري نصر في الحاكور، عكار، عام 1913 .
- والدته ستوت خوري من جبرايل – عكار .
- اقترن من الرفيقة مريانا مشيلح، من الحاكور،
- انتمى إلى الحزب في العام 1935 وهو الرفيق الرابع في بلدة الحاكور بعد الرفقاء لطفي نصر، لطف الله حداد وشقيقه سعد الله حداد .
- اعتقل اثر انكشاف أمر الحزب عام 1935، واعتقل مرتين في أوائل الأربعينات، واقتيد إلى معتقل المية ومية حيث كان يقضي في كل مرة عشرة اشهر .
- تولى مسؤولية مدير مديرية الحاكور، كما تولى مسؤولية منفذ عام عكار بعد سفر المنفذ العام الأمين ميشال الدورة، إلى كولومبيا .
- لوحق اثر الثورة القومية الاجتماعية الأولى، وتعرض منزله في الحاكور إلى المداهمة مرارا والعبث بمحتوياته،.
- غادر عكار عام 1951 إلى البرازيل واستقر أولاً في بلدة بيريس دل ريو حيث كان يقيم شقيقه الأكبر يوسف، وفي عام 1953 انتقل إلى اوريزونا، فاستقر فيها وأسس محلا تجاريا، كما أشاد منزلا في عاصمة الولاية، غويانيا، وكان دائم التنقل بينها وبين اوريزونا القريبة.
- تولى مدة طويلة مسؤولية مدير مديرية غويانيا، ومفوض مفوضية اوريزونا.
- زار الوطن ثلاث مرات: العام 1963 – العام 1973 ثم في العام 1987 بعد وفاة قرينته الرفيقة مريانا، حيث تنقل بين الحاكور وطرابلس التي تقيم فيها ابنته نجوى وصهره جوزف توما. وبعد مضي سنتين عاد إلى البرازيل واستقر في بلدة أوريزونا يمضي فيها سنواته الأخيرة في وضع صحي متدهور.
- رزق وعقيلته الرفيقة مريانا بكل من:
• نجوى – المتأهلة من السيد جوزف توما .
• الرفيقة انتصار المتأهلة من الرفيق الياس هزيم .
• الرفيق نصري عرف أيضاً باسم ناصر .
• سورية – كانت اقترنت من الرفيق كريم موسى، ومقيمة في بلدة مايريبورا المجاورة لمدينة سان باولو .
*
وفاتـه :
وافت المنية الأمين إبراهيم ليل السبت 6 تموز 2002 .
في اليوم التالي، الأحد 7 تموز، سارت اوريزونا كلها في مأتم الأمين إبراهيم لما كان له من حضور متميز ومحبة واحترام، كما شارك رفقاء عديدون من مدن برازيليا، أنابوليس وغويانيا.
ويوم السبت 10 آب، في ذكرى الأربعين لرحيله، دعت عائلة الأمين الراحل ومنفذية الحزب في عكار لحضور قداس وجناز في كنيسة مار سابا، الحاكور، حضره حشد من المواطنين والرفقاء من الحاكور، والبلدات المجاورة .
مثل مركز الحزب حضرة عميد شؤون البيئة الأمين جورج برجي، وحضر القداس كل من منفذ عام عكار الرفيق رياض نسيم وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام طرابلس الأمين زهير الحكم، والأمينان لبيب ناصيف واحمد هاشم.
بعد انتهاء الصلاة الذي رعاه سيادة المطران بولس بندلي، القى كل من عميد شؤون البيئة الأمين جورج برجي، ومنفذ عام عكار الرفيق رياض نسيم كلمة مناسبة، عددا فيها مزايا الأمين إبراهيم خوري وأشادا بتاريخه الحزبي النضالي. كما تطرق حضرة عميد البيئة في كلمته إلى أوضاعنا القومية " ففي فلسطين يذبح شعبنا كل يوم، بأشد وسائل القتل تطورا ويواجه الطفل الفلسطيني الأعزل، سلاحه الإيمان والحجر والاستشهاد، دبابات متطورة وطائرات فتاكة، ورغم ذلك يصمد ويواجه ويربك العدو اليهودي الغاصب ومخططاته ".
وجاء في كلمة منفذ عام عكار الرفيق رياض نسيم:
" يوم أبلغت بوفاة الأمين إبراهيم الخوري شعرت بان تاريخا هائلا من التضحيات والنضالات تحرك في مكانه وشعرت بان صفحة من صفحات العطاء قد انقلبت إلى المقلب الآخر.
" الأمين إبراهيم الخوري واحد من الرعيل الأول، واحد من الذين آمنوا بقيم النهضة التي تسربت إلى نفسه، فكان واحدا من الأوائل الذين حملوا مشعلها دون انكفاء".
***
الرفيق الأب ميشال خوري
الرفيق الاب ميشال خوري بين الامينين البرتو شكور ونواف حردان والرفيقين عزت اليازجي ومحسن نقولا
انتقل الرفيق ميشال من مدينة إنطاكية، إلى حلب بعد سلخ لواء الاسكندرون، فتولى فيها مسؤوليات محلية، منها مسؤولية ناموس المنفذية، ثم غادر الوطن إلى البرازيل في أواسط الخمسينات واستقر في مدينة غويانيا، بعد أن سلك طريق الكهنوت دون أن يتخلى عن عضويته في الحزب وعن إيمانه القومي الاجتماعي.
عرف الرفيق الأب ميشال بالحيوية الدافقة، بالصدق والاستقامة، وكان جسر محبة بين كافة الطوائف والمذاهب في غويانيا ومحيطها، فكان بحق مرجعاً لجميع المغتربين في المدينة مما أهّله لتولي مهام نائب القنصل اللبناني الفخري فيها، الدكتور ادواردو الراسي.
من مآثره أنه أسس مدرسة في غويانيا تحوّلت بفضل متابعته واهتمامه، كما مؤازرة أبناء الجالية له، إلى كليّة ثانوية، من موادها الأساسية تدريس اللغة العربية.
استمر الرفيق ميشال قومياً اجتماعياً ناشطاً، ولم تكن هويته الحزبية خافية على أبناء الجالية في غويانيا، بل الجميع يعرفون صفته هذه، أما مواعظه في الكنيسة فكانت كلها تأخذ المنحى الوطني والتربوي.
لا أذكر أني قمت بزيارة حزبية إلى غويانيا إلا وكان الرفيق الأب ميشال من أوائل الرفقاء الملبيّن، ومن أكثرهم اهتماماً بالحزب ومساهماً في ما يؤدي إلى نمو العمل القومي الاجتماعي في المدينة، كما أن حضوره العام المميّز في غويانيا كان عاملاً إيجابياً لحضور الحزب فيها، إلى جانب الحضور الجيّد الذي أرساه الأمين إبراهيم حنا خوري ورفقاء عديدون.
جدير بالذكر أن الرفيق الأب ميشال تمكن بفضل حيويته وذكائه، ودوره البارز في أوساط الجالية، من أن يقيم علاقات واسعة وناجحة مع الدوائر الرسمية الحكومية، بحيث أنه كان يتمكن عبرها من تأمين العديد من الخدمات لأبناء الجالية.
ولا شك أن فرعنا الحزبي في غويانيا خسر بغياب الرفيق الأب ميشال خوري رفيقاً تميّز بوعيه، بنشاطه، وبالتزامه الصادق، كما خسرت الجالية السورية عنصراً متحركاً حافظ على مدى سنوات طوال على حضوره اللافت، وعلى احترام الجالية له(3).
*
من رسالته إلي في 14/6/1977 :
" رفيقي الحبيب لبيب
تحية سورية قومية اجتماعية
مع تمنياتي وأشواقي وبعد، حتى تاريخه لم أستلم جواز سفرك كما لم نحظ برؤياك حسبما علمنا عن رغبتك بالمجيء إلى برازيليا مع الأمين ألبرتو شكور.
تجد بطيه أيضاً بعض الأخبار الاجتماعية، الرجاء الاطلاع عليها ونشرها حسب المستطاع في الجريدة(4) مع موضوعين آخرين، وكذلك نتيجة انتخاب جمعيتي الرجال والسيدات المرتبطتين بالكنيسة وقد سعيت لإدخال حسب العادة رجلين من الكنيسة المارونية رغبة في وحدة الصف والهدف، كما لا يخفاك أني أشرف على الجمعيتين شخصياً وأوجههما توجيهاً قومياً بعيدين كل البعد عن التعصب الطائفي".
***
• كان الأمين إبراهيم قد خسر على التوالي ابنته انتصار، ابنه نصري، عقيلته مريانا، وصهره الياس هزيم.
• صدف أن وافته المنية بعد أن كانت غادرت شقيقته الرفيقة بدرا خوري الشيخ وصهره نعيم الشيخ، غويانيا إلى الوطن وهما امضيا 47 سنة في اوريزونا، - كما في غويانيا لاحقا – إلى جانب الأمين إبراهيم، عملاً تجاريا وإقامة.
هوامش
(1) مدينة غويانيا هي عاصمة ولاية غوياز. قريبة من عاصمة البرازيل، برازيليا، ومن مدينة أنابوليس.
(2) نجل الأمين إبراهيم. ترجم إلى البورتغالية كتيب "أنا عائد" للأطفال الذي كان أصدره الأمين لبيب ناصيف عام 1971، وتمّ طبعه في كتيّب ووزع في كافة أنحاء البرازيل.
(3) وافته المنية في شهر كانون أول عام 1999.
(4) جريدة "الأنباء" التي كان يصدرها الأمين نواف حردان في سان باولو، وقد توليت أثناء إقامتي في البرازيل، عام 1976 – 1977 ثم عام 1983 – 1984 إدارة تحريرها. و"الأنباء" كانت أسبوعية وتصدر باللغتين العربية والبورتغالية .
|