هـذا نـحـن (4)
بعد الرفقاء: الياس خوري نجار، نهاد ملحم حنا، الشاعر وهيب عودة، نعمم النبذة التي أعدها الامين لبيب ناصيف عن الامين الراحل فوزي مرعي، الذي تذكره كفريا وبلدات القويطع والكورة، بالتقدير، لما كان عليه من مثالية الايمان، والنضال والتضحية.
الامين فوزي كان منارة، وهو مستمر في وجدان رفقائه وفي تاريخ الحزب في الكورة، قدوة للاجيال.
"بعد أحداث العام 1949 واعتقال العدد الكبير من القوميين الاجتماعيين، كان يوجد في إدارة سجن القلعة في بيروت دركي ينتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكان ان تدبر خطة لإطلاق سراح جميع الرفقاء من السجن، وهي أن يفتح أبواب السجن عندما يكون في خدمة الحراسة، مخاطراً بذلك بوظيفته، وبخطر اعتقاله وسجنه. وكان الرفيق الدركي يعتمد إحدى الرفيقات واسطة بينه وبين مركز الحزب، إنما تبين لاحقاً أنها كانت عميلة للأجهزة، وبالتالي فقد نقلت إلى العقيد محمد جواد (آمر السجن) ما يخطط له الرفيق الدركي، وفي صبيحة اليوم المحدد لفتح أبواب السجن وصل العقيد محمد جواد، فبادره الرفيق الدركي وقد فهم لتوه أن أمره قد انكشف: لقد سبقتني يا محمد جواد، خذ .. هذه هي المفاتيح واعمل الذي تريده".
أعتقد أن نصيب الرفيق الدركي كان سجن مدة سنة ونصف وطرده من الوظيفة، فتحيتي إلى.. أينما كان، واللعنة على كل خائن (الرفيق توفيق رافع حمدان، من رسالة له).
هذا الرفيق الدركي هو الأمين فيما بعد، فوزي مرعي.
* * *
انتمى الأمين فوزي مرعي أوائل العام 1939 بعد أن تعرّف على الحزب بواسطة قريبه (ابن خاله وصهره في آن) الرفيق وجيه الأيوبي، وكان قبل ذلك متأثراً بالجو السائد في طرابلس في تلك الفترة لجهة المطالبة بالوحدة السورية، وبالمظاهرات التي عمّت طرابلس في العام 1936 حيث كان المتظاهرون يهتفون "بدنا الوحدة السورية، إسلام ومسيحية"، وقد سقط في تلك المظاهرات قتيلان من أبناء طرابلس.
عام 1941 تولى الأمين فوزي مسؤولية مذيع مديرية كفريا التي كانت تشكلت من خمسة عشر رفيقاً، تولى مسؤولية المدير فيها الرفيق محمود سلمان، ومسؤولية الناموس الرفيق نديم جواد عدره.
عام 1947 كان الأمين فوزي قد انضم إلى سلك قوى الأمن الداخلي، "حيث كان يوجد العديد من الضباط الرفقاء الذين كانوا يبلغون الحزب أثناء مذكرة التوقيف التي صدرت بحق سعاده بعيد عودته إلى الوطن، بكل تحرك تنوي قوى الأمن الداخلي القيام به".
تولى الأمين فوزي مرعي الذي كان منح رتبة الأمانة عام 1978 المسؤوليات التالية:
مدير مديرية كفريا عام 1951 بعد إعادة تشكيل مديريتها، ناظر مالية عام 1955، ناظر تدريب عام 1958، ناموس منفذية عام 1960، ثم مفوض مفوضية كفريا عام 1966، بعد خروجه من الأسر.
تعرض للسجن مرتين الأولى عام 1949 لمدة سنة ونصف، والثانية عام 1962 (الثورة الانقلابية) لمدة 4 سنوات.
أثناء اجتياح الكورة عام 1976 تهدم منزله، وهجر إلى طرابلس حيث تولى مسؤولية مدير مديرية الجميزات.
ظل الأمين فوزي مرعي مؤمناً بالقضية القومية الاجتماعية متابعاً أخبار الحزب حتى آخر لحظة من حياته، وان كان مرض السكري قد أقعده وحال دون قيامه بالنشاط الذي اعتاده على مدى سنوات انتمائه ونضاله المميز.
الأمين فوزي مرعي هو أحد جنود النهضة الذين أعطوا حزبهم بصدق وإيمان وصمت، ولم يبخل عليه يوماً، نضالاً وتضحيات وتولياً للمسؤوليات والمهام، واستمر في محيطه مشعاً بالفضائل التي تحلى بها، وبالقدوة التي هي خير تعبير عن الإيمان الصادق وعن وعي الرفيق للقضية القومية الاجتماعية.
بطاقة هوية
- هو فوزي خليل مرعي.
- ولد في كفريا عام 1922.
- والدته مريم احمد الأيوبي من بلدة نخله، الكورة.
- اقترن من الرفيقة منيرة خليل جمال الدين.
- خسر ابنه الشاب الملازم الرفيق مازن بحادث سير مفجع في 15/1/1984.
- أسس عائلة قومية اجتماعية وكان وفياً لقسمه، فجميع أولاده قوميون اجتماعيون: معن، المحامي غسان، ديانا، مريم، خليل ورامي.
|