من المعروف ان سعادة في فترة تواجده في رأس بيروت اوائل ثلاثينات القرن الماضي مدرّسا اللغة الالمانية للراغبين من طلبة الجامعة الاميركية، استاجر غرفة في منزل جرجس حداد(1) في شارع جان دارك وان اولاد جرجس انتموا تباعا الى الحزب: فؤاد كان من الخمسة الاوائل ولاحقا انتمى شقيقه يوسف، اما شقيقته عفيفة فكانت، وهي مواطنة، تقوم بدور الحراسة عندما تعقد الاجتماعات الحزبية ثم عندما انتمت، كان سعادة يكلفها بتدوين وقائع الاجتماعات في بداية مرحلة التأسيس.
و لاحقا، في فترة اعتقال سعادة اثر انكشاف امر الحزب في تشرين الثاني 1935، كانت تؤمن له حاجاته الى سجن الرمل.
في الثلاثينات ايضا استأجر سعادة منزلاً صغيراً في منطقة الحمراء، توافق الرفقاء على تسميته بالكوخ، وكان يقع في شارع المقدسي، ملك المقدسي. يقول عنه الامين عبدالله قبرصي انه كان مؤلفا من مدخل، يليه غرفة فغرفة اخرى بشكل مستطيل، وعند مدخله فسحة صغيرة للجلوس.
من المعروف ايضا ان سعادة كان يتردد كثيرا الى منزل بطرس معلوف(2)، والد الدكتور فخري، الامين السابق، والرفقاء رشدي، حليم، فائزة انتيبيا، كمال ابو شعر و فوزي(3) الذي كان يتوجه، وهو في التاسعة من عمره، الى سعادة بـ"عمو انطون"، وكانت والدتهم تتعاطى مع سعادة كابن لها، و تجهد كي توفر له المكان المريح ليتمكن من الانصراف الى النهضة االتي اسس.
عندما عاد سعادة عام 1947 بعد اغترابه القسري، وتنقله في اكثر من مكان في الغرب والشوف والمتنين الاعلى والشمالي الى ان سحبت الدولة مذكرة التوقيف الصادرة بحقه، تمّ استئجار الطابق الثاني في بناية آل شقير الواقعة الى جوار مستشفى الخالدي في راس بيروت.
في هذا المنزل تعرّض الرفقاء الذين توافدوا اليه بعد حادثة الجميزة في حزيران 1949 للاعتقال، فيما تمكن سعادة من التواري وصولا الى دمشق حيث أعلن منها الثورة القومية الاجتماعية الاولى.
*
1- من قرية دير ماما (جوار مصياف) انما انتقل والده، الى بلدة عمار الحصن واستقر فيها.
2- كان يملك مطعما تجاه الجامعة الاميركية واليه كان يتردد سعادة، كما اساتذة وطلاب، لتناول الطعام.
3- الامين لاحقا، منفذ عام الطلبة، رئيس جمعية خريجي الجامعة الاميركية لأكثر من عشرين عاما.
|