بعد أن تعرّض منزل الأمين مصطفى عبد الساتر (1) في بعلبك للاعتداء، ومكتب المنفذية للنسف على يد عناصر "المقاومة الشعبية" عام 1958 اضطر الرفقاء إلى مغادرة مدينة بعلبك والتجمع في بلدة "ايعات"، بلدة الأمين مصطفى عبد الساتر، إلا أنهم اضطروا مجدداً الى مغادرتها بعد ازدياد الضغط عليهم، والانتقال إلى "بوداي"، حيث للحزب مديرية قوية، وكان قد أقام فيها مخيماً تدريبياً.
في هذه الأثناء، ولأسباب عائلية، قتل أحد أبناء عائلة عبد الساتر رجلاً من آل حسن، فاستنجد هؤلاء بعناصر "المقاومة الشعبية" التي وجدت في ذلك، فرصة كي تهاجم عائلة عبد الساتر، العائلة الاقوى والاكثر عدداً في "ايعات" والتي كانت تعتبر في منطقة بعلبك عائلة مؤيدة للحزب السوري القومي الاجتماعي، إذ منها المنفذ والأمين المحامي مصطفى عبد الساتر ورفقاء كثر منهم محمد توفيق عبد الساتر وحسن عبد الساتر (أبو حمزة) .
هجوم عناصر المقاومة الشعبية أسفر عن نهب محتويات وإحراق ما لا يقل عن ثلاثين منزلاً لآل عبد الساتر مما جعلهم ينزحون إلى بلدتي دير الأحمر وشليفا.
إثر ذلك راح الحزب يتهيء لاستعادة ايعات، فتم تشكيل أربعة جرائد قتالية تنطلق من مخيم بوداي للدخول إلى ايعات من أجل تمكين النازحين من أبنائها للعودة إليها.
انطلق الرفقاء عند الساعة العاشرة من ليل الثامن من آب سيراً على الأقدام، من بوداي باتجاه ايعات، فما إن أشرقت شمس اليوم التالي حتى كان الرفقاء قد انتشروا في ايعات واتخذوا لهم مواقع متقدمة.
في هذا الوقت استنفرت المقاومة الشعبية عناصرها وراحت تنتشر استعداداً لشنّ هجوم على ايعات، فلم يتدخل الجيش اللبناني من أجل تقديم الدعم للقوميين الاجتماعيين أو للحؤول دون قيام المقاومة الشعبية بتجييش العناصر بشكل كثيف، على العكس، فقائد القوة المؤللة التي اتجهت نحو ايعات أبلغ الرفيقين علي فيتروني وحسن خير الدين المنتدبين من قبل نظارة التدريب، أن ينسحب الرفقاء من القرية قبل موعد الغروب، وإنهم – أي الجيش – غير مسؤولين عن سلامة أحد من الرفقاء، مؤكداً أن الجيش سيبقى على الحياد ولن يقدم أي مساعدة كما كان يحصل سابقاً في بعض الأحيان.
القوميون الاجتماعيون لم ينصاعوا لهذا الإنذار وظلوا في مواقعهم فيما انسحبت القوة العسكرية المؤللة إلى ثكنة الشيخ عبد الله في بعلبك .
في هذه الأثناء احتدمت المعركة إلى أن بدأت الذخيرة تنفذ من الرفقاء فآثروا الانسحاب إلى بوداي بعد أن كبدوا المهاجمين ستة قتلى.
أصيب في المعركة الرفيق أحمد حسين حمية في ساقه، واستشهد الرفيق سعيد مطلق إبراهيم برصاصة اخترقت الورك واستقرت في الحوض.
• كان الرفيق عباس شمص مديراً لمديرية بوداي ومسؤولاً عن المخيم، يعاونه الرفيق محمد توفيق عبد الساتر (من ايعات، وتولى في الحزب مسؤوليات محلية عديدة) وقد لعبا دوراً أساسيا في موضوع معركة ايعات .
• من الرفقاء الذين تولوا قيادة الجرائد المقاتلة: سعيد مطلق إبراهيم، صباح حمية، وعلي حسن حمية (أبو فداء) فيما تولى الرفيق أسد الله شمص أمرة القطاع.
• كان أشقاء الرفيق الشهيد سعيد: موسى (الأمين لاحقاً)، توفيق ورشيد يقاتلون معه في ايعات .
• في اليوم التالي أرسلت قيادة الحزب قوة قومية اجتماعية عن طريق الأرز – عيناتا بقيادة الرفيق عبد الرزاق منديل (من دير الزور) فاستقرت لفترة في بوداي.
بطاقة هوية :
• سعيد مطلق إبراهيم.
• مواليد شعب (قضاء عكا) عام 1923.
• التحق في سلك الشرطة الفلسطينية، شعبة الفرسان حتى العام 1948 .
• بعد نزوحه إلى بعلبك مع العديد من أبناء بلدته، انتمى إلى الحزب أوائل العام 1953 وتولى عدة مسؤوليات حزبية محلية في مديرية الشهيد أديب الجدع، وفي المنفذية، منها مسؤولية ناظر تدريب منفذية بعلبك عام 1955، ثم مسؤولاً عن مخيم تدريبي أقامته المنفذية عام 1956 .
• استشهد بتاريخ 9/8/1958 في معركة ايعات.
• اقترن من السيدة فاطمة فضل علي ورزق منها ثلاثة صبيان (مطلق، محمد وغسان) وثلاث بنات (فريدة، فوزية ونجاح) .
ملاحظة: نأمل من كل رفيق يملك اي ملاحظة، او اضافة معلومات تُغني النبذة، ان يزودنا بها.
|