14 عاماً مرّت على رحيلك. لو انها كانت 140 عاماً فانت باق، عبر خلودك في حزبك، وقد كنت مجلياً فيه مناضلاً ومتفانياً وصادقاً، وفي مجتمعك عبر الكثير من المؤلفات الرائعة.
اذكرك كلما تحدثنا عن راشيا الفخار ومرجعيون وحاصبيا. كم مشيت من قرية الى قرية. وكم اسست من فروع، وانتمى بفضل نشاطك العشرات.
واراك امامي كلما فكرت بالبرازيل، واستعرضت مسيرتك فيها، الحزبية والصحافية والادبية. فاذا انت خالد ما دامت جالية، وفرع حزبي، ورفقاء.
واستعيد مواقفك واخلاصك وعشقك للحزب ولسعاده، كلما حكينا بالحزب، واستذكرنا مواقف زعيم النهضة، ونهجه وقدوته وتعاليمه .
بعد وفاتك، ايها الحبيب، لمتُ نفسي كثيراً اني لم اقعد معك اكثر، لم اسجل الكثير مما فاتك تدوينه من معلومات ومآثر من تاريخ حزبنا، ولم اتعرف منك عن المئات من المناضلين الذين عرفتهم، ومعهم ناضلت، وحزنت، وفرحت، وبقيت اشد ايماناً بسعاده، واكثر اقتداء به، وثقة بانتصاره.
امين نواف،
صحيح انك في صباح ذلك اليوم من اول حزيران عام 2000 فاضت روحك بعد ايام من الصراع، انما من قال انك رحلت ؟ من يصدق ان ذلك الطود الشاهق، مناضلاً وكاتباً وشاعراً ومؤرخاً وروائياً، سينطفىء مع آخر زفرة من روح ؟
كلا. فامثالك خالدون. ورواياتك ستبقى، ستقرأ اكثر، ستترجم الى لغات كثيرة، وسيرتك ستستمر، كلما رغب احد ان يطلع على تاريخ الحزب، على سيرة سعاده وسير المناضلين الحقيقيين .
|