كانوا يدعونه "قديس الحزب" لما عُرف عنه من مزايا الصدق والاستقامة والتفاني والتضحية. هو الأمين الشهيد نسيب عازار.
عنه سيحكى الكثير اذ نباشر باعداد النبذات عن الرفقاء الشهداء الذين سقطوا في سنوات الحرب اللبنانية. وهذا الامر يتطلب جهداً غير قليل.
عن مذكرات الامين علي لمير ملحم هذه الشهادة.
" في خريف عام 1961، خطط الحزب للقيام بثورة مسلحة لقلب نظام حكم اللواء شهاب وتقرر ذلك على أعلى المستويات في الحزب.
" كي يؤمن الحزب الأموال اللازمة للحركة دعا القوميين الاجتماعيين للتبرع، وبالطبع لم يفصح عن السبب الحقيقي بل وضع القوميين بصورة عاطفية معلناً حاجة الحزب القصوى لتغطية المصاريف اللازمة لاستمرار مسيرة الحزب.
" تمّت دعوة الموسرين من القوميين الاجتماعيين الى اجتماع في مركز الحزب برأس بيروت، وفي الاجتماع ألقى رئيس الحزب الأمين عبدالله سعادة خطاباً عاطفياً حماسياً شارحاً وضع الحزب المالي وطلب من الحضور المساهمة بالدعم المالي.
" كُلفت في هذا الاجتماع مع رفقاء آخرين بتسجيل المبالغ التي تعهد الرفقاء بدفعها وباستلام الشيكات الفورية من بعضهم.
" ومن جملة من استلمنا شيكاً منه "الأمين القديس الشهيد نسيب عازار"، وعندما عرضنا على حضرة الرئيس الشيكات وحصيلة التبرعات قال: ما هذا؟ شيك من الأمين نسيب عازار بمبلغ 50 ألف جنيه، إني أجزم بأن هذا كل رصيده في البنك، ثم دعاه الى مقابلته وقال له: إني أرفض هذا المبلغ لأنه مرهق لك، انما أصرّ الأمين نسيب على ما تبرع به، وحصل جدال حول هذا الموضوع بينهما.
" وخلال الجدال قال رئيس الحزب: إني أرفض استلام هذا الشيك، عندئذٍ أجابه الأمين الشهيد نسيب عازار قائلاً: " في حال إصرارك على الرفض سأقدم شكوى بحقك الى المجلس الأعلى في الحزب بدعوى انك تثبط من عزيمة القوميين الاجتماعيين".
|