مقدمة
هو الزعيم
ليس لأنه ابن الدكتور خليل سعادة والسيدة نايفة خنيصر
ليس لأنه ابن بار لأبويه فقط
هو الزعيم لأن الرجل ليس من يقول لوالديه أنه لم يعد طفلا
الزعيم هو من قال لأمته أنه أصبح رجلا .
لو لم أكن أنا نفسي لوددت أن أكون هذه الآمال الكبيرة، العالقة بها أنفس ملايين البشر.
لو لم أكن أنا نفسي، لأحببت أن أكون جنديا قد دعاه الواجب القومي، والحب الوطني الى الزحف مع غابات الأسنة ،
صفوفا بديعة النظام.
لو لم أكن أنا نفسي ، لأردت أن أكون أنا نفسي.
هو الزعيم ، لأن في الألم لحياة لذوي الفهم ، وهي الفلسفة التي عرفت حقيقتها بالاختبار كما يقول
لذلك أرفض أن أكون أنانيا لا يعرف شيئا غير طلب اللذة والنواح لفقدها.
لا.لا. يجب أن اكون أنانيا. بل يجب أن أفتكر بآلام الملايين من بني أمتي أولاً ثم أعود فأذكر نفسي...
يجب أن أنسى جراح نفسي النازفة لكي أساعد على ضمد جراح أمتي البالغة.
هو الزعيم : لقد نصحني ناصح ، أمثاله كثيرون : دعك من هذا العناء ، يكفي المرء أن يهتم بخبز يومه.
للناس خبزهم اليومي ولي خبزي.
أنت الزعيم مبدع ومخترع سلاح الوعي القومي
أنت أنت الفكر السوري الحر المستقل
أنت الحرية والحرية حمل ثقيل لا يضطلع به إلا ذوو النفوس الكبيرة.
زرته في مدافن مار الياس بطينا وبدون موعد مسبق ، لأن الوجدان صحوة تأتي بلا موعد.
استقبلني بصمت وحييته ب تحيا سوريا قلتها بصوت عال بالرغم من وجود ميليشيات السلطة في مكان قريب لا بل وضعوا كاميرات واجهزة تنصت وعسسهم في كل مكان وقد يكونوا نصبوها في هذه المدافن لأن بعض الأحياء امواتا يخافون من الأموات الأحياء في مبادئهم.
ولا تنسوا ان كنت تناسيت الأقمار الصناعية والغوغل الذي يرصدنا حتى في الحمام وغرفة النوم، كل هذا ولم نصل الى الحقيقة بعد والاصابع متجهة نحو دمشق.
كنت احلم ان ازورك مهنئا بعيدك الثالث بعد المئة في احد قصورك الشامخة في الشوير او بغداد او دمشق او على جبل في عمان ام في زهرة المدائن، لكن يد الطغيان حرمتنا منك ولم تستطع ان تحرمنا من نور مبادئك المحيية.
عفوا اني ازورك في الضريح لاهنئك واتحدث اليك في عيد ميلادك ، واعرف ان اول عيد ميلا د اقامه الرفقاء لزعيمهم كان في كوخ فقير متواضع في راس بيروت ، الذي ما زال مرتفعا بسواعد ورصاصات خالد علوان.
واليوم من كوخ العزة القومية ، وقبله اشعاع عرزالك فكرا ونفسا سورية جبارة يبعثها صنين الى كل ذرى سورية.
الى ضريح الشهيد الزعيم الخالد سيبقى الفكر السوري حرا مستقلا.
لن أنسى أن أحيي صفية وأليسار وراغدة وحفيديك سعادة وجولييت ، بعيد مولدك الذي لم تنفق فيه النفائس وتقام الولائم
ولم يتلقوا تهنئة رؤساء " العالم الحر ".
ونبدأ نسأله عن زعامته
انت الفوهرر كما ادعى الضعفاء الجبناء
لا ليس حزبنا نظاما هتلريا ولا نظاما فاشستيا
هو نظام سوري بحث لا يقوم على التقليد الذي لا يفيد شيئا بل على الإبتكار الأصلي الذي هو من مزايا شعبنا.
تبحث أن تقود قطعانا، لا زمن القطعان قد ولى، أبحث عن نفوس عظيمة جديرة أن تغير وجه التاريخ
القطعان والتراكم والتقليد ، ليس منا أبحث عن سواعد جبارة وقلوب شجاعة مفعمة بالمحبة
أبحث عن الأدمغة والعقول النيرة لتنير سبيل الآخرين
إن في النفس السورية كل علم وكل فن وكل فلسفة في العالم.
غريب عفوا حضرة الزعيم كل التلفزيونات نقلت لنا امس من ساحة الشهداء صورة مغايرة لما تقول؟
ماذا قالت ؟ احتفلت قوى 14 شباط ( على زمانكم كنتم تسموها يهود الداخل ) وتكلم احد زعمائها الذي كان يراس الحركة الوطنية ومنها حزبكم .خطابا في الوطنية والديمقراطية وطرد الاجنبي السوري من بلادنا وحل الازمة الاقتصادية بعلف من التبن والشعير، وقراءة مزامير داوود وسمير جعجع وسعد التعيس ، بدلا من سلاح المقاومة والجيش القومي الذي كنت تريده لحماية الامة.
عفوا خرجنا عن الموضوع لنعد الى حوارنا
لكن لماذا كل هذه السلطة للزعيم
كثيرون سألوا ويسألون: لماذا هذ السلطة غير المحدودة للزعيم؟
وبديهي أن تسعة وتسعين بالمئة من هؤلاء السائلين ولا نقول مئة بالمئة، هم من العامة الجاهلة أو من الذين لا ثقافة صحيحة لهم نظرية وعملية في الأوضاع السياسية والحقوقية وتطوراتها وفي الحالات الاجتماعية والنفسية العامة، ومن الذين لم ينالوا قسطاً وافياً من درس التاريخ ونشؤء الدول وتنازع السيادة فيها.
حقيقة أخرى يجب تقريرها: أن جميع هؤلاء السائلين لم يحملوا في زمانهم مسؤولية ادارية ولم ينخرطوا في سلك جيش يتعلمون فيه فضائل النظام ومجابهة الأخطار واتمام الواجب والاقدام على الأمور الخطيرة، ولم ينالوا تربية سياسية من أي نوع ولم يأخذوا نصيباً حتى ولا من التمرن المكتبي البسيط. وبينهم عدد من التجار المحتالين على القوانين ومن العابثين بالمناقب والآداب الاجتماعية ومن الفوضويين المستعدين للتمرد على كل ما لا يعجبهم وما لا يكون الحكم فيه راجعاً إلى أهوائهم وميولهم.
هذا السؤال: لماذا هذه السلطة غير المحدودة للزعيم، هو كلام التقطوه من صحف الإذاعة "تاديمقراطية" ضد هتلر وموسوليني. فهو ليس من عندياتهم. واقتصارهم عليه من غير أي تحليل لوضعية سياسية – اجتماعية معينة دليل قاطع عاى انهم يرددونه ميكانيكياً لا اعمال فكر فيه ولا روية، وعلى انهم ليسوا على شيء من الدراسة في التاريخ السياسي وعلم الحقوق الدستورية. وان فيه دليلاً على جهلهم التام مبدأ الأسباب والمسببات ومبدأ الكفاءات والاحتجاجات.
إن الذين لا يريدون هذه السلطة غير المحدودة للزعيم هم، في الغالب، الذين لا يريدون أن يتقيدوا بمسؤولية نظامية مربوطة إلى سلطة على أعمالهم ولها الكفاءة لمحاسبتهم على ما يفعاون انهم لا يريدون محاسبة ولا يريدون أوامر ولا يرغبون في طاعة ولا يريدون أن يقفوا تجاه مرجع أعلى يحاسبهم. ولذلك يفضلون أن تبقى المسائل "راجعة إلى العموم" وهم ما هم عليه من الجهل والفساد فتضيع المسؤوليات ويعطل الواجب ويشل النظام وتقوم المصالح الفردية، النفسية والمادية، مقام مصالح الأمة.
إذا كانت هنالك فردية استبدادية في ما لايعود على الشعب بالخير يجب محاربتها بكل شدة فهي فردية هؤلاء السائلين باستنكار: لماذا هذه السلطة غير المحدودة للزعيم؟
والطريقة الوحيدة للقضاء على طغيان هؤلاء العابثسن فساداً في الشعب هي في تأييد سلطة المصلح المطلقة.
نحن نعلم أنه لكثرة الفساد في الشعب قد فقدت الثقة بالأفراد ونعلم أيضاً انه لهذا السبب عينه يجب أن يعطى المصلح الخبير هذه السلطة غير المحدودة.
انك تحلم وتتخيل فهل في هذا الشعب كل هذه التخيلات والاحلام
الا ترى الكيانية ، والطائفية والمذهبية والاقطاعية السياسية والدينية
الا ترى الدين وقد اصبح سلاح الجحيم بعد ان كان نور الله على الأرض
كيف ستعمل وهؤلاء ليسوا مواطنين، ان قلت لهم مواطنين فأنت كافر، لا يعرفون هذه الكلمة
هم يعرفون أنهم شيعة وسنة وموارنة ودروز واشوريين وفينيقيين وارمن واكراد وروم وشركس
حتى عرب كلمة غير لائقة لهم ان قلتها، لأنها تعني التخاذل الهزيمة الخيانة المؤامرة.
الا تسمع ان كلمة سوري اصبحت تعني المجرم
والقاتل والارهابي وعدو الديمقراطيتهم
واليهودي ودود عطوف ، لطيف ، صديق، جيشه جيش دفاع، وترسانته قمح وزبيب.
اليست كل هذه المبادىء التي وضعتها هي خدمة شخصية لك لتكون زعيما ؟
او بالاحرى سؤال من 14 شباط اليست مبادؤك هي خدمة للنظام السوري ومجافاة للحقيقة وللمحكمة الدولية.
إن مبادئي هي انبثاق الفجر من الليل ، هي خروج الحركة من الجمود وقهر الفوضى بقوة النظام
إن مبادئي أمة حية بعد أن كنا قطعانا بشرية، لنقيم دولة الحرية والواجب والنظام والقوة.
إني مبادئي زوبعة وجهاد للذين عقدوا قلوبهم معا وقبضاتهم معا من أجل الوقوف معا أو السقوط معا.
ألا ترى انك ممكن أن تكون كغيرك من السياسيين متزعمو الشعب بشعارات الحرية والسيادة والاستقلال
وما سمعنا يوما انك تتكلم بالديمقراطية عروستنا القادمة مع جحافل غزاة بغداد ومستوطني فلسطين ومقتلعو كنيسة
المهد ومسجد عمر واسراء محمد.
انسالك عن المسيح وعمر ومحمد وانت الملحد.
تريد ان تفصل دينهم عن دولتنا وحكومتنا شيفعتنا في الدنيا والاخرة
فقرنا من غناها وغناها من فقرنا.
تريد ان تبعد رجال الدين عن السياسة وكيف لنا من مرشد نلجأ اليه يوم نتزوج ويوم نولد ويوم نموت
لو ذهب اولادنا للزعماء ورفضوهم نلجأ الى من يشفع لنا هؤلاء رجال الدين.
إن مبادئي يا أخي ببساطة أنّ كل مبدأ لا يخدم سيادة الشعب نفسه ووطنه هو مبدأ فاسد، أنّ مبدئي أنّ كل مبدأ صحيح يجب أن يخدم حياة الأمة.
الا ترى أنّ هذا المبدأ ينافي سياسة المجتمع الدولي؟
والدول الديمقراطية والعالم الحر والفوضى البناءة.
كما قلت لك يا رفيقي يجب أن يبقى الفكر السوري حرا مستقلا، ونحن جماعة لا تعترف بمبدأ الدعاية الأجنبية.
اوروبية كانت او اميركية او اطلسية او شيوعية او صينية أو هندية أو كورية أو ايرانية ولا نووية
نحن نعترف بأن هنالك مصالح تدعو الى إنشاء علاقات ودية بين سورية والدول الأجنبية وخصوصا الأوروبية.
فنحن مستعدون لمصافحة الأيدي التي تمتد إلينا بنية حسنة صريحة في موقف التفاهم والاتفاق.
الكلمة للقوي يا زعيمي ونحن ضعفاء وومزقون اخصام عروبتنا وقوميتنا ونهضتنا هم نحن.
اؤكد لك وبوضوح اكثر : يجب على الدول الأجنبية التي ترغب في إيجاد علاقات ودية ثابتة معنا أن تعترف في الدرجة الأولى بحقنا في الحياة وأن تكون مستعدة لاحترام هذا الحق، وإلا فالارادة السورية الجديدة لا تسكت عن المناورات السياسية التي يقصد منها استدراج أمتنا الى تكرار الأغلاط السياسية التي ارتكبت والتي كانت وبالا عليها.
رد من قوى 14 شباط :
ان هذا الموقف هو موقف تاييد للنظام السوري ونحن باستطاعتنا ان نتفاهم مع كل الدول الاجنبية الصديقة منها والعدوة بشرط وطني واحد جامع هو المحكمة الدولية. انت تخاف من الحقيقة والمحكمة الدولية.
أنت شوفيني تكره الأجانب، مبدعو الخصخصة والراسمال والمصارف والشركات المتعددة الجنسيات واليوم اصبح لدينا جيوش وجحافل متعددة الجنسيات عملت في كوسوفو وافغانستان وتعمل في العراق ونحن ندعوها اليوم في 14 شباط الى حماية لبنان من المقاومة وسوريا.
إنّ مبدئي ليس مؤسسا على مبدأ كره الأجنبي بل على مبدأ القومية.
واذا كانت المسألة القومية تتجه بطبيعتها الى تنازع البقاء بين السيادة القومية والاحتلال والقوات المتعددة الجنسيات فذلك أمر من طبيعة القومية وطبيعة الاحتلال.
لكنك ترفض المجتمع الدولي ومجلس الامن والجامعة العربية.
انت عدو القمم العربية والمبادرات العربية الا ترى باي حفاوة يستقبل زعماؤنا، ملوكنا وامراؤنا رؤساؤنا وحكوماتنا في بلاد العالم وما عاد منهم واحد الا ولقي الدعم الشامل والكامل لحكومته في وجه شعبه الغبي الجاهل الذي لا يقدر مصالح زعمائه.
أعترف اني أغرقت في سوريتي حتى نسيت العالم العربي ومشاكله.
قوى 14 شباط : الآن فهمنا تخريبكم لكل المبادرات السعودية والمصرية والسودانية والقطرية،
واننا في 14 شباط ننتظر يوما تحل فيه الخلافات بين الاشقاء في اجتماع قد يعقده الكنيست في مستوطنة في بغداد او البصرة.
لم تسالني ولم تخبرني شيئا عن الحزب يا رفيقي
لا تقلق يا زعيمي فنحن بالف خير وانت دعوتنا الى التغلب على الصعوبات الداخلية ونحن منذ استشهادك والى هذه الساعة ما زلنا نعمل على تذليلها ان لم نتمكن من استئصالها.
نعم اذكر جيدا اني قلت لكم في خطابي المنهاجي الاول في حزيران 1935:
في هذا العمل الخطير نواجه صعوبات داخلية وخارجية يجب أن نتغلب عليها مبتدئين بالأول منها، لأنه لا يمكننا أن نتغلب على الصعوبات الخارجية تغلبا تاما إلا بعد أن كنا تغلبنا على الصعوبات الداخلية، وأول ما يعترضنا من الصعوبات الداخلية هو خلو مجتمعنا من تقاليد قومية راسخة نتربى عليها ونتمسك بها.
وكذلك قلت : اما الصعوبات الخارجية فتهون متى تغلبنا على الصعوبات الداخلية وتمركزت ارادة امتنا في نظامنا، الذي يضمن وحدتها ويمنع عوامل القسمة المتفشية خارج الحزب من التسرب الى وحدتنا المتينة التي نضحي في سبيلها بكل ما تطلبه منا التضحية .
واذكر اني حذرتكم من النزعة الفردية :
ان النزعة الفردية ليست طبيعة في السوري وان تكن متفشية في أبناء الجيل الحاضر، لا فرق بين من تخرّج منهم من المدارس العليا والجامعات ومن تخرّج من المدارس الابتدائية او من لم يدخل مدرسة قط ولم يسلك مسلك العلم. انها مرض طارىء يجب التغلب عليه.
يجب على القوميين الاجتماعيين ان يكافحوا النزعة الفردية مكافحتهم الاحتلال الاجنبي.
ان النزعة الفردية مرض عام فينا وليس الاعتراف بوجوده عاراً على أحد ولكن العار في تركها تتمكن من النفس وتقضي على مواهبها الجميلة وفوائدها الجليلة. فهنالك رجال ذوو مواهب كبيرة تمنع مواهبهم هذه الآفة التي لم يكد يسلم منها أحد من أبناء الجيل الحاضر من شعبنا. والتغلب عليها يبتدىء باعتماد قوة الارادة وصدق العزيمة.
ليست هذه الكلمة موجهة إلى فرد معين. انها موجهة إلى كل فرد ذي وجدان حي وغيرة حقيقية على سلامة مجتمعه ونهضة أمته
لكن يا رفيقي لم تقل لي اذا كنتم ذللتم الصعوبات الداخلية أم اذلتكم ؟
بالفعل يا زعيمي لقد أذلتنا الصعوبات الداخلية وانا لم اكن اريد ان اناقش الموضوع معك في هذه الحلقة من لقائنا كنت اعتقد انه امر اداري تنظيمي قد يحل في النهاية بمرسوم من حضرة الزعيم.
وكيف تتغلبون عليها ؟
قسمناها الى قسمين قسم بين القيادة والقوميين والاخر بين القيادات.
عظيم والعمل
قعد الرفقاء في بيوتهم فتم حل القسم الاول والقسم الثاني هو شغلنا الشاغل الذي سنبقى نناضل ونصارع من اجله باسم سوريا وسعادة الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا.
صمت الزعيم وعاد الى قبره وانا بانتظار ان اعود اليه قريبا.
انتظرونا في اللقاء الثاني
|