المؤتمر السوري القومي: لا بدّ انك قرأت وقرأ الرفيق ابراهيم الخبر الذي نشر في عدد سابق من سورية الجديدة من انه ورد مكتب الزعيم كتب من قوميين مسؤولين وغير مسؤولين، ومن سوريين غير قوميين، تبدي رغبة في عقد مؤتمر سوري قومي برئاسة الزعيم، اغتناما لوجوده في أميركة. وهذا الخبر هام جدا ويجب اعارته الاهتمام اللازم.
انّ العمل لتحقيق فكرة المؤتمر يكون في محله وكنت اريد ان اكتب لابراهيم في هذا الشأن، ولكي يثير في كتاباته، فكرة عقد المؤتمر. وقد أتمكن من الكتابة اليه قريبا.جدا. ومما لا شك فيه أنّ المؤتمر يفتح أمامنا امكانيات واسعة جدا. ولكي تصبح المسائل عملية أطلب منك ومن الرفيق ابراهيم الاتصال بالرفيق فخري معلوف على العنوان أدناه.(من رسالة الزعيم الى وليم بحليس 12/4/1940 ).
فما هي قصة هذا المؤتمر وكيف بدا والى ماذا انتهى وما هي الصعوبات التي واجهته من امنية ومادية. لنستطلع قصة هذا المؤتمر من رسائل الزعيم .
تراوحت فكرة عقد المؤتمر بين المكسيك واوروبا.
المسألة بكل بساطة قومية – سياسية معقدة . لماذا اسبانية ؟
كتب الزعيم الى الرفيق العامل ساسين حنا ساسين المقيم في جزر الكناري – اسبانية بتاريخ 9 نيسان 1940
منذ أول وقوفي على مظاهر روحيتك جزمت في أنك ستكون من هذه العناصر الجيدة الأخذ في الاتصال والتآلف في الحزب السوري القومي وإني أهنئك على الاستعداد الذي أظهرته للقيام بواجب الجندي القومي بدون تردد.
إن الحرب الحاضرة معقدة وكل شيء يسير بتؤدة وبترو. ونحن كنا ولا نزال في مقدمة الحركات الكبرى التي أدركت إدراكاً تاماً طبيعة الصراع الانترنسييوني الحاضر وهذا الإدراك هو الذي فرض الموقف الرصين الذي نقفه في هذه الظروف الحرجة. ومما لا شك فيه أن أجزاء واسعة نوعاً من شعبنا في المهجر في حالة جمود وإغراق في الحالة المادية ولكن أوساط الشبيبة تتحرك وضرم القومية يمتد فيها بسرعة وهذا يكفل لنا الانتصار الأخير.
كنت مسروراً جداً من حركتك والعلاقة التي أوجدتها مع "جمعية التقارب الإسباني العربي" والتي توقت بزيارة الوكيل العام لمكتب عبر الحدود الرفيق أسد الأشقر، للإسباني وفرنندو بسو. وكنت أنتظر كتاباً من ناموس هذه الجمعية الذي كتب إلي الوكيل العام لمكتب عبر الحدود بشأنه ولكني لما أتسلم شيئاً منه. وكنت مؤخراً أفكر في هذا الأمر وفي ماهية الأمور العملية المحسوسة التي يمكن التفاهم عليها مع هذه الجمعية التي أشعر أنها ذات غرض جميل. وأمس تسلمت كتاباً محولاً من إدارة "سورية الجديدة" في البرازيل وهو مرسل بواسطتها إلى الرفيق أسد الأشقر من ناموس جمعية "التقارب الإسباني العربي" ولما كان الرفيق الأشقر قد أصبح في الوطن فلم يعد في الإمكان أن يكون هو واسطة الاتصال والتفاهم مع الجمعية المذكورة التي كنت أعطيت موافقتي على توثيق العلاقات الودية والعملية بين الحزب السوري القومي وبينها. ولذلك أكلفك أنت أن تكون هذه الواسطة في هذه الظروف.
الكتاب المرسل من ناموس جمعية "التقارب الإسباني العربي" إلى الرفيق الأشقر يشتمل على بعض أمور ومعلومات هامة.منها ما يفيد في الناحية الإذاعية وهو ما يتعلق بمشروع إنشاء صحيفة تصدر باللغتين العربية والإسبانية بإدارة ناموس الجمعية المذكورة، السيد غوتيرس، الذي أظهر تحبيذاً وتأييداً لقضية أمتنا العظيمة أقدرهما له. وإن العلاقة التي أهتم السيد غوتيرس بإيجادها بين فكرتنا ووزارة "الغوبرنسيون" وما قام به من الأعمال في سبيل تعريف فكرتنا وحركتنا إلى الوزارة المذكورة وإلى الأوساط التي يعمل فيها، كل هذه خدمات تجعل السيد غوتيرس محبباً إلى حركتنا.
مما جاء في كتاب الناموس غوتيرس إلى الرفيق الأشقر أنه خابر السيد "رافلس" رئيس دائرة الشرق الأدنى في وزارة "الغوبرنسيون" وإن السيد رافلس طلب منه عنواني وعنوان الوكيل العام لمكتب عبر الحدود.
ويقول السيد غوتيرس أن السيد رافلس، رئيس دائرة الشرق الأدنى، يرغب كثيراً في أن أزور إسبانية وإنه هو غوتيرس أرسل يسأله إذا كان يمكن عقد المؤتمر السوري القومي في إسبانية.
الحقيقة إني كثيراً ما أحببت زيارة إسبانية بعد انتصار حركتها القومية لأن لسورية قرابة خاصة بإسبانية لا تقتصر على العهد العربي بل تسبقه، أي منذ عهد بناء قرطجنة. أما مسالة عقد المؤتمر السوري القومي في إسبانية فيمكن إرسالها إلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي ستبدأ أعمالها قريباً لتدرسها، وأكون مسروراً إذا تمكنت اللجنة من ترجيح الاعتبارات العملية لاختيار إسبانية القومية مركزاً للمؤتمر، إذ لا شك في أن إسبانية القومية توجد الجو الحر الملائم لعمل السوريين القوميين. وحركتنا القومية كانت في جانب حركة إسبانية القومية.
إني قد حصلت مؤخراً على ترجمة إسبانية المبادئ الحزب السوري القومي وشرحها وهذه الترجمة هي الآن قيد التصحيح ومتى طبعت أرسلها إليك وإلى جمعية "التقارب الإسباني العربي" نسخاً منها.
فيما يختص بك أنت أقول إني اطلعت على بعض أعمالك وأقوالك وقرأت بالإسبانية محاضرتك عن الحزب السوري القومي التي ألقيتها على الراديو.
وأسفت لأن هذه المحاضرة لم تترجم كلها إلى "سورية الجديدة" ويا ليتك ترجمتها إلى العربية وأرسلتها إلى الجريدة فكانت تكون نشرتها بكاملها.
وأريد الآن أن أكلفك مراسلة "سورية الجديدة" فيما يختص بالحركة السورية القومية في إسبانية وأفريقية وفيما يختص بالتقدم الإسباني فيكون عملك مفيداً للتقريب بين سورية القومية وإسبانية القومية.
أرسل لك مع هذا الكتاب رسالة صغيرة أطلب إيصالها إلى عنوان الرفيق رفيق حلبي في كوماسي، الشاطئ الذهبي عسى أن تكون بخير.
سلامي القومي لك وللرفقاء
ولتحي سورية توقيع الزعيم في 9 ابريل 1940
إن الحرب الحاضرة معقدة وكل شيء يسير بتؤدة وبترو. ونحن كنا ولا نزال في مقدمة الحركات الكبرى التي أدركت إدراكاً تاماً طبيعة الصراع الانترنسييوني الحاضر وهذا الإدراك هو الذي فرض الموقف الرصين الذي نقفه في هذه الظروف الحرجة.
وجاء في رسالة بتاريخ 14/8/1941 الى الرفيق ابراهيم طنوس
المؤتمر: يمكن منفذيتكم أن تعلم للأعضاء أنه بما أن الزعيم لما يقرر حتى الآن الدخول في جبهة من الجبهات المتحاربة فالحزب السوري القومي هو حزب مجاهد لنيل استقلال سورية ولكنه خارج الحرب ولذلك لا خوف عليه من عداء أية دولة من الدول المحاربة.
في هذه الاسطر القليلة يكمن العامل السياسي الهام والخطير لبناء الموقف ورؤية المصلحة القومية وكيفية تحقيقها وانتصارها. وكان الزعيم في توجيهه السياسي للرفقاء والمسؤولين وخاصة سياسة جريدة سورية الجديدة الناطقة باسم الحزب ، و في ظروف الحرب العالمية الثانية قد شدد كثيرا على الحياد بين المحور والحلفاء.
وقد حاول الزعيم التفاوض مع الاطراف الاساسية: الاميركيين والبريطانيين والالمان والاسبان اخيرا.
نلاحظ من رسالة الزعيم تقارب اسباني تجاه الحزب يعود الى عوامل ثقافية وانشطة قامت بها الجمعية المذكورة .
من هي جمعية التقارب الاسباني العربي
في رسالة الزعيم الى الرفيق جورج بندقي تاريخ 10/4/1940 يطلب منه نشر الخبر التالي في سورية الجديدة:
جمعية "التقارب الاسباني العربي" في جزر الكنار
وردنا من مراسل سانتاكروز، تنزيف انه قد اجريت الانتخابات فيها لادارة جمعية "التقارب الاسباني العربي" فأسفرت عما يلي:
الرئيس: حسن م. علمه
نائب الرئيس: حامد شريف شمس الدين
الناموس: توفيق بوتراية
الخازن: يوسف شجاع الدين
المفتش: حسين ابو لطيف
عضو: سليمان شال
عضو: قاسم ناجي
ناموس القسم الاسباني: غستاف غوتيرس
فنهنىء العمدة الجديدة لهذه الجمعية التي نعتقد انها وسيلة تفاهم وتعاون بين سورية والامم العربية واسبانية.
هذا مختصر عن الجمعية وادارتها .
ويطلب من الرفيق ابراهيم طنوس في رسالة له تاريخ 27/5/1940
منذ نحو شهر أو أقلّ كتبت الى الرفيق وليم بحليس جوابا على كتب منه ومنك في مسألة نجيب العسراوي، وأخبرته حقيقة ما كتب العسراوي اليّ، وما كتبت اليه، وطلبت منه ابلاغك ذلك ووجوب قبوله رفيقا، وابلاغك وجوب الاهتمام في مقالاتك المقبلة بمسألة عقد مؤتمر سوري قومي في المهجر التي نشرت سورية الجديدة شيئا عنها في احدى رسائل ارجنتينية.
كتب الزعيم الى الرفيق العامل ساسين حنا ساسين في 12/9/ 1940
وردني منذ اسبوع كتابك الخير المؤرخ في 10 أغسطس /آب الماضي. وقد أخرت الاجابة عليه بانتظار بعض امور.
السيد رافلس: بعد أول كتاب تسلمته من السيد رافلس أجبته عليه، ثم تسلمت جوابا منه اجبته عليه برسالة ارسلت نسخة مسجلة بالبريد الجوي. وبدلا من أن يردني جواب على رسالتي الثانية تسلمت نسخة من الجواب السابق الأمر الذي دلّ على عدم وصول رسالتي الى السيد رافلس. وسأرسل نسخة جديدة من رسالتي اليه عسى أن تصل هذه المرة.
علاقاتنا مع اسبانية: متى كتبت الى السيد رافلس فبلغه اني انظر بارتياح الى انشاء علاقات ودية ثابتة بين الحركة السورية القومية واسبانية القومية .وأنّ ذلك يكون ممكنا بتعيين اشخاص من الطرفين للقيام بالمخابرة التمهيدية ووضع أساس التفاهم.
التبرعات: يحسن جمع التبرعات وارسالها الى القوميين. والأفضل الاهتمام بالحرية قبل الخبز، لأن الحرية تؤّمن الخبز، اما الخبز فلا يؤّمن الحرية. ويمكن ارسال المال على هذا العنوان.
وعسى ان تتوفقوا.
وكما نرى حصل تخابر مباشر كتابي بين الزعيم والسيد رافلس دعا فيه الزعيم الى انشاء علاقات ودية بين اسبانية والحركة السورية القومية واسباب الانقطاع بين الزعيم ورافلس نجده في الرسالة التالية:
الرفيق العامل العزيز ساسين حنا ساسين
تسلمت كتابك المؤرخ في 18 ديسمبر الماضي متأخراً وقد وصل إلي على يد الرفيق أميل بندقي. وكان قد وصل إلي كتابك السابق الذي تطلعني فيه على مساعيك مع "جمعية التقارب الإسباني العربي". وقد تأخر جوابي إليك إلى الآن بسبب كثرة الأشغال واضطراري للقيام بجولة مؤخراً استغرقت نحو شهر. وبعد سفر الرفيق أسد الأشقر منذ نحو سنتين وأنا لا أحظى بمن يقدر على القيام بقسم من الأعمال الكتابية التي كان يقدر على القيام بها.
في خلال الأشهر الماضية تم الاتصال بيني وبين السيد رافلس ناموس الشرق الأدنى والأقطار العربية في وزارة الداخلية الإسبانية وبعد جوابه إلي في صدد المؤتمر أصابتني وعكة وأشار علي طبيبي بوجوب قضاء نحو ثلاثة أشهر متنزهاً في تلول ولاية كردبة من هذه الجمهورية. ومع ذلك فقد وضعت جوابي على كتاب السيد رافلس من مقر راحتي وأرسلت إلى بوانس ايرس ليضعوه بالبريد الجوي المسجل وقد وضع في البريد. ولكن الظاهر أنه لم يصل. وإني سأرسل نسخة منه في البريد القادم إلى السيد رافلس. وقد أرسل غليك نسخة منه لاطلاعك.
كان بودي السفر إلى إسبانيا سواء أعقد المؤتمر أم لم يعقد. ولكن عرضت مسائل كثيرة في هذه الأثناء أوجبت اهتمامي. وظلت مسألة ماذا يحدث بعد وصولي إلى إسبانية تحت النظر. فقد لا يكون موافقاً أن أبقى بعيداً عن أوساط السوريين المهاجرين.
أما أمر المؤتمر فقد وجدنا تأجيله نظراً لانقطاع المعلومات الأخيرة من الوطن ولكني أرى أنه يجب الاستمرار في العلاقات الجيدة مع الحكومة الإسبانية لأن هنالك نقاطاً هامة يمكن حصول التعاون بيننا وبينها عليها. فإذا أمكنك أن تبلغ السيد رافلس ذلك كان حسناً.
أطلعت في عدد صدر مؤخراً في المكسيك من مجلة الفرع القومي هناك أن دوائر الإذاعة الإسبانية أرسلت إلى المجلة المذكورة مواد إذاعية للنشر. وقد تسرعت المجلة ونشرت رداً قاسي اللهجة، رافضة نشر شيء. وكان الأفضل لو أن هذه الدوائر اتصلت بمرجع أعلى أولاً للتفاهم على التعاون في هذا السبيل. وإني أكلفك الاهتمام بذلك وإبلاغي ما هي مطاليب الحكومة الإسبانية وماذا يمكنها أن تفعل لنا مقابل ذلك.
سلامي لك وللعائلة وللرفقاء.
ولتحي سورية
توقيع الزعيم في 11 يونيو 1941
رفيقي العزيز ساسين ساسين رسالة مؤرخة اكتوبر 1940
تسلمت كتابك المؤرخ في 6 سبتمبر الماضي ومع نسخة كتاب السيد رافلس وعليه أجيب.
آسف جداً لأن جواب السيد رافلس على كتاب الثاني إليه لم يصل إلي ولأني لم أعد أتسلم شيئاً منه حتى ظننت أن كتابي لم يصل إليه. وكم كنت أود لو أن السيد المذكور أرسل إلي نسخة من جوابه الثاني ويمكنني إعطاؤه عنواناً خارجياً يضعه على الغلاف في الخارج فيصل إلي وهو-
إن ما كتبته أنت إليه حسب الصورة التي أعطيتني إياها في كتابك هو حسن ولكن جوابه لا يحل مسألة كيفية بقاء من يضطر إلى البقاء في إسبانية خصوصاً وليس لنا موارد مالية واسعة في هذه الظروف لنقوم بنفقات كبيرة. ولما كانت هذه المسألة هامة وتوجد عراقيل فضلاً عن عراقيل السفر ونوع البواخر التي تسافر ويمكن استخداما فقد كانت لجنة المؤتمر أوقفت الاستعدادات وهذا ما يحسن أن يقف عليه السيد رافلس، أي مسألة توقيف الاستعدادات تجاه الصعوبات المتزايدة، لكي لا يظن أن التأخير لتردد من نوع آخر.
وقد بدأت مخابرة المهتمين في أمر إعادة الاهتمام بتنفيذ فكرة المؤتمر ومتى حصلت على جواب يمكن عده صالحاً لمباشرة المخابرة في الشؤون الهيولية (كنكريته). فيمكن حينئذ تقديم لائحة بأسماء المرجح أو المؤكد اشتراكهم في المؤتمر. ولكن يجب إفهام السيد رافلس أن عدم وصول كتبه إلي وانقطاع الاتصال من طرفه قد أخر المشروع كثيراً وقد نحتاج إلى وقت لإعادة ما كان
جارياً من الأمور ولا ننسى أنه بمرور الوقت الماضي تبدلت أمور كثيرة وتغيرت أحوال وظروف بعض الأشخاص الذين اتجهوا إلى أمور أخرى.
ولا أكتمك أنه يجب أن لا نتعرض لخسارة الأعمال الجارية في المهجر والاضطرار للقيام بأعمال بعيدة عن محور قضيتنا، خصوصاً المعركة الدائرة رحاها في المهجر لاكتساب المهاجرين إلى قضيتنا المقدسة. وأبشّرك أن قسماً لا يستهان به في أميركة الجنوبية قد أصبح مقتنعاً وموالياً ولكن يجب الآن توجيه نحو الناحية العملية وترك هذه الأمور الآن يضر ولا يحسن تركها إلا لأسباب عليا، وكنت أود أن أحصل من السيد رافلس على تأكيدات برغبة إسبانية القومية في التفاهم معنا ومعاضدة قضيتنا، التي هي قضية سورية القومية وليس "العروبة والإسلام". وهل يمكن الحكومة الإسبانية تقديم أو اعتماد مساعدة النهضة السورية القومية عملياً لقاء مساعدات من قبلنا لإسبانية؟
إن الرغبة الظاهرة تدل على احتمال حدوث شيء من ذلك وهذا ما يجعلني أميل إلى عقد المؤتمر في إسبانية ولكن يجب التغلب على الصعوبات التي ولدتها الظروف الحاضرة وصعوبة المواصلات وانقطاع مراسلات السيد رافلس عني؟
ويحسن معرفة هل لإسبانية بواخر تسافر إلى الولايات المتحدة والمكسيك كما تسافر إلى أميركة الجنوبية وهل يمكن سفر أعضاء المؤتمر عليها. وهل إذا أرادت بريطانية التعرض لي في البحر فماذا يحدث؟ وبما أنك أعطيت السيد رافلس عنواني فسأنتظر كتاباً منه أو مراسلة منك في ما يجد، فالمسألة لها وجوه تحتاج إلى درس دقيق. وإني أعتبر كتابي إلى السيد رافلس لا يزال قائماً ويجب أن يأتي الجواب منه أولاً ليصح أن أكتب بدوري إليه. ورسائله يجب أن تكون بواسطة شركة "الإيطالية لان كندر"التي تسافر إلى أوروبة أو منها. وإذا كان هو يكتب إلي ولا تصل رسائله فيمكنه استعمال العنوان المستعار المعطى في هذا الكتاب.
هذا ما عندي الآن في هذا الصدد، وأتمنى لك التوفيق.
ولتحي سورية
توقيع الزعيم
بعد... إن مسألة تهيئة الأمور لمجيئنا وبقائنا في إسبانية. إذا لزم الأمر في مسألة قد لا يكون من المفيد حلها بالمراسلة فإذا كانت لك مصالح في مدريد ورغبت في السفر إليها للتفاهم هناك شخصياً مع السيد رافلس ويكون التفاهم شفوياً فقد يكون ذلك أفضل حل. ومع ذلك تبقى مسألة الاعتبارات الأخرى التي سأرى إذا كان يمكن حلها بطريقة موافقة تساعد على السفر وعقد المؤتمر.
توقيع الزعيم اكتوبر 1940
عنوة عن المصاعب المادية التي تعيق اتخاذ القرار النهائي لعقد المؤتمر في اسبانية . كان الزعيم يخشى ان تعترضه القرصنة البريطانية في عرض البحر وتسلمه الى فرنسة.
ونجد من هذه الرسالة ان المفاوضات بدت جدية لعقد المؤتمر وبدا بحث تسهيل دخول المؤتمرين وتوفير الاقامة والنفقات حيث ليس بامكان الحزب تامين لا نفقات الانتقال ولا الاقامة.
وهذا ما يحدده في رسالته التالية:
رفيقي العزيز وليم بحليس،
ذكي كرم: إن ما يطلبه هذا الشخص هو لخدمة الإذاعة الأجنبية على حساب الأقطار العربية، كما يفعل الآن عدد غير قليل غيره من السوريين. ويمكنك أن تكتب إليه أنه ليس عندك الآن مصادر لغرضه وتكلفه أن يكتب إليك شيئا مفيدا لقضيتنا عن اسبانية والمكان الذي هو فيه.
أما السيد (أنريكي) رافلس، رئيس فرع الاذاعة للشرق الادنى في وزارة الداخلية (الاسبانية) فقد اتصل بي وعرض عليّ أن يكون المؤتمر السوري الذي أشارت اليه سورية الجديدة في اسبانية،وعرض تسهيلات فيما يتعلق بالمعاملات القانونية. في 10 مارس 1941
إلى وليم بحليس24/3/1941
ذكي كرم: قلت لك أن عمله سيكون من باب الدعاوة الأجنبية. وذكرت لك أن انريكي رامنلس كان قد خابرني وعرض علي، باسم الحكومة الإسبانية عقد المؤتمر السوري القومي في إسبانية.
في نفس الوقت كان الزعيم يكتب الى منفذ عام المكسيك لبحث امكانية عقد المؤتمر في المكسيك.
الى المنفذ العام لفرع المكسيك 12 /1/1941
...عقد مؤتمر في المكسيك:
اذا أمكن القيام باذاعة قوية لعقد مؤتمر شامل في المكسيك لتقرير تأييد الحزب السوري القومي، واعتبار الزعيم الوحيد المعبّر عن ارادة الأمة السورية، كان ذلك ذا نتائج كبيرة لقضية الحزب.
الوثيقة 175. عن مفكرة أنطون سعادة تاريخ 3 يوليو/تموز 1941:
أرسلت كتابا بالبريد الجوي الى الأمين فخري معلوف أكلفه السعي بجس نبض السياسة الأميركانية ومعرفة هل هنالك استعداد حقيقي لمساعدة سورية مساعدة فعلية اذا أعلنت استقلالها وقررت الدفاع عنه وما نوع المساعدة؟
أرسلت كتابا بالبريد الجوي الى المنفذ العام في المكسيك أطلب منه تقريرا بالحالة.
وأرسل أخيه ادوار في مهمة سرية للتفاوض مع سفير المانية في ريو دي جانيرو:
رفيقي العزيز وليم بحليس،
كتبت يوم الاثنين الماضي، منذ يومين، إلى الرفيق ادوار سعاده أكلفه بالسفر إلى ريو دي جانيرو لأشغال قومية. وقلت له أنه إذا كان يتعذر عليه ذلك من الوجهة المادية فليسألك لمساعدته فتطلب من الأعضاء القادرين التبرع بمبلغ "لنفقات سرية" بأمر الزعيم ولا تعلن لأحد نوع المهمة ومن يقوم بها، لا من الأعضاء ولا من غيرهم.
إن ختام عمل "سورية الجديدة" كان جميلاً وقوياً ولا أشك في أنه يترك أثراً يجب عدم التواني في استغلاله، لأن الفرص مرهونة بأوقاتها.
ولابد من إعادة التوصية بالتساهل وتقريب القلوب والبحث في أمر أشخاص مثل انطون جراب وفؤاد داغر وغيرهما.
لا أزيد شيئاً الآن سوى وجوب تقوية موارد "الزوبعة" لتعوض عن النقص الذي يوجده توقف "سورية الجديدة". وإني أنتظر إخبارك. في 3 سبتمبر 1941
ما هي شروط التفاوض مع الجانب الالماني:
الوثيقة 175. عن مفكرة أنطون سعادة تاريخ 3 سبتمبر/ابلول 1941:
اليوم كتبت الى المنفذ العام بمينس وملحقاتها والى الرفيق ادوار سعادة أكلفهما السفر والالتقاء في الريو، ومقابلة سفير المانية وعرض المطاليب الآتية:
ما يهمّنا نحن الفريق السوري:
1- الاعتراف بوحدة سورية الجغرافية.
2- الاعتراف بالسيادة السورية الممثلة بالحركة السورية القومية.
3- اعطاء تصريح بان استقلال سورية القومية هو ضروري ويوافق "النظام الجديد" الذي ترمي المانية وحليفاتها الى ايجاده.
4- الاعتراف بعدم صلاحية انشاء "الوطن القومي اليهودي" في جنوب سورية.
5- الاتفاق مع الحزب السوري القومي وحده على جميع هذه النقاط واعتباره الهيئة الوحيدة الصالحة للتعبير عن ارادة الأمة السورية.
6- ترك مساعدة العناصر الرجعية وجميع ىالفئات الأخرى.
7- اننا مستعدون لسماع ما يطلبه الفريق الثاني. وأعطيت المنفذ العام الايضاحات اللازمة وفوضت اليه امكان استمرار المخابرة بالاشتراك مع الرفيق ادوار سعادة.
وكتبت الى الرفيق سعادة أخبره بكتابي الى المنفذ العام وأعطيه صورة النقاط الموضوعة في الكتاب ثم أكلفه بمهمة خطية وهي الاتصال بأخي ارنست الموظف في سفارة الولايات المتحدة الاميركانية في ريو دي جانيرو ليكون واسطة اتصال بين الحزب القومي وحكومة الولايات المتحدة لمحاولة الوصول الى تفاهم واتفاق مع الجانب الديمقراطي.
هي نفس مبادىء وشروط التفاوض طرحها الزعيم مع الجميع: الاميركيين والالمان والاسبان والبريطانيين.
رفيق العزيز وليم بحليس،
وردني اليوم كتب من المنفذ العام، فوجدت أن روحيته لم تتغير، وقد كتبت إليه الآن بالبريد الجوي وأفضيت إليه بمعلومات سياسية هامة، منها ما يتعلق بمخابرة الحكومة الإسبانية لي وعرضها علي أن يكون المؤتمر السوري القومي في إسبانية. وقلت له أنه يحسن أن يطلعك والناموس العام على ما جاء في كتابي. وأطلعته أيضاً على أن حكومة الدولة حيث تصدر "الرسائل" قصدت الاتصال بي من زمان ولكن الرفيق القومي الذي كان الواسطة طلب، غلطاً، جعل المخابرة في ريو فكلفت أخي، في ذلك الحين، السفر إلى الريو لمقابلة المكلف فلم يكن هناك بل كان غائباً عنها فترك له كتاباً ولم يحصل على جواب. والسبب قد يكون لعدم وثوق المكلف من الشخص. فإذا لم أوافق في السفر إلى البرازيل للنزهة فسأكتب إلى المنفذ العام وأعطيه توجيهات وتعليمات للعمل بموجبها وقد أكلفك أنت أيضاً السفر إلى الريو.
بينت هذه الأمور لأجعلكم على بعض الاطلاع من خطورة الموقف ولتروا ضرورة القيام بمساع كبيرة لتحقيق بعض أقسام الخطة السياسية وقريباً أعود
فأكتب إليك. عسى أن تكون بخير وموفقاً في مساعيك. في 6 أغسطس 1941
رفيقي العزيز إبراهيم طنوس،
...إن روحية المنفذ العام لم تتغير فهي في إطراد قومي واضح وهذا يسرني لأنه يقربه إلى التعاون العملي والسياسي. وقد كتبت إليه الآن وأفضيت إليه بمعلومات سياسية هامة وقلت له أنه يحسن أن يطلعك عليها ويطلع عليها الرفيق ناظر الإذاعة بحليس، لأن الاطلاع عليها يجعلكم تدركون أهمية الأمور وخطورة الموقف. ومن أهم المعلومات أن الحكومة الإسبانية كانت قد أرسلت تعرض علي عقد المؤتمر القومي في أية بقعة من بلادها. ولكني بقيت مسألة النفقة لأعضاء المؤتمر ونظراً لضعف الحركة وبطء الأعمال لم أتخذ أي تدبير عملي في هذا الصدد والمخابرة لا تزال جارية. وقد ترسل الحكومة فتقدم تسهيلات للنفقة للمدعوين. وأنا أعلم غرض الحكومة الإسبانية وأرى أنه يمكننا استخدام غرضها. وهنالك معلومات أخرى تتعلق بدولة أولية (المانية) كانت قد وجهت، بناء على معلومات غير مضبوطة قدمها إليها أحد الرفقاء حيث تصدر جريدة "الرسائل"، تعليمات إلى مفوضها في الريو للاتصال بي. وقد سافر أخي إلى الريو ولكن المكلف كان غائباً فترك له كتاباً ولم يحصل على جواب منه وهو معقول. فإذا لم أتمكن من السفر قريباً إلى البرازيل بصفة نزة أو سياحة ولم يتمكن أحد منكم من القدوم لمقابلتي فسأرسل توجيهات إلى الرفيق العسراوي وتعليمات للسفر إلى الريو والاجتماع بأخي هناك الذي أرسل إليه ليوافيه إليها، لإعادة الاتصال.
أخبرت المنفذ العام وناظر الإذاعة أن معاملات قانونية إقامتي في هذه البلا قد أوشكت للانتهاء وإذا حصلت في هذين اليومين على تذكرة الهوية فسأسعى سعياً حثيثاً للقيام بسفرة إلى البرازيل للاجتماع بكم. وإذا لم أوفق من هذه الناحية فلعلي أوفق بالقيام برحلة نهرية إلى محطة "كورمبا ماطوقروصو" بشرط أن توافوني إلى هناك. وسأطلعكم على ما يصل إليه مسعاي في حينه.
إن مسألة اجتماع عام يحضره المسؤولون للنظر في التدابير والوضعية هو هام جاً لتفاعل الأفكار والإمكانيات وتنشيط الروحية والأعمال فلا تتأخر في سعي له.
كن موفقاً وعسى أن تكون أحوالك الصحية والعائلية قد تحسنت. في 6 أغسطس 1941
إلى المنفذ العام لفرع المكسيك
تسلمت أمس كتابكم الأخير المؤرخ في 6 أغسطس الجاري وأراد في البريد الجوي. وقبل تسلمه كنت قد تسلمت كتاباً من الأمين فخري معلوف، منفذ عام الولايات المتحدة حالاً، يخبرني فيه أنه تسلم من منفذيتكم مبلغ ستين دولارا.
وقد ورد كتابه بالبريد العادي، والظاهر أن انتقال الأمين معلوف لمدة فصل الصيف إلى تيغستون حيث قام بدراسة اختصاصية في الحضارة الإسلامية هو السبب في تأخير مراسلاته مدة. وكان قد كتب إلي من قبل جواباً على كتاب مني أخبره فيه بما ورد في كتاب منكم وهو أنكم أرسلتم إليه رسالة في شأن ماكنة الكتابة، يقول أنه لما يتسمل شيئاً منكم حتى ذلك التاريخ. فيكون كلامه صحيحاً والسبب يكون التأخر في إرسال المبلغ أو في تسلمه.
الاشتراكات الشهرية: إن كتاباتي إليكم في هذا الأمر لها وجهان:
1- ضبط طريقة المعاملات القانونية والنظامية.
2- لفت نظركم إلى وجوب الاهتمام بحاجات الإدارة العليا التي لا تقدر على تنفيذ مشاريعها إلا بواسطة ما يرد من الفروع.
أما الأمر الأول فأهميته تأتي بالدرجة الأولى، لأن القانون والنظام هما دعامتان أساسيتان لقيام مؤسسات الحركة ولمشاريعها. وقد كنت لاحظت أنكم لم تعتمدوا في أعمال الفرع الذي تتعهدونه على منطوق الدستور والمراسيم الدستورية، مع أن نسخة أو أكثر من الدستور كانت عندكم، وكتبت إليكم في ذلك. وسرني أن تكونوا باشرتم العمل وفاقاً للدستور واقترحتم تشكيل هيأة منفذية دستورية، الأمر الذي صدرت به القرارات اللازمة في حينه.
ولكن يظهر أن تشكيل هيأة المنفذية لفرع المكسيك لا يزال بعيداً عن إعطاء الأعمال شكلها القانوني فكأن بعض الوظائف في هذه المنفذية ليس لها غير قيمة اسمية، إذ لا يقوم الموظفون بممارسة الصلاحيات التي تخولهم إياها المراسيم الدستورية، خصوصاً المرسوم الدستوري عدد 2 مثلاً: إن التقارير عن حالة المالية يجب أن يضعها ناظر المالية المكلف، في جملة صلاحياته، بإرسال المال المجبى إلى حيث يجب، مع لوائح جباية يبقى نسخة من كل منها في سجلات دائرته لكي تجرى الحسابات بصورة قانونية وتتمكن الدوائر العليا من تأمين موازنة الحزب. وحتى الآن لما يصل إلى مكتب الزعيم أي تقرير رسمي عليه توقيع ناموس المنفذية ومقروء في جلسة رسمية لهيئة المنفذية حيث يجري النقاش فيه ويصادق عليه المنفذ العام بعد المناقشة. وحتى الآن لم يتسلم مكتب الزعيم بياناًً عاماً يشتمل على البرامج أو المناهج التي تقررت لكل ناظر من نظار المنفذية. وجميع هذه الدلائل تدل على أن الأمور لا تزال تسير بصورة غير نظامية وغير دستورية كأنه لا يوجد في المنفذةي غير شخص المنفذ العام وحده. وهذا نقص كبير قد تحصل من ورائه عواقب وخيمة للحركة القومية. لنفترض أن المنفذ العام مرض لمدة طويلة مرضاً منعه من القيام الأعمال أو الإشراف عليها بنفسه فماذا يحدث للفرع في هذه المدة؟ أتبقى الأمور مشلولة إلى أن يعود المنفذ العام أم يجب أن يستمر العمل؟ وإذا كان يجب أن يستمر العمل فكيف يمكن هيأة المنفذية متابعة أعمال لم تمارسها قط؟
المال الاحتياطي: في جوابكم تقولون أن المئتي ريال مكسيكي التي بقيت في حوزة منفذيتكم أبقيتموها كمال احتياطي. فأفيدكم أنكم عند مراجعتكم المرسومين عدد 4 و 5 سترون أن الجباية المركزية هي مال مقدس للإدارة المركزية أي خاص بالخزانة العامة للحزب ولا يجوز لأي فرع أن يبقى منها في حوزته فلساً واحداً. أما نفقات المنفذية العامة لمشاريعها المحلية فيجب أن توضع لها موازنة يضعها ناظر المالية بعد تقرير المشاريع في جلسة رسمية لهيئة المنفذية ثم تؤمن الأموال اللازمة لها بضريبة محلية يقررها مجلس المنفذية الذي هو غير هيئة المنفذية وصلاحياته موجودة في المرسوم عدد 4. فتصير جباية خصوصية للمنفذية غير الجباية المركزية التي تعود إلى الخزينة والضريبة التي يفرضها مجلس المنفذية يجب الا تكون كبيرة ودائماً أقل من الجباية المركزية ويراعى في فرضهها مقدرة المشتركين والظروف. فيجب عليكم المبادرة إلى تطبيق أحكام المرسوم عدد 4 الذي يعطي الحزب حيوية كبيرة بانتخاب اللجان الاستشارية للمديريات ومندوبي اللجان إلى مجلس المنفذية.
المؤتمر: يمكن منفذيتكم أن تعلم للأعضاء أنه بما أن الزعيم لما يقرر حتى الآن الدخول في جبهة من الجبهات المتحاربة فالحزب السوري القومي هو حزب مجاهد لنيل استقلال سورية ولكنه خارج الحرب ولذلك لا خوف عليه من عداية أية دولة من الدول المحاربة. وبهذه المناسبة يسرني أن أعلن لكم خروج رجال إدارة الحزب السوري القومي من السجن بعد أن مضى على سجنهم نحو سنتين وهذا يدعم أن الانغليز لم يجدوا شيئاً يحاسبون الحزب عليه في الوطن ويؤخذ مثلاً لتشجيع الأعضاء ويمكن جس النبض لمعرفة هل تسمح حكومة المكسيك بإعطاء رخصة للحزب ليعقد مؤتمراً هناك لا يكون غرضه غير تأييد كون الحزب السوري القومي هو المنظمة السورية الوحيدة الصالحة للتكلم باسم الشعب السوري في أية مفاوضة للاستقلال وعقد معاهدات. ويمكنكم أن تؤكدوا للسلطة المكسيكية أن الحزب مستعد القبول للمخابرة. من أية دولة ديمكراتية في صدد استقلال سورية وموقفها من الحرب. فإذا أمكن الحصول على رخصة رسمية فقد تزول المخاوف ويصير إقبال على المؤتمر.
لاتمفستاد: لاحظت أنكم أعطيتم في المجلة القومية التي تصدرونها بالإسبانية في المكسيك تصريحات سياسية من غير أن تراجعوني أو تراجعوا مرجعاً مختصاً في الحزب كالمكتب السياسي. من ذلك إعلانكم في المجلة أن على وزارة داخلية إسبانية أن تعلم ما هو كذا وكذا الخ. وكان الأفضل ألا تعلنوا مثل هذا الإعلان بدون تفويض رسمي. فيجب أن تعلموا أن الفرع السياسي في الحزب هو غير الفرع الإداري وأنه ليس من صلاحيات المنفذ العام إعطاء تصريحات سياسية عامة إلا بتخويل خصوصي، منعاً للتضارب في سياسة الحزب وحرصاً على وحدته السياسية. وكان الواجب يقضي عليكم بمخابرتي في الحال في صدد ما أرسلته الحكومة الإسبانية أو غيرها إليكم وانتظار تعليماتي فلعل لي خطة تفيد القضية. أطلب منكم التنبه لذلك في المستقبل والحرص على عدم الإخلال بهذه التعليمات.
موقف الحزب: تسألون إذا كان في الإمكان معرفة موقف الحزب في الوقت الحاضر. فأقول أن الظروف الاستثنائية قد عرقلت الكثير من خطة الحزب ومن مخابراته وضعف تنظيم الفروع في المهجر وعدم حصول مكتب الزعيم على المساعدات المالية اللازمة لم تسمح بالقيام بالحركات الدبلماسية المرغوبة. ولكن المخابرات الآن جارية وقد يمكن تقرير موقف في القريب العاجل. أما الفروع فموقفها يجب أن يكون عدم الثقة بأية تصريحات سياسية أجنبية واعتبار الحزب السوري القومي الهيئة الوحيدة التي يجب أن يلتف حولها الشعب لتصون مصالحه.
واقبلوا سلامي القومي. ولتحي سورية في 14 أغسطس 1941
التفاوض مع بريطانية
رفيقي العزيز وليم بحليس،
دبلماسية: إذا كان السيد اسكندر المر يرغب في أن يكون واسطة بيني وبين القنصل البريطاني ومن ثم يكون هذا واسطة للاتصال بالسفارة البريطانية فإن ذلك يكون حسناً.
أما مهمتك فتكون:
1- التأكيد للمفوضين البريطانيين أن الحركة السورية القومية هي حركة مستقلة وإنها الحركة الوحيدة التي لها قوة فاعلة من الداخل (DINAMICA) .
2- إن هذه الحركة المنظمة تقبل المخابرة مع الحكومة البريطانية والمفاوضة لوضع قضية السيادة السورية واستقلال سورية على قواعد ثابتة من الوجهة الانترنسيونية ولتعيين موقف سورية في هذه الحرب.
3- إن هنالك مسائل كمسألة فلسطين ومشكلة الصهيونية فالحركة السورية القومية لا ترفض البحث لإيجاد حل لهذه المسألة لا يناقض مبدأ السيادة السورية.
4- إن المخابرات يمكن أن تجري هنا، أي في أميركة، أو في سورية على أساس موحد من الطرفين بموجب أوراق اعتماد رسمية.
5- إنك بكل سرور تقبل بنقل كل ما يحب الجانب البريطاني إبداءه إلى المختصين والعمل على إيجاد الاتصال إذا كان الجانب البريطاني يرغب أن يكون من البرازيل. في 18 أغسطس 1941
رفيقي العزيز ساسين ساسين
كتبت إليك الأسبوع الماضي وأعود إلى الكتابة الآن لإيضاح بعض أمور وردت في كتابي السابق الذي كتبته في عجل وأخشى أن تكون بعض المسائل التي عرضت لها جاءت بشكل ثنائي المعنى مما قد يؤدي إلى التباس.
أهم ما أريد إيضاحه هو أمر مالية المؤتمر. فقد ذكرت لك أني لم أر في كتاب السيد(أنريكي) رافلس إليك أي اقتراح يحل هذا الأمر وما عنيته بذلك ليس أني أنتظر مخابرة السيد المذكور في هذا الصدد فهذه مسألة تعني الحزب فقط ولكني عنيت أن السيد المذكور لم يعرض من ناحيته أية ضمانات في هذه الظروف الاستثنائية يصح الاستناد إليها. ولذلك أحب أن تعلم أن هذه النقطة ليست مما يجب أن تخابر بها السيد رافلس فتكتفي بإظهار النقاط الأخرى وأهمها نقطة انقطاع رسائله عني ، الأمر الذي جعلني أشير على لجنة المؤتمر بالتربص خصوصاً إذ لم يعد ممكناً التفكير بعقد المؤتمر في بقعة أميركية نظراً للظروف الحاضرة.
وقد قلت لك أني سأنتظر رسالة من السيد رافلس قبل أن أفكر بالكتابة إليه، لأن كتابي السابق إليه لا يزال قائماً. وكم كنت وددت أن تكون المراسلة بيننا استمرت لتمهيد الأمور السياسية فيكون قدومي إلى إسبانية مناسباً للشروع في تأسيس علاقات متينة تفتح مجالاً واسعاً للتعاون بين نهضتينا.
مع ذلك فقد كتبت الأسبوع الماضي إلى الفروع في البرازيل والمكسيك والولايات المتحدة وأني أنتظر الأجوبة التي قد تحمل وجود الحل المالي لنفقات السفر ذهاباً وإياباً. ولو أن مسألة المؤتمر تقررت نهائياً السنة الماضية لما
كانت عرضت المسألة المالية لأن المساعي كانت قد توصلت إلى أعداد تقسم كبير. ولكن عدم البت في المؤتمر في ذلك الوقت وحصول تطورات جديدة وحدوث أمور أوجبت اهتمامنا في نواحي أخرى جعلنا نحول ما كان مقرراً للمؤتمر إلى جهات أخرى وهذا هو السبب في نشوء هذه الصعوبة.
في كل حال أطلب منك أن تبلغ السيد رافلس سلامي وتقول له أني طلبت من لجنة المؤتمر التي كانت توقفت العودة إلى الاجتماع ودرس إمكانية عقد المؤتمر في مكان ما من إسبانية وإني سأنتظر مطالعة اللجنة قبل البت في عقد المؤتمر. فإذا كانت مطالعة اللجنة أو تقريرها مشتملاً على ما أراه موافقاً مع حصول الاحتياطات الأخرى فحينئذ أكلفك تبليغه أسماء الذين سيشتركون في المؤتمر لترسل حكومته التعليمات اللازمة للمعاملات القنصلية.
وفي حال ذهابي أنا فإني سأطلب أن أحوز الصفة الدبلماتية لجميع المراسلات التي تردني والتي أرسلها إلى الخارج فلا تمر على المراقبة ولا تتعرض للتأخر الذي يمكن أن يجلب أضراراً في هذه الظروف المستعجلة.
ومهما يكن من أمر انعقاد المؤتمر فأريد أن تبلغوا السيد رافلس رغبتي الشديدة في الوصول إلى تعاون واسع بين نهضتينا يشمل أغراضاً متبادلة ومشتركة.
سلامي لك وللقوميين في 18 أكتوبر 1941
ولتحي سورية توقيع الزعيم
لا شك ان ما احيط بمسألة عقد المؤتمر القومي وغاياته والتخابر مع اسبانية لاستضافته بناء على اقتراح اسباني. وكذلك التخابر السياسي للتفاوض مع حكومات كل من اميركا والمانية وبريطانية. هي مسألة سياسية- دبلماسية من الدرجة العالية وحساسة للغاية. وضع الزعيم غايته من التفاوض ومطالب الحركة السورية القومية المعبرة عن ارادة الشعب السوري.ولم يصل الى نتائج ايجابية لا مع اي من الدول سواء في معسكر الحلفاء او المحور والسبب الاساسي أن جميع هذه الدولة المتحاربة في اي محور كانت خاضعة للنفوذ اليهودي الذي يدير سير الحرب لمصالحه.
حتى اسبانية التي توددت وتقربت وبادرت الى طرح عقد المؤتمر في اي مكان في اراضيعا. غابت ولم تعد.
ما يجب التأكيد عليه ان الزعيم كان ما يزال ورفقاؤه يجنون من عرقهم المال الذي ينفق على القضية القومية واهدافها النبيلة التي لا تباع وتشترى باي مال في العالم.
لم يقبض سعادة ولا اي رفيق قومي فلسا واحدا لا من اسبانية ولا من غيرها.
الم يقل الزعيم ردا على المفوض السامي الفرنسي يوم عرضت عليه فرنسة صداقتها اللامحدودة لقاء التخلي عن مبدأ انشاء جيش قومي : اني لا أبيع الجيش القومي بكل الصداقات في العالم.
ما أشبه اليوم بالبارحة زبانية 14 شباط كما الجلبيون قبلهم باعوا جيش العراق . و14 شباط تريد بيع جيش المقاومة وثقافة وفكرة المقاومة ومسحها من القاموس لتصبح مقاولة وبس.
|