إذا كان ظهري سلماً فهي سلم صالح فقط ليرتقي الشعب عليها ولكنها غير صالحة ليرتقي عليها الأفراد. سعادة
بعد: كنت قد كتبت في أمر دفع التعويض الشهري لمراسل "سورية الجديدة" وحتى الآن لا أعلم كيف سويت هذه القضية. فأطلب إجابتي وإيضاح هذه النقطة. من رسالة الى جورج بندقي 5/6/1940
إلى جورج بندقي
في جوابي على كتابك المؤرخ في 23 مارس الماضي الذي تذكر لي فيه ما كتبه إليك الرفيق حسني عبد الملك ذكرت لك أن هذا التصرف من قبل الرفيق المذكور قد يكون الشعور الطيب البادي فيه ستاراً للوصول إلى مسائل أخرى. فمنذ مدة والاستخبارات الحزبي توصل إلي معلومات عن هذا الرفيق وتذكر أني لم أكن راضياً عن مخابرتك رأساً له في صدد تعيينه وإني أرسلت استوضح المجلس الإداري إذا كنت كلفته مخابرة السيد عبد الملك رأساً أو كان التكليف يقتصر على اتخاذ قرار بتعيين أجرة عمله. والآن تبين أن "الشعور" الذي أظهره السيد عبد الملك ليس سوى مناورة تجوز على عقلية الفوضى اللاقومية ولكن نظام الحركة القومية لا يقبلها. فمكتب الزعيم لم يكن يوماً بحاجة إلى مساعدة عبد الملك أو من هو مثله فالحزب هو الذي يتكفل بشؤون مكتب الزعيم ورحلته. أما الحفلة فقد كان الإقبال عليها عظيماً وكانت التبرعات كثيرة. في 10 ابريل 1940
نرى من هذين الرسالتين اهتمام الزعيم بادق التفاصيل وحتى لو كانت دفع تعويض شهري لمراسل "سورية الجديدة"
ويرفض في الرسالة الثانية مزايدات حسني عبد الملك ويكشف زيف هذا النوع من العناصر التي تخترق صفوف النهضة وما تلبث ان تفلس أمام نظام الحركة القومية وعقلية الفوضى اللاقومية. ويكشف ان احتفال اول مارس بميلاد الزعيم تم جمع الكثير من التبرعات.
إلى جورج بندقي
أما من حيث موقف الجريدة المالي فأعتقد أن الإدارة، مع اعتبار كل مجهودها وكل نيتها الحسنة ليست على علو الشروط التي تتطلبها الحالة. فالإدارة يجب أن تكون وظيفتها أكثر من إرسال بعض كتب مطالبة وتشجيع أحياناً، يجب أن تتناول إنشاء علاقات شخصية ودية ومخاطبة مستمرة. ليس فقط مع بعض أدباء أمثال الرفيق جبران مسوح، بل مع طائفة من الأدباء والتجار المنتشرين في أماكن عديدة ويجب أيضاً أن تتناول جولات في الداخلية ومخابرة الوكلاء في أمور أعمالهم التكنيكية وغير ذلك وهو عمل واسع يقتضي سهراً وابتكاراً ووقتاً كافياً. إني ألاحظ أن الأعمال كانت معدومة وحتى الآن لم تنتظم ولا أعتقد أن عمل الرفيق اميل سينتظم قبل مدة وأنه سيمكنه وقته من القيام بجميع متطلبات الوظيفة. وأضرب مثلاً على حالة الأرجنتين أنه منذ نحو تسعة أشهر تقدمت لائحة من الشيخ نعمان ضو في ولاية سان خوان بأسماء مشتركين وسلمت إلى عفيف لوقا وقال إنه أرسلها ولم تصل. فطلبت أنا نفسي من الشيخ نعمان إرسال لائحة أخرى فأرسلها منذ بضعة أشهر ومنذ نحو شهرين سلمتها إلى الرفيق اميل الذي أرسلها إليك ولم يأخذ نسخة عنها لتبقى عنده فإذا فقدت نحتاج لإضاعة وقت في طلب لائحة ثالثة وهذا عمل غير منظم، وحتى الآن لم تصل الجريدة إلى الذين طلبوها في سان خوان. وهنالك من يتشكى من عدم وصول الجريدة بانتظام. وجميع هذه الأمور تحتاج للملاحقة الإدارية. وقد أخبرني الرفيق اميل أنه قبض اشتراكات وأرسل يعلمك. في 16 يونيو 1940
حضرة هيئة اللجنة المركزية المفوضة،
عدا عن السؤالات المتقدمة أريد أن أعرف حقيقة سير الشؤون النظامية الداخلية- الاجتماعات ومواضيعها ونتائجها المالية وتنظيمها ونتائجها وعدد الأعضاء المتممين واجباتهم من هذه الجهة وغير المتممينها. وماذا تفعل اللجنة بمن لا يتمم واجباته. المراسلات الإدارية مع الفروع وما هي مواضيعها الأساسية وهل ترد جباية الفروع إلى الخزانة المركزية أم لا؟
ويجب على اللجنة أن تعلم أنه لا يفيدني شيئاً كثيراً معرفة أن العقيدة وحدها تنتشر. فالعقيدة تنتشر بواسطة توزيع المبادئ ومنشورات الحزب والجريدة. أما وجود اللجنة المفوضة فليس فقط لاكتساب أشخاص يصرحون لنا أنهم يعتنقون مبادئنا بل لتنظيمهم وإفهامهم نظام الحزب وتعيين واجباتهم المعنوية والمادية وتكليفهم لمهمات صريحة من قبل الهيئة الإدارية وإيجاد وسائل التدريب لعدد كبير منهم والاهتمام بإيجاد مشاريع تعود على الحركة بالفوائد المادية والمعنوية كالاهتمام بإنشاء مكتبة وتأليف جوق تمثيل وغير ذلك. هذه أشياء محسوسة يمكن أن أفهمها في رسالة رسمية أما القول أنه دخل أعضاء كثيرون والحركة تنتشر وغير ذلك فكلام يقال لصديق يطل بأن يعرف صورة عامة عن معنوية الحركة، أما الزعيم فيحتاج أن يعرف أموراً محسوسة يمكنه من الاستفادة منها لبرنامجه الواسع. في 23 يونيو 1940
في هذه الرسالة نقاط عميقة جديرة بالاهتمام فليس مجرد اعتناق العقيدة بواسطة الكتب والمنشورات والجريدة هو العمل القومي او سقف العمل القومي.
يشدد الزعيم في المقطع الاول من هذه الرسالة على سير الشؤون الادارية والنظامية. ويسأل عن الجدوى المادية او النتائج المالية المترتبة من هذا العمل الاداري التنظيمي وهل يتمم الرفقاء واجباتهم المالية؟
والموضوع المالي في الحزب هو واجب والتزام لتأمين الموارد الكفيلة بنجاح الخطط الحزبية المقررة لذلك يقول:
وإفهامهم نظام الحزب وتعيين واجباتهم المعنوية والمادية وتكليفهم لمهمات صريحة من قبل الهيئة الإدارية وإيجاد وسائل التدريب لعدد كبير منهم والاهتمام بإيجاد مشاريع تعود على الحركة بالفوائد المادية والمعنوية كالاهتمام بإنشاء مكتبة وتأليف جوق تمثيل وغير ذلك. هذه أشياء محسوسة يمكن أن أفهمها في رسالة رسمية أما القول أنه دخل أعضاء كثيرون والحركة تنتشر وغير ذلك فكلام يقال لصديق يطل بأن يعرف صورة عامة عن معنوية الحركة، أما الزعيم فيحتاج أن يعرف أموراً محسوسة يمكنه من الاستفادة منها لبرنامجه الواسع.
و يكتب الى نعمان ضو 9/7/1940
...وصل إلي الشيك المرسل مع كتابك المؤرخ في 19 يونيو/ حزيران الماضي ومعه قائمة بأسماء المواطنين الذين حرك نفوسهم الوعي القومي وأحبوا الاضطلاع ببعض الواجبات المادية التي تساعد على بث الدعوة القومية ومتابعة عمل الايقاض القومي وتطوعوا لها.
إن هذه الحركة العملية التي قمت بها في محيطك هي أول حركة عملية تنشأ في المهجر خارج الفروع المنظمة، ما عدا الحركة التي قام بها في افريقية الغربية سنة 1936 السوري الذي أدرك أهمية النهضة القومية، وصار فيما بعد الرفيق أسد الأشقر، الذي رافقني مؤخرا في رحلتي إلى الأرجنتين ثم عاد إلى الوطن. وأهم مميزات هذه الحركة إنها حركة تقدم وإعطاء نتائج لا حركة "صف كلام"، فأهنئك واهنىء شركاءك الذين أرادوا أن يكون لهم سهم في تأييد النهضة السورية القومية، مظهرين روحية عالية أقدّرها لهم التقدير اللائق بها. وسأضم أسمائهم إلى سجل أعمال رحلة الزعيم إلى المهجر، الذي هو جزء من السجل العام لأعمال الحركة السورية القومية، وهذا أفضل اعتراف وتقدير لروحيتهم وعملهم. في 9/7/1940
كان الزعيم يقدر لرفقائه عطاءاتهم المعنوية والمادية . والعطاء المالي لمد النهضة كان له وقع خاص فهؤلاء اشخاص يضحون من مالهم وجنى عمرهم باموال في سبيل العمل القومي العام.
لذلك نراه يشدد على الدور الذي لعبه الشيخ نعمان ضو في محيطه. والشيخ ضو ليس رفيقا بعد ولا ينتمي الى وحدة نظامية حزبية في محيطه لقد قام بجهده هذا لاقتناعه باهمية الرسالة التي يؤديها سعادة وحزبه للأمة جمعاء. ويذكر في نفس الرسالة اهمية العطاءات التي قدمها فرع الحزب في افريقيا الغربية وينوه خاصة بالرفيق أسد الأشقر. في وقت كانت قيادة الحزب والزعيم في السجون والرفقاء ملاحقون حتى في لقمة عيشهم.
إلى جورج بندقي
إن لغة البرقيات تكون مختصرة ولا يحسن إنفاق مبلغ خمسين أو مئة "باسس" (ريال أرجنتيني) للاستعلام عن وصول بلاغين وطلب إرسال نسخ بالبريد الجوي مع شرح مسهب يبين أن طلب إرسال النسخ لا يعني وجوب أن جواز توقيف النشر. فالمسألة بديهية ولا دخل لطلب إرسال نسخ بمسألة النشر.
يطلب من الرفيق بندقي كما نلاحظ الاختصار في لغة البرقيات لانهم يدفعون ع الكلمة اذا جاز قولنا هذا. في 22 يوليو 1940
ويكتب الى نجيب العسراوي في 22 تموز 1940
إني أكتب إليك بالصراحة التي تعودتها والتي لا أعرف غيرها طريقاً إلى قلوب رفقائي القوميين والتي لا أريد غيرها خطة في خطابي لبني أمتي. وإني مسرور جداً بعبارتك القائلة بنفي "دبلوماسية النفاق" من تفاهمنا القومي. وهذا التفكير واضح أهنئك عليه وأحبه فيك.
طلب مساعدة مالية من منفذية المكسيك
حضرة المنفذ العام للحزب السوري القومي في المكسيك
أتأسف جداً ألا أكون قد تمكنت من السفر إلى المكسيك، كما كانت خطتي والسبب هو ورود خبر إلي من الوطن يفيد أن السلطة العسكرية هناك قد أصدرت مذكرة توقيف بحقي كما بحق الأمين فخري معلوف الموجود حالياً في الولايات المتحدة في جامعة متشغن. وهذا يعني أن أسمي أصبح على لائحة الأعداء لمدة الحرب وأن القنصلية الفرنسية لن تمدد مدة جواز سفري من دائرة المهاجرة هنا، إذ هي تحجز جميع جوازات "السياح" وقد قاربت النجاح في هذه القضية حينئذ سأحاول السعي لتمديد مدة جواز السفر فإذا تمكنت من ذلك فسأحاول العودة إلى الوطن في هذه الظروف، إذ أن صحتي قد تحسنت وعاد اليّ قسم من النشاط يخولني العمل، وإن يكن ببطء. وفي هذه الحالة سأطلب من منفذيه المكسيك مساعدتي مالياً، إذ قد أحتاج لركوب الطيارة وغير ذلك. وأطلب منكم إبقاء هذا الأمر سراً مكتوماً عن جميع الناس وعن جميع الأعضاء حتى يحين وقت إفشائه. في 26/7/1940
اذا تطلعنا الى ما جاء في رسالة الزعيم الى الرفيق نجيب العسراوي في 22/7/1940 التي يقول فيها :
إني أكتب إليك بالصراحة التي تعودتها والتي لا أعرف غيرها طريقاً إلى قلوب رفقائي القوميين والتي لا أريد غيرها خطة في خطابي لبني أمتي. وإني مسرور جداً بعبارتك القائلة بنفي "دبلوماسية النفاق" من تفاهمنا القومي. وهذا التفكير واضح أهنئك عليه وأحبه فيك.
ورسالته الى الرفيق ابراهيم طنوس في 2 آب 1940 التي يقول فيها:
ومداواة الفساد بستره عن العيون، بدلاً من استئصاله وتطهير الأوساط منه، طب قديم قد أهمله الإنسان لعدم فائدته.
من هذين الرسالتين نفهم الدروس المناقبية القومية التي يعلمها لتلاميذه والتي لا تسمح للفساد اي نوع كان معنوي او مادي من اختراق صفوف النهضة. كما نجد ان موضوعا ما قد يجده اي رفيق انه تافه وصغير والزعيم يذكره او يكتب بموضوعه الى اكثر من مسؤول حزبي . فهذا نابع من حرص المعلم الزعيم على تعميم الفائدة من التجارب والاخطاء والهفوات التي تحصل ليوفر على الرفقاء والحزب تكرار مثل هذه الاعمال التي تعيق عمل النهضة القومية. ولا يترك مكانا للفساد والشك في الصفوف.
ونجد التتمة لما نحاول ان نقوله في رسالته الى الشيخ نعمان ضو في 12/8/1940:
عزيزي الشيخ نعمان ضو،
وردتني الحوالة بخمسن باسو للشهر الماضي، وتأخرت باخباركم لكثرة الأشغال والمهام. ثم وصل اليّ كتابك الأخير المؤرخ في اول اغسطس/آب الجاري، وانشرحت بما حمل من أدلة الثقة بالنفس والهمة البعيدة. ولا بأس أن يكون هناك خونة يكملون تاريخ النهضة القومية، ويزيدون اختبارات الحركة، بشرط أن تكون هناك نفوس راسخة الايمان، صادقة العزيمة.
انّ عملية تنظيف الأوساط، وتطهير الحركة القومية من المفسدين، هي أول ما يجب فعله.
وعندي أن مئة عدو في الخارج أهون من خائن في الداخل. وتبيين الوجوه ضروري لتنظيم الصفوف وتخطيط المعارك ومن يسير بجيش لا يعرف ما يجول في نفوس رجاله لا يلقى غير الفشل. واني أفضل أن أسير للقاء العدو بفئة قليلة تصبر على القتال وتثبت عند الشدة، على أن أسير بجيش لجب تعج فيه الخيانة والجبن والضعف.
ولتحي سورية.
ويتابع امور "سورية الجديدة" بقلق من سياسة الشريكين بندقي:
رفيقي العزيز وليم بحليس..14/8/1940
سان باولو: إني لم أكن أجهل وضعية سان باولو وعناصرها ولكن لم يكن لي خيار في الأمر. وبعد أن رأيت أنه لا دواء للجمود والعقم المصابة به أهملت أمر اللجنة المفوضة ولم أعد أعلق عليها أي أهمية إدارية أو نظامية ووجهت معظم عنايتي إلى معالجة "سورية الجديدة" التي كلفتني جهوداً عظيمة ولم أحصل إلا على نتيجة ناقصة. والسبب هو ضعف الحركة وعناصرها في سان باولو ولأن أحد صاحبي الرسمال الرفيق فؤاد بندقي له نظريات سياسية خاصة لا يتنازل عنها. ومع ذلك فالجريدة هي أفضل ما قدرنا الحصول عليه ويجب تقدير إقدام الرفيقين فؤاد وتوفيق بندقي على وضع الرسمال والقيام بنفقاتها في هذه الظروف الصعبة. ولو أمكنني الحصول على محرر للجريدة أعتمد عليه وتكون له الكفاءة لسارت الأمور كلها أحسن. أما الرفيقان غالب وفؤاد فيخشيان المجازفة والتبعة ولولا ذلك لتغلبا على صعوبة أن أكثرية الرفقاء الأولين "غير مرغوب فيها" خصوصاً بعد أن فسحت لهما المجال رسمياً لإنشاء فرع سري على حدة. وإني أنتظر العثور على رجل يصلح للقيام بأعباء سان باولو، وحتى ذلك الحين يجب أن ننسى أن سان باولو موجودة لغير "سورية الجديدة" من الوجهة الإذاعية والإدارية. في 14 أغسطس 1940
الى المنفذ العام لمنفذية مينس 19/9/1940
في هذه الرسالة الطويلة ما نريد ابرازه هو المسؤوليات المالية وتشريعاتها وقوانينها حيث لم يكن لدى المنفذ العام في مينس اي نص دستوري او قانوني حول عمل المؤسسات الحزبية النظامية- الادارية:
إنكم تتسلمون الآن وظيفة لم تروا لها سابقة وليس بيدكم نسخة من الدستور تستندون إليها ولا سجلات ووثائق تستنيرون بها. ولذلك ستكون مهمتكم في البداية، صعبة. فكل ما ستقومون به سيكون تأسيساً. وهو أمر يتطلب استنباطاً وسهراً وتفكيراً ودقة فإذا استتب ذلك جاء الأساس متيناً صالحاً لاستمرار البناء. ولكي تتمكنوا من تدبر الأمور وتطبيق النظام وإدارة الأعمال أعطيكم فيما يلي لمحة عن ترتيب هيكل سلطة الحزب:
1- السلطة في الدولة السورية القومية واحدة في جميع مراتبها لأن مرجعها واحد هو الزعيم الذي تتحد فيه القوتان التشريعية والتنفيذية والسلطتان المدنية والعسكرية.
2- يأتي بعد الزعيم في مراتب السلطة مجلس العمد المؤلف من جميع العمد المعينين بمراسيم من الزعيم لإدارة المصالح المتعددة كالداخلية والإذاعة والمالية والتدريب وغيرها. ووظيفة هذا المجلس درس جميع مسائل الحزب السياسية والإدارية ليقررها الزعيم بعد مناقشة المجلس فيها وإيجاد التعاقب في المناهج العائدة إلى العمدات.
3- العمدات هي الدوائر التنفيذية الرئيسية كالداخلية والمالية وغيرهما.
5- أصغر الوحدات الفرعية للحزب هي المديرية التي تتألف من أعضاء حي مدينة أو أعضاء قرية أو ناحية. على رأس المديرية المدير ويكمل هيأة المديرية الناموس والمذيع والمحصل (لجباية المال) وملاحظ التدريب وتنشأ المديريات بقرار من عميد الداخلية وكذلك تعيين المدير. أما تعيين أعضاء هيأة المديرية فيكون من صلاحية المنفذ في جلسة رسمية لهيأة المنفذية.
ويجب على المنفذ العام أن يرفع، كل ثلاثة أشهر، تقريراً شاملاً مفصلاً عن هيأة المنفذية وأعمالها، ما حققته وما هو تحت التحقيق وما تنظر إلى تحقيقه. ويجب أن يشتمل التقرير على إحصاء الأعضاء الجدد والمنشآت الجديدة، وعلى إحصاء الأموال المجباة أو الواردة بطرق أخرى. وجميع الأموال الواردة بطريقة الجباية من الأعضاء أو بغيرها وكانت بشكل أموال حزبية عامة يجب إرسالها في آخر كل شهر إلى الخزانة العامة بواسطة عمدة المالية مع قائمة مفصلة بها تبقى نسخة منها في سجلات نظارة المالية في المنفذية.
8- كيفية الجباية: الجباية في الأصل هي عملية جباية الضرائب المفروضة على الأعضاء لنفقات الإدارة الحزبية ومساقاتها المقررة بشكل موازنة واعتمادات مفصلة للعمد. وهذه الجباية تكون برسم الخزانة العامة ولا يجوز مس بارة منها، لأنها جميعها تدخل في حسابات موازنة الدولة القومية.
وعملية الجباية تتم بواسطة دفاتر قوائم رسمية توزعها عمدة المالية على المنفذيات، لكل منفذية عدد من الدفاتر يوازي عدد مديرياتها، لتوزعها المنفذيات بدورها على المديريات فيتسلم كل محصل دفتراً فيه قوائم مرقمة كل قائمة أصل ونسختان فيكتب على القائمة أسماء أعضاء مديريته ويضع أوراق كربون فوق النسختين قبل الكتابة، ثم يكتب اسم الشهر التابعة له القائمة في مكان الأشهر ويضع عدد السنة. وكل عضو يدفع يضع إمضاءه (الدافع يضع إمضاءه) مقابل اسمه دلالة على أنه دفع المترتب عليه للشهر المذكور وبهذه الطريقة يتم ضبط الحسابات ولا تبقى حاجة لوصولات أخرى.
ومتى فرغ المحصل من الجباية يعرض المال والقائمة ونسخها على المدير في جلسة لهيأة المديرية شبيهة بجلسة هيأة المنفذية فيضع المدير إمضاءه في محله ويضع المحصل إمضاءه ويرسل المال إلى ناظر المالية في المنفذية مع الأصل ونسخة واحدة، إذ تبقى نسخة في سجلات المديرية. ومتى اجتمع مال جباية المديريات كلها التابعة للمنفذية مع قوائمها يعرض الناظر الأمر على المنفذ العام في أول جلسة تعقدها هيأة المنفذية. وبعد فحصها يصادق عليها المنفذ العام ويضع إمضاءه في مكانه ويرسل المال مع القائمة الأصلية إلى عمدة المالية على العنوان المعطى للمنفذية وتبقى النسخة في سجلات هيأة المنفذية (أرشيفو) التي تنشأ لها شعبة خاصة في دائرة الناموس العام. ويتفقد المنفذ العام مع هيئة منفذيته محتوياتها كل مدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر. ولما كانت أموال الجباية العامة لا تمس من قبل الفروع، ولما كانت الفروع من منفذيات ومديريات تحتاج إلى نفقات لأعمالها فقد أنشأ الزعيم الجباية الموضعية الذي يخول فرض ضرائب إضافية تجبى على حدة لتغطية نفقات إدارة المنفذية ومديرياتها. وهذه النفقات يجب أن تكون مفصلة في موازنة يضعها ناظر المالية ويناقشها أعضاء هيأة المنفذية ويصدقها المنفذ العام، أما الضرائب لتغطية هذه النفقات فيقررها مجلس المنفذية أو يصدقها بعد عرضها عليه من قبل هيأة المنفذية.
9- لما كانت حالة الحزب السوري القومي الحاضرة حالة جهاد لم يكن مستطاعاً للإدارة العليا المركزية ضبط كل شؤون الفروع بنفسها، فقد دعا الزعيم تفكيره في هذا الأمر وفي تجهيز الحزب بدعائم ثابتة إلى إصداره مرسوماً دستورياً بإنشاء لجان المديريات الاستشارية ومجالس المنفذيات الاستشارية- التشريعية.
لجنة المديرية الاستشارية- بعد تأسيس المديرية وتأليف هيأتها الإدارية والتأكد من ثبات أعضائها وصحة عقيدتهم يعين أحد الاجتماعات العامة التي يجب أن تعقد مرة كل 15 يوماً أو كل شهر، على الأقل اجتمعاً مختصاً بانتخاب لجنة المديرية الاستشارية التي تكون مؤلفة من ثلاثة أعضاء إذا كان عدد أعضاء المديرية لا يزيد على 25 عضواً ولا يقل عن 15 عضواً ومن خمسة أعضاء إذا زاد العدد من 25 فيجري الانتخاب بالتصويت العام الذي لا يحق إلا للذين سددوا الضرائب أو الاشتراكات المفروضة.
10- مجلس المنفذية: هو مجلس استشاري في كل أمر إلا أمر المالية الموضعية أي الضرائب الموضعية ونفقات المنفذية، ففي هذا الأمر له صفة تشريعية، إذ هو الذي يقرر الضرائب الموضعية، ويوافق على كيفية نفقات المنفذية. وعند انعقاده يؤلف بين أعضائه لجنة مالية من ثلاثة أعضاء لتفتيش دفاتر ناظر المالية ولتتأكد من الحسابات. ولا دخل لهذا المجلس في الجباية العامة. وينعقد هذا المجلس مدة كل ثلاثة أشهر ومدة عضويته سنة كاملة وكذلك مدة عضوية كل لجنة استشارية وفي أول اجتماع يعقده ينتخب رئيسه وناموسه ولجنته المالية وغيرها من اللجان. أما اللجنة المالية فغير دائمة على مدار السنة بل تنتخب لجنة مالية لكل دورة أي كل ثلاثة أشهر.
11- الضرائب العامة للبرازيل تقرر بعد النظر في اقتراحات الهيآت الإدارية هناك ويحسن مباشرة الجباية على معدل 5 أو 10 (خمسة أو عشرة) ملريس في الشهر والطريقة العملية المتبعة في الحزب هي أن تكون الضرائب العامة على درجتين مع استثناءات. ويمكن أن يعفى من الاشتراك كل من تقرر هيأة المديرية عدم مقدرته على دفع اشتراك معين.
ولتحي سورية
إلى إبراهيم طنوس
ويواجه الزعيم فساد خالد أديب المالي والأخلاقي في رسالته هذه الى ابراهيم طنوس في 21/9/1940
...والحقيقة إني كنت اكتشفت عجزه وعدم فائدته في سجن سان باولو ومن كيفية تصرفه الشائن في حادث توقيف البرازيل وبعيد وصولنا إلى بوانس ايرس فاستجوبته في يونيو 1939 وجعلته يوقع على استجوابه ثم عزلته كما عزلت الرفيق أسد الأشقر من ناموسية مكتب الزعيم وأمرته بالعودة إلى الوطن بأسرع ما يمكن وبدلاً من أن يسعى للعودة أخذ يستجلب مالاً من أخيه وينفقه على الملاهي وبنات الهوى فكان ينفق أحياناً ثلاث مئة باسس من عملة هذه البلاد أو أكثر في الشهر الواحد على الملاهي فقط، إذ كان يقيم معي على حساب الحزب.
ولما صرفته من محل إقامتي وأقام عند الرفيق يوسف بهنا أخذ يستدرج الرفقاء للذهاب معه إلى "الكبرات" ليسهر على حسابهم ووزع عليهم صوراً له مع نساء في أشكال متعددة. وروى لي عدد منهم أنه، في المدة الأخيرة
ويتابع موضوع سورية الجديدة في نفس الرسالة المذكورة:
"سورية الجديدة"- نشأت على أساس اتفاق بيني وبين فؤاد وتوفيق بندقي، قبل أن صارا رفيقين، فيضعان هما الرسمال المادي ويضع الحزب الرسمال الروحي ويكون تحرير الجريدة تحت مطلق تصرف الحزب وسياستها خاضعة لتوجيهات المراجع المختصة. وبعد وصولي إلى الأرجنتين استشعرت محاولات للتدخل في شؤون التحرير وبلغني صراحة وبصورة خطية وثيقة أن "الرفيق" فؤاد بندقي وأخاه قالا للمحرر السابق رشيد شكور إنهما هما صاحبا الجريدة وأن ما ينشر فيها يجب أن يكون برضاهما وموافقتهما.
بعد أخذ ورد ومراسلات لو كتبت في المشكلة البولونية لكانت كافية لحلها انحلت الأزمة موقتاً على تفاهم في الظاهر وعلى ترقب الفرص في الداخل. فقد كان من مصلحة الرفيق فؤاد بندقي، والجريدة في بداءة عهدها أن يدع الأمور تجري في أعنتها كسباً للوقت ورأيت أنا هذا الحل كافياً موقتاً وواصلت العمل كسباً للوقت. والظاهر أن فؤاد بندقي يفكر الآن أن الوقت قد حان ليقبض على الجريدة "بيد من حديد". الذي أعرفه عنه أنه يتخيل أن يصير بقوته المالية صحافياً يسيطر على صحيفة أو أكثر ويسيرها في أهدافه الخصوصية،
ويقول أخي أن الأخوين فؤاد وتوفيق بندقي قد أصبحا واقعين تحت تأثير "العروبيين" وتهويلاتهم. وذلك لضعف عقيدتهما وتخاذل القوميين في سان باولو متى نفذت مشروع "الزوبعة" فتصبح هي الجريدة شبه الرسمية للحركة القومية. وحينئذ يمكن فؤاد بندقي أن يسير بخيلائه وتخيلاته الصحافية والسياسية أنى يشاء ولكن على مسؤوليته هو لا على مسؤوليتي أو مسؤولية الحركة القومية. وقد قلت في أحد الاجتماعات هنا، حين التحقيق في أعمال بعض الأفراد، إذا كان ظهري سلماً فهي سلم صالح فقط ليرتقي الشعب عليها ولكنها غير صالحة ليرتقي عليها الأفراد.
وإذا استرد أخي مقالتي المشار إليهما فأنشر السلسلة في "الزوبعة" حالما تصبح في حالة صالحة.
إلى الياس فاخوري
فعلت حسناً بكتابك إلي في صدد موقف الرفيقين فؤاد وتوفيق بندقي من المقالات المرسلة لمعالجة نقطة هامة من نقاط الصراع الفكري بين النهضة القومية والرجعة في أميركة الجنوبية. ومن اطلاعي على معلوماتك وجدت أن السيدين المذكورين قد أجازا لأنفسهما تجاوز كل حد ونقض كل اتفاق والتدخل في ما لا يعنيهما حتى بلغا حد إصدار الأحكام بشأن ما يكتبه الزعيم أو ما يأمر بنشره. وقولهما أن هذه المعارك الفكرية هي "مهاترات شخصية" تطفل لا أجيزه مطلقاً. ولو أنهما وقفا عند حد ذكر وجهة نظرهما فيما يختص بمصالحهما المادية لكنت أسمع لهما بكل طيبة خاطر. وإذا كانا هما يفضلان أن "يسكرا الجريدة ويعطلاها" فأنا أيضاً أفضل أن "يسكراها ويعطلاها على أن أتحمل أنا والحركة القومية التي تنشر فيها بإيعازهما أو بإيعاز أحدهما وكتابته بنفسه كمقالات "الألياذة السورية" و "ارميا الاستعمار الأجنبي" التي يقول فيها أنه يجب أن يفرح السوريون لسقوط فرنسة وبريطانية وانتصار ألمانية وإيطالية لأنهم في عرف الكاتب "قد نالوا الحرية والاستقلال".
وفي رسالته الى جورج بندقي في 2/10/1940 يتابع المعاناة مع الرفيقين بندقي وسورية الجديدة حيث حدد ان سياستها اصبحت : عرقلة خطط المعركة.
ويقول ان الرفيقين بندقي اصبحا يتذمران من النتيجة المادية، و ان هذا عائد الى ان الجريدة نشأت في جو مسموم وحملت الرسالة ضد دعوات قديمة متاصلة، ولكنها تمكنت اخيرا بفضل قوة الرسالة والمقالات العظيمة القيمة التي نشرت فيها من اكتساب مركز سام لم تكسبه جريدة اخرى في المهجر..
ويضيف: والحقيقة اني اصبحت تعبانا من مخابرتهما بالواسطة. وما داما يريدان ان يكونا مرجع الجريدة الاعلى فلماذا اتعب سدى. ولست اغضب او انزعج اذا استقلا بامرها، على شرط ان يحملا كل مسؤولياتها. واني مستعد ان اساعدهما بكل ما اقدر عليه من وقتي، ولكني لا اتدخل في سياسة الجريدة ومسؤولية تحريرها وتوجيهها. وهذا الحل قد يكون افضل حل لشراكة لا يتفق الطرفان على سياسة اعمالها، فيستقل احدهما بكل مسؤواياته.
وما كان يكون عندي اي مانع من الاستقلال بادارة سورية الجديدة المادية ايضا لو انهما خابراني في هذا الامر، ولكنهما كانا دائما يقولان نحن مستعدان لتحمل نصيبنا من المسؤولية المادية ما دامت الحركة تحمل المسؤولية المعنوية التي لا يشتركان هما فيها، الا بمقدار ما هما عضوان في الحزب.
ويكتب الى نعمان ضو في 6/10/1940
...يجب على القوميين الا يعتمدوا بعد اليوم على سورية الجديدة كجريدة معبرة عن النهضة القومية وموقف الحزب السياسي، لأن الشركاء اصحاب الراسمال المادي، وهم اثنان فؤاد وتوفيق بندقي، قد خرجوا على التوجيهات الرسمية ، وهم الآن يتاجرون بالجريدة وينشرون مقالات وكتبا مترجمة مأجورة من الاذاعة الالمانية . وقد نهيتهم مرارا وابنت لهم الضرر الذي يلحق النهضة القومية من ذلك ، فلم يبال الرجلان المذكوران، وفضلا الضلال على الهدى رغبة في منفعة مادية كانا في غنى عنها. فسورية الجديدة ليست خاضعة للتوجيهات الحزبية، ولكنها تناصر الحركة القومية الى جانب خدمتها المطامع الاجنبية باجرة.
منفذ عام المكسيك 7/10/1940
...اكتب اليكم الآن بصورة مستعجلة لأبلغكم أنه بالنظر لعمل القائمين بأمر سورية الجديدة لمصلحة احدى الدول الأجنبية لقاء أجرة، ولما سببه ويسببه هذا العمل من النتائج السيئة للحركة السورية القومية ولصحة العقيدة القومية، فقد بطلت سورية الجديدة ان تكون جريدة مختصة بخدمة الحركة السورية القومية.
...أطلب منكم ايضا ان تبلغوا الرفيق القومي وكيل سورية الجديدة في المكسيك، اذا كان قوميا صحيحا، أن يمتنع عن بث الدعوة لهذه الجريدة وأن يحوّل جميع ما يقبضه من اشتراكاتها اليّ ليصرف في سبيل الحزب وهو حقه، لأن الجريدة نشأت على أن يكون للحزب 40 % من الارباح، وبما ان فؤاد وتوفيق بندقي قد لجآ الى ارباح غير نزيهة واستخدما مجهودات الحركة لمنفعتهما، فقد اصبح من حقنا مصادرة كل مال عائد الى الجريدة يمرّ تحت ايدينا.
وكذلك يطلب من نعمان ضو في رسالة تاريخ 8/10/1940ك تحويل اشتراكات مندوسة الى الزوبعة بدلا من سورية الجديدة..
اما المشتركون القدماء في سان خوان فاطلب منك ان تقبض من غير المسددين منهم اشتراكاتهم وترسلها اليّ بدلا من الادارة، لأنه بما ان الجريدة انشأها الحزب لخدمة قضيته ونشرها بقوة عقيدته وسهر رجاله، فهي جريدته في الدرجة الاولى وهو وليّ امرها، وبما ان السيدين فؤاد وتوفيق بندقي قد رأيا ان يتاجرا بمجهودات الحزب السوري القومي ويؤجّرا الجريدة للدعاوة الالمانية ويربحا ارباحا غير نزيهة، فقد قررت مصادرة جميع ابدال الاشتراكات التي تقع تحت ايدينا لأنّ الحزب احق بها.
الى إبراهيم طنوس
استمر على الكتابة "لسورية الجديدة" فإني قد نفضت يدي منها كجريدة تعبر بكليتها عن اتجاه الحركة القومية وموقفها. ولكن يجب ألا نفلتها من أيدينا فهي قد نشأت وازدهرت بجهودنا ويجب أن نستخدمها ما أمكن.
ولكن بصفتها أصبحت صفة جريدة "شخصية لبعض القوميين تؤيد الحركة القومية" أي أنها تفقد صفة كونها جريدة المنظمة القومية الشبه رسمية. في 30 أكتوبر 1940
|