سيدة فيروز : هل صحيح انك ذاهبة الى دمشق؟
من قال اني غبت يوما عن دمشق، او حلب او حمص وحماه او لاذقية
لم اغب يوما عن الحميدية وقاسيون ومعلولا وصيدنايا
عن جوامعها ومآذنها وأديرتها وكنائسها
لم أغب يوما عن معرضها ونواديها
عن كتبها ومكتباتها ومجلاتها وجرائدها.
عن اذاعاتها وشاشاتها.
عن مدارسها وجامعاتها.
عن حماه ونواعيرها.
وهل في غير شام يطرب الحجر؟
اني مقيمة في كل حارة من حارات الشام.
في كل دسكرة من ارضها الطيبة.
انا سيف في جولانها.
انا عصفورة حقولها.
انا اناشيد فلاحيها.
انا دفق فراتها وخصب غابها.
انا زنوبيا في تدمرها، وأنا أفاميا.
اسالوا اسكندرون والحسكة ودير الزور.
اسالوا طرطوس عروس شواطئنا.
اسالوا بصرى وأهل الوادي .
اسألوا المعرة وابا العلاء
اسالوا القلعة في حلب وابو الطيب
اسالوا الكواكبي مقاوم الاستبداد
لم أغب عن الشام يوما ، مثلما لم اغب من شوارع القدس العتيقة، وعن بيسان، وأذكر يوما كنت بيافا.
وأخبرتكم عن يافا.
وانا صرخة كل مهجر ومشرد ولاجئ، كل سجين ومحروم ومظلوم
انا رفيقة ام الشهيد وارملة الشهيد واخت الشهيد وابنة الشهيد.
أنا حق العودة والحق لا يموت
ردني الى بلادي، مع نسائم غوادي، مع شعاعة تلالت....
انا كنت دائما في كل دساكر الشام وفلسطين ولم اكن وحدي
كان لبنان كله معي ، بجبرانه ونبيّه’
الشوير واشعاع صنينها محتضنا عرزالها
اذا كان في لبنان نور فحق ان يشع على الامة كلها.
كنت دائما ولم اغب عن الشام واهلها
ولم يغب عاصي ومنصور وزياد، وسعيد عقل كان حاضرا ونصري ما زال عالقا ولم يغادر خشبات مسارحها، وزكي ناصيف راجع راجع يعمر بنهضة لا تموت.
فيروز لم نسالك عن الحوار والشراكة الوطنية والديمقراطية
فيروز لن نسالك لان السياسة بلا شرف
وانت شرف هذه الأمة.
فيروز بكل فخر واعتزاز نطوبك:
سيدة انطاكية وسائر المشرق .
نعم سيدتي اسطعيهم بصوتك لعلهم يستفيقون من غيهم وغيبهم وغلال جهلهم.
|