إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الملازم الأول الشهيد الرفيق أسعد العمير

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2014-01-02

إقرأ ايضاً


بتاريخ 25/8/2003 أصدر المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي قراره رقم 22/71 بتسمية كل من الرفيقين أسعد العمير وظافر دلول شهيدا للحزب بعد مضي 52 سنة على استشهاد الأول وثلاثين سنة على استشهاد الثاني .

وإذا كانت ظروف حزبية وعامة في الكيان الشامي قد جعلت ملفي الرفيقين أسعد العمير وظافر دلول لا يرفعان في حينه إلى السلطات الحزبية، إلا أن الحزب لم يهمل حق الرفيقين العمير ودلول في تسميتهما شهيدين، ولو بعد مرور تلك السنوات الطوال .

***

كانت جريدة الحزب "الجيل الجديد" قد نشرت عن استشهاد الرفيق الملازم الأول أسعد العمير في أعلى الصفحة الأولى من عددها رقم 179 تاريخ الثلاثاء 8 أيار 1951، فقالت :

" خسر الجيش يوم الأحد الماضي 6 أيار أحد ضباطه البواسل، الملازم الأول أسعد العمير، وقد نعاه الجيش من محطة الإذاعة السورية بكلمة جاء فيها: في مثل هذا اليوم من كل سنة تحتفل سوريا بذكرى شهدائها، أما احتفال اليوم فقد امتاز بمأثرة طيبة أعدها الجيش كما هي عادته، مأثرة دامية بواقعها، جميلة بمغزاها، أجل لقد أعد جيش الأمة هدية في يوم الشهداء، إذ قدّم شهيداً جديداً إلى أولئك الهامدين في جنّاتهم وقد مدت أيديهم وعلائم البشر عليها لاستقبال شهيد جديد في يوم الشهداء حفظه الآباء للأبناء. فما أجمل العزاء .

أجل إن ذكرى اليوم تستقبل شهيداً جديداً إذ سقط الملازم الأول أسعد العمير صريعاً في مخفر الحاصل السوري من شظية غادرة أصابت المخفر السوري، فلحق بالقافلة السعيدة، قافلة الشهداء.

والجيش إذ ينعي إلى الأمة شهيدها الجديد، فعزاؤها أن عيد الشهداء جدد بعيد آخر.

ولتحي سورية "

تشييع الرفيق الشهيد :

يوم الاثنين 7 أيار، شيع جثمان الشهيد، ففي دمشق تقدم الموكب المهيب مندوبا فخامة رئيس الجمهورية الشامية ورئيس الوزراء، الزعيم فوزي سلو وزير الدفاع الوطني والدكتور سامي كبارة وزير الداخلية، واشترك في التشييع قائد الدرك العام ومدير الشرطة والأمن العام وعدد من كبار ضباط الجيش والشرطة والدرك وموظفي الحكومة، سار نعش الشهيد محمولاً على سيارة للجيش تتبعه ثلاث سيارات تحمل أكاليل

الورود ومن ورائهم موكب المشيعين من المستشفى العسكري في المزة وصولاً إلى شارع بغداد، وعند جسر " تورا " تقبل وزير الدفاع الوطني ووزير الداخلية تعازي المشيعين بالشهيد، وودع الموكب الذي تابع سيره إلى تدمر مروراً بمدينة حمص.

وقد نشرت الجيل الجديد في عددها يوم الاربعاء تاريخ 9 ايار 1951 عن مراسلها في حمص، التقرير التالي:

" كان لنعي الملازم اول اسعد عمير رنّة اسى بالغة في نفوس سكان حمص لأن الشهيد قضى أيام دراسته الاولى في حمص وكان مثال الاخلاص والوعي القومي.

وعند الساعة الواحدة والربع من بعد ظهر الاثنين وصل الموكب الى حمص فكان بتشييعه الرجالات الرسميون وعلى رأسهم المحافظ وقائد الموقع وعدد غفير من الاهالي الذين ساروا في الموكب وعليهم علائم الاسى والفخار بهذا البطل. وقد اشتركت منفذية حمص العامة في الحزب السوري القومي الاجتماعي بالتشييع. ووضع المسؤولون اكليلاً من الورد على السيارة التي تحمل جثة احد الذين آلوا على انفسهم ان يبذلوا في سبيل الامة كل غال ورخيص والذين يعتقدون ان كل ما فيهم هو للأمة، الدماء التي تجري في عروقهم عينها ليست ملكهم، هي وديعة الامة فيهم متى طلبتها وجدتها "

تدمر تشيع ابنها الشهيد الرفيق الملازم الاول اسعد العمير:

" في الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الاثنين 7 ايار الجاري وصل جثمان الشهيد الملازم اول اسعد عمير على سيارة صحية مكللة بالأزهار يواكبها عدد من السيارات التي تقل بعض الضباط واهل الفقيد وأقاربه، وكان في استقباله على بعد 3 كم من تدمر، عدد كبير من السوريين القوميين الاجتماعيين والمواطنين، وعند وصول الموكب الى ساحة الجلاء في تدمر كان في استقباله قائد موقع تدمر الرئيس أنور تامر مع ضباط الموقع وأفراده، وبعد أن أدّوا له التحية العسكرية أنزل الجثمان من السيارة ورفع على الأكتاف من قبل ضباط ونقباء الجيش، وقد سارت الجموع المحتشدة وراء النعش تودع الشهيد. وسار امام الجثمان أهله ورفقاؤه، ثم حملة الأكاليل التي لوحظ بينها إكاليل رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس النواب، الحزب السوري القومي الاجتماعي، قيادة الدرك العامة، قيادة الجيش، مديرية الشرطة، القضاء العسكري، واكليل باسم مفوضية الحزب السوري القومي الاجتماعي بتدمر. وقد أبّن الشهيد على القبر، الرئيس طاهر بنيّان باسم رئاسة الأركان العامة، ثم السيد محمود الأسعد عن أهالي تدمر، ثم الرفيق شكري عبدالله عن الحزب السوري القومي الاجتماعي فالمحامي قاسم الخطيب، ثم أحد معلمي المدرسة، فالطالب محمد أحمد موسى باسم الطلاب" .

برقية ناموس منفذية حمص:

هذا وكان ناموس منفذية حمص الرفيق ظهير جمران قد وجه باسم المنفذية برقية تعزية إلى آل الشهيد هذا نصها :

الأستاذ أحمد العمير – تدمر،

إن القوميين الاجتماعيين إذ يشاطرونكم الأسى باستشهاد الفقيد الغالي يتعزون ببقاء رفيقهم حياً في

نفوسهم حياة من سبقه رغم المنون .

في ذكرى الأربعين :

ننشر المقطع التالي الذي كان صدر في العدد رقم 207 تاريخ 15 حزيران 1951 من جريدة "الجيل الجديد":

" في هذا اليوم يكون قد مرّ على استشهاد الملازم الأول أسعد العمير أربعون يوماً، إنه ليوم جميل نستعيد فيه ذكرى حبيبة، بموت أحد أبناء أمتنا في سبيل رقيها ومجدها، ونحن إذ نحيي ذكريات الاستشهاد، إنما نرى فيها تأكيداً للسير المنتصر إليه، وتوقاً لتلبية نداء الوطن، نداء الحرية والحياة. وفي هذه الذكرى وفي مثلها من الذكريات، نطل على أروع مثل الحياة، متجسدة في قوة حية، في الموت الذي هو انتصار وقوة، لأنة تعبير عن انتصار الحياة والحق في الأمة، في صميمها،

فما أقدس الحياة، وما أقدس الموت في سبيل الحياة، وأنت أيها الشهيد البطل، يا من وقف وقفة العز في معركة البطولة وقدم نفسه على مذبح التضحية، لقد أصبحت في عقل الأمة وبصرها..

أصبحت من عداد شهدائها الذين وقفوا وجودهم عليها، فاستحقوا الخلود فيها.

وليس أروع للإنسان من أن يموت لأمته ليحيا فيها "

حفلة تأبينية :

تحت هذا العنوان اوردت جريدة "الجيل الجديد" في عددها رقم 237 تاريخ 31 تموز 1951، الكلمة التالية، انما دون أن تنشر في أعدادها اللاحقة أية تفاصيل عن الحفلة التأبينية:

" تقيم لجنة تكريم الشهيد الملازم الأول أسعد العمير حفلة تأبينية تخليداً لذكراه وإحياءً لبطولته، في تدمر، وذلك نهار الجمعة في الثالث من آب الساعة الرابعة بعد الظهر ".

دورة باسم الشهيد أسعد العمير :

تحدثت جريدة "الجيل الجديد" في عددها 238 تاريخ أول آب 1951 عن الدورة التي أقيمت في الكلية العسكرية في حمص، فنشرت في الصفحة الأولى، وتحت عنوان عريض، التالي:

" العقيد أديب الشيشكلي يخاطب دورة الشهيد أسعد العمير:

"الطريق طويل ونحن على أبواب تاريخ جديد وفجر جديد فإما نصر يرتع في بحبوحته الأحفاد وإما استشهاد

نخلّفه إرثاً للأجيال الصاعدة ".

ثم نشرت مع رسمين للعقيد أديب الشيشكلي والشهيد أسعد العمير الخبر الذي نقتطف منه ما يلي:

" ترأس وزير الدفاع الوطني بعد ظهر أمس الحفلة السنوية التقليدية التي أقامتها الكلية العسكرية في حمص بمناسبة تخرج دورة 1949-1951 وقد افتتحت الحفلة باستعراض ضخم ثم ألقى مدير الكلية العسكرية العقيد أمير شلاش (1) كلمة الكلية وعقبها تسلم العلم ثم أدى الضباط الجدد القسم وبعدها أعلنت تسمية الدورة باسم الشهيد الملازم الأول أسعد العمير، وألقى بعدها العقيد أديب الشيشكلي رئيس الأركان العامة كلمة القيادة وفي المساء أقيمت حفلة شاي لطيفة قدم فيها الطلاب العسكريون طرائفهم" (نشرت "الجيل الجديد" النص الكامل للخطاب الذي ألقاه العقيد الشيشكلي) .

وفي اليوم التالي، الخميس 2 آب 1951، نشرت "الجيل الجديد" تفاصيل كاملة عن الحفلة السنوية للكلية العسكرية وأسماء الضباط الجدد الناجحين في دورة الشهيد أسعد العمير .

وفي التفاصيل أنه، بعدما افتتحت الحفلة، ألقى الرئيس زهر الدين أستاذ الصف المتخرج كلمة الكلية العسكرية، أعلن فيها أن الدورة سيطلق عليها اسم الشهيد الملازم الأول أسعد العمير بناء على طلب خريجي الدورة ثم سرد لمحة قصيرة عن تاريخ حياة الشهيد البطل وحث الضباط الجدد على الاقتداء به والسير على خطاه .

نبذة عن حياة الشهيد الملازم أسعد العمير :

ولد الملازم الأول أسعد العمير عام 1927 في تدمر، تلقى دروسه في مدرسة التجهيز الأولى بدمشق باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، وتخرج سنة 1946 حاملاً شهادة التحصيل الثانوي، فدخل الكلية العسكرية في 30/11/1946 وتخرج منها بتاريخ 1/7/1948 برتبة ملازم ثان وعين لقوى البادية.

دخل معارك فلسطين بشجاعة فائقة وعزيمة قوية، فكان مثال الضابط النشيط وقلد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الثالثة تقديراً للأعمال المجيدة التي قام بها أثناء العمليات الحربية. وبتاريخ 14/4/1949 منحه القائد العام للجيش والقوات المسلحة قدما ممتازاً مدته تسعة أشهر ورفعه لرتبة ملازم أول تقديراً لخدماته الجلّى .

وبتاريخ 06/05/1951، بينما كان على رأس سريته في مخفر الحاصل على الحدود مع العدو الإسرائيلي أصابته شظية يهودية غادرة أدت إلى استشهاده .

*

يفيد الرفيق انور فهد(3) وكان في الجيش الشامي وشارك في معارك مشمار هايردن/كعوش عام 1948 عن معرفته بالرفيق الشهيد اسعد العمير، ويورد اسم شقيقه الدكتور محمد علي العمير، المقيم في دمشق، والرفقاء المحامي قاسم الخطيب، حسن ضاهر، والضابط المتقاعد ياسين الفرجاني وهم من تدمر ويقطنون مدينة حمص.

(1) : العقيد أمير شلاش: من أوائل الرفقاء العسكريين الذين انتموا إلى الحزب.

(2) : العدد 206 من مجلة "الجندي" تاريخ 15 ايار 1955.

(3) : من حمص تولى مسؤوليات حزبية محلية في كل من الشام، لبنان، الإمارات العربية واستراليا. له كتاب (أيام في الذاكرة) توفي في سدني.

وقفة العز:

اوحاها إليه استشهاد الرفيق الملازم الاول اسعد العمير.

نشرت جريدة "الجيل الجديد" في عددها رقم 196 تاريخ 31 ايار 1951، القصيدة التالية للدكتور عبده مسوح

بأبي فوارس ما سمعت زئيرهم

إلا حسبت زوابعا تطوي المدى

تحدوهم الأجيال للنصر الذي

وعد الجهاد به القوي السيدا !..

وتخوض ما شاء الفخار معامعاً

يبقي لها في مسمع الدنيا صدى !

وتشك صدر المارقين بطعنة

انفت بغير قلوبهم أن تغمدا

***

يا يوم أصليت اليهود مدافعاً

تشوي السهول وتستبيح الاجرد !

خضت المنايا ، والدماء وديعة

فينا، متى طلبت، بذلناها فدى ..!

والحر من لبى نداء بلاده

وبوقفة العز الحبيب، استشهدا !


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024