لم يتعرض القوميون الاجتماعيون، بعد المؤامرة التي حيكت ضد الحزب عبر اغتيال العقيد عدنان المالكي - وقد ثبت في المحاكمة وفي التحقيقات، كما في الكثير من الكتب التي صدرت، ان الحزب بمؤسساته براء من هذه الجريمة - لم يتعرضوا فقط للاعتقال والى مختلف صنوف التعذيب، بهدف تصفية الحزب واجتثاث كل حضور له في المناطق، إنما راحوا يتعرضون لاعتداءات من قبل المناوئين خاصة الشيوعيين منهم، فضلاً عن إفشاء اسماء القوميين الاجتماعيين وتحريض السلطة عليهم، مما كان يدفع برفقائنا في عديد من المناطق للرد على هذه الاعتداءات، رغم كل الظروف الصعبة التي كانوا يعانون منها.
هكذا كانت الاجواء سائدة بين القوميين والشيوعيين في البلدات والقرى التي يتقاسمون فيها التواجد والنفوذ، ومنها صافيتا، ومشتى الحلو، والكفرون، التي صدف ان قتل فيها رئيف دغمش، المقرب من الشيوعيين فأتُهم رفقاء في القرية انّهم وراء مقتله.
***
ذات يوم من شهر حزيران 1955 كان الرفيق عاطف جبران يجلس على سطح منزل خالته، ويتابع حفلة عرس كانت تجري في منزل مجاور. صدف أن كان شقيق العريس منتمياً إلى الحزب الشيوعي والعائلة بأكملها مؤيدة لهذا الحزب.
كان من حضور الحفلة احد جيران العريس المواطن وجيه نصار، وهو ابن خالة الرفيق عاطف، فافتعل الشيوعيون مشاجرة معه ليس فقط لانه صديق للحزب، انما ايضاً من أجل استدراج قريبه الرفيق عاطف إليها، وهو المعروف عنه حماسه واندفاعه وشهامته. وفعلاً نزل الرفيق عاطف عن السطح عندما رأى ابن خالته في عراك مع الشيوعيين، فإذا بمجموعة من هؤلاء تنقض عليه بالسكاكين ليصيبوه بطعنة في صدره وثلاث في ظهره كانت كافية لأن تقضي عليه.
يروي الرفيق مالك عوكي الحادثة بالقول: " كنت في منزلنا، عندما وصلت الصرخات إلى بيتنا: لقد قتلوا ابن عمتكم ! اسرعت إلى المنزل فوجدته مرمياً على الأرض مضرجاً بدمائه وإلى جانبه شرطي وطبيب شرعي. سمعت الشرطي يسأله: "من ضربك، فأجاب: منح البسطاطي هو الذي طعنني في صدري" .
نقلنا الرفيق عاطف إلى منزله. فلم تمضِ دقائق حتى فارق الحياة.
اوقفت الحكومة الجاني منح البسطاطي وعدداً من الشيوعيين المشاركين في الجريمة وأودعوا في سجن بمدينة اللاذقية حيث تولى الدفاع عنهم المحامي الشيوعي دانيال نعمة.
ويضيف الرفيق مالك:
بعد استشهاد الرفيق عاطف ازدادت أحقادنا على القتلة من الشيوعيين وأخذنا نلاحقهم في كل مكان في البلدة، فإذا صادفنا واحداً منهم انهلنا عليه بالضرب، وكنت أنا وابن عمتي نبيه نصار (شقيق وجيه وابن خالة الرفيق الشهيد عاطف) نشارك بكل تلك الهجمات، وكنا بعد كل معركة نتوارى عن الأنظار، فنحن بالأصل ملاحقون من قبل الشرطة العسكرية".
•كان الرفيق فهمي شريح وهو أساساً من بلدة ترشيحا، الجنوب السوري – يقطن أيضاً في منزل خالة الرفيق عاطف جبران. عرف عنه نشاطه الحزبي ووعيه العقائدي، تولى مسؤوليات حزبية محلية منها: منفذ عام منفذية حزور (مشتى الحلو – الكفرون – بدادا) وكان مديراً لثانوية حزور التي أسسها الحزب في مشتى الحلو.
***
- الاسم الكامل: عاطف ميخائيل جبران سلوم.
- الام: وجيهة حنوش.
- مواليد مشتى الحلو عام 1936.
- كان طالباً في صف الباكالوريا عند استشهاده.
- والده كان صديقاً للحزب طوال حياته. في منزله اقيم احتفال حزبي في اوائل الخمسينات.
- لم يتسلم مسؤوليات حزبية إذ كانت الفترة ما بين انتمائه واستشهاده قصيرة، إنما كان معروفاً عنه اندفاعه
وشهامته وحماسه، كما تهذيبه.
- أثر إيجاباً على عائلته التي تأثرت به وبالحزب وبقيت صديقة للنهضة القومية الاجتماعية.
- استشهد في مشتى الحلو في 12 حزيران 1955.
- في 30/12/1957 صدر مرسوم رئيس الحزب عدد 26/14 بتسمية الرفيق عاطف جبران من المشتى شهيداً سورياً قومياً اجتماعياً، لثبوت استشهاده ليل 12 حزيران 1955.
|