إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لِمَ لا تطالب اذا لم تطلب ..؟

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2008-03-01

إقرأ ايضاً


اعلن فؤاد السنيورة ان حكومته لم تطلب من بوارج الاحباب, ولا من زوارق الاصحاب, التحرك أو الاقتراب, وقد امخر بعضها في العباب, لكي يسد النقص ويكتمل النصاب, لضرب ابطال الصمود وانزال العقاب...

فمَن الداعي اذن لذئاب وكلاب ؟ أهو من كان في ذهاب واياب ؟ ام انه ذاك الذي هدد باحتراب, وفكر في الهزيمة اذا اشتد الحراب ؟ ام لعله مختل عقل فقد الصواب ؟ ومعلوم انهم جاؤوا بدعوة من طلاب, فبوارجهم محملة بصواريخ لا بالعاب, ولم تقترب من السواحل بلا اسباب, ولم تطلب اذنا بالوقوف على الاعتاب.. فهل تريد ان نصدق ايها الكذاب ؟ واذا ما صدقت في انك لم تطلب, فلِمَ لا تطالب الجحوش بابعاد الوحوش, وقطع الجيوش, قبل ان تنقل نعوش..؟

لقد اذاق الشعب الصومالي امريكا طعم الهزيمة, على الرغم من ظروفه الصعبة, فخرجت تجراذيال الخيبة والهوان, لكنها بقيت تتحين الفرص وتحيك المؤامرات للانقضاض واخذ الثأر. وقد وجدت في اثيوبيا من يقوم نيابة عنها بهذه المهمة. ويبدو ان الهزيمة النكراء, التي منيت بها في لبنان الكرامة, ورغبة الانتقام من ابطال المقاومة اللبنانية, لاسيما بعد ان منيت اسرائيل بالفشل الذريع في عدوانها على لبنان, قد حفز اغبياء البيت الاسود على القيام بعدوان آثم وغادر محتمل على لبنان .

لم تقم المقاومة اللبنانية بأي خرق بعد العدوان الاسرائيلي يمكن ان يُستخدم كذريعة ضدها, بينما بقيت اسرائيل تقوم باعتداءات واستفزازات على طول الشريط الحدودي, واختراق للاجواء اللبنانية, دون اي احتجاج رسمي تسجله القوات الدولية او الحكومة اللبنانية, يطالب بوضع حد ويلزم وقف الاستهتارالاسرائيلي . وكان في استشهاد المناضل الكبيرعماد مغنية, دليلا دامغا على التنسيق والعمل الاستخباراتي المشترك لبعض الانظمة العربية الحاقدة على " المغامرين " والدافعة لجهة رخيصة معروفة بتعاونها مع اسرائيل والولايات الصهيونية المتحدة .

ان المقاومة الوطنية الباسلة في العراق وفلسطين ولبنان قد تلقت العديد من ضربات الغدر والخيانة من قبل حكومات متواطئة, تعي ان مصيرها مرتبط ببقاء ودعم الانظمة العربية الرجعية والقوى الخارجية,وهي تلعب دورا قذرا في تكبيل الامة لربطها بمخططات الهيمنة والسيطرة على المنطقة وجعلها تدور كالناعور لتصب ثرواتها وخيراتها في رياض الامبريالية والصهيونية, ودفعها للعمل على ردم روافد العلم والمعرفة وتجفيفها, لحرمان الاجيال القادمة منها .

ان الخطرالمحدق بامتنا العربية والعالم الاسلامي يتطلب ادراك شعوبها لضرورة العمل على مواجهته واستعدادها لدعم النخب الطليعية المتمثلة في حركات التحررالوطنية المقاومة للاحتلال ولكافة اشكال التدخل. ولا بد للقوى الوطنية من حشد الطاقات نحو توحيد الجهود في جبهة النضال المشترك ضد اقذر قوة همجية وعدوانية عرفها تاريخ البشرية, ذلك لأن نتائج الصراع والمعارك القادمة سوف يحدد مصير الشعوب, فاما ان تعيش بكرامة واما ان تستعبد, وتترك للاجيال القادمة حق اللعنة والكراهية للارث الثقيل,الذي ستخلفه لها.

كل شرفاء الامة يتمنون للبنان الحبيب الحرية والاستقلال والمستقبل الزاهر, وعلى الذين يفكرون بان الاستقواء بالاعداء على حساب الاهل والاصدقاء سيضمن لهم الامن والرخاء أن يفيقوا من غفوتهم لانهم واهمون, وللبصيرة فاقدون, وفي الحساب خاطئون .. فلا تتركوا مصير لبنان لعبث الاقدار, وابعدوا عنه شبح الموت والدمار, وصونوه من كل اذى يريده الاشرار, وكفوا عن معاداة اخوة لكم في الدار..



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024