إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

المقاومة الوطنية وتواطؤ الأنظمة

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2009-01-22

إقرأ ايضاً


بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة لحظة إعلان العدو الصهيوني عن وقف إطلاق النار من جانب واحد 1203 شهيد و 5320 جريح. وهذه الأرقام قابلة للإرتفاع نظرا لوجود ضحايا بين الأنقاض ولخطورة حالة العديد من المصابين . ولولا الصمود الاسطوري للمقاومة الفلسطينية الباسلة وضغط الملايين,التي خرجت في مختلف دول العالم, للتعبير عن غضبها ومطالبتها بالوقف الفوري للعدوان,لاستمرت ماكنة القتل والدمار الصهيو- أمريكية,لا سيما وأن قادة بعض الأنظمة العربية قد عولوا على سقوط المقاومة الفلسطينية في غزة, كما عولوا في السابق على ضرب المقاومة اللبنانية, أثناء العدوان على لبنان في تموز 2006 .

لقد سطر صمود المقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين أروع ملاحم البطولة, وإلحق رجال المقاومة الأبطال ضربات موجعة بالعدو, وأثبتوا عجز جيش الإحتلال عن تحمل الاستنزاف والقتال لفترات طويلة, بعد أن تعود على خوض حروب خاطفة وسريعة, ساعد تواطؤ وخيانات بعض الأنظمة العربية على تحقيق الإنتصارات فيها . واذا ما أصيبت إسرئيل بخيبة الأمل في حربها على لبنان, لعدم تمكنها من تحقيق أهدافها, فإن الإحباط قد نخر قلوب قادة الأنظمة العربية الفاسدة في الرياض والقاهرة وأتباعهم, لعدم تمكن جيش الإحتلال من القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة .

لم تستحق المقاومة اللبنانية إحترام وتقدير العالم لأنها شيعية, ولم تقف شعوب العالم مع المقاومة الفلسطينية في غزة لكونها سنية, وإنما لأنهما حركتا تحرر وطنية, لم ولن يتمكن مرضى الطائفية من إصابتهما بجذام عدواهم. لذا,لم يكن ظهور ذات الوجوه المقيتة,التي ساندت الحرب القذرة على العراق ولبنان غريبا, لتؤدي دورها في نفث سموم الحقد على الشعب الفلسطيني البطل هذه المرة, ولكي تطالب قادة الكيان الصهيوني بضرب قطاع غزة بالسلاح الكيمياوي تارة, ولتحمل أبطال المقاومة الوطنية ( كما حصل أثناء العدوان على لبنان ) مسؤولية ما يحدث تارة أخرى .

أصبح واضحا لإسرائيل خطأ التصورات في إمكانية تحقيق ما سعت اليه في غزة, فبرزت أهمية تحرك, يضمن لها خروج القادة العسكريين والسياسيين من الورطة. لذا, فقد وُضِع سيناريو اصطياد عصفورين بحجر واحد, يخرج فيه مَن وقف متفرجا على قتل الشعب الفلسطيني ودمار غزة, وظل مصرا على إغلاق معبر رفح قبل وأثناء العدوان, كأنه الممتعض من الجرائم الإسرائيلية و" الغيور " ( بعد خراب غزة ) على وقف إطلاق النار, ويظهر كما لو أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي قد جاء تلبية لدعوة حاكم مصر .

إن المعارك الشرسة,التي خاضها رجال المقاومة الفلسطينية وصمود غزة تشكل هزيمة جديدة للمخطط الصهيو- أمريكي وللأنظمة العربية المتواطئة معهما في المنطقة, بعد الهزيمة في لبنان الكرامة. وسيسجل التاريخ للأجيال القادمة 33 يوما خالدا للمقاومة اللبنانية و 22 يوما للمقاومة الفلسطينية, وسيبقى الإباء والعطاء في جنوب لبنان وقطاع غزة رمزا, يخلد الى الأبد, بطولة المقاومة الوطنية في عالمنا العربي والعالم, ووصمة عارعلى جباه بعض قادة الأنظمة العربية المتواطئة,التي زجت بجيوشها في حروب خاسرة,أعد لها الهزيمة سلفا في غضون أيام محدودة, إن لم يكن في ساعات..


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024