إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ما قاله السيد وما نطق به العبد..

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2009-01-10

إقرأ ايضاً


لا شك أن السيد حسن نصر الله قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه, كأحد قادة حركات التحرر الوطنية المميزين, وكرمز أبدي للمقاومة الوطنية اللبنانية الباسلة, وكشخصية لامعة, ستظل خالدة في نفوس أحرار وغيارى الأمة وأجيالها. ومن البديهي أن تخشاه الصهيونية وتحسب له الإمبريالية الأمريكية ألف وألف حساب. وليس غريبا أن تبغضه الأنظمة العربية الرجعية, وأن تحرص على بذل الجهود, لتقديم ما لديها من علوج وخنازير, تعج بها أسواق الجزيرة والكويت ومصر, لتقديمها قرابينا على مذبح العمالة والخيانة.

لم تتوقف أثناء وبعد العدوان على لبنان في تموز 2006 الأصوات الناعقة والناهقة . وبقيت روائح العفن تنبعث من حضائر الأنظمة العربية المعروفة بمواقفها السافرة, والمعادية لطموحات وتطلعات شعوبها. ولعل خوار تيس الصحافة الكويتية, الذي طالب أولمرت بضرب غزة بالسلاح الكيمياوي, وهستيريا مرتزقة الصحافة المصرية,المدافعين عن المواقف المخزية للنظام المصري ما يدل على النماذج الفاضحة للأصوات النكرة, المنبعثة من هذه الحضائر القذرة..

أحد المسؤولين في النظام المصري أعرب عن "أسفه" " لإعلان السيد حسن نصر الله " عداءه لمصر بشكل فج, يكرس عمالته الواضحه للدولة الإسلامية الثورية, التي تسعى للتأثير على بلده من خلاله ".

ولو إستعنا بكلمات هذا المدافع الأخرق, لوجدنا ان إيران دولة إسلامية أولا, وثورية ثانيا . ومعلوم أن ما من حركة تحرر وطنية في العالم نحجت,دون مساعدات عسكرية واقتصادية من الدول الصديقة والمؤيدة لها. أما العمالة للإمبريالية الأمريكية والصهيونية بالنسبة لهذا المسؤول المصري ورئيسه, فإنها من الواضح مصانة وتتمتع بالحصانة..!

يعرف الجميع عن السيد حسن نصر الله, سداد تفكيره, ودقة تعبيره . لذا, لا يكمن الخلل في عدم فهم ما يقوله إلا في أدمغة العملاء والأغبياء والسفهاء,الذين يسمعون ولا يفقهون . وقد صرح بوضوح : " لم نخاصم ولم نعاد مَن تواطأ علينا من العرب في حرب يوليو، لكننا سنخاصم ونعادي من يتواطأ على غزة وأهلها ومقاومتها ". وكل ما طلبه هو فتح معبر رفح للتقديم المساعدة اللازمة للشعب الفلسطيني المنكوب في غزة. ويبدو أن هذا الطلب قد استفز ذوي أنصاف العقول, فاستعانوا بقطيع رُبع العقل :

"مصر لا تلتفت أبداً إلى عداوات الحاقدين الجهلة الذين ورطوا بلادهم في حروب خاسرة ثم ندموا بعد ذلك في مشهد مخزى على ما فعلوا بعد أن تسببوا في قتل ودمار بلادهم ومواطنيهم".

الحقد والعداء هو ما تضمره أنت ونظامك يا صناع الهزائم, وخدم البهائم. وهو حقد المهزومين على المنتصرين, وغدر المساومين بظهر المقاومين, وعداء الفاشلين لمقام الناجحين, وعقدة الكاذبين من كلام الصادقين, وكره المستسلمين لإستمرار المقاتلين, ومذمة الناقصين لمن صرخ بوجه المحتلين : لا.. لقتل شعب وبيع فلسطين .

نصح ذات المصدر أمين حزب الله " بألا يفتي أو يخطب إلا فيما يعرفه ، وأن يمتنع عن تسجيل النقاط من خلال الدائرة التليفزيونية المغلقة إرضاء للمرشد الأعلى الذي لاشك أنه يفخر بأحد أخلص تلاميذه في المنطقة ".

لو توجهتَ بهذه النصيحة, لأصحاب الفضيحة, والأفعال القبيحة, لكانت صحيحة, ودعوة صريحة , لكي يتوقف رئيسكم البطل,عن الوقوف كالبغل, مع كل قرد وصخل, لتبادل البسمات والقبل, دون حياء أو خجل.. ولكي يتحرك الملوك والرؤساء, وقادة دول وحكام وأمراء . فكم متسابق بينهم وعدّاء, ضربوا أرقاما قياسية بعناء, في الجري السريع الى الوراء, خوفا من غضب القردة الشمطاء, ومن كلب استحق الضرب بحذاء. فاليوم غزة وبالأمس كربلاء, وفي كل منهما سالت دماء, طاهرة وزكية كدم الأنبياء. بالأمس منعوهم من شرب ماء, واليوم حرموهم من أكل ودواء, فما فرق ابن ملجم عن فرعون سيناء, وقد فقدت غزة مئات الشهداء ؟.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024