إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لبنانُ لا لامَسَتكَ يَدُ الخُطوبِ..

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2010-11-20

إقرأ ايضاً


لا شك ان حُب لبنان وشعبه في قلوب العراقيين لا يقل عن حب اللبنانيين للعراق وشعبه. ولكي نتبين عمق روابط المحبة الأزلية بين الشعبين العريقين, لا بد لنا من الرجوع الى ما سطرته قريحة وأنامل شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري من قصائد رائعة, تعكس روعة التماثل الفكري والإنسجام الروحي والذوق الرفيع في المجالات السياسية والإجتماعية والثقافية بين لبنان الكرامة والشعب العنيد, وعراق الحضارات وشعبه المجيد .

نظم الجواهري قصيدة "لبنان في العراق" عام 1922, وهو في الثالثة والعشرين من عمره :

أرض العراق سعت لها لبنانُ فتصافح الانجيلُ والقرآنُ

وتطلَّعت لكَ دجلـةٌ فتضاربت فـكأنمـا بعبُابتهـا الهَيَمـان

وكتب عند نزوله في قرية وادي العرائش عام 1934 قصيدة "وادي العرائش"

يوم من العمر في واديك معدود ُ مستوحشات ٌ به أيامي السود ُ

نزلت ُ ساحتك الغنــاء فانبعثت بالذكريـات الشجيـات الأنـاشـيد

وقصيدة "شاعور حمانا":

عاودتُ بعد تغيُّبٍ لُبـنـانــا ونزلتُ رَحْـبَ فـِنـــائـه جَـذلانــا

ودَرَجتُ اقتنصُ الشباب خَسِرتُه ذا رِبحةٍ ورَبِحته خسرانا

وفي الأربعينات قصيدة "بنت بيروت":

يا عذبــة الروح يا فتــانة الجسد يا بنت بيــروت يا أنشـودة البلـَـــدِ

يا غيمة الشعر ملتاثاً على قمــر يا بسمــة الثغـر مفتراً عن النضــدِ

يا روعة البحر في العينين صافية يا نشوة الحَبل المُلتفِ في العضِد

يا قطرة من نطافِ الفجر ساقطها من أرز لبنان خفاقُ الظـلال نـدي

وقصيدة "أخي ألياس"

أخي إلياسً ما أقسى اللَّيالي تُنيخُ بكَلْكَلٍ وتقولُ مالي

تَسَمَّعُ إذ تَصامَمُ للنَّجاوى وتَهْمِسُ إذ تخارسُ للنِّمال

وتخدَعُنا بمُقْمِرةٍ لَعُــوبٍ وتَرمينــا بقـوسٍ من هِـلال

وتُعطينـا اللّــَذاذةَ عن يمينٍ وتطعنُنا دِراكاً بالشِّمــال

وأثناء زيارة الرئيس اللبناني بشارة الخوري للعراق عام 1947 نظم الشاعر الكبير قصيدة "ناغيت لبنانا":

ناغيتُ لبنانـــاً بشعري جيـــلا وظفرتــــه لجبتـيـنـــه اكليـــلا

وحســان لبنـــان منحت قصائــدي فسحبنهنّ كدلهنَّ ذيــــولا

أهديتهـن عيـــونهنّ نـوافــــذاً كعيـــونهـن اذا رميّن قتيــــلا

وفي حفل تأبين الشخصية اللبنانية البارزة عبد الحميد كرامي عام 1950 ألقى قصيدته الرائعة :

باق ٍ وأعمارُ الطغاة ِ قصـارُ, من سفر ِ مجــدكِ عاطــرٌ مـوارُ

عبدَ الحميد ِ وكلُ مجــد ٍ كاذب ,ان لم يُصن للشعب فيه ذمـارُ

المجد ان يحميكَ مجدك وحده في الناس, لا شُرَط ٌ ولا انصارُ

وفي عام 1961 نظم عبقري الشعر محمد مهدي الجواهري قصيدته الخالدة :

لبنـانُ يا خمري وطيبي, لا لامستكَ يدُ الخطوب ِ

لبنـانُ يا غرفَ الجنــان ِ الناضحــات ِ بكـل طيب ِ

لبنـانُ يا وطني اذا حُـلـئتُ عن وطني الحـــبيــبِ

ولم يكتب أدباء وشعراء لبنان القليل من النتاجات الأدبية, للتعبير عن مدى حبهم وتعلقهم بالعراق وشعبة. ولعل قصيدة الأخطل الصغير أحد الأمثلة على ذلك :

قولي لشمسك لا تغيبي وتـكبدي فـلـك الـقـلـوب

بغداد يا وطن الجهـاد ومرضع الأدب الخصيب

غناك دجلـة والفــرات قـصائـد الزمـن العجيـب

بغداد يا شغف الجمال وملعب الغـزل الـطـروب

من قلب لبنان الكئيب لـقـلـب بـغــداد الكـئـيــب

أتلمس الأشباح والأرواح مــن خــلل الحقــوب

إن محتويات هذا الكنز الثمين من قصائد الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري تكشف عن روعة الصياغة وجمال التعبير عن شعور الإخاء, والنقاء والصفاء في حب العراقيين لأخوتهم اللبنانيين, الى أبد الأبدين.. واليوم, ومع زيادة الأخطار المُحدقة بلبنان وشعبه ومقاومته الوطنية الباسلة, وبعد اتضاح أبعاد وحجم المؤامرة الصهيونية-الأمريكية, ودعم أنظمة دول الإبتذال وبعض الأطراف الداخلية لها, ليس ما هو أهم من وحدة القوى الوطنية اللبنانية, لضمان سلامة وأمن لبنان . وعلى الذين وضعوا الرهان على ذلك الحصان, الخاسر في العراق وأفغانستان, ان يرفعوه قبل فوات الأوان, إن ظل بعض الحب فيهم للبنان .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024