إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل حان دور "السلطان" رجب طيب اوردغان ؟

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2011-10-06

إقرأ ايضاً


هل خُدِعْتَ يا سَيّد رَجَب, بما يُسَمّى"ربيع العرب" ؟, أم غرّكَ زمانُ العَجَب, وما أصابَ الثوابت بالعَطب, وكيفَ ساءَ الحالُ وانقلب, كانقلاب ذاك "الرئيس المُنتخَب", بهَديل كَرشِهِ المَنفوخ كالقِرَب ؟, أم أن مَن باع التُرَب, وعلى الضوابط والروابط شَطب, ورَفعَ كأسَ الخيانةِ والنخَب, قد ألحّ عليكَ وطلب, لتكون كالنادل عند الطلب, تُلبّي رَغباتَ أهل الجَرَب, وتُلملِمُ لآتون فِتنَتِهم الحَطب, كي تظل النارُ ويبقى اللهَب, ويَستمِرّ الحَِرق لألفِ سَبَب, في دمشق وحمص وحَلب ؟, فحَقَ عليكَ اللومُ ووَجَبْ, وصار لابد من العَتب, لأكثر من داع وسَبَب.

لم تُوّفق في تحديدِ المَكان, وما أحسَنتَ إختيار الزمان, يا رجب طيب اوردغان . فالأهل أهلنا أينما كان, في العراق وسوريا ولبنان, وفي الجزائر وتونس والسودان, والباقيات من دولنا الحسان, مَهْد الحضارات العريقة والأديان, ولَحْد القهْر والتسّلط والطغيان . فنحنُ أمّة تسَلحَتْ بالإيمان, وأبَِت قبول الذل والهَوان, مُنذ المَغول والتتر والرومان, وعهد أباطرة فارس وعثمان. ففكر قبل فوات الأوان, ولا تطلق لأوهامك العنان, وأعِدْ النظر في العنوان, فما في رضوخك للأمريكان, ودعمك السافر للأعوان, وتهديدك الفاضح للجيران, سوى جريمة وعدوان, ومن العيب على الإنسان, ان يبرر الفشل في الإمتحان .

إن لأمريكا مَصالح كثيرة وأطماع, وجَشع لا يَعرفُ حَالة الإشباع, ولابٌد للدول الرافضة للإنصياع, والحريصةِ على غدِها من الضَياع, ان تَردّ لها الصاع بالصاع, وأن تُكذبَ ما يُقال ويُشاع, عن نظامها "الحُر" حتى النُخاع, فليس ما هو أبغظ من نظام الضباع . أما الذين نزعَوا عن وجوههم القناع, وراحوا يُطبلون ويزمرون لقلب الأوضاع, ولعرقلة الإصلاح بتعميق الصراع, والتشجيع على استمرار النزاع, فعليهم قراءة "أصل الأنواع", فالإصلاح لا يقوم على عَربدة الرُعاع, وإعلام المُلوك والأمراء الرقاع, وقنوات حكام سقط المتاع, وغدر رصاص القتلة الوضاع, وفتاوى مطلقي اللحى والأتباع, بل في القدرة على الإقناع, ورص الصفوف قدر المستطاع, فغرَق السفينةِ يَجُر الجَميعَ الى القاع, ولكي لا تتحطم ويتمزق الشراع, لابد من عَدَم التسرع والإندفاع, حتى لا ينطق أحدٌ بكلمةِ الوداع .

يا سيد رجب: لقد رُحتَ تقصِفُ الأكراد, وكأنك عنترة بن شداد, فهل سألتَ عن الأعداد, وكم قتلتَ من الأولاد, وكم دار أعلنت الحِداد, وغرَسَت في نفوسها الأحقاد ؟, وهل يَصدق صِراع الأضداد, في انقرة دون بغداد ؟, أم أن شمالنا مَرتعٌ "للأوغاد", بينما جنوبكم لفلذة الأكباد ؟, وأن ما عندنا هو الإلحاد, وما عندكم هو الشرع والاجتهاد ؟. أجبنا يا حفيد السلطان مُراد.

لعَلها ستكون إرادة القدَر, إن لم يَكن للحَربِ مَفر, فموت النخيل والشجر, وتعرض حياة البشر, الى الويلات والخطر, ومَا مِنَ المُرّ أمَر, بقطعكم مياه النهَر, سيجعلنا لا ليوم أو شهر, بل لقرن وحتى دَهَر, نتقاتل ولو لأجل الحَجَر. فقد مَرّ المَغولُ والتتر, وهَمجُ الأقوام والغجَر, وقبائل البدو والحضر, لكن دجلة ما انحَسَر, بل فاضَ خيرهُ وانتشر, وكأهل العراق صَبَر, وعلى الشر انتصر . إنهُ وبشكل مُختصَر, نبَضُ الفؤاد والسَمَعُ والبَصَر. فخُذ مِن التاريخ العِبَر, ومِن الناس الفِكَر, فما في ذلك ضَرر, وعليك بالحيطة والحذر, فالعراقي اذا ضَجَر, وبطول الغُبن شَعَر, لا يَحتمل الطعنَ في الظهَر, ولا يَحترمُ الجارَ اذا غدَر .

الخلاصة :

لقد أنهكتنا سنوات الحروب, وآن للشعبِ المُعذبِ والمنكوب, ان يَسترد حَقه المَسلوب, لكي ينعم كباقي الشعوب, بهناء العيش واطمأنان القلوب, فليسَ الشعْب من اقترفَ الذنوب, ليطلب الصفح من أحدٍ فيَتوب, وقد تَحمّل ما لم يَتحملهُ أيوب, مذ سُدت بوجههِ الطرق والدروب.

فهل ستشرق الشمس بعد الغروب؟, وهل لجليد الحروب ان يذوب, لنعيش دون غالب ومغلوب؟.

أجبنا متى وما هو المَطلوب ؟, فكل يوم مِن عُمرنا مَحسوب.

يا حضرة "السلطان", رجب طيب اوردغان ؟.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024