إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

قـُل ولا تقـُل.. قـُل ش ع ولا تقـُلIP..

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2008-03-24

إقرأ ايضاً


يعرف العراقيون ما تعنيه الاحرف (ش ع) و (اع) . أما الاشارة ,التي كتب عليها IP وصارت تثبت على اذرع رجال الشرطة العراقية بعد الاحتلال فهي اختصار لكلمتين دخيلتين على شعب العراق ولغتة العربية (Iraqi Police) فرضه "اصدقاء" جلال الطالباني وبطانته, الذين وصل بهم الاستهتار الى حد تعميم استعمال مفردات لغة الاحتلال في المرافق الحيوية كبديل أو الى جانب العربية, كما هو الحال في شركة نفط في البصرة حيث عبارةWELLCOME TO ABOT مثبتة على جدار البناية والعلم الامريكي الى جانب العلم العراقي ,الذي لم يبق لاعوان الاحتلال سوى تبديل عبارة الله اكبر فيه بـIN GOD WE TRUST , اكراما وارضاءا لاسيادهم ..

يقول مثل عربي قديم : وافق شن طبقة.. واذا جمع الذكاء طبقة بشَن, بعد تفسيرها الفطِن لاسئلتة اثناء مرافقته لوالدها, فان الغباء ما جمع بين قادة الاحتلال وبين المتعاونين معهم والمحتمين بهم , الذين لم يقرأوا تاريخ الشعوب ونضالها من اجل الحرية. وحتى اذا قرأوه فانهم لم يستوعبوه .. وهم ان اعتبروا بدونية الساقطين, ان ما ارتكبه الاحتلال القذر خلال خمسة اعوام من الدمار والقتل والتشريد وتهجير الملايين من ابناء الشعب العراقي "تحريرا" و "تحولات ديمقراطية" واصروا على نفاقهم في اعتبارالعراق ذات "سيادة", فهل بحسن ضيافة "الاصدقاء" سيفسرون استعمال المفردات الاجنبية,أم بعملية تحديث لغة الضاد ؟ ام بالسقوط في شرك الخيانة والعمالة ,الذي لا خروج لهم منه ؟

من النوادرالظريفة,التي سمعتها في صغري عن العلامة مصطفى جواد رحمه الله انه كان راكبا في عربة, وقد زلت قدمه اثناء نزوله منها, فصاح احدهم طالبا مساعدته قائلا: الحـﮔوا, الاستاذ مصطفى وﮔـَع .. وسألوه بعد ان لاحظوا وجهه متجهما وقاطبا, وظنوه متألما :

- استاذ مصطفى,هل ألمَكم شديد ؟

- ليس بسبب قدمي وانما لان الاخ قال وﮔـَع ولم يقل سَقط ..

علمونا في الصِغر ان السقوط ليس عيبا, وانما العيب في عدم النهوض.. وقرأنا في الابتدائية قصة القائد,الذي سقط من على فرسه جريحا, وشاهد وهو ملقيا على الارض نملة مثابرة ومُصِرة على نقل كتلة من الغذاء تفوق وزنها وحجمها, وكان في ذلك درسا وسببا جعله ينهض كي يقاتل رغم جراحه. وتعلمنا مع مرور الوقت ان للسقوط اشكالا, تعتمد آثارها على الكم والنوع, وانها قد تكون مادية, كسقوط طائرة, مدينة..الخ أو معنوية كالسقوط في الانتخابات. وقد تشفع التوبة في بعض حالات السقوط المعنوي ولكن ليس في جميعها, فالساقطة التي ينبذها المجتمع قد تشفع لها التوبة, والسياسي الذي يؤدي به نشاطه الخاطئ الى السقوط, قد تشفع له بعض مواقفه الجيدة, والساقط في اوحال مستنقع الطائفية قد ينظف نفسه منها, وتشفع له عودته الى رشده. أما الساقط وطنيا من الذين استعانوا بالاحتلال وبـ IP واخواتها فلا شفاعة له مطلقا..


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024