إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

متى سيتحد الوطنيون..؟

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2010-02-16

إقرأ ايضاً


هل التفرقة مَسٌ من الجنون, تُصيب الجاهلَ والعاقلَ والمجنون ؟, أم هي داءٌ كالسَرطان والطاعون, منه الشفاء غير مضمون, وشره بما لا يُحمد مقرون, اذا ما ابتلى به المُعممون, وعانى من أعراضهِ المثقفون, وحمل جرثومته السياسيون, وراحوا لِخَطر عَدواه ينقلون ؟, أم أنها ذكاء من يُخططون, ودهاء من للفتنة يُرَوجون, ولِحُفر الخلافات يُعَمقون, وغباء من فيها يسقطون, وعلى التناحر يُصِرون, رغم ما حملته السنون, من ألم وحرمان وشجون, وخيبة آمال وظنون, وقتل ودمار وسجون, واحتلال قذر ملعون, قادهُ قتلة نازيون, وأيده سَفلة مُنحَطون, وبَررهُ شيوعيون مُرتدون, وقادة أكراد عنصريون, بعد أن لاذ بالفرار بعثيون ؟.

أجيبوا أيها الحزبيون, وانطقوا أيها الشيوعيون, وتكلموا أيها البعثيون, ولا تسكتوا أيها المعممون, ألستم جميعا عراقيون, والى وطن واحد تنتمون, وبتاريخ واحد تشتركون, وبمصير واحد ترتبطون ؟, الى متى ستختلفون, وجسور الترابط تهدمون, وسبل التواصل تقطعون, وأبواب التأخي توصدون, وحبل المودة تقطعون, وقد تعاون العُملاء والأرذلون, وتضامَنَ الحقراءَ والأسفلون, وراح الأعداء يتربصون, ولتمزيق العراق يُخطِطون, ونهبِ خيراته يطمحون. أما أنتم أيها المتحزبون, فقبل العدو للمسؤوليةِ تتحملون, وبدلا من أن تتوحدون, ولجبهة النضال تشكلون, وفي خنادقها ترابطون, رحتم للصراع تأججون, ورُقع النزاع توسعون, ولغة الكلام تعطلون, ولهجة التحدي تُصَعّدون, وتركتم الطغاة يَحكمون, وجعلتم الغزاة يعتدون, ولمدننا يُدمرون, وبيوتنا يَهدمون, وشيوخنا يَقتلون, ونساءَنا يَسبون, وأطفالنا يُيتمون, وثرواتنا يَنهبون, وآثارَنا يَسرقون. ألا لا قرّتْ بكُم عُيون, ولا بُوركَت بِحَملِكم ُبطون ..

أجيبوا أيها الشيوعيون, كم سنةٍ ستحتاجون فتصِلون, وقد مَرت خمسَة وسَبعون, وأنتم بقافلة الوعود سائرون, وفي صحراء "موسى" تائهون, وعلى رمالها المتحركة هائمون, وكالعيس في رحابها ضامئون, ونحو سراب واحاتها راكضون, ومن سوء المصير خائفون, وعن درب الخلاص باحثون ؟. لقد احتل العراقَ الإمبرياليون, والصهاينة وأعوان حاقدون, وحسبنا أنكم ستتحركون, وعن شجبكم تُعربون, ولاحتلال الوطن ترفضون, وضد الغزاة تقاومون, كما قاوم الفرنسيون, وناضل الايطاليون, وقاتل البيلروسيون, والروس والاوكرانيون, يتقدمهم الشيوعيون, لكنكم رحتم تساومون, ومع الاحتلال تتعاونون, وحثالة أعوانه تُحالِفون, كأنكم تكرروا ما قالة الأولون: "إنا ها هنا قاعدون", وبواقع الحال قانعون, وبوجود الغزاة قابلون, وعن بقائهم راضون, ولطعم دولاراتهم ذائقون, ومن نعمتهم شابعون . أما أنتم أيها المقاومون, ومن للاحتلال يرفضون, فعبثا للأرواح تزهقون, وبجيش "التحرير" تفتكون, و"لأصدقائنا" تكرهون, فهم الحُلفاء المُنقذون, وعاجلا أم آجلا ستفهمون, انه لا نضالٌ ولا هم يحزنون!

فيا شيوعيي الاحتلال: كفاكم ضَحِكا على الذقون, فأنتم في ورطةٍ واقعون, وعن تجاوزها عاجزون, ولثقة الشعب فاقدون, ونحو نهايتكم ماضون, وآخِرَ أنفاسِكم لافظون ..

أجيبوا أيها البعثيون, لِمَ لا تتواضعون, والى الشعبِ تعتذرون, وبأخطائكم تعترفون, وبهزائمَكم تُقِرون , وسودِ صفحاتكم تطوون, وبيض جَديدها تفتحون, وسُطورعَهدٍ تكتبون, أنكم للعنف تنبُذون, وعن التهور تمتنعون, وسُخف التجبر تتركون, والى العقل تحتكمون, ولسِلوكِ بعضكم ترفضون, لأنهم حمقى ومُغفلون, بالحوار لا يُؤمنون, ولغة التفاهم لا يُحسِنون, وِبعبَر الماضي لا يَتعِظون, ومن التجاربِ لا يتعلمون, وعلى الشعب يَستأسِدون, وأمامَ الغزاة يتأرنبون, والى الجُحور يَهربون . وها هم بالعودة يحلمون, وراحوا للتذاكر يحجزون, وحقائب السفر يحزمون, وبفارغ الصبر ينتظرون, قطار"أمريكا" فيَصعَدون, وبواسطِته للمسافةِ يَقطعون, وبالرحلةِ الثالثةِ يبدأون, وفي محطةِ "السلطة" ينزلون, وليسَ مُهما كم سَيَقتِلون, ولا عدد الذين يُعدِمِون, ومن الى السجن يُودِعون, وتحتَ التعذيبِ يُصفون, فهم على سفكِ الدماءِ مُتعودون, والمُهم أنهم يصلون, وبزمام السُلطة يُمسِكون, وعلى رقاب الناس يتسلطون, فلا عجب حين يتوسلون, والى الكاوبوي يتوددون, ولاجتماعاتِ الغدر يعقدون, وبيعة الخيانة يعلنون, وللتنازلات يقدمون, وبشروط الغزاة يقبلون, وعلى تنفيذها يوقعون, ودون تحفظ يؤكدون : سيدي نحنُ مُستعدون, لِكُل ما منا تطلبون, وسنخدمكم كما تريدون, فنحن الخدَمُ الطائِعون, وأنتم الأسيادُ المُطاعون, "ونروح فدوة لهلعيون, بس لا علينا تزعلون.."

أجيبوا أيها المُعَممون, كم مُجرمٍ وعَميل فيكم وخؤون, يا مَن نافقتم عشرات القرون, ورحتم لكتاب الله تفسرون, وعلى هواكم لآياته تشرحون, وكيفما شئتم للأحاديث تؤلون, ولطوائفَ ومَذاهبَ تؤسسون, وفرقا متفرقة تنظمون, عَددُها بالتمام ثلاثٌ وسَبعون, الى جهنمَ أتباعُها ذاهبون, عَدا واحدة كما تزعِمون, أصحابها الى الجنةِ داخِلون, وهُم وحدَهُم الناجون, ولكنكم اليها لا تنتمون, فجُلكم جهلة ودجالون, وأغلبُكُم للرشى قابضون, وباسم الدين يتاجرون, ومُعظمُكُم للبَصيرة فاقدون, وأكثرُكُم للحقِ كارهون, وكالشيطان عنه ساكتون, وعن حُيف العباد ساهون, كأنكم عمي لا تبصرون, وصم لا تسمعون, يا من بحبل الله لا تعتصمون, وللبنيان المرصوص رحتم تهدمون, وللتفرقة الطائفيةِ طرقا تُعّّبدون, وبلون عمائمكم صرتم تُعرَفون, وعلى أهل الريال والتومان تُحسَبون, فمتى لِعَمائِمَكم ستنزعون, وعن حقيقتكم تكشفون ؟, ألا تخافوا الله يوم يُبعثون, ويوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون ؟.

لقد غزا العراقَ النازيون, وتعاون مَعهم الساقطون, وحالفهُم القادة الفاشلون, وانتهازيوا الشمال الحاقدون, وحثالات البشر الفاسدون, فتَأمّرَ العُملاءُ والتافهون, وتجَبّرَ الجُبناءُ والمنافقون, وتكبّرَ السُفهاء والناقصون. فمتى من التفرقة ستتخلصون, وعلى الفتنة تتغلبون, وجراح الشعب تضمدون, ونزيفَ دمه توقفون, وعن جبهتكم تعلنون, ولراية وحدتكم ترفعون, وصفحات الماضي تطوون..؟. أجيبوا أيها الوطنيون.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024