إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل سقطت ورقة التوت "اليسارية" حقا..؟

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2010-03-01

إقرأ ايضاً


كتب الأستاذ حمزة الكرعاوي في موقع العراق الواحد الموحد مقالا بعنوان "سقوط ورقة التوت اليسارية" تناول في بدايته الدور السلبي للشيوعيين الأكراد وموقفهم من احتلال العراق, وانقلابهم على المفاهيم الشيوعية, وتوافق مواقفهم مع النهج الشوفيني للمشايخ الكردية في الشمال, مستشهدا ببعض الأمثلة على الدور الانتهازي والتخريبي للقيادات الكردية, ومتوقفا عند شخصية السيد شوكت خزتدار كنموذج على "مدى الانحدار الثقافي من الشيوعية الى الشوفينية".

ولعل وضع الكاتب لعلامة الإستفهام في ختام مقاله " ترى أحقاً كان نضال الاكراد داخل الحزب الشيوعي خارج نطاق الاممية والوطنية ؟ هذا السؤال مطلوب من كوادر وقواعد الحزب الشيوعي العراقي الاجابة عليه, بكل وضــوح وصدق، لأنه يثير علامات إستفهـام كبيرة " ما دفع بي الى الأجابة, اعتمادا على قناعات ومعلومات مؤكدة بهذا الخصوص:

• لم يكن نضال الرفاق الأكراد خارج نطاق الأممية والوطنية مطلقا. فقد عرف الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه في 31 آذار 1934 أعدادا كبيرة من الشيوعيين الأكراد,الذين ناضلوا وضحوا من أجل قضايانا الوطنية المشتركة, وكان لهم فيها أدوارا ومواقف مشرفة لا يجوز نكرانها في مرحلة النضال التحرري قبل ثورة 14 تموز, وبعد انقلابي 8 شباط 1963 و17 تموز 1968, وأثناء الهجرات الجماعية لكوادر الحزب الشيوعي وأنصاره في نهاية العقد الثامن من القرن الماضي, التي أظهرت وفاء واخلاص الشيوعيين الأكراد الوطني والأممي, والذين كان من بينهم السيد شوكت خزندار.

• لقد بدأ الانحراف والنزعات الشوفينية في فترة قيادة عزيز محمد للحزب في سبعينات القرن الماضي, ومع تدهور علاقات النظام بالقوى الوطنية, وضعفه نتيجة لخوضه حروب كارثية إنتهت بتحجيمه واسقاطه, وانتهاز القيادات الكردية للظروف الداخلية والخارجية الطارئة. وقد حفز كل ذلك على نمو الشعور القومي وتغليبه على الوطني لدى معظم الشيوعيين الأكراد.

• فوجئت, كبقية الرفاق والأصدقاء اليساريين, الذين يكنون الود والاحترام للسيد شوكت خزندار, بانعطاف وتغيير مواقفه,التي ظل أمينا لها ومحافظا عليها لعدة عقود, خصوصا وأني كنت معتزا بعلاقتنا الودية. وأذكر انني استفسرت ذات مرة عن رأيه في مقال كنت عازما على نشره, فرد :

العزيز جدا د. وسام الورد

تحية رفاقية حارة

أرجو أن تبعث بمقالتك الرائعة للنشر..

عزيزي وسام, أرجو أن لا تخشى توجيه النقد الموضوعي تجاه أى كان ومهما على شأنه ... النقد البناء جانب قوة لأي كاتب.

وشكراً لقلمك الرائع .

شوكت خزندار

وبقيت على تواصلي معه عن طريق الانترنيت والتلفون حتى توقفه لبعض الوقت عن الكتابة, مما حدى الى الإستفسار عنه, فرد علي بالرسالة التالية:

أستاذي الكريم الدكتور وسام الورد.

لك أرق تحية مني للوطني الغيور على عراقنا الواحد الموحد أرضاً وشعباً وسماءً يا ورد الورود وسام العزيز.

لا ادري من أين أبدأ لمخاطبتك ايها السيد الفاضل ... نعم أعاني من بعض أمراض تعود أصلا الى الشيخوخة وهذا قدري فكما تعلم للعمر ومعاناة الحياة حوبة لا محال منذ أشهر عديدة أعاني لكثير من الامراض أحال دون ممارستي للكتابة النظر بدأ يضعف بأستمرار وأيضا أعاني من داء السكر والذي يؤثر على النظر ناهيك عن الالالم في الارجل ولا استطيع أن اسير لمدة مئة متر فاعود الى الفراش كي ارتاح ساعات طويلة مع أخذ بعض المسكنات وأهما أسيرين حيث ومنذ سنوات طويلة أعاني من مرض الرومازم بدء يتفاقم هذه الايام مع داء (النقرص) هذه هي حقيقة أمري باختصار شديد واخيراً أعاني من بعض الالتهابات في الفقرة القطنية هذه هي ضريبة الحياة ...... وبعد هذه الاسطر القليلة أرجو واتمنى لك دوام الصحة والعافية ياعزيزي وسام .

المخلص شوكت خزندار

11/7/2007

وأنا على ثقة بأن كلمات "عراقنا الواحد الموحد أرضا وشعبا" قد عبرت بصدق عن جوهر الأستاذ شوكت خزندار,الذي عرفته وطنيا وشيوعيا, ولا أجد ما يقنع في التغيير الحاصل لمن أفنى حياته في خدمة القضايا الوطنية والأممية, سوى شعوره بحالة الاحباط, وتدهور وضعه الصحي والنفسي, وقلة الأهتمام بأوضاعه, والضغوطات من قبل بعض الأطراف للعودة . وليس في هذا تبرير, بل تعبير عن الأسف العميق لما ألم وحصل للأستاذ شوكت خزندار, الذي ضحا بالكثير ولم يتحمل الباقي القليل..

ان ما ذكره السيد حمزة الكرعاوي بخصوص إعتراف شوكت خزندار وتأكيده في أكثر من إجتماع بأنه عميل للمخابرات الروسية, وكذلك غالبية المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراق, يدعو الى التفكير في مدى مصداقية هذه الاعترافات ودواعيها, خصوصا وأن الأستاذ شوكت قد طلب مني ان أبحث عن علاقة السكرتير السابق للحزب عزيز محمد مع المخابرات السوفيتيية في الأرشيف الروسي , موضحا حاجتة وحاجة الدكتور (ك. ق) الى ذلك, وهذا يتنافى مع ما يدعيه عن علاقته بالمخابرات السوفيتية. وقد كتب لي حول هذا الموضوع, أحد الكتاب اليساريين الأعزاء, من الذين يعرفونه جيدا ما يلي :

العزيز د. وسام

تحياتي

اود الاشارة الى ان الانحدار الذي أصاب القيادات الشيوعية الكردية نحو الشوفينية والانقياد وراء القيادات العشائرية هو جزء من الارتداد العام لقيادات الحزب الذي بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي وعندما نذكر الارتداد فهذا يعني ان التمترس القومي الشوفيني هو جزء منه اما اسوءه فهو ارتضاء الجميع عربا واكرادا من هذه القيادات والعديد من الكوادر المنتفعة المتلبرنة والمستكردة في التخابر والتنسيق مع المحتل واالتسليم بالتغيير بواسطة االغزو والاحتلال.. لا اعتقد بدقة الفقرة الاولى بخصوص حاالته الصحية كسبب في التحول ولا حتى الضغوطات لانه من النوع الذي لا يخنع بسهولة ، بل ان المناخ العام المحيط بصلاته قد رجح الكفة لجهة االتراجع نحو الانتماء القومي كهوية,والذي عززته الخلفية والتراكمات التي عاايشها خلال عمله الحزبي . وهنا أود الاشارة الى ان كل ذلك لا يبرر ما ذهب اليه ابو جلال من مواقف معلنة ومتطرفة بمقياس التحول من الوطنية كهوية الى القومية الشوفينية كاتجاه فكري رغم عدم قناعته بما يطرح,لكن المكابرة والعنعنات الذاتية جعلته يوغل بما يكتب ويقول .

وقد تزامن طلب ابو جلال مني للبحث في الأرشيف السوفييتي عن علاقة عزيز محمد وبعض أعضاء المكتب السياسي مع المخابرات السوفيتية مع حريق بيتي واستشهاد شقيقي وضغط العمل, فكتبت له:

ألأخ المناضل/ شوكت خزندار المحترم

تحية أخوية..

أعتذر عن عدم الرد السريع على رسالتك, وذلك لتواجدي هذه الايام خارج موسكو بحكم ضرورة فرضها العمل. واسمحوا لي أن أبين مايلي :

1- لا أتمكن من قضاء اكثر من يوم عطلة الاحد في موسكو حتى نهاية كانون الاول لأسباب متعلقة بالعمل, وهذا سيحد حتما من إمكانية التحرك لتلبية طلبكم .

2- من خلال تصفحي لموقع الارشيف الروسي على الانترنيت لم أتمكن من الحصول على شئ يفيد في الاطلاع وترجمة ما يهمكم .

3- أقول, وارجو أن تبلغوا الدكتور الفاضل ك. ق بأن جهدي ووقتي وتغطيتي لأي نفقات لا تساوي شيئا أمام من قدم وناضل وبقى مخلصا للفكر الذي نؤمن به. وانا على استعداد لبذل المستطاع لخدمة المناضلين دون حساب للوقت او التكلفة...

4- سأطلب المساعدة مِن مَن قد يكون أوفر حظا من ناحية الوقت الذي أفتقر اليه حاليا.

وتقبلوا فائق الاحترام

اخوكم

وسام جواد

ومن هنا, تصبح بعض التصريحات المنسوبة للأستاذ شوكت خزندار مؤسفة ومناقضة تماما لما عرفه عنه الكثير من الشيوعيين واليساريين الباقين الى اليوم على الثوابت الوطنية والأممية . ولا شك ان هذا الانقلاب الفكري للأستاذ شوكت خزندار محزن ومؤلم, وان كتاباته وتصريحاته الأخيرة تسيئ اليه والى تاريخة النضالي أولا, وتمس مسيرة اليسار العراقي المناضل ثانيا :

• أن الاكراد يريدون الانتقام من أبناء الشعب العراقي ، كونهم عراقيين وعرب.

• كل عربي مزروع في جيناته مرض العنصرية ضد الاقوام الاخرى .

• يجب قتل أطفال البعثيين حتى يشعروا بعذاب الاخرين الذين إضطهدوهم .

• دعوة السيد شوكت خزندار إلى كردستان خارج نطاق العراق .

• تأييده مسعود برزاني في كل شيء .

• قول السيد شوكت أنه وعزيز محمد وبقيــة القيادات الكردية في الحزب الشيوعي العراقي كانــوا يعملون لصالح القضية الكردية كــ- خط مائل-

قد تسقط بعض الأوراق مبكرا, ويسقط غيرها متأخرا, إلا أن أن شجرة التوت اليسارية لا تُعريها الريح ولا الزوابع, وتظل راسخة بجذورها وعامرة بأغصانها وأوراقها لأنها شجرة العطاء والأصالة.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024