شهدت بلدة "بكيفا" انتماء العديد من ابنائها الى الحزب منذ الاربعينات، وربما قبل ذلك، وتولى رفقاء كثر منها، مسؤوليات حزبية محلية ومركزية، وكان لهم حضورهم الجيد في مسيرة الحزب، في الوطن كما في بلاد المهجر، وخاصة المهجر الفنزويلي.
من رفقائنا في "بكيفا" نذكر الرفيق سامي دهام أحد بناة العمل الحزبي فيها، منفذاً عاماً لمنفذية البقاع الشرقي عام 1947، الرفيق الشاعر شكيب بدور(1)، الامناء والرفقاء الراحلين: عباس دهام، دهام دهام، صالح العسل، عز الدين العسل، ولا ننسى الامين "التسعيني" الذي نرجو له العافية ومديداً من العمر والنشاط الحزبي، الأمين حمد زيتون، والأمينين رامز ونظام دهام وعشرات الرفقاء الذين عرفناهم، ونعرف عن نشاطهم الحزبي وعن التزامهم القومي الاجتماعي.
سابقاً تحدثنا عن رفقاء عديدين من بلدة "بكيفا"، في نبذات قصيرة او عند رحيل البعض منهم، إنما يصح، أن يُكتب تاريخ نشوء ونمو العمل الحزبي فيها، كما عن الامناء والرفقاء الذين كان لهم نضالهم الحزبي وتفانيهم. وهذا ما رغبناه مراراً وتكراراً، واتصلنا برفقاء يمتلكون الكفاءة من أجل العمل على إنجاز الملف المشار إليه، إلا اننا مع الأسف، لم نحصل على جواب، كأنه مطلوب منا، الى المئات من النبذات والملفات والمواضيع قيد المتابَعة، ان ننصرف أيضاً الى موضوع ملف العمل الحزبي في "بكيفا" في واقع توفر رفقاء فيها يستطيعون أن يقوموا بهذه المهمة.
*
وبانتظار ان يتمّ انجاز الملف الكامل عن نشوء العمل الحزبي في "بكيفا" وعن الامناء والرفقاء المناضلين الذين كان لهم حضورهم المشعّ حزبياً منذ الاربعينات، اقدم في هذه النبذة ما توفرّ لديّ من معلومات عن أحد مناضلي الحزب في "بكيفا" الامين هايل دهام وقد عرفته جيداً في فترات توليه المسؤوليات الحزبية اثناء إقامته في العاصمة بيروت، كما عرفت ابنته الرفيقة هلا وزوجها الرفيق علي سبيتي(2)،
عنه هذا القليل بانتظار ان يتوفر الكثير،
الاب: عساف دهام
الأم: بدوية درغام
منح رتبة الأمانة عام 1987
ولد الامين هايل عساف دهام في بكيفا (راشيا) عام 1929.
تعرّف على الحزب عبر الأمناء مصطفى عز الدين، حسن ريدان، منير الشعار وأحمد حمود (استشهد عام 1958).
انتمى في منفذية الطلبة في دمشق عندما كان يتولى مسؤوليتها الرفيق كامل بنقسلي، وعام 1949 التحق بمديرية بكيفا ليتولى لاحقاً مسؤولية ناظر التدريب في المنفذية، وآمر مخيم شتورة في حوادث العام 1958، الى مسؤوليات عديدة في أكثر من منفذية على مدى التزامه الحزبي، وصولاً الى مسؤولية وكيل عميد المالية.
اقترن الأمين هايل من الرفيقة عزيزة جميل حمود(3) وأنجبا عائلة قومية اجتماعية: الرفيقين بسام، هلا، والمواطنين الصديقين: رولا وحسام.
وافته المنية، وشيّع في 17 شباط 2003 في بلدته "بكيفا" بحضور حشد من الرفقاء والاصدقاء وأهالي المنطقة. تمثل فيه رئيس الجمهورية وشارك فيه نواب وقيادة الحزب وفعاليات المنطقة ووفود حزبية وقوى سياسية، وفيه تحدث الرفيق سعاده شكيب بدور معرّفاً، ثم الرفيق فؤاد شرف الدين باسم منفذية راشيا وألقى كلمة مركز الحزب رئيس المجلس الأعلى آنذاك الأمين يحيى جابر، وختاماً ألقى الأمين نظام دهام كلمة العائلة.
*
وفاته:
بعد صراع طويل ومرير مع الداء وافت المنية الامين هايل، وشيّع في 17 شباط 2003 في بلدته "بكيفا".
من مراسلها في منطقة راشيا، مفيد سرحان، نشرت جريدة "البناء" بتاريخ 18 شباط التغطية التالية، تحت عنوان "القومي شيّع هايل دهام":
" شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي في مأتم رسمي وشعبي حاشد أحد مناضليه القدامى البارزين الامين هايل دهام وذلك في مسقط رأسه بكيفا – قضاء راشيا الوادي، بحضور قائمقام راشيا ذياب سلوم ممثلاً رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، النائبين فيصل الداود وسامي الخطيب، وفد من مشيخة عقل الموحدين الدروز ممثلاً الشيخ بهجت غيث، نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي محمود عبد الخالق والرئيس الاسبق للحزب عصام محايري، رئيس المجلس الأعلى في الحزب يحيى جابر، عميد الإذاعة توفيق مهنا، الأمين حافظ الصايغ، رئيس حزب الاتحاد عمر حرب، عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور مروان ابو لطيف، وكيل داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور يحيى خميس، وفود حزبية من منفذيات البقاع والجبل والجنوب وحشد من الحزبيين والمواطنين وفاعليات دينية وعسكرية وتربوية.
بداية تحدث الرفيق سعاده شكيب بدور معرّفاً ثم كلمة منفذية راشيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها الرفيق فؤاد شرف الدين، عدّد خلالها مناقب الفقيد وسيرته النضالية، وألقى كلمة قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي رئيس المجلس الاعلى الامين يحيى جابر، جاء فيها: نودع اليوم رفيقاً حزبياُ مجاهداً مكافحاً في سبيل قضية آمن بها حتى العظم فما ضعف ولا تهاون ولا تراجع ولا ساوم، فهايل دهام أحد أخيار هذه النهضة الجبّارة العظيمة المباركة في تاريخنا الحديث، كان الرجل يوم عزّت الرجولة، مارس إيمانه وقناعاته من غير تردد ولا قيود ومن دون حسابات الربح والخسارة كما يفعل المنافقون الذين يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون.
وقال: إن كل ما يدور حولنا ينذر بأيام أكثر صعوبة، كل شيء فيها مفتوح على كل الاحتمالات، وما يزيد من حجم القلق اننا بتنا مكشوفين على كل جانب ومن كل جانب. فالشعوب العربية محكومة من أنظمة يسكنها الخوف والذل والهوان والتواطؤ والاستسلام والقهر ولذلك يكون الرهان على الأنظمة في معظمه رهاناً خاسراً فليس ما يجري في فلسطين معزولاً عما يجري في العراق أولا ولباقي الأمة ولا سيما في الشام ولبنان وذلك يؤكد التلازم العضوي بين الاستعدادات على العراق وقرار تصفية قضيتنا القومية في فلسطين وضرب مواطن القوة في شعبنا في الشام ولبنان تمهيداً لإعادة رسم الأمة جغرافياً وبشرياً واثنياً وقال: من المؤسف أن دول عربية تتنافس لتقديم القواعد الأميركية لضرب العراق، وأخطر من ذلك أن أحد القادة العرب حكم سلفاً على عدم قدرة العرب على مواجهة العدوان في موقف مجاني يعلن هزيمة استباقية للعرب بألسنة حكام العرب، المفارقة الكبرى إزاء التواطؤ العربي بل تآمر النظم العربية على العراق يبرز موقف دمشق علامة مضيئة في هذا الليل الطويل المتمسك بالثوابت القومية رافضاً الحرب الظالمة على العراق. ويبرز الموقف الاوروبي والدولي انسانياً وأكثر انسانية وأصدق عروبة من بعض العرب فنشعر بالحرج والخزي من معظم الأنظمة عندما تطلب فرنسا دعماً لها في المحافل الدولية من الدول العربية.
" اما في وضعنا الداخلي في لبنان حيث يشعر المرء بالقيء حين يتحدث عن سياسة السياسيين وسلوك امراء الدولة وملوك الطوائف وعصابات المؤسسات المشرّعة للنهب لكل قادر مقتدر يشعر بنعمة الحماية والرعاية فيسقط المواطن فريسة المذلّة والقهر والمجاعة وضياع فرص العمل والتآمر على لقمة عيش الفقراء وذوي الدخل المحدود واساتذة المدارس والجامعات والمزارعين والفلاحين، حتى باتت جبهتنا الداخلية مكشوفة فاقدة المناعة يوماً بعد يوم ونقول لمن ولي الأحكام اتقوا الله في شعوبكم واحذروا يوماً لا تنفع معه ندامة ".
والقى الأمين نظام دهام كلمة العائلة ثم صلي على الجنازة ووري الجئمان الثرى في مدافن العائلة.
هذا وتلقى ذوو الفقيد برقيات تعزية من رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري وشخصيات سياسية وحزبية وتربوية.
*
وفاة عقيلته الرفيقة عزيزة جميل حمود:
في شهر كانون الثاني 2007 وافت المنية الرفيقة عزيزة جميل حمود (ام بسام) وقد شيّعت الى مثواها الأخير في "بكيفا" وتقبلت العائلة التعازي يومي الثلاثاء والاربعاء 30-31 كانون الثاني 2007 في بكيفا، وايام الجمعة والسبت والاحد في 2و3و4 شباط 2007 في منزل العائلة، منطقة "فردان".
• كنا نشرنا نبذة موجزة عن الأمين هايل ضمن نشرة عمدة شؤون عبر الحدود بتاريخ 20 اذار 2007.
هوامش:
(1) شكيب بدور: للاطلاع على النبذة المعممة عنه وعن الراحلين سامي دهام، عباس دهام، دهام دهام، صالح العسل وعزالدين العسل الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
(2) علي سبيتي: عرفته ناشطاً ومذيعاً في مديرية عائشة بكار، الى جانب مديرها الرفيق الشهيد مروان ابو كروم. ثم التقيت به في مدينة "فوز دي ايكواسو" في البرازيل، قبل ان يغادرها الى كندا ملتحقاً بعقيلته الرفيقة هلا.
(3) عزيزة حمود: شقيقة الامين المحامي الشهيد احمد حمود .
|