ما اوردناه عن الرفيق الشهيد محمد سعيد العاص، أو عن المناضل الياس منيّر ( مراجعة الملاحق 18/05/2010 ) هو جانب من تاريخ غني لحزبنا في سورية الجنوبية.
هذه المعلومات تشكل اضاءة على بدايات تأسيس الحزب، وحضوره في فلسطين، منذ العام 1935.
عسى ان نكتب اكثر، كما ان يهتم رفقاء آخرون في تسجيل مذكراتهم ومعلوماتهم، ومنهم الامين مصطفى سليمان، فنصل الى معرفة اكثر عن وقائع نضال كبير لحزبنا في فلسطين.*
لم تكن سورية الجنوبية ( الأردن – فلسطين ) بمنأى عن أنوار النهضة القومية الاجتماعية منذ أوائل سنوات التأسيس، وإذا كانت نكبة العام 1948، والأوضاع الأمنية التي سادت الأردن، قد حالت دون إظهار الوجود الحزبي في تلك المنطقة من سورية ، إلا أن الحضور القومي الاجتماعي كان بارزاً ومستمراً، ليس فقط على الصعيد السياسي، الإعلامي ، الفكري، إنما أيضاً على صعيد النضال العملي ضد الصهاينة.
وصل الحزب إلى سورية الجنوبية في بدايات العام 1935 (فترة العمل السرّي) عبر الوسائل التالية:
· كان للرفيق مأمون أياس صلة قربى في كل من عكا وحيفا فتوجه إليهما عساه يجد تربة صالحة فيهما للعمل القومي الاجتماعي. فكان أن انتمى خاله صبري الحسيني، من عكا، ونسيب له يدعى خير الدين النبهاني في حيفا، وبواسطة خير الدين انتقلت الدعوة القومية الاجتماعية لكل من الرفقاء محمود حمود، عادل الشلبي، محمد الشلبي (الشهيد لاحقاً) من حيفا، وإبراهيم تميمي من نابلس.
· بواسطة مأمون أياس ومحمود حمود انتمى الرفيق فريد عطايا (منح رتبة الأمانة وتولى مسؤوليات حزبية) في تشرين الأول عام 1934، وكان من شهود انتمائه الرفيق محمود حمود ويونس نفاع. بعد ذلك انتمى الرفيق كميل جدع عام 1935 (منح رتبة الأمانة) تولى مسؤوليات عديدة منها منفذ عام حيفا وعميد للاقتصاد، الذي يقول انه بعد أدائه القسم علم أن فريد عطايا – وكان زميله في العمل - وعدد من الشباب انتموا إلى الحزب، منهم عادل حوراني ومحمد شلبي.
· على يدي الرفيقين جدع وعطايا انتمى كل من الرفقاء فريد باكير (الطبري) جرجس خليف وموسى البشوتي (الناصرة). وعندما نما الحزب أكثر في حيفا، قام الرفيق مأمون أياس – بصفته وكيلاً لعميد الداخلية – بزيارة المدينة حيث عمل على تنظيم الرفقاء فيها وأنشأ أول مديرية في سورية الجنوبية كان لها دورها الهام على صعيد العمل القومي الاجتماعي، وتعين الرفيق محمود حمود مديراً لها.
قبل ذلك وفي الجامعة الأميركية في بيروت، وكانت نشأت أول مديرية للطلبة تولى مسؤوليتها الرفيق رفيق الحلبي (من بشامون، غادر إلى الشاطئ الذهبي (غانا اليوم) حيث أسس العمل الحزبي فيها وكان أول مسؤول قومي اجتماعي، انتمى الرفيق كابي ديب من القدس. بعد ذلك انتمى الرفيقان سهيل الحلبي ومنير الحلبي من يافا.
· بواسطة الرفيق فؤاد الغريب (كفرمتى) انتمى زميله وصديقه الطالب نظيم شرابي (من عكا) في منزل منفذ عام بيروت الرفيق المهندس عزيز ثابت (من بحمدون)
· الرفيق إميل الصليبي الذي كان انتمى بدوره على يد الرفيق فؤاد الغريب، عمل على انتماء شقيقه الرفيق جورج صليبي (منح رتبة الأمانة لاحقاً تولى مسؤوليات مركزية عديدة، رشّحه الحزب عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه، رئيس قسم الأشعة في مستشفى الجامعة الأميركية) وبواسطة الرفيق جورج انتمى زميله الطالب يعقوب ابو غوش من عمان.
· لاحقاً بواسطة الرفيقين سهيل ومنير الحلبي اللذان عادا إلى مدينتهما يافا بعد تخرجهما من الجامعة الأميركية، انتمى الرفيق عبد الرزاق عرفات القدوة (من يافا).
أما المحامي الناشئ مصطفى أرشيد (من الكفير – جنين) فقد تعرّف إلى الحزب بواسطة الرفيق فريد عطايا. وأتم عملية الإنتماء بمفرده بعد أن كان اطلع على المبادئ وآمن بها، ثم ليصبح الأبرز بين أعضاء الحزب في سورية الجنوبية، نائباً في المجلس الأردني، أميناً فعضواً في المجلس الأعلى، فرئيساً للحزب.
في العام 1937 انتمي في عمان الرفيق محي الدين الجابري (من حلب) ونايف قعوار (من السلط – الأردن).
إلا أن، قبل كل هؤلاء ، كان زهاء الدين حمود من الأردن، من الخمسة الأوائل الذين انتموا الى الحزب ، إلا انه تبين بسرعة، زيفه وزميله وديع تلحوق (لبناني) فعمد سعاده إلى "حلّ الحزب" بهدف إعادة تكوينه من عناصر صالحة.
تلك كانت بدايات الوجود الحزبي في سورية الجنوبية، والذي لم يغب عن الاجتماع العام الذي عقد في أول حزيران 1935، كما عن المحاكمة الأولى التي واجهها سعاده بعد اكتشاف أمر الحزب، فقد انتدبت مديرية حيفا خصيصاً الرفيق حسين قلعاوي كي يحضر المحاكمة في بيروت، فإذا به يعود وهو في حالة اندفاع شديد يحدّث الرفقاء عن وقفة سعادة التاريخية في المحكمة.
كذلك لم يغب عن المعارك التي حصلت في فلسطين ضد الغزوة الصهيونية، ليس فقط عبر استشهاد الرفيقين حسين ألبنا ومحمد سعيد العاص إنما أيضاً عبر مشاركة فرقة من القوميين الاجتماعيين شكلها الحزب السوري القومي الاجتماعي باسم "فرقة الزوبعة" دخلت من شمال فلسطين في صيف 1936 وساهمت في أعمال الثورة والجهاد وعادت هذه القوة إلى لبنان في أواخر شهر أيلول 1936 وكان عدد أفرادها نحو 75 رجلاً عمل معهم بعض المنتمين إلى الحزب المذكور في شمالي فلسطين (الموسوعة الفلسطينية).
واستمرت مشاركة القوميين الاجتماعيين في فلسطين في الإضرابات والمظاهرات والثورات التي حصلت في مواجهة الإنتداب البريطاني، والصهاينة إلى أن كانت أحداث العام 1948 حيث لم تقتصر مشاركة الرفقاء على أبناء سورية الجنوبية (الأمينان مصطفى سليمان وكميل الجدع، والرفقاء أديب الجدع، محمد الشلبي ومحمد جميل يونس). إنما كان للرفقاء في كيانات الوطن نضالهم عبر الجيوش النظامية، كما عبر جيش الإنقاذ، نذكر على سبيل المثال أديب الشيشكلي و شقيقه صلاح، غسان جديد، محمد زغيب، كذلك سقط العشرات من الشهداء.
على الصعيد التنظيمي تشكلت في فلسطين أربع منفذيات هي حيفا، القدس، يافا وعكا، وبعد عودة الزعيم عام 1947 أنشأ مفوضية الجنوب لتشمل فلسطين بأسرها وعيّن الدكتور يوسف الصايغ مفوضاً لها والرفيق كميل جدع ناموساً.
بعد نكبة العام 1948 شكل الرفقاء في الضفة الغربية مع شرقي الأردن حالة إدارية واحدة كانت تتخذ أحياناً شكل منفذية، وأحياناً أخرى شكل مفوضية جنوبي سورية، ومن الذين تولوا المسؤوليات الأمين مصطفى أرشيد الذي انتخب نائباً في المجلس الأردني عن منطقة جنين عام 1954، كما تولى رئاسة الحزب في العام 1956 وكان عرف عنه جرأته وسعة اطلاعه وعمق إيمانه، الأمين مصطفى سلمان النبالي (من منطقة اللد، تولى مسؤوليات حزبية عديدة منها منفذ عام الطلبة في بيروت، ناموس الزعيم، منفذ عام حمص، وكان قاد فرقة الزوبعة في معارك العام 1948)، الأمين زهدي الصباح (من الأردن، تميز بمناقبيته ووعيه وصفائه، قتل في حادث طائرة في أفريقيا) الأمين حيدر الحاج اسماعيل (عبود عبود).
انتشر الحزب في مختلف مدن الأردن: عمان، إربد، السلط، الرمتا، عجلون، الزرقاء، وكما انتمى إلى صفوفه عدد كبير من أبناء الأردن كالأمين زهدي الصباح، شقيقه عدنان، وصفي التل (الذي تولى رئاسة الحكومة الأردنية) جورج حداد (أحد رجالات الصحافة البارزين) فقد انتقل اليه العديد من رفقاء فلسطين بعد نكبة العام 1948 وتولوا فيه المناصب، أمثال النائب الأمين مصطفى أرشيد ، بطرس صلاح (أمن عام وزارة الإعلام) محمد أديب الصلاحي (النقيب في الجيش الأردني، الوكيل في المكتب السياسي التابع لقيادة الجيش العربي في عمان، الشهيد عام 1951) المحامي الأمين صالح سوداح .
إلا ان الدور الأكبر الذي قام به الحزب في الأردن فهو عقب الثورة الإنقلابية في لبنان (30-31 كانون أول 1961) واضطرار العديد من مسؤولي الحزب وأعضائه، للتواري ثم الوصول عبر وسائل مختلفة إلى الأردن حيث لاقوا كل اهتمام ورعاية، وأمكن لعدد من الأمناء الذين استقروا فيه أن يشكلوا فيما بينهم الإدارة الحزبية المؤقتة التي قامت بدور القيادة الحزبية في جو الفراغ التام الذي حصل بحكم اعتقال معظم اعضاء القيادة الحزبية في الأسر. وقد استمرت الإدارة المؤقتة قائمة بمسؤوليتها إلى أن خرج الأمين عصام المحايري من الأسر في دمشق فحلت نفسها وأوكلت إليه رئاسة الحزب المؤقتة.
ومن الذين ساهموا مساهمة فعالة في الأردن، في تلك المرحلة العصيبة من تاريخ الحزب نذكر: الأمين علي غندور (وكان تولى رئاسة مجلس إدارة – مدير عام شركة عالية) الأمين رامز اليازجي، الأمين عيسى سلامة، الأمين يوسف المعلم (كان يتولى مسؤولية عميد مالية عند حصول الثورة الإنقلابية) الأمين زهدي الصباح، وشارك أيضاً، لمدد متفاوتة الأمناء، عبد الله قبرصي يوسف الأشقر فيليب مسلم ونصري ابو سليمان والرفيق رجا اليازجي.
الزعيم في الأردن
في طريقه إلى المغترب، وبعد ان غادر سعاده بيروت في 11 حزيران 1938، تفقد منفذية دمشق (وهناك اتصل به الرفيق حمود هاني يستأذنه بخوض القتال ضد اليهود برفقة الرفيقين خليل الطويل وعارف نبا، فنال الموافقة) ثم توجه إلى عمان حيث كان في استقباله مدير مديرية عمان المستقلة المنشأة حديثاً الرفيق المهندس محي الدين الجابري وبعض الأعضاء من آل قعوار(1) .
في منزل المواطن ميخائيل قعوار، المقرّب من الأمير عبد الله، التقى سعاده ابو فيصل الشنقيطي الذي أعجب بالزعيم منذ اللحظة الأولى، وسرعان ما انتمى إلى الحزب. "أبو فيصل" بدوره كان مقرباً من الأمير عبد الله وتشدّه إليه علاقة وثيقة، ولذلك فهما حضرا المقابلة التي تمت بين سعاده وأمير الأردن (2). عند وصول سعاده إلى قبرص وجّه رسالة إلى الدكتور فخري معلوف، تاريخ 25 حزيران 1938 شرح له فيها موضوع زيارته عمان، نورد أبرز ما جاء فيها:
"ان زيارة بعض أصدقاء وأقرباء مضيفي جعلت وجودي في عمان منكشفاً. وكان نايف (نايف قعوار) يرتئي ان أزور الأمير عبد الله لعله يمكن الإتفاق معه. وحدث تسرّع من هذه الجهة فلم تدرس وضعية الأمير قبل الجزم بهذه الفكرة. وقد جرّ إلى الإسراع ذهابي إلى السلط لزيارة أهل نايف. وفي السلط يقيم الأستاذ الشنقيطي أحد رجال الأمير المخلصين له. وكان من رأي نايف الإتصال به، لأنه سيعلم بمجيئنا الى السلط فزاره نايف وأخبره بوجودي في دار أبيه فخف لاستقبالي والسلام علي وكان في حديثه ودوداً، وهو الذي عرض عليّ فكرة .زيارة الأمير فقبلت.
"عند الظهر غادرنا السلط وفي صباح اليوم التالي، السبت 18 الجاري ذهبت لمقابلة الأمير، وكان عنده رئيس وزرائه والسيد فؤاد الخطيب، رئيس دوائر الشرطة".
"أبلغني الأمير انه لا يحب نشوء أحزاب في منطقة نفوذه وأنه بلغه أني قادم لإنشاء فرع للحزب وهو لا يود ذلك، فجاملته وقابلت كلامه بعدم اكتراث ظاهر ونهضت وخرجت. والظاهر أن الأمير شعر بصلابة عودي فلم يقرّ له قرار بعد خروجي من عنده".
صباح الثلاثاء 21 حزيران غادر سعاده عمان بطريق اربد، جسر الجامع، طبريا حيث عرج على منزل أهل الرفيق الدكتور يوسف الصايغ، حيث التقى شقيقه الرفيق فؤاد، فتناول الغذاء عنده وتابع إلى حيفا، حيث، بواسطة الرفيق سليم سفري، تم الإتصال بالرفقاء، وأمكن لسعاده أن يعقد لهم اجتماعات حزبية قبل ان يستقل الباخرة إلى قبرص.
الأمين كميل جدع يشرح عن لقاء الزعيم والأمير عبد الله بالقول ان سعاده لم يهتم " بأصول البروتوكول" ، فهو حضر مكشوف الرأس، ولم يعمد إلى تقبيل يد الأمير، كما هي العادة المتبعة، بل صافحه يداً بيد، ومن ثم توجه اليه، جواباً على سؤال، بأنه يزور جزءاً من وطنه يتعرف عليه وعلى شؤونه. لقد كانت المقابلة بين ندين، لا بين "سمو أمير البلاد المعظم" واحد "الرعايا الأغراب عن الأردن".
لاحظ الزعيم أن الجو قد اكفهر وان التوتر بدأ يبرز على وجه الأمير فاستأذن قبل هبوب العاصفة. وقد جاءه فيما بعد من يقول له ان الأمير قد يأمر باعتقاله. بالرغم مما قيل عن نوايا الأمير غادر الزعيم عمان إلى حيفا تاركاً خلفه صداقتين قويتين، إحداهما مع "ابو فيصل" الذي عتب على الأمير لموقفه الغاضب وهو الداعي لمشروع سورية الكبرى (3) والصداقة الثانية كانت مع طلال ولي العهد الذي أعجب بدوره بالزعيم، وبأفكاره التحريرية التقدمية حتى انه سرت إشاعة انه انتمى إلى الحزب (4).
ملحق
§في مأتم الأمين مصطفى أرشيد وقد حضره حشد من الرفقاء والمواطنين فاق عددهم العشرة آلاف، ألقى كلمة مركز الحزب الأمين مصطفى سليمان، وكان إلى جانبه الأمين حيدر الحاج اسماعيل. في اليوم التالي وصل وفد مركزي ضمّ عميد الإذاعة آنذاك الأمين إنعام رعد، وكيل عميد الداخلية الأمين مصطفى عز الدين والرفيق نصري ابو سليمان (الأمين لاحقاً، والذي تولى مسؤوليات محلية ومركزية عديدة).
§ أورد العدد الرابع – نيسان 1958 – من النشرة الرسمية ما يلي: "عاد الوفد المركزي برئاسة رئيس الحزب (كان يتولى الرئاسة آنذاك الأمين أسد الأشقر) من جولته الحزبية إلى الفروع في الأردن والعراق بعد ان قابل المسؤولين الرسميين وبعض الشخصيات السياسية والشعبية التي أبدت تفهماً جيداً لعقيدة الحركة ونظامها وأهميتها في هذا الظرف العصيب". وفي مكان آخر من العدد تقول عمدة الإذاعة أن رئيس الحزب أبان تفقده لفروع الحزب عقد اجتماعاً عاماً لرفقاء الأردن في عمان، ونشرت النص الكامل لخطاب حضرة الرئيس.
§ في العام 1945 أصدرت منفذية شرق الأردن نشرة شهرية محلية . عددها الثالث صدر في تموز العام 1945 وهو يحوي بحثاً في "القومية وصفة العمل القومي" بقلم المندوب المركزي في عمان وبعض الأخبار الحزبية العامة والمحلية ، وبعض التعليمات الإدارية .
§ وفي العام 1945 أيضاً قام رئيس مجلس العمد الأمين أسد الأشقر بزيارة لشرق الأردن . وبعد أن قام باتصالات رسمية مع بعض الجهات ، عقد اجتماعاً عاماً للرفقاء برئاسته وبحضور المندوب المركزي والمنفذ العام وهيئة المنفذية ، كما عقد عدة اجتماعات فرعية للمناطق الأولى والثانية والرابعة والتاسعة .
هوامش:
1. الرفيق حمود الهاني من رأس المتن وهو والد الرفيقين المرحوم صياح ، وسعيد .
الرفيق خليل الطويل (حمادة) من بعقلين
الرفيق عارف نبا من رأس المتن
الرفيق مجد الدين الجابري من حلب وكان انتمى العام 1937 مع الرفيق نايف قعوار (اوردنا عنهما في متن المقال).
2. لم يرد في ما قرأنا الإسم الأول لـ"أبو فيصل".
3. يقال ان ابو فيصل عاد إلى وصل ما انقطع، ولكن الزعيم اعتذر بسب ضيق الوقت
واضطراره لإكمال رحلته (الأمين جبران جريج – "من الجعبة").
4. نقلا عن "من الجعبة" للأمين جبران جريج.
|