عندما اورد الرفيق المناضل توفيق رافع حمدان اسماء العشرات من القوميين الاجتماعيين الذين كانوا من مؤسسي العمل الحزبي في عين عنوب ومن العاملين على نموه وانتشاره، بحيث تحولت عين عنوب الى احد قلاع الحزب في منطقة الغرب، لم يكن خطف الموت كوكبة اخرى من القوميين المناضلين فيورد اسماءهم: مكرم سعد، يوسف ابو سلمان، حسن شجاع، ومؤخراً الرفيق توفيق سعد.
قد يختلف احدنا مع الرفيق توفيق في احد مواضيع العمل الحزبي، وهذا امر مباح ومطلوب، انما يجمع كل من عرفه او تعاطى معه على تمتعه بمزايا الصدق والوضوح والاخلاص للقضية التي نذر نفسه في سبيل انتصارها.
لم يكن يداهن احداً. يواجه بجرأة الملتزم. ينتقد ويبدي رأيه بوضوح. لا يبالي ان كان رأيه لم يعجب الآخر، ما دام هو مقتنع به، وواثق من صحته.
فهو مع الالتزام بالنهضة، بكل ما نعنيه من مزايا ومناقب، لا بالسياسة وما تخبىء من مكر وكلام مبطن هو عكس الكلام الحقيقي.
*
لم اتمكن ان التقيه كثيراً، كما كان يرغب وارغب، انما دائماً كنت ارى فيه القومي الاجتماعي الصادق في التزامه، الجريء في مواقفه، الغيور على مصلحة الحزب في كل عمل او تصرّف.
في لبنان وفي المهجر، كان الرفيق توفيق لا يكرز الا بالعقيدة، ولا يحكي الا بسعاده، ولا يعمل الا في سبيل انتصار مفاهيم النهضة في النفوس والعقول.
هو من الرعيل القومي الاجتماعي الذي نفرح به، والذي به يتمكن حزبنا من النمو الحقيقي ومن الانتصار بالعقيدة.
عين عنوب، احدى درر الحزب، وذات التاريخ الحزبي الغني والناصع، خسرت بالرحيل الباكر والمفاجىء للرفيق توفيق سعد، مدماكاً كنا نريده ان يبقى مع مداميك اخرى تحفظ لعين عنوب اشعاعها القومي الاجتماعي.
• شيّع الى مثواه الاخير في عين عنوب ظهيرة يوم الجمعة 4 كانون الثاني 2013.
|