إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

البـروفسـور رانيـا ابـو خيـر، كنا ننتظر منك الكثير

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2014-06-02

إقرأ ايضاً


الدكتورة رانيا ابو خير التي خسرناها باكراً جداً، وتشيّع اليوم في بلدتها "ضهور الشوير" وسط حزن عارم، سيحكى عنها الكثير، لما تميزت به من حضور اكاديمي في وطنها، والعالم.

بعض التعريف عن هذا الحضور كنا اوردناه بتاريخ 13/12/2011 عندما كنت اتولى مسؤولية عمدة شؤون عبر الحدود، نعيد تعميمه منضمين الى كل اهالي ضهور الشوير، والى كل الذين عرفوها متجلية في الكثير، بالحزن العميق على رحيلها الباكر.

الأمين لبيب ناصيف

*

تقديم درع الجامعة اللبنانية الى الدكتورة رانيا ابو خير

قدم رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، درع الجامعة الى الاستاذة في قسم الجغرافيا في كلية الآداب – الفرع الثاني الدكتورة رانيا بو خير، في حضور ممثل اساتذة الكلية الدكتور عصام خليفة وامين السر العام محمد البابا ورئيسة المصلحة الادارية المشتركة ريتا وهبه، وذلك في مكتبه في الادارة المركزية للجامعة في المتحف، وذلك تقديراً لانجازاتها وتسلمها الاسبوع الفائت الجائزة الفرنكوفونية للعام 2011 للباحثين الشباب في اختصاص العلوم والطب بين متبارين من 90 دولة فرنكوفونية موزعة في اوروبا واميركا وآسيا والمحيط الهادئ والشرق الاوسط والمحيط الهندي وافريقيا وجزر الكاريبي.

وقد نالت هذه الجائزة تتويجاً لمسيرتها البحثية المميزة من خلال نشر 50 بحثاً في مجلات علمية ذات مؤشر تقييمي عالٍ (فئة اولى) وسيرة ذاتية استثنائية وأعمال بحثية ذات تأثير كبير على تنمية وتطور المجتمعات.

وأكد السيد حسين ان حصول الدكتورة بو خير على هذه الجائزة امر نعتزّ به ويثبت ان الجامعة اللبنانية لديها اهلية ومستوى اكاديمي رفيع بعكس ما يشاع، انها فقدت اهليتها واصبحت مجمعات طائفية، لافتاً الى تميّز طلاب كليات الطب العام وطب الاسنان والصيدلة والهندسة الموحدة، اضافة الى زملائهم في العديد من الكليات الاخرى التي اثبتت جدارتها عالمياً.

*

جدير بالذكر ان الدكتورة رانيا كانت القت كلمة قيمة في معرض " انطون سعاده: العرزال ان حكى" الذي اقيم في ضهور الشوير في آب الماضي، والى جانبه اقيمت امسية شعرية وفنية شارك فيها الشاعران مهدي منصور وادهم دمشقي، والمطربة جنفياف يونس، والعازفان على العود مازن ابو حمدان وروجيه متى.

هنا ابرز ما جاء في كلمة الدكتورة رانيا ابي خير:

" يوم احترف الابداع أبناء أرضنا المقدّسة، ملأوا شرايين الارض نبضاً، فأسكنوا الكلمة عرشاً يليق بها.

ويوم تُكْتَبُ أسماؤنا في سجلّ الحياة، نصيرُ كلمة : هي العقل والروح فينا، بها نسمو، ومعها يطيب عيشٌ، ويحلو زمان.

تنتابني الليلة رهبة، ورغبة.

أمّا الرهبة، فهي الوقوف على منبر، يأنس بأسياده ولست من أسياد المنابر.

ولأن الزمن يمضي، مغمض العينين، لا يصغي الى رجاء، ولا يستجيب لنداء، فإن رغبتي، البوح بما حملته مع الزمن من توق الى الكفاح، وشوق الى النجاح، فاخترت أن أحصن نفسي، بأحلام الانتصار على الفراغ، وأستجيب طائعة لنداء الحياة: أن املأ الزمن زرعاً وجنى، وفي الجنى عز وكرامة، فخر وزهو وشهامة.

ومع وجع البحث عن الحقائق، وأمل الوصول لنتائج حاسمة، ومع تعاقب المحطات، وتعدد مواقع المسؤولية، كانت قناعتي تزداد رسوخاً، بأن القضية، صارت أعمق وأبعد من حدود الطموحات الشخصية، وقد بلغت معي توقاً شديد الإلحاح الى المساهمة في تطوير المجتمع الذي انتمي اليه، وهو مجتمع، أثرى الانسانية، فكراً، وفلسفة، وانتماء حضارياً الى الحياة.

ألسنا جميعاً أبناء الارض التي اختارها الله موطنا لأنبيائه؟

ألسنا جميعاً أبناء فضاء، تطيّب بأنفاس العباقرة والمبدعين؟

ألسنا جميعاً أبناء الامة التي رواها انطون سعادة، بفكره، قبل ان يرويها بدمه.

يستحق شعبنا ان يرتوي من منابع حضارته، ان يسمو بحاضره، متآلفاً مع سمو تاريخه... ولئن ابتلينا بأمراض الجهل والتعصب، وقد عطلت سبل الترقي، ومسارات النهضة المجتمعية والحضارية... فإن زمن اليقظة آت، ولن يبقى الشعب الذي أرهقته الازمات، مستسلماً لغرائزه، منقاداً بغير وعي الى مصير، يرسمه له الاخرون، فيتحكمون بارادته، ويشتتون احلامه، ومن ثم يستثمرون ابداعاته الحضارية، ويتركون له فتات استغلالهم الوحشي.

واذ اقف اليوم امامكم مكرمة، فإني اشعر، واعتقد بقوة، أنّ التكريم، لا يستهدف فرداً بعينه، بقدر ما يستهدف مساراً من مسارات النهضة المجتمعية والانسانية، ذلك ان الانفعال والارتجال يجافي التطور الحقيقي في زمن العولمة... وان شئنا مواكبة العصر، فما من سبيل الى ذلك الا مواجهة الحقائق بالابحاث العلمية، ووضع الخطط التنفيذية لها، وصولاً الى تبنّي مشاريع تطبيقية، تتصدى للمشكلات الآنية المستحكمة بكل نواحي حياتنا العامة، وتؤهل شعبنا، ليستحق انتماءه الحضاري والانساني.

ولعل فرادة المناسبة، اليوم، وريادتها تكمنان في مبادرة لؤلؤة الجبل "ضهور الشوير" ممثلة بمديرية الشوير في الحزب السوري القومي الاجتماعي التي اوجّه لها والى منسق المعرض المهندس سعادة كريّم كلّ الشكر، واحتضان بلديتها، ورئيسها الاستاذ الياس ابو صعب، ومشاركة ورعاية فعاليات علمية وسياسية، اذكر منهم النائب الامين مروان فارس، الامين ربيع الدبس، الدكتور اسعد رياشي ممثلاً رئيس لجنة خريجي الجامعات الفرنسية في لبنان الدكتور وليد عربيد... لعلّ الفرادة والريادة تكمنان في أنهم اختاروا جميعاً توجيه رسالة صادمة، لسياسة الاستخفاف بقدرات الشباب، وطاقاتهم الخلاقة، وتوجيه رسالة دعم وتشجيع للعقول الناشئة، التي تمردت على التفاهة، واندفعت في ميادين الفكر، متخطية نوازعها الصغرى، الى رحاب نجاحاتها الكبرى.

باسمي وباسم الشباب الذي اعتقد أنّي امثّله، أتوجّه بالشكر والتقدير لكم جميعاً واخصّ بالذكر مديرة مديرية الشوير السيدة انتصار خنيصر، ومقدمة هذا الحفل الاستاذة ريما ابي خير، كما أتوجّه عبركم الى الشعب الذي يرفض الاستسلام، ويأبى الانهزام، وشكرا لكم ".

*

كتب عنها في "النهار" اليوم كل من الدكتور عصام خليفة والدكتورة امل ديبو.

الدكتور خليفة

" لقد بكرت في الرحيل ايتها العبقرية الواعدة، ايتها العالمة المليئة بالفرح والطموح والمشاريع المستقبلية، ايتها الباحثة الاستثنائية التي فرضت حضورها العالمي حينما نالت جائزة العلماء الشباب من بين 96 مرشحاً من الدول الفرنكوفونية.

يا اميرة الشوير التي نشأت في كنف بيت متواضع، واختزلت في ثقافتها العلمية والانسانية تراث عروس الجبل اللبناني، وكانت استمراراً لسلوى نصار واسد رستم وسائر الكبار الذين انجبتهم هذه البلدة العريقة.

لا ازال احتفظ بالملف الضخم الذي يتضمن سيرتك العلمية المرموقة عندما اودعتيني إياه كممثل للاساتذة في كلية الآداب(2)، في مواجهة جهل وتآمر الحاسدين الذين حاولوا عدم اعطائك لقب الاستاذية، بينما الاتحاد الاوروبي واعرق الجامعات ومراكز البحوث تشرفت باعطائك هذا اللقب، واستعانت بخبرتك لمناقشة اطروحات الدكتوراه وتقويم البحوث. ولا أزال أذكر ضحكتك العالية عندما اجبرناهم على التراجع والاقرار بحقك الطبيعي ".

والدكتورة امل ديبو

" تماماً كما في يوم تجمعنا فيه حولك قبل عامين في اللقاء الارثوذكسي مع الحركة الثقافية في انطلياس وجمعية أهل القلم! يومها أعلناك كوكبًا من نار ونور، تلهبين العقول باسم الحقيقة العلمية، وتغالين في الدقة، تتوثّبين الى ما وراء المرئي والمفهوم لتكتشفي كنه الحقيقة. اعتززنا بك، وكلّنا أمل فيك، فيما رحت ترفعين اسم لبنان عاليًا في محافل العلم الدولية.

وبالرغم من المعاناة والجور والظلم، كافحتِ وحدك مفتخرة بانتمائك الى الارض الشويريّة ومعتصمة بحبل الإيمان الارثوذكسي المستقيم للرأي الذي كان يلهمك نبلاً واعتزازًا ".

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024