في الشـأن الدسـتوري
بعدما ألمَّ سعادة، بأوضاع بلاده، بُعيد عودته إلى الوطن عام 1930. ولما لم يجد أية حركة أصيلة ناتجة عن وعي قومي. أسس الحزب ووضع المبادئ الأساسية والإصلاحية (لتأمين الاستقلال الحقوقي والسياسي) التي تلبي حاجات بلاده، التي افتقدت وحدتها السياسية والاجتماعية منذ زمن طويل.
أهمية المؤسـسات
وفي ظل الظروف الصعبة، التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، والتي كان من نتيجتها وضع سورية تحت الانتداب الفرنسي – الإنكليزي، صاغ سعاده استراتيجية العمل القومي لإعادة توليد المؤسسات الصالحة، وحمايتها من كل اعتداء خارجي. فكانت غاية الحزب لإعادة "بعث النهضة" في سورية. ثم كان المرسوم الأول الذي يعيِّن المصالح العامة الرئيسية: وهي مجموعة محاور العمل القومي للعناية بالمصالح العامة للمجتمع. فأنشأ الإدارات المركزية: (العمدات) التي تتضمن سلسلة إدارات أو أنشطة مُشكِّلة أغراض الحزب الرئيسية لتحقيق نهضة المجتمع من خلال تمركزها في كافة جوانب حياته.
تلك هي الاستراتيجية الأساسية التي وضعها سعاده ليتحول الحزب كله إلى حركة الشعب العامة.
وبسبب انعدام وجود المؤسسات بشكل عام، والعسكرية منها بشكل خاص للدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره. أنشأ سعاده المؤسسات الضرورية لإعادة الروح إلى جسد الأمة المتهالك، وحمايته من كل اعتداء خارجي.
وهو لطالما نبَّه الأمة إلى المخاطر المحدقة بها. فقد كتب من مهجره في أميركة الجنوبية في العشرينات من القرن المنصرم: "لو وُجد سوري يقتل بلفور لتغير مسار القضية السورية". كما كتب عن الحركة الصهيونية عام 1924: "إذا لم تقم حركة مواجهة لها سيكون لها كسب السبق وفق خطة نظامية دقيقة في السيطرة على سورية كلها". ويتابع أنه رغماً عن الاحتلالين الإنكليزي والفرنسي لبلادنا، لم تقم حركة اتحادية كبرى للدفاع عن الحقوق السورية.
فانخرط منذ العشرينات من حياته، في عدة جمعيات وأحزاب لإنقاذ بلاده من الذل والعبودية. كما انخرط في محفل ماسوني ثم خرج من كل هذه الجمعيات والأحزاب لأنه وجدها غير جديرة بإنشاء حركة كبرى فاعلة لإنقاذ الأمة والوطن السوريين.
وفي الثلاثينات نبّه إلى الخطر الشمالي (التركي)، وكتب إلى عصبة الأمم، وحزب "الكتلة الوطنية" الحاكم في الشام محذراً من احتلال الأراضي الخصبة والغنية في شمال الوطن كمنطقتي (كيليكيا والاسكندرون) اللتين تؤمنان رفاهية الشعب السوري.
كان تأسيس الحزب عام 1932، هو الرد الطبيعي على كل هذه الأخطار. كما كان الرد الطبيعي لإعادة النهضة إلى الحياة السورية، لذا أكدت غاية الحزب، على "بعث النهضة" وإقامة "النظام الجديد" الذي يؤمِّن "مصالح سورية، ويرفع مستوى حياتها". عبر إيجاد المؤسسات الصالحة لإعادة الحياة السورية شعباً ووطناً، لتعود سورية للقيام بدورها في العالم.
العضوية السـرية
كان الحزب في بدايته سرياً 1932-1935، وكانت عيون الانتداب وأذناه مُفتَّحة على كل شأن. لذلك طلب سعاده من الأعضاء التزام الحيطة والحذر: العضوية السرية. وقد أكد خلال هذه الفترة على ضرورة تحلِّي العضو بميزة الجندية فيقوم بواجباته قيام الجندي المعروف بانضباطيته ونظاميته وتنفيذه الأوامر بحذافيرها تحت كل الظروف، لاسيما عند التعرض للأخطار أثناء قيامه بالمهام المطلوبة منه.
عمد سعاده إلى بناء الأعضاء واحداً واحداً في بداية عمله السري عام 1932، مؤكداً على كل عضو بإلغاء كل انتماء آخر من طائفية ومذهبية وعرقية وعشائرية. متطهراً من فرديته الضيقة ليرتقي إلى مرتبة الوجدان القومي. منتظماً كجندي في صفوف بديعة النظام لحماية كل الوطن السوري. مرسخاً في وجدان كل عضو: " البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة " والوقوف بإباء وشرف وقفة العز المشهودة في تاريخ سورية. والإيمان بقضية تساوي وجود كل عضو.
لقد بث سعاده في نفس كل عضو روحاً جديدة بإشعاع التعاليم التي علَّم. فامتلأت نفسه بالصراع والمواجهة والتحديات. وكان أحد النماذج الرائعة والمثال الحي لفعل التعاليم في نفوس القوميين: يوم بكفيا في شباط 1937، وفي التضحيات الكبرى في ساحات الوغى.
اختار سعاده نظام عضوية كفيل ببناء كل عضو بناءً سليماً وملائماً للتحديات التي قد يتعرض لها الحزب. فتضمَّن قسم العضوية: "... وإن احتفظ بأسراره فلا أبوح بها لا بالقول ولا بالكتابة ولا بالرسم ولا بالحفر ولا بأية طريقة أو وسيلة أخرى لا تطوعاً ولا تحت أي نوع من أنواع الضغط. وأن أحفظ قوانينه ونظاماته وأخضع لها... وأن أنفذ جميع ما يُعهد به إليَ بكل أمانة ودقة".
لم تسمح الظروف التي تعرَّض لها سعاده بعد فترة العمل السري لمتابعة بناء العضو كما يجب أن يكون. لذلك اضطر لدى عودته عام 1947 إلى الوطن أن يعيد التأكيد على العضوية والتعاقد معه.
إن الفترة الوجيزة التي عاشها سعاده، كانت فترة مليئة بالأحداث الجسام، ومنها سلخ الاسكندرون شمالاً وفلسطين جنوباً. وقد أهملت القيادات بعد استشهاده عملية بناء أعضاء الحزب وفقاً للدستور وللنصوص النظامية التي شرّع. لدرجة أنه يمكن القول، أن النظام الإداري والعسكري قد اضمحلا من الحزب بعد سعاده، كما كان شأن الحزب خلال فترة غيابه القسرية، ويرد ذلك في عدة رسائل ومقالات له.
الحـق القـومي
وكان سعاده قد عمل بجدية – قبل وخلال اغترابه – لتحضير حزبه قبل الحرب العالمية الثانية للمشاركة في هذه الحرب لإنقاذ بلاده من نتائجها السيئة. وكان يعرف أنه إذا لم يكن الحزب قوياً فلن تُعط سورية حقوقها القومية المهضومة على طاولة من ذهب.
لذلك دوَّت كلماته في الغبيري (2-3-1947) بُعيد عودته، متوجهاً إلى القوميين، مطالباً إياهم "بالعودة إلى ساحة الجهاد".
وتتالت كلماته فيما بعد في نفس المنحى ليُعد القوميين للجهاد الفعلي:
• نحن حركة هجومية لا حركة دفاعية.
• لا سبب عندنا لنخاف العراك من أجل تثبيت حقنا في الحياة.
• ويلٌ للمستسلمين الذين يرفضون الصراع فيرفضون الحرية وينالون العبودية التي يستحقون.
• مارسوا البطولة ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل.
• إن الصراع فرض حتمي علينا إذا كنا نريد أن نكوِّن حياة.
• إن الصراع بيننا وبين اليهود لا يمكن أن يكون فقط في فلسطين...
• إن لنا في الحرب سياسة واحدة هي سياسة القتال. هذه هي سياستنا الواحدة في الحرب...
• إنها حرب مميتة بين نهضة العز وبين نهضة الذل.
كل ذلك لإعادة بناء روح الجهاد والنضال، "الروح الحربية" التي قضت عليها القيادة المنحرفة خلال غياب سعاده القسري عن الوطن.
إنقاذ الوطن
وكانت هذه القيادة، قد عمدت إلى وقف نشر رسالته الثانية من المغترب، التي يدعو فيها القوميين "إلى البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة، فإذا تركت أمة ما اعتماد البطولة في الفصل في مصيرها، قررته الحوادث الجارية والإرادات الغريبة..." ولأن هذه القيادة كانت قد صرفت النظر عما أتى به سعاده لمواجهة حالة الفساد والهزيمة لاسيما بعد أن رشح أن المنظمة الدولية كانت بصدد تقسيم فلسطين وإعطاء قسم منها لليهود.
لذلك يعود سعاده للتأكيد في رسالته "إلى القوميين الاجتماعيين والأمة السورية" (2-11-1947) على خطته الأساسية التي كان قد باشر العمل بها منذ تأسيسه الحزب وهي إنشاء الجيش القومي. يقول في رسالته: "قد وضعت في هدوء خطة العمل لإنقاذ فلسطين وهيأت جميع الترتيبات لإعلان النفير والتعبئة العامة لإخراج قضية فلسطين من هزل الاعتباط إلى جد النضال المخطط المصمم. فكونوا في مراكزكم!".
يؤكد سعاده من جهة أخرى، على أن "الحزب ليس مؤسسة حربية أو جندية، إنما هو مؤسسة سياسية واقتصادية و..."، ويقول في رسالته إلى يعقوب ناصيف (6-2-1940): "ان الحزب السوري القومي هو حركة حياة أمة بأسرها. أي إنه يتناول كل نواحي حياة الأمة". وقد سبقت الإشارة إلى أن غاية الحزب تتضمن استراتيجية الحزب العامّة، أو الخطة التي يجب أن ينهجها للوصول إلى تحقيقها، وبالتالي تحقيق رفاهية الشعب السوري وتأمين حمايته وصيانة حدوده.
لذلك تصدرت غاية الحزب دستور سعاده التي جاء فيها: " إقامة نظام جديد يؤمن مصالحها (الأمة السورية) ويرفع مستوى حياتها "
وتضمنت المادة الرابعة من الدستور الأساسي: "إن زعيم الحزب هو قائد قواته الأعلى..." فهو قائد الجيش القومي، والجيش الشعبي المنظَّم والمنتشر في كل المناطق السورية.
أما المادة الثالثة من المرسوم الأول، فجاء فيها إن عمدة الدفاع هي مصلحة عامة رئيسية. وإنه يجب إنشاء مصالح خاصة ووضع قانون داخلي لكل مصلحة عامة (المادة 11)، وفقاً لتطور السياسي والاجتماعي للشعب السوري.
وجاء في نص المادة الأولى من المرسوم الثاني (مؤسسة المنفذيات) إلى أن الحزب يقسم إلى قسمين:
1) مناطق إدارية تسمى منفذيات.
2) فرق نظامية.
الميليشيـا النظـامية
مما يعني الفصل التام بين الشأن الاداري والشأن العسكري، وإن الجيش النظامي، وفرق الميليشيا الشعبية في كل المناطق تابعة لعميد الدفاع، وهو القائد الفعلي لها، تحت سلطة الزعامة (الرئاسة اليوم) وهذا ما يفتقده الحزب منذ إستشهاد سعاده ولتاريخه.
وتتناول مسؤوليته التدريب النظامي والرياضي، وعلى مختلف الآليات العسكرية أيضاً. وتتوزع فرق الميليشيا إلى عدة تشكيلات وفقاً للثقافة البدنية والعسكرية والرتب الخاصة بهذه الفرق. وللعمدة وكيل عميد لمتابعة الشؤون الإدارية والتنفيذية. وناموس للعمدة للأعمال المكتبية وحفظ الملفات والسجلات وخلافه.
ومهمة عمدة الدفاع حماية كل الثغور والحدود القومية بواسطة الجيش النظامي، والسهر على السيادة القومية، وإنشاء المؤسسات المساعدة في هذا السبيل للحفاظ على الوطن ومواطنيه. وبالتالي تقرير المصير القومي في زمن تنازع الأمم البقاء.
مع الإشارة إلى أن أول عميد دفاع هو أستاذ التاريخ في كلية المقاصد الخيرية الإسلامية زكي النقاش، الذي بقي معتقلاً مع الزعيم بعد انكشاف أمر الحزب عام 1935.
وللجيش النظامي رتباً خاصة متعلقة بالعمل العسكري. كما أن للجيش الشعبي رتباً خاصة به لا علاقة لها بالأعمال الإدارية الحزبية ووظائفها أو رتبها.
لذلك، يُعيَّن عميد الدفاع مباشرة ودون اقتراح المنفذ العام أو المدير، كلاً من ناظر التدريب والمدرب (المادة 1 من المرسوم 2). على أن يتعاون الناظر مع المنفذ العام، والمدرب مع المدير في التدابير المحلية. وصلاحية ناظر التدريب: إدارة أعمال التشكيلات المحلية للميليشيا والتدريب النظامي. والسهر على تنمية فضائل الجندية ووحدة النظام في جميع رجال الفرق التابعة لمنطقته (الفرق النظامية)، وهو تابع مباشرة إلى عمدة الدفاع. يعينه العميد وهو بدوره يقبل استقالته بعد الحصول على موافقة الزعيم (الرئيس اليوم).
وكذا الأمر بالنسبة للمدرب في المديرية (مرسوم 3). فهو المسؤول عن تلقي فروض التدريب والرياضة البدنية وتطبيقها على الوحدة أو الوحدات في مديريته. إضافة إلى تعزيز فضائل الشجاعة والإقدام والسهر على النظام. ويتم تعيينه بقرار من عميد الدفاع مباشرة بعد موافقة ناظر التدريب. وهو يقبل استقالته أيضاً التي ترفع إليه بواسطة ناظر التدريب.
وقد صدر للزعيم مرسومان بتعيين ملاحظ تدريب، الأول بتاريخ 7 إبريل 1940 قضى بتعيين الرفيق يوسف بهنا في هذه المسؤولية، لمديرية بوانس أيرس. والثاني للرفيق إدواردو مسوح في هيئة مديرية ولاية سنتياغو دل استيرو (مرسوم بتاريخ 19 مايو1940) ومرسوم بتشكيل هيئة مديرية لتوكومان بتاريخ 1 ديسمبر 1943 قضى بتعيين مدرب للمديرية ومعاون له هو الرفيق نديم عاقل.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن عملية التعيين والاستقالة اليوم، تجري خلافاً لدستور سعاده بعد إجراء تعديل سُمح بموجبه باقتراح المنفذ العام بتسمية ناظر التدريب، وأيضاً للمدير بتسمية المدرب، ما يتعارض والمادة الأولى من المرسوم الثاني؟
حماية المناطق
وهذه الفرق النظامية، هي بمثابة فرق لحماية المناطق والدفاع عنها وعن أهلها ومؤسساتها. وهي تسهر على كل كبيرة وصغيرة في المنطقة، وتنقل إلى القيادة كل هواجسها واقتراحاتها. كما وأنها تضع الخطط للشؤون الطارئة والمستجدة على المنطقة، لاسيما إذا كانت قريبة من كيان العدو (الجنوب اللبناني، الجولان...) وتتابع كل المجريات الأمنية والعسكرية والمحلية والتحركات المقلقة لجنود العدو في المنطقة.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى يجب أن يعمل مجلس المنفذية على إقرار مشاريع لحماية أبناء المناطق الحدودية كالملاجئ وخلافها، والطلب إلى هيئة المنفذية تنفيذ هذه المشاريع لحماية المواطنين في المنطقة. وقد تقدم المهندس إميل العكرا بمشروع تخرُّج (كلية الهندسة) في بداية السبعينات لقرية شبعا الحدودية في جنوب لبنان، لتكون مثالاً يحتذى للقرى المواجهة للعدو من كل النواحي: المنازل، الملاجئ و... وما زال المشروع يلقى الإهمال من قبل كل من الدولة اللبنانية والأحزاب العقدية رغم الحروب العديدة التي خيضت ضد دولة العدو انطلاقاً من جنوبي لبنان.
وتجدر الإشارة، إلى أنه سبق أن جرى تسمية عمدة الدفاع، بعمدة التدريب أو الرياضة. وربما التبس الأمر على البعض، فالعمدة هي عمدة دفاع كما هو الأمر في كل الدول، وربما أطلق عليها عمدة التدريب نسبة إلى نظارة التدريب أو المدرب. أو الرياضة نسبة لفروض الرياضة الواجب القيام بها لرجال الفرق النظامية من قبل المسؤولين في النظارة.
الأمن القومي
والحقيقة، أن أخطر وظائف الدولة هي الدفاع والسياسة تجاه الخارج، والوحدة الوطنية في الداخل، والتي تندرج كلها تحت عنوان واحد: الأمن القومي.
والأمن القومي على صعيد عمدة الدفاع هو مسؤولية عدة أجهزة أمنية وعسكرية. وكلها أتى سعاده على ذكرها في مقالاته ورسائله لاسيما منها عام 1938، حيث وجه ثلاثة عشرة رسالة إلى رئيس المجلس الأعلى فخري معلوف، يطلب منه فيها تعيين مسؤولين لأجهزة أمنية، أو تأليف فرق فدائية أو إقامة حلقات تدريب، وتسمية مدربين و... ولم يتسنَّ للزعيم صياغة هذه المصالح الخاصة ضمن العمدة، كما لم يتسنَّ له وضع القوانين الداخلية لتنظيم أعمالها وعلاقاتها بعضها ببعض أو مع العمدة أو الزعامة، لمحدودية فترة الزعامة مما كان يفرض على القيادات بعده، قوننتها وإيرادها في مؤسسات صغرى أو متوسطة أو دوائر داخل عمدة الدفاع، وهذا ما لم يحصل لتاريخه!
النظـام المتين
وتأكيداً لأهمية هذا "النظام الجديد" الذي أذهل رجال الانتداب الفرنسي بعد انكشاف أمر الحزب، والذي نُشيح النظر عنه، ولا نعمل بمضمونه – منذ استشهاد سعاده – على الاطلاق في التنظيمات الحزبية. نورد ما جاء في مقالته في سورية الجديدة العددين 1 و3 في آذار 1939: جهاد الحزب السوري القومي الاجتماعي – 2: "وقد ذكرنا صدور هذا التعميم بالقرار المشار إليه في ذيله، الذي صدر عن المفوض الفرنسي في العشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1935، أي بعد انكشاف أمر الحزب السوري القومي وإلقاء القبض على زعيمه بأربعة أيام وكل القرارات والقوانين التي سبَّبها ظهور هذا الحزب المتين النظام، وهي قوانين تضع في يد المفوض الفرنسي سلطة واسعة على القوات البرية والبحرية والجوية ليستخدمها في "قمع" كل حركة تظهر في البلاد. والناس كلها هنا يعلمون أنه لا خطر يوجب اتخاذ مثل هذه التدابير الاحتياطية غير خطر ظهور الحركة السورية القومية المنظمة تنظيماً يضاهي، بل يفوق تنظيمات أجنبية كثيرة".
ويُورد "الأمين السابق" فخري معلوف في مقالته "إلى الزعيم أنطون سعاده" المنشورة في جريدة الزوبعة بتاريخ 15-6-1943 إعجاب أحد المفكرين الأميركان بالنظام العسكري. قائلاً: "... وقد جرى اجتماع طويل بيني وبين الأستاذ هكين، صديقنا والمدافع عن حقنا في قضية فلسطين. والأستاذ المذكور هو من أعاظم فلاسفة أميركانية، وهو اليوم رئيس دائرة الفلسفة في جامعة هارورد. وقد سُرَّ كثيراً بما أخبرته عن الحركة السورية القومية... وقد قال هذا الأستاذ عدة كلمات في تقديره للحزب وشدَّد بصورة خاصة على أهمية الميليشيا والنظام العسكري فيه، وأُعجب بروح الثقة بالمستقبل، التي تميز القوميين الاجتماعيين عن غيرهم".
يتبــع
|