إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مناورات إسرائيل وحتمية السقوط

محمد خليفة

نسخة للطباعة 2008-04-15

إقرأ ايضاً


أطلقت إسرائيل في 6/4/2008 ما أسمتها أكبر مناورات عسكرية في تاريخها ، وهذه المناورات تستمر خمسة أيام ، وهي تحاكي وقوع هجمات صاروخية محتملة تتضمن هجمات كيماوية وجرثومية . ومنذ خسارتها في العدوان على لبنان عام 2006 ، أجرت إسرائيل سلسلة طويلة من المناورات العسكرية على حدود لبنان وفي الجولان السوري المحتلّ . وهذه المناورات المتكررة قد تنوعت مواضيعها بين محاكاة حرب برية واشتباكات في الأزقة والطرقات في القرى والمدن ، أو محاكاة عمليات اجتياح واسعة لجبهات عديدة في نفس الوقت ، أو محاكاة هجمات صاروخية من جهات مختلفة وكيفية اتقاء هذه الهجمات أو التخفيف من آثارها على المجتمع والدولة في إسرائيل . لكن ما يمكن أن يُقال عن كل هذه المناورات ، هو أن دولة العدوان والبغي قد تحولت إلى سجن المرعوبين والخائفين من صولة العرب والمسلمين . نعم لقد سقطت إسرائيل مع خسارتها الحرب في لبنان ، وسقط معها وهم القوة الذي تلفعت به لسنين طويلة ، وهي الآن تخور من الذلّ والهوان ، ويتحول خوارها إلى ضجيج هائل مع وقع المناورات التي لا تنتهي والتي يراد منها بثّ الرعب من جديد في نفوس العرب . غير أن ذلك لن يحدث ، فإسرائيل انكشفت على حقيقتها ، وفقدت مقومات وجودها واستمرارها ، ونهايتها باتت قريبة . لكن لماذا حدث هذا لإسرائيل ؟. الواقع أن اللحظة التي أنشئت فيها هذه الدولة عام 1948 كانت لحظة تفوّق للغرب ، الذي يعد الصهاينة جزءاً منه ، وكان العرب يعيشون في فقر وجهل وتخلّف ، ولم تكن لهم دراية بالقتال ولا درابة على السلاح ، وأصلاً لم يكونوا يملكون السلاح الحديث . وكانت بحوزتهم بنادق تعود إلى القرن التاسع عشر ، وقد جاء الصهاينة ومعهم أسلحة متطورة ، وكانوا يقاتلون وفق خطط حربية مدروسة . ولذلك انتصروا على قلتهم ، على سبع جيوش عربية دخلت إلى فلسطين آنذاك لقتال هؤلاء المغتصبين . ومن ثم توالت انتصارات إسرائيل مع استمرار تفوقها العلمي والحربي على العرب ، وبلغ هذا التفوق ذروته في عدوان عام 1967 . لكن ومنذ حرب عام 1973 ، بدأت إسرائيل تفقد تفوقها ، لأن العرب أخذوا بأسباب العلم وراحوا يدرسون الخطط الحربية الحديثة ، ويتعلمون كيفية القتال . وأصبحوا يمتلكون الأسلحة المتطورة من سوق الأسلحة العالمي ، ولم تعد الأسلحة التي بحوزة إسرائيل أفضل من الأسلحة التي بحوزة العرب ، مما أدى إلى تحقق التوازن العسكري بين الجانبين . وفي عدوان عام 2006 على لبنان ، تم اختبار هذا التوازن واتضح أنه يميل لصالح العرب ، وبالتالي ، فإن الدولة التي قامت منذ البدء على التفوق العسكري ، فقدت الآن هذا التفوق . وما حدث لإسرائيل ، حدث قبل ذلك لنابليون بونابرت الذي أصبح إمبراطوراً على فرنسا الثورة عام 1803 . وكانت لديه خطط حربية متطورة ، وكان جيشه يمتلك أسلحة حديثة ، وقد استطاع أن يحتل إسبانيا وإيطاليا ومعظم ألمانيا وبلجيكا وهولندا ، وضيّق الخناق على النمسا وبروسيا وروسيا وبريطانيا والتي كانت قوى كبرى آنذاك . لكن هذه الدول ما لبثت أن كشفت خطط نابليون وراحت تقاتل بالطريقة التي يقاتل بها . فانتصرت عليه عند "ليبزج" عام 1814 في الحرب التي سمّيت "حرب الأمم" . ومن ثم انتصرت عليه نصراً حاسماً عند "واترلو" عام 1815 . وسقطت أسطورة نابليون ووقعت فرنسا تحت رحمة أعدائها . ولا شك أن مصير نابليون هو نفس المصير الذي تنتظره إسرائيل ، لأن من يعبد القوة العمياء ، لا بد أن يسقط ضحية لها في يوم من الأيام .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2025