إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

دمشق تقاوم بالفنون والثقافة أيضاً

جورج كعدي - البناء

نسخة للطباعة 2014-04-09

إقرأ ايضاً


راسمو المؤامرة المجرمة الجهنميّة على سورية الوطن وسورية الأمّة، فاتهم أنّهم سيقفون عاجزين مدحورين عند أسوار دمشق المبنيّة بمداميك العراقة والحضارة والثقافة والتاريخ، وأنّ هذه المدينة الأقدم بين سائر المدن، عصيّة على المجرمين والغزاة، وأنها قلب الأمّة النابض الذي تخفق له قلوب السوريّين حبّاً وشغفاً ووفاءً وعشقاً لعبق الياسمين الفوّاح من حدائق عماراتها التراثيّة الجميلة، فلا ترتوي الحواس من عطر وجمال.

دمشق الجمال، دمشق الحياة، دمشق الإلفة والحب والنشاط الاجتماعيّ والاقتصاديّ والسياحيّ المزدهر، هي أيضاً وعبر الحقب والعصور، دمشق الفنون والثقافة بامتياز، دمشق الكتاب والأغنية والمسرح واللوحة والسينما، دمشق الندوات والأمسيات الشعرية والأدبية، دمشق النشاط الفكريّ المتعدّد والمتنوّع… لا يمكن أن تتنازل عن أدوارها ووجوهها تلك، بل عن رئة الثقافة والفنون والثقافة التي تتنفّس منها، لو اعتبرنا أن الحركة الاقتصاديّة والسياحيّة هي الرئة الثانية، ولا يسعها أن تبدّل رسالتها الحضاريّة، علّة وجودها، حتى في أزمنة الحروب والمحن الكبرى كالتي تشهدها اليوم ومنذ أعوام ثلاثة على التوالي، بلا هدنة وبلا انقطاع.

نرى بعين اليقين دمشق مستمرّة، تحت القذائف المنهمرة من مواقع الإرهاب، في أداء دورها الثقافيّ والفني، لأنّه نَفَسها الطبيعي، به تحيا وتصمد وتقاوم. ندوات ولقاءات فكريّة وأدبيّة وشعريّة، أمسيات موسيقيّة، شرقية وكلاسيكيّة غربية، عروض مسرحيّة، معارض تشكيليّة، رسم ونحت وفوتوغرافيا، نشاطات سينمائيّة متفرّقة تشمل تصوير أفلام جديدة بدعم من المؤسّسة العامة للسينما، فضلاً عن تنظيم عروض أفلام من مختلف الجنسيّات لإشباع شغف هواة السينما المحرومين في فترة الأزمة من متابعة الإنتاجات العالمية الجديدة، إذ بادرت المؤسّسة العامة للسينما، بشخص مديرها النشيط والحيوي والمثقف الأستاذ محمد الأحمد إلى إقامة أسابيع من العروض في صالات دمشقية فاق الإقبال عليها كلّ توقّع، فيما شبح الموت مخيّم في الخارج.

لإرادة الحياة الكلمة الفصل دوماً في المحن والشدائد، يرفض البشر الاستسلام والخوف حين تفرض عليهم الحروب والمؤامرات فرضاً لسلبهم أوطانهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم، ولإخضاعهم لمشيئة الغرب الوحشي المستعمر وأدواته المحليّة من عربان خونة وصهاينة مجرمين أعداء. تصمد الشام وأهلها ليس بالشجاعة والإرادة والتصدّي واليقظة والشهادة فحسب، بل بالفكر والثقافة أيضاً، وبالتعبير الفنّي المتعدّد الشكل والأداة، وبالإبداع الراقي نقيض همجيّة القتل والعصبيّة المريضة المتخلّفة.

تنشط دمشق فكراً ضدّ الظلام والظلاميّين، وفنوناً ضدّ التحريم والتكفيريّين، وشعراً وأدباً ضدّ محطّمي الشعراء والفلاسفة الأعلام تمثال أبي العلاء في معرّته نموذجاً لهمجية الظلاميّين ، وموسيقى وفرحاً وغناء ضدّ عازفي اللحن الجنائزيّ ومشيعي أجواء الموت والحزن والمأساة. تقاوم دمشق بنور العقل والإبداع ظلمة التعصّب والتحريم والتكفير.

… والنور منتصر دوماً على الظلام وأهله.

تدعو «البناء» قرّاءها المبدعين في حقول الفكر والأدب والشعر والفنون مسرح، سينما، تشكيل… والقراءة النقديّة أو التحليليّة للإصدارات الجديدة، إلى المساهمة في صفحتها الثقافيّة، المستعدّة لنشر النصوص القيّمة والصالحة للنشر، واعتبار هذه الصفحة منبراً مفتوحاً لهذه المساهمات التي ترسل «إلى مسؤول صفحة الثقافة» على البريد الإلكترونيّ info@al-binaa.com.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024