الذي كان يتتبع اعلام جون بولتون في لبنان من بعد جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كان يتوضح له ان المعلومات المفبركة ، الكاذبة، كانت ترسل من هنا الى جريدة "السياسة" الكويتية المناهضة جداً لاسرائيل، فتنشرها، ثم يعمد جون بولتون الى ايرادها في اعلامه- المرئي والمكتوب والمسموع – نقلا عن جريدة "السياسة"، كي يعطي لاكاذيبه مصداقية لم تكن تنطلي على احد.
وكعادتها نشرت "السياسة" في عددها بتاريخ 22/12/2006 واثر مداهمة منازل عدد من الرفقاء في الكورة، مجموعة من الاكاذيب لا شك سيهرع اعلام بولتون الى نقلها بكل صدق وشفافية .
من تلك الحقائق المدوية اوردت السياسة ان "مصادر مطلعة افادتها ان السلطات الكندية حققت مع المدعو خضر عواركة مسؤول الحزب القومي السوري في كندا، بعد ان كان جهاز الامن القومي في الولايات المتحدة حقق مع احد الطلاب، ابن احد القياديين في الحزب، كذلك تم التحقيق في اميركا وكندا مع عدد من اتباع "التيار الوطني الحر" وفي حصيلة هذه التحقيقات تمّ التوصل الى معلومات واعترافات لها علاقة بقضية اغتيال النائب والوزير بيار الجميل، وقد احالت السلطات الاميركية والكندية هذه المعلومات الى الحكومة اللبنانية التي استخدمتها في التحقيق في عملية الاغتيال وتوصلت الى خيوط مهمة اوصلت الى اعطاء الامر بمداهمة عدد من المنازل والمخازن التابعة لعناصر في الحزب القومي السوري في منطقة الكورة"
طبعاً، هذا الصدق المتدفق من الجريدة المشبوهة لا يحتاج الى تكذيب، بدءاً من ان لا وجود لاي قومي اجتماعي باسم خضر عواركة، وصولاً الى ان لا شبهة، على الاطلاق، طالت الحزب ولا اي عضو فيه، في كل الجرائم والتفجيرات التي وقعت، رغم ان اعلام جون بولتون كان ينثر الشائعات والتلفيقات والاكاذيب.
بيانات الحزب واضحة، والتصريحات التي صدرت عن قوى وشخصيات وطنية فنّدت ماذا يريد جون بولتون، وحددت مواقف قوى المعارضة، وكشفت المرامي وراء هذا الاصرار على زج اسم الحزب في كل شاردة وواردة .
لا بأس، نحن نعلم ماذا يريد جون بولتون، وعلى بيّنة واضحة بما يفعل فيلتمان، ولسنا بمتجاهلين لما تخطط له الولايات المتحدة الاسرائيلية .
اذا كانوا يريدونها معركة، فلتكن.
لقد خاض حزبنا معارك اشد ضراوة، وتعرّض لمؤامرات اكثر شارسة، وتمكن ان ينتصر عليها كلها وان يخرج اكثر قوة، واكثر تصميماً واكثر قدرة على ممارسة دوره وعلى النهوض بمسؤوليته.
تذكروا ماذا حصل عام 1955 على مدى الكيان الشامي من محاولة اجتثاث الحزب كلياً ورميه بفرية الارتباط باسرائيل وتحطيم صورته امام شعبه، ثم انظروا اين هو حاليا.
وتذكروا ماذا حصل اثر الثورة الانقلابية عام 1962، من جرائم بحق الرفقاء (ما يقارب الثلاثين شهيداً قضوا اغتيالاً او تعذيباً) ومن اعمال تعذيب لم تقم بها اعتى الانظمة وحشية في العالم، ومن اكاذيب لا حصر لها ومن اعتقالات طالت عشرات الالوف من القوميين الاجتماعيين.
ثم انظروا اين هو حالياً .
وقبل ذلك انظروا ماذا حصل في لبنان بعد جريمة اغتيال زعيم الحزب في 8 تموز 1949، ثم كيف انتظم الاف القوميين الاجتماعيين في صفوف بديعة النظام في دير القمر عام 1952 ليسقطوا مع قوى شعبية اخرى عهد بشارة الخوري بكل ما كان يمثله من فساد وطغيان.
إذا كان قراركم مواجهتنا فسنواجهكم، رفقاء ورفيقات واشبال وزهرات. سنبقي الراية مرتفعة، وستظل هتافاتنا تدوي للعلى، وزغرداتنا عند كل منعطف.
ان قتلتم رفيقاً، فعشرات غيره سيتناولون المشعل ويستمرون.
ان قضيتم على العشرات، فالمئات ستنهض من كل ارض احتضنت شهيداً وارتوت من دمائه ..
وان أفنيتم كل الرفقاء وكل الرفيقات وكل الاشبال وكل الزهرات، واخذتم امهاتنا واطفالنا والعجائز منا،
فالاف الرفقاء في المهاجر سيتابعون الطريق، وسيبقون شعلة النهضة مضيئة.
بصراخنا سنهزمكم، بصدورنا العارمة بالايمان سنهزمكم، بالحق الذي نحمل سنهزمكم، بحبنا لشعبنا ولتاريخنا ولامتنا سنهزمكم. بالامنا، وباوجاعنا، وبجراحاتنا سنهزمكم.
جون بولتون،
في اساطيرنا ان طائر الفينيق يعود دائماً الى الحياة بعد الموت.
وفي طبيعة ارضنا، تعود شقائق النعمان مع كل ربيع .
وفي تاريخنا نحن ننبت من جديد بعد كل غفوة، وننهض اقوياء بعد كل نكسة، وننتشر اضعاف اضعاف بعد كل محاولة اجتثاث من شعبنا.
نحن واثقون من الإنتصار يا جون بولتون ، وأنت خاسر .
|