النبي عثمان قرية البطولة القومية الاجتماعية ليس فقط في البقاع الشمالي، إنما على امتداد الوطن، بفضل ما قدمت من شهداء وما سطّرت في تاريخ الحزب من مواقف عز وعنفوان يجدر ان يكتب عنها، وهو كثير.
واذ نتحدث عن النبي عثمان، نتوقف باعتزاز أمام ذكرى العشرات من شهداء الحزب فيها، وأمام السيرة النضالية للعديد من الرفقاء الراحلين، نخص منهم الامينين علي نزهة وديب كردية، او الذين هم قيد الحياة، أمدّهم الله بالقوة والعافية، ونخص منهم الامين محسن نزهة دون أن يعني ذلك اغفالاً منا للعدد الكبير من الرفقاء الذين جسّدوا قسمهم نضالاً وتفانياً وعطاء.
تحية لكِ، النبي عثمان، من كل قومي اجتماعي في الوطن وعبر الحدود، ينظر اليك بفرح وحب، ويرى فيكِ عنواناً للبطولة، وملحمة مستمرة بالعز.
من تاريخ النبي عثمان هذا القليل:
أول آذار فـي النبـي عثـمـان
زوبـعة مـن نـار قطـر دائـرتها 250 مـتراً(*)
تلقينا من مراسلنا الخاص في النبي عثمان البقاع – الرسالة التالية:
في الساعة السادسة والنصف من مساء 28 شباط خرج سكان البلدة من بيوتهم رجالاً ونساءً واطفالاً رغم هطول الامطار ليحتفلوا باضرام النيران على قمم الجبال ابتهاجاً بعيد مولد الزعيم الخالد، فوقعت عيونهم على مشهد رائع إذ أن النيران أخذت تلمع في وقت واحد فوق جميع القمم وبقيت كذلك مدة ساعة تقريباً.
أما نار النبي عثمان فقد اشتعلت بشكل زوبعة قطر دائرتها 250 متراً وقد ظل عشرون من الرفقاء يعملون على القمة مدة ست ساعات مصارعين الهواء العاصف والامطار حتى انجزوها في الوقت المعين، وشوهدت هذه النار على مسافة 60 كيلومتراً.
وبعد هذا الاحتفال عقد اجتماع خطابي تكلم فيه الرفيق حسن نزهة عن باعث النهضة القومية الاجتماعية وتلاه الرفيق ديب كردية (1) فأنشد بضع قصائد للأمين عجاج المهتار، والرفيق مصطفى نزهة فألقى كلمة رائعة عن عظمة وطننا وأمتنا ثم الرفيق علي محمد مصطفى نزهة.
أما الرفيق أحمد ابراهيم نزهة فقد أنشد بصوته الهدار شروقية موفقة جداً ألهبت الحماسة في الصدور، وأشبعت الجو بروح البطولة والقوة والمناقب القومية السامية وبعدئذ أديرت أطباق الحلويات، ثم انصرف الجمهور مفعم النفوس بالعز، وثيق الايمان بانتصار النهضة القومية الاجتماعية.
وفي صباح اليوم التالي – الاول من آذار – خرج الاهل يتبادلون التهاني وهم في بهجة وسرور قلما أحست البلدة بمثلهما في ما مضى من حياتها، رغم تراكم الثلوج وشدة البرد.
وفي منتصف النهار وصل إلى البلدة وفد من الهرمل لتقديم فروض التهنئة ثم واصل طريقه الى القرى المجاورة. والجدير بالذكر ان المنطقة بأسرها ما تزال حتى اليوم تتحدث باعجاب كبير عن هذا المهرجان العظيم، أعاده الله على الامة والوطن باليمن والاقبال.
(*): عن جريدة الصفاء، الاثنين 9 آذار 1953.
(1): منح رتبة الامانة، تولى مسؤوليات حزبية عديدة، منها منفذ عام في المتن الشمالي. وفي البقاع الشمالي. عرفته معارك الحزب، شارك في الثورة الانقلابية وخرج مع العفو في 19 شباط 1969.
|