سورية مركز التحوّلات الكبرى
كان قـدرسوريا أن تكون مركز التحوّلات الكبرى في العالم منذ آلاف السنين ، وكذلك كانت ولا تزال مركز حروب كبرى غيّرت مسارات التاريخ الانساني وهي تغيِّر الآن مسار التاريخ بتغيير النظام الدولي في العالم . ولولا غزوات الشعوب الهمجية البائدة لسوريا وسيطرتها لبعض الوقت على سورية بلاد الشام والرافدين، وتدميرها لمعالم الحضارة الانسانية التي نشأت في هذه البلاد بفعل مواهب وعبقريات أبنائها ، لما بقيَ لها ذكر في التاريخ.
ولو ألقينا نظرة على مسار التاريخ لظهرت تلك التحولات بأوضح مظاهرها منذ عهد سومر وبابل ونينوى وآكاد وبعلبك وجبيل وصور وصيدا وتدمر ودمشق وبيروت وحلب والقدس وسائر المدن التاريخية التي بدأت ببناء المدينة الأولى " أور " في تاريخ الحضارة العمرانية. (وكلمة أور معناها المدينة).
وكذلك لو راجعنا دراسة وتحليل الحروب مع امبراطوريات فارس والاغريق والرومان والعرب والتتار والعثمانيين والأوروبيين في حروبهم الاستعمارية المسماة بالحروب الصليبية حتى حروب الانكليز والفرنسيين العدوانية الى اميركيي حكومة الولايات المتحدة الصهيونيين اليوم لاتضحت الصورة بأجلى مظاهرها .
حتى ان الرسالات الكبرى كالمسيحية والمحمدية لو لم تنتصر في سورية وتنطلق الى الأمم بتعاليمها الراقية لما كانت لها تلك القيمة العظيمة ، ولما بقيَ لها أثر الا أثر الأثريات الحفرية الجامدة في متاحف الشعوب . وأكثرمن ذلك نقول: لو لم تُنشيء وتتبنى سورية العروبة الثقافية الحضارية وتعززها لما كان للعروبة شأن ولا للعرب الا ما ورد في القرآن الكريم من ان" الاعراب أشد كفراً ونفاقاً "،وأن معظم الذين اعتنقوا الاسلام من الأعراب لم
يعتنقوه مؤمنين بل مستسلمين خوفاً ، ومنافقين طمعاً وليسوا كما يدّعون مسلمين مؤمنين وعياً وايماناً وأخلاقاً.
كل مجرى ينقطع عن أصله يجف
ولا بد من القول ان كل مجرى فكري أو علمي أو معرفي أو فني ينقطع عن منبعه يجف مهما كان حجمه كبيراً ، ومهما كانت أمواجه متلاطمة تماما كمجرى نهر الماء الذي ينقطع عن منبعه.واذا استمر فيه بعض الماء واستمر جريانه فذلك بما يأتي اليه من روافد أخرى أو ما يتساقط عليه من المطرليبقيه جارياً بعض الوقت وبعد ذلك يتحول الى بركٍ آسنة وجيوب مستنقعات صغيرة لا تصلح الا لحركة الجراثيم الوبائية والمكروبات . والجراثيم الوبائية لا تنتج فكراً سليماً ولا ابداعاً متميزاً نافعاً ولا ينتظر منها الا المزيد من الأوبئة المميتة والأمراض المعدية . ولذلك نستطيع القول أن لا قيام لأي نوع اسلامي راقي مسيحي أو محمدي أو أية عروبة حقيقية حضارية الا باتصال هذه الرسالات الثقافية بنبعها الثري الزاخر،النبع السوري الذي هو نبع الوعي الانساني السليم ، ومصدر الثقافة المفيدة المتطورة ، والحضارة الراقية .
دين الحضاري حضارة ودين الهمجي همجية
ان الاعرابي الجاهلي الذي تربّى على وأد ابنته ودفنها عند ولادتها وهي على قيد الحياة ، واعتاد على سرقة وسلب وقتل من يتمكن من سرقته وسلبه وقتله ، وورث عن أهله وعشيرته وقبيلته غرام الجشع والطمع والغزو والعدوان ليس من السهولة أن يتخلى عن كل هذه الآفات والمثالب دفعة واحدة ليصبح انساناً سوياً عاقلاً يفهم حقيقة الرسالة التي جاء بها النبيّ محمد مبشراً وهادياً . وحين أسلم الجاهلي لم يكن اسلامه الا طمعاً بمغنم أو خوفاً من خسارة،واسلامه لم يكن الا استسلاماً عن عجز،أو خنوعاً عن جبن. ويوم استسلم للاسلام حمل الى الاسلام معه كل تراثه القبيح المليء بنتن قرون وقرون من التقاليد البذيئة ، والعادات النجسة، والأعراف الماقبل بدائية الهمجية التي حفلت بها مفاهيم قبائل الجاهلية البغيضة المريضة. خصوصاً عندما " جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا "كما ورد في القرآن الجليل . فالجماعات والافواج التي دخلت في دين الاسلام لم يدخل فيها الدين،ولم تنتصر في تلك الجماعات التعاليم الروحية العالية ، ولا أسلمت عن وعي وايمان وحباً بالصلاح
وعشقاً للفضيلة ، بل كل ما استوعبته وفهمته من تعاليم الاسلام مغانم الغزو ، ووراثة أموال وارزاق ونساء الآخرين في هذه الدنيا ، والفوز بالحوريات ونعم الأكل والشرب والقصور والغواني والغلمان والجنائن التي تجري من تحتها الأنهار بعد الموت. ولولا هذه الأمور المادية الدنوية والأخروية لما اكترثوا بالاسلام ولا بالنبي ولا حتى بالله.ألم يقل ابو سفيان للنبي مستهجناً ومستغرباً: "ماهذه التجارة يا محمد ؟ أنستبدل مئة وعشرين الهاً بإلـهٍ واحدٍ هو الله ؟! إنها بدون شك تجارةٌ خاسرة ". ان اسلام الجاهليين لم يكن الا جهلاً وجهالةً وجاهلية. وكذلك ، فان الغربي المجرم الاستعماري الذي ادعى اعتناق المسيحية، ورفع صليب المسيحية بعكس ما هو عليه وما عبَّر عنه الصليب من فداء وتضحية في سبيل عقيدة المحبة والسلام تحوَّل صليبه وانقلب حتى صار الصليب سيفاً يقطع به رؤوس من لم يخنع لسطوته وجبروته في الماضي وأصبح اليوم قنابل نووية يهدد بها حياة الشعوب ، لم تكن مسيحيته في الماضي الا اجراما وعداوة ،وليست مسيحيته اليوم الا طمعاً بالسيطرة على موارد الأمم واستعبادها .
والذي استطلف من العروبة عادات وأد البنات والغزو وقتل الذكور وسبي النساء وزواج النكاح وتكفير غيره من الناس لايمكن ان تكون عروبته الا عروبة اجرام وغزو وسلب ونهب وسرقة وجهاد نكاح والسعيّ الى امتلاك المزيد من الزوجات في الدنيا ، ومزيد من الحوريات في الآخرة ، والامعان في المزيد من الموبقات وفواحش الاعمال، وارتكاب جرائم تدمير المدارس وقتل الاطفال، وتخريب المرافق الحيوية العامة ، وتفجيرالمشافي وذبح الأطباء وتقطيع أوصال المرضى كما نشاهد اليوم على أرض الجمهورية العربية السورية .
دين العادلين عدالة ودين الظالمين ظلم
لقد توافق العدوانيون الغربيون والتكفيريون المحليون على دين جديد يقوم على العدوان والظلم باسم الله، وعلى الجبن والخنوع أمام الظالم باسم الله ايضاً . فاذا بالههم ظالم يعشق الظلم ، ورضاه لا يكون ولا يتم الا بنذالة الخانعين الجبناء، وجعل الدماء تجري انهاراً .
أمام هذه الوقائع المرعبة وهذه الحقائق المعطّلة للروح الانسانية السليمة ، والمدمّرة للعقل الانساني المدرك ،
والمشوِّهة للنفس الانسانية التي شاءها الله جميلة لم يعد أمامنا طريق للخلاص الابهزّوايقاظ وتنبيه النفس السورية الجميلة، في ابناء سوريا على كامل ارض الهلال السوري الخصيب التي أخرجت البشرية من ظلمات بدائيتها بما قدّمته من رسالات حضارية متقدمة ، ومفاهيم انسانية راقية ، وتعاليم سامية تُقرّب الانسان من الله .
فالروحية السورية السامية مسيحيتها سامية ، ومحمديتها سامية،وعروبتها سامية.والعقلية السورية الراقية اسلامها المسيحي راقي ، واسلامها المحمدي راقي، وعروبتها الثقافية راقية . والنفسية السورية الحضارية مسيحيتها حضارة،ومحمديتها حضارة،وعروبتها حضارة وحياتها كلها حضارة .
ومخطيء مخطيء من يظن ان سلوك الجاهلي المجرم الحاقد حتى ولو آمن بالمسيحية والمحمدية والعروبة هو انسانٌ سويّ تتساوى مسيسحيته ومحمديته وعروبته مع مسيحية ومحمدية وعروبة الواعي الكريم المحب الفاضل. فايمان الجاهل جهل،وايمان الأحمق حمق،وايمان المجرم اجرام . فلا شيء ينقذ امتنا مما تتعرض اليه من الويل الا
وعينا السوري، وعدلنا السوري ، ومحبتنا السورية ، ومسيحيتنا السورية، ومحمديتنا السورية،وعروبتنا السورية،وانسانيتنا السورية، وبطولاتنا السورية المؤيدة بصحة العقيدة ، ورقيّ التعاليم، وطهارة النفوس، وشجاعة أبناء الحياة الواعين المؤمنين بان الحياة الحياة التي يريدها الشرفاء الأعزاء لأنفسهم ويريدها الخالق العظيم لهم هي وقفة فضيلة وعز تختصر الزمان وتطوي أبعاد المسافات في لحظة كرامة كرّم بها الله حملة امانة العقل فارتقوا الى ملكوته خالدين خلود الأخيار وليس خلود الأشرار. فالأشرار خالدون أيضاً كما الأخيار،ولكن شتان شتان ما بين خلود الخير وخلود الشر وما بين رائحة العطور وروائح الفطايس وقاذورات العفونات .
من المؤسف جداً ان نجد الكثيرين من السوريين يجهلون تاريخهم الحقيقي ويفاخرون بالتاريخ المستعار. لا يهتمون بما صدّروه الى العالم من مآثر وتعاليم وآداب وفنون، بل يهتمون بما أتى به وما يأتي به الآخرون اليهم من بقايا نجاساتهم وفضلات أمعائهم .
الأغبياء ينتظرون العون من أعدائهم
من الوهم الكبيرأن ننتظر من الذين استلبوا معارفنا النافعة وعلومنا المبتكرة، ومفاهيمنا الراقية،وروائعنا الحضارية أن يأتونا بما ينفعنا ويعلّمنا ويحسّن حياتنا لأن المغتصِب لا يجود على المغتصب منه الا بما يجعله أضعف ليطيل أمد اغتصابه . وأن المجرم لا يتكارم على الضحية الا بالمزيد من الاذلال والتحقير، وأكبر مكرمات المجرم أن يدفن ضحاياه أحياءً،أو يستئصل عيونهم وأكبادهم وقلوبهم ويبيعها لمن يدفع بها أكثر .
الاسلام الصحيح من سوريا وليس من العربة
من المؤسف أيضاً وأيضاً أن يفاخرأبناؤنا وبناتنا في بلاد الشام والرافدين بالعروبة التي أتتهم من الصحراء بكل أصناف وأنواع الغزو وقتل الرجال واغتصاب النساء ونهب الغنائم، وأن يتغنوا بالاسلام الذي حمله اليهم غزاة الجاهلية الذين نكروا النبي محمد حيّاً وكفروا برسالته واستهانوا بتعاليمه وآذوه وطاردوا ونكّلوا باتباعه ومن ثم تآمروا عليه وقتلوه مسموماً ومن بعد ذلك تاجروا برسالته واستخدموا تعاليم قرآنه ومنهج سنته في غزواتهم التي سمّوها فتوحات ليشبعوا نهمهم بالسلب والنهب والقتل وفظائع الممارسات، وجهلوا وما زالوا يجهلون أن النبي العظيم محمد هو والسيد المسيح من أرومة كنعانية سورية واحدة ، وأن أجداده وآباؤه وأجداد أجداده هم سوريون هُجّروا من سوريا في عهد مظالم الرومان الذين احتلوا بلادهم في ذلك الحين، وفظّعوا بأبناء شعبهم ، فهاجروا وحملوا الى الصحراء معهم عبقرياتهم ومفاهيمهم ومعارفهم ومظاهر حضارتهم والههم " الله "العلي القدير الذي مجدّوه وعبدوه في سوريا منذ زمن بعيد يعود الى بداية التاريخ الجلي ، ولم يعرفوا أن كلمة " الله" ليست كلمة صحراوية توصل اليها غزاة وهمجيو البوادي الرحّل المجرمين ، بل هي كلمة سورية قديمة جداً تعود الى ما قبل عهود بابل ونينوى وتعني"الخالق لكل ما في الوجود ، والقادر على كل شيء ،والرحمان الرحيم، وما خلقَ الناس ليتحكم ويستبد بعضهم ببعض ، وان اليه ترجع جميع أمورالعالم،وهو وحده رب العالمين الذي لا يشاركه في ألوهته أحد"،ولم يُدركوا ان والد النبي كان اسمه عبد الله وليس عبد الشيطان . وعبارة عبد الله تعني عابد الله وممجد الله وحامد الله بوعيه وتمام ادراكه وليس عابد البشر بالاكراه ، وعابد الشجر والحجر بالخرافة .
وعباد الله هم المخلصون الصادقون من اتباع السيد المسيح الذي جاء الى الناس بالنور والمحبة ولم يكن النبيّ محمد الا على نفس طريق الهُدى والرحمة ومكارم الأخلاق . وما وضع رسم الصدّيقة القديسة السيدة مريم العذراء تحضن ابنها الطفل يسوع في الكعبة الا الدليل الواضح على أن أجداد النبي السوريين هم الذين حملوها الى هناك.
الاسلام المزيَّف اعرابي وليس سوري
وما تدمير الكعبة بعد رحيل النبي الكريم وازالة ذلك الرسم الذي أبقى عليه الرسول يوم تحطيم الأصنام والاوثان الا البرهان الساطع ان الأعراب الذين وصفهم القرآن المجيد بأنهم "أشد كفراً ونفاقاً " قد تنكّروا لرسالة النبيّ وعادوا الى جاهليتهم المقيتة التي كانت تنتقص من حقوق الغير وتستبيح قتله، كما كانت تنتقص من حقوق الأنثى وتحلل وأد المولودة وهي على قيد الحياة ، ولذلك فليس من الغريب وليس من المستهجن أن نجدهم اليوم يستبيحون محرمات السوريين ويحللون قتلهم، واقتلاع شجرهم،وتخريب مقامات فلاسفتهم وعباقرتهم ومبدعيهم، ويذبحون رجال دينهم من المسيحيين والمحمديين، ويفظّعون بنسائهم ويتلذذون بتدمير بيوتهم ومدارسهم ومعابدهم وكنائسهم ومساجدهم ومعالم حضارتهم وآثار مدنيتهم وهم الذين فتكوا بأرحامهم قبل أن يفتكوا بأرحام الآخرين .
وأكثر من ذلك فاننا نجرأ ونقول:لو فهم الأعراب رسالة الاسلام على حقيقتها ، ووجدوا فيها خلاصهم وسعادتهم ، وآمنوا بها حق الايمان وأخلصوا لها بجدٍ وصدق لالتفوا حول النبي محمد في حياته، ولما قابلوه بالعداء الكريه ولكانت حياتهم انقلبت رأساً على عقب وتميزت بأجمل قيم المحبة والرحمة والاخاء. ولكن تكاثرهم بعد رحيل النبي كان طمعاً بالمغانم،وشهوة باغتصاب النساء،وعبادة بالمال والجنس.
وهذه الأمور لا تزال سارية المفعول تُمارس بأشنع وابشع ما تكون الممارسة حتى أيامنا هذه، وبأسوأ ما يمكن ان يتصورها عقل سليم.
دولة النبي مدنية وليست دينية
ومن يتعمق في تاريخ الدول التي قامت بعد رحيل النبي عن هذا العالم يجد الفرق العظيم بين دولة العدل التي أنشأها النبي في المدينة والتي فصلت بين الدين والدولة وعبّرت عنها الآية القرآنية العظيمة " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " وبين الدول التي نشأت بعد رحيل النبي ابتداء من دولة الخلفاء التي بدأت برفع سيوف جاهلية الأعراب القرشيين الذين حاربوا النبي في وجه الأنصار الذين نصروه ، الى مملكة بني أمية ، الى دولة الخلافة العباسية ، الى دولة سلاطين العثمانيين السلجوقية الانكشارية التي لم تسمح خلال هيمنتها لمدة اربعماية عام بوصول أي عالم عربي أوغير عربي،سوري أو مصري أو مغربي الى سدة السلطنة. وكأن رسالة الاسلام أتى بها سلاطين بني عثمان الى العالمين وليس النبي محمَّد صاحب الخُلُق الكريم . وكأن النبيّ محمّد كانت مهمته تسهيل الأمور وتعبيد الطريق ليصل السلجوقيون العثمانيون بهمجيتهم الى الحكم والتصرف برقاب الناس كما يشتهون .وكأن دين الاسلام ما نشأ ولم يقم ولم يهدف الا لبناء دولة تخدم مشلولي العقل،ومعاقي الروح،وزائفي الفكر، وممروضي النفوس والقلوب والمشاعر .
وحتى اليوم نجد الكثيرين من المضللين من ابناء شعبنا يدافعون عن العثمانيين أكثر من دفاعهم عن تعاليم الاسلام بل كأن العثمانيين هم من أتى بتعاليم البر والاحسان . أولائك العثمانيون الذين دمّروا المدارس واستهانوا بفاتحة القرآن الكريم التي تقول:"اقرأ. اقرأ باسم ربكَ الذي خلق. خلق الانسان من علق.أقرأ وربك الأكرم الذي علَّم بالقلم. علَّم الانسان ما لم يعلم " .
فما هي القراءة وما هو معناها اذا ابتعدت عن العلم والتعلّم والتعمّق في المعرفة ؟ وماذا يبقى من الرسالة الاسلامية وتعاليمها اذا تنكرت للعلم والمعرفة ؟ وهل غير العودة الى ظلمات الجاهلية يمكن أن يتوقع الناس من قتل العلماء وتدمير المدارس وتصفية من يريدون القراءة والكتابة والعلم والمعرفة ؟
ونجد أيضاً في بلادنا من ألأغبياء الحمقى المرضى من يدافع عن الوهابيين التكفيريين الذي خرّبوا البلاد ودمّروا العباد كأنهم هم بالذات الذين اتوا بتعاليم الصلاح ، وهم حملة تعاليم والخير والمعروف ومكارم الأخلاق، وكأنهم المثال البليغ للتقوى التي ترضي الله .
وهذا ما يدل دلالة واضحة ولا يترك مجالاً لأي شك من أن معظم الذين يسمون أنفسهم مسلمين بعد النبي لم يكونوا بالفعل مسلمين صادقين بل كانوا منافقين يميلون حيث تميل الرياح ، فيستأسدون على على الضعفاء والمساكين، ويخنعون تحت نعال الأقوياء الظالمين ، ويتصرفون تصرف اللصوص الحقيرين .
وهكذا استمرت الحال حتى ظهرت واستصنعت دويلات سايكس- بيكوالسايكسبيكوية التي أنشأها الانكليز والفرنسيون بمعاهدة سايكس الانكليزي وبيكو الفرنسي .
انه الانحدار الهائل الذي لم يتوقف يوما منذ دولة النبي الكريم محمَّد حتى دولة داعش التي اتحفت العالم بمنجزاتها في بث الفتن واستفراغ الاشاعات الكاذبة، وأعمال الدمار،ووحشية القتل،وهمجية الاغتصاب ، وفظائع الفواحش وكل هذه المنكرات من الجرائم تجري بالتكبير علناً وباسم الله ورسوله والاسلام والفرائض المقدّسة، وكل ذلك لارضاء الصهيو- اميركيين الذين لم يشهد التاريخ لهم فضيلة .
لا يُنتظر من الأشرار الا الشرور
لقد حمل الى الاعراب أجدادنا السوريون الهاربون من جور وفساد الامبراطورية الرومانية وخاصة أسرة النبي محمد دين الاسلام لرب العالمين وعبادة الله العظيم الرحمان الرحيم فأعادوه الينا دين اسلام لغيررب العالمين ومن غير الهٍ رحيم ، ومن غير رسول كريم ، ولا جذور له أو شبيه الا في دينٍ يهودي تكفيري صهيوني لئيمٍ أثيمٍ ذميم نكر وصايا موسى وتجاهلها ورماها في مكبات النسيان ليقيم باسمها وعلى انقاضها يهودية صهيونية تكفيرية أثيمة تقوم على الربى والظلم والاجرام وتُذلُّ معتنقيها ، وتلعن من لا يعترف بمظالمها ، وتنهب أرزاق البسطاء والمغفّلين والبؤساء والمحتاجين ، ولا ترتاح الى لمن يسهّلون لها سرقة الشعوب وامتصاص دماء الأمم .
وهذا ما حصل لنا مع الشعوب الهمجية الغربية التي حملنا لها رسالتنا السورية المسيحية فقابلتنا وكافأتنا تلك الشعوب الغربية الاستعمارية بالغزوات والاجتياحات والاعتدآت
وتدمير منجزاتنا وقتل أبنائنا وسرقة آثارنا ، وسلبنا مواردنا . كما كافأنا أعراب الحميّة الجاهلية بالتآمر والخيانة والعداء والاحقاد والحروب والاضطهادات والكراهيات والمظالم وكل صنوف العدوان والارهاب .
المسيحية والمحمدية محبة و رحمة
أما بالنسبة للعروبة فقد بدا واضحاً لكل من له ضميرحيّ وعقل مدرك أن العروبة السورية التي انبثقت وانطلقت من الحضارة السورية الفاضلة هي على نقيض تام مع العروبة الهمجية التي هي تعبيرعن الجاهلية المتوحشة تماما كما نجده اليوم في الاسلاميين الجاهليين الهمجيين المتوحشين. وكما نجد في حكومات الجامعة التي تلبس دشداشة العروبة المزيفة ، وتطرح على نفسها عباءة العروبة المجرمة البغيضة التي لم تر عدواناً واغتصاباً وجريمة في الكيان الاسرائيلي الصهيوني ولا عدواً، بل ترى الأعداء في الذين يتصدون لمطامع اسرائل واجرامها ويقاومون الجيش الصهيوني والجيوش التي تدعم كيان الصهاينة . انها ترى في المقاومين المدافعين عن الارض والعرض والكرامة والسيادة أعداءً وترى فوق ذلك ان كل من يدعم المقاومين كذلك اعداء يجب القضاء عليهم .
العروبة السورية ثقافة حضارية
فالعروبة السورية الواعية الأصيلة وقفت أجيالاً وجيوشاً وحكومات وقيادات الى جانب الشعوب التي تسمي نفسها عربية،وتصدّت لكل المطامع الأجنبية الاستعمارية وكانت تدفع كل غال وكل نفيس لنصرة من تسميهم اخواناً عرباً، وتتحمل وما زالت تتحمّل كل المصاعب والمصائب من أجل عزتهم وكرامتهم وحريتهم .
وقد بدا واضحا الفرق العظيم بين العروبة السورية الحضارية الصحيحة والعروبة الجاهلية الهمجية المتوحشة المزيّفة عندما تعرضت سوريا الطبيعية في بلاد الشام والرافدين للتمزيق شعباً ووطناً في معاهدة سايكس- بيكو، وما تتعرض له الآن كياناتها في فلسطين ولبنان والعراق والشام والأردن من التدمير والخراب والقتل والمجازر. ولولا قلة قليلة واعية من أبناء الأقطار التي نسميها عربية تعد على أصابع اليد لما سمعنا حتى استنكاراً خجولاً وهو أضعف الايمان من حكومات تلك الأقطار التي سممتها الجاهلية الوهابية اليهودية الجديدة التي هي امتداد للجاهلية اليهودية الصهيونية الهمجية القديمة المتجددة .
الله ليس بحاجة لأحد
خرافيٌّ وهميّ الى أبعد ماتكون الخرافة والوهم من يعتقد أن الله لم يكن موجوداً ولا معروفاً قبل ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد.
ومخطيء مخطيء الى أقصى ما يكون الخطأ من يعتبر أن هذه الأسماء هيَ التي ثبّتت وجود الله في العالم وهي التي ثبّتت معرفة الله بين الناس شعوباً وأمماً.
وغبيٌّ غبيّ أيضاً من يعتقد أن الله عاجزٌ عن اثبات نفسه بدون أولئك الأنبياء والرسل وهو الذي اذا أراد شيئاً كان الشيء كائناً بمشيئته من غير أن يقول له كن ليكون .
وكاذب كاذب ايضاً وأيضاً من يظن أن الله فقيرٌ وبحاجة الى من يدافع عنه والى أحد يعينه ويشد أزره من ملاكةً أو رسل أوأنبياء أو أئمة أوأشخاص وهوالقائل الصادق:
" ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعاً ... ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ".
ان الذين يحتكرون الكلام باسم الله ويعتقدون انه اصطفاهم من دون غيرهم وفوّضهم واعطاهم وكالة دائمة ، غير خاضعة لاعادة النظر والتعديل والتغيير والإلغاء من اجل تمثيله والتعبيرعن ارادته والكلام باسمه والتصرّف دون حسيب او رقيب هم مرضى جنون العظمة العاصي على اي علاج وتطبيب ، ومن المحال علاجهم ومداواتهم الا باستئصالهم واجتثاثهم مادة وروحاً من الوجود .
ان التعاليم الصالحة وخاصة تعاليم وآيات الانجيل والقرآن الروحية الراقية السامية ليست شربة ماء أو مضغة هُدى او كأس عصير أو حليب ولاهي رشفة قهوة أو حبة دواء اذا تناولها المرء اصبح بعد تناولها سيّد الفكر ، ومرشد الناس، والامام التقي والنبي المعصوم،الذي لايأتيه الباطل من أمامه ولا من خلفه ، ولا من فوقه ولا من تحته ، ولا من داخله ولا من سائر جوانبه. ولا هي أيضاً كلمة سر ومفتاح أو رمز الكتروني يتحكم به المرء بفتح واغلاق وتغيير وتبديل اجهزة اسرار المعارف والعلوم وما شابه. بل ان حفظ بعض الآيات والأمثال والحِكَم والأقوال النادرة واجترارها وتكرارها وترديدها في كل المناسبات أمام الناس دون العمل بها وممارستها وعيشها حياةً وحقاً واخلاصاً لا يجعل من مردّدها اماماً وقائداً ومفوّضاً الهياً تجب طاعته والعمل بما يطرأ في ذهنه من هوس ووساوس،وآراء وفتاوي وأوامر ونواهي، ومزاعم وتخرصات وبما يتردد على لسانه من هلوسات السكارى وجنون المعتوهين، وتخبيص الخرفانين .
التعاليم الراقية وعيّ وممارسة وليس اجترار
معظم الناس يحبون الأنبياء والحكماء والصالحين،ولكنهم لا يعملون بتعاليم الأنبياء، ولا بحكمة الحكماء، ولا بأفعال الصالحين لأن الحب الكاذب لايمكن أن يعتبر حباً. والادعاء الفارغ ليس حقيقة . والعشق المسموم ليس الا سماً.وكم كان الامام عليّ بن ابي طالب حكيماً وبليغاً حين قال:" الناس ثلاثة.فعالم رباّني،ومتعلم على سبيل النجاة، وهمجٌ رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح ..."
لقد استطاع رسول المحبة الى العالم يسوع طوال حياته على الأرض أن يؤهل اثني عشر شخصاً ليحمّلهم رسالته العظيمة من بعده فخانه واحد منهم وتنكر له الآخرون عند أول امتحان ، فهل يمكننا التصديق ان مليارات المسيحيين اليسوعيين اليوم في العالم هم حقاً يعيشون المحبة التي ارادها وسعى الى تجذيرها في قلوب الناس ذلك الرسول العظيم ؟
وكذلك فان رسول الرحمة الى الناس محمّد لم يتمكن من تحضّير أكثر من ستة عشر شخصاً مؤمنا في المرحلة الأولى من دعوته اضطرالى ارسالهم الى بلاد الحبشة حيث كان يوجد ملك عادل لكي يجنّبهم خطر الموت، ولم يتمكن النبي بعد ذلك في المرحلة الثانية من حياته ونضاله الطويل المليء بالأذى والعذاب وكل مظاهر الازدراء والاحتقار والشتائم ،واخيراً مؤامرة القتل بالسم، ان يجمع أكثر من ثلاثة وثمانين شخصاً أجبر على الهجرة والفرار بهم من مكة الى المدينة تاركاً خلفه الفتى علي بن أبي طالب الذي لولا عناية الله العظيم لقطّع ارباً اربا ونتفأ نتفا بسيوف متوحشي القبائل والعشائر وأفخاذ وأسر جاهليات الأعراب .
فهل حقاً يمكننا الاقتناع ان أكثر من مليار ونصف المليار من ناس هذا الزمن هم بالفعل مسلمون لرب العالمين وأوفياء لتعاليم رسول الرحمة الأمين ؟
ان التعاليم العظيمة لا تنتصر في النفوس، ولا تنتصر النفوس بها بمجرد تسجيلها في شهادات ولادات المواليد قسراً ، وفي سجلات دوائر النفوس الدينية والمذهبية غباءً وجهلاً ، بل تنتصر تعاليم المحبة والرحمة والاخاء وسائر الاخلاق الكريمة بالاكتساب الواعي المتدرج، والممارسة المتواصلة،والمجاهدة المناقبية المستمرة،والوعيّ المتنامي والتضحية الصادقة ، والعمل الواعي الهادف الباني الدائم الذي يجعل الحياة أكثر صلاحاً وتقدماً ورقياً وانشراحاً حتى يصل الانسان الى الحالة التي ترضيه وتسعده ويصبح جديراً بموهبة العقل التي اختصه بها الله الخالق من دون مخلوقاته الأخرى،فيحصل بهذا رضى الخالق ايضاً بأن موهبته لم تكن عبثاً ولم تُهمل وبأن الموهوب استحقها عن كفاءة وجدارة وكان أهلاً لأن يكون خريجاً من خريجي المدرستين الروحيتين الاخلاقيتين العظيمتين مدرسة السيد المسيح ومدرسة النبي محمد ، وليس من الخوارج ومدارسهم التي تتكاثر ويتكاثر أتباعها تكاثر الحشرات والمكروبات وفي جميع الاتجاهات .
نداء الحياة الصالحة
قال عالم الاجتماع والفيلسوف أنطون سعاده في كتابه الفلسفي (الاسلام في رسالتيه):" في الحديث الذي يتناول تعاليم عمومية ، كما في الآيات التي يلاحظ أنَّ عوامل البيئة قيدتها بعض التقييد، تظهر لطافة نفس النبي العربي السورية الأصل ، فإذا جوهرها وجوهر نفس المسيح واحد لأنهما من أرومةٍ واحدة في الأصل ، قبل أن صارت القبائل الكنعانية مستعربة ،وهي القبائل العدنانية الكنعانية الأصل التي منها النبي محمد ".
فيا أبناء الهلال السوري الخصيب في بلاد الشام والرافدين في فلسطين ولبنان ، في الشام والعراق ، في الأردن والكويت ، في الوطن وعبر الحدود ان جوهر نفس المسيح ونفس النبيّ واحد وإن رسالتيهما نبعتا من مصدر واحد ، وهدفتا الى تمجيد إلـهٍ واحد ، وتعاليمهما هدفت الى حقيقة واحدة هي نشر المحبة وتعميم الرحمة بين
الناس ليتعارفوا بالمودة والمحبة ، وليتعاملوا بالرفق والرحمة.
فالذين يمارسون المحبة والرحمة فيما بينهم قد أدركوا وفهموا رسالتي المسيح ومحمد على حقيقتهما المُحبّة الرحيمة، وعرفوا أن دين الحياة الإلهي الذي يصلهم بالسماء هو واحد يمكن اختصاره بثلاثة مناقب: نوايا طيِّبةٌ صادقة ، وألسنةٌ كلامُها لطيفٌ حكيم ، وأفعالٌ صالحةٌ نافعة. فمن مارس هذه المناقب وعاشها في نهاره وليله ، فقد أدرك مشيئة الله في الناس بتعزيزهم بموهبة العقل الرشيد ليمجِّدوا الله بعقولٍ واعية ، وقلوبٍ مُحبَّة ، وعواطف رحيمة لأن الههم الله عليمٌ مُحبٌ رحيم.وهذه المناقب العظيمة هي جوهرالرسالة الدينية الانسانية التي ترفع الناس من الأرض الى السماء . وهيهات هيهات أن يفهم أصحاب النوايا الشريرة ، والألسنة المفتنة والأفعال الفاسدة الههم الا ظالماً حاقداً ،محبّاً للفتنة ، وعاشقاً للشر.
يا أبناء أمتي في بلاد الشام والرفدين انقذوا أنفسكم بفهم دينكم الذي هو وعيٌّ ومحبةٌ ورحمة . بوعيّ حياتكم ومحبة بعضكم ورحمة أجيالكم الآتية تنقذوا أنفسكم وأمتكم وبلادكم ، وبانقاذ أنفسكم تنقذوا مسيحيتكم ومحمديتكم وعروبتكم ، وتنقذوا أيضاً سائر الشعوب وسائر الأمم . فمن لا ينهض بنفسه لا يمكن أن ينهض به أحد. ومن يسلِّم نفسه لأعدائه لامصير له الا الانقراض. الأعداء يريدون القضاء علينا . أما آن أن نعي ونرد الكيل للأعداء كيلين ؟
التاريخ ينتظر انتفاضتكم على كل من جزَّأ وفرّق بينكم كشعبٍ واحد وجعلكم طوائف وشعوباً ، وعلى كل من مزّق وطنكم وجعله أوطانا ومناطق .وعلى كل من أغواكم وضللكم وتلاعب بعقولكم ونفوسكم ومشاعركم وأهوائكم وصوَّر لكم الباطلَ حقاً والحقَّ باطلاً فتهتم في ضلالٍ مبين ، وتشردتم في متاهات فئويات نهاياتها الهباء والفناء. والتاريخ أيضاً لا ولن ينتظركم اذا استمريتم خاملين متخاذلين متثائبين متقاعسين، بل ينتظر من يسارع ويسرع الى دفنكم قبل ان تفارقكم الأرواح لأن دويّ مقابر التاريخ ما انقطع يوماً صداه المتكرر المتواصل القائل : ألا هل من مزيد ؟
فيا أبناء الحياة اياكم اياكم اياكم أن تكونوا فريسة الخمول والتخاذل أو تتركوا عجلات الارادات العدوة الغريبة تدور بكم ، فان فيكم قوّة اذا انطلقت فعلت، ومتى فعلت غيّرت وجه التاريخ، ومن يُغيِّر وجه التاريخ للأحسن يرحم نفسه وينهض بها، ومن يرحم نفسه وينهض بها يرحمه الله، ولن يرحم اللهُ الا من رحمَ نفسه ونهضَ بها وانطلق. فارحموا أنفسكم ، وانهضوا بها، واطلقوها وانطلقوا لكي لايخجل الأبناء والأحفاد والأجيال الآتية بهذا الجيل الذي تكالبت قوى الشر عليه من داخله كما من خارجه . فالله الذي جاء باسمه السيد المسيح المنير هو نور. والله الذي جاء باسمه النبيّ محمّد الهادي هوهُدى. ومسيحية النورومحمدية الهُدى هما هما الاسلام الصحيح لرب العالمين. ومن سار في النور فحتماً على الهُدى هو سائر ، ومن سار على الهُدى فنورُ الألوهة رفيقه ولن تمسه شياطين الأهواء أبداً. هذا هو جوهر عقيدة العقائد الخيِّرة . عقيدة الحق والخير والجمال التي فهمت الحياة حقاً وخيراً وجمالاً ، ورأت في الكون الماثل أمامنا مجالاً لاختبار مواهب عقولنا ونفوسنا وقلوبنا فأيقظت فينا عبقريات خلقٍ جميل بديع أهَّلتنا لنكون المؤتمنين الأمناء على هبات الله والعاملين بالمواهب التي تمكننا من الارتقاء من الأرض الى السماء ، ومن السماء الى حيث لا يعلم الا خالق السماء . ولأن" الله هو الآخر الذي لا آخر له "، فقد وهب الانسان- المجتمع الطاقة السرمدية الأبدية الروحية العقلية النامية الدائمة التي كلما نمت امتدت أبعاد وعيّها ، وكلما تعمّق وعيها اتسعت آفاق معرفتها ، وكلما اتسعت معرفتها كانت أقرب الى الله الذي ما خلق الانسان الا ليجعله على صورته ومثاله .
|