يصح تذكره في ذكرى رصاصات الرفيق الشهيد خالد علوان على جنود العدو فقوّم بتلك الرصاصات مسيرة أبناء الحياة باتجاه النصر الأكيد الذي لا مفر له منا ولا مفر لنا منه .
أذكريوم التقيت برئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأسبق الراحل أسد الأشقر يوم كان سجيناً بعد محاولة الثورة الانقلابية وتعرضه الى انحراف في صحته ونقله الى مستشفى الكرنتينا حيث كنت أزوره باستمرار كلما سنحت الظروف بحكم مسؤوليتي كرئيس لمكتب الطلبة في الحزب في تلك الفترة الصعبة في تاريخ الحزب بعد توزيع السلطة الطائفية في لبنان كذبا وزوراً وظلماً المنشور الشهير الذي وُزّع في كل انحاء لبنان وعلى البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج والذي يقول"من آمن بالمسيحية فهو كافر،ومن آمن بالاسلام فهو أكفر، ومن آمن بلبان فليس منا. ديننا الحزب القومي السوري" مع ادعاء السلطة اللبناية انها وجدت المنشور بين أوراق الحزب لبث الفتنة وتشويه صورة الحزب عند اللبنانيين في الداخل وعند المسلمين المسيحيين والمسلمين المحمديين في الداخل والخارج .
في تلك الزيارة قال لي الأمين أسد ":أنت مذيع ناجح يا رفيق يوسف، وفهمك للعقيدة جيّد يمكنك من شرحها بوضوح .والطلبة السوريون القوميون الاجتماعيون الواعون هم اليوم رجال النهضة وقادة الحزب. لاتهتموا بنا كسجناء الا اذا كان في ذلك مصلحة للأمة والنهضة والحزب . رسّخوا في عقول وضمائر ووجدانات أبناء الجيل الجديد في حلقاتكم الاذاعية أننا منتصرون هما طال الزمان. والنصر العظيم لا يكون الا بالصراع العظيم والصبر العظيم حتى لو تطلب مئات السنين . علّموا في اذاعتكم ونشركم لمباديء النهضة أن يتحملوا " اسرائل " في وطننا ثلاثماية سنة ولكن اذا علمتم وصبرتم باخلاص وتضحية فلن تبقى في بلادنا "اسرائيل""
بعد دخول جيش "كيان اسرائيل اليهودي الصهيوني" في سنة 1982 الى بيروت بغطاء الجيوش المتعددة الجنسية زرت لبنان والتقيت الأمين أسد الأشقر فسألني :" هل تذكر ما قلته لك يا رفيق يوسف عندما كنتُ سجيناً وزرتني في مستشفى الكرنتينا بشأن فلسطين واليهود وماذا قلت لكَ بخصوص العمل الاذاعي القومي الاجتماعي؟ قلت: نعم أذكر يا حضرة الأمين الجزيل الاحترام . لقد قلتَ لي وطلبت أن نعلّم طلابنا وأشبالنا وندرّبهم على الصبر وتحمّل اسرائيل في منطقتنا ثلاثمئة سنة والاستعداد بمعرفة وايمان وصبر واخلاص لكي نزيل اسرائيل من الوجود . قال لي :" صح . صدقت . اقول لكَ اليوم بعد اجتياح اسرائل للبنان ان اسرائيل خسرت مئة وخمسين سنة من عمرها ، ونحن ربحنا مئة وخمسين سنة". قلت كيف يا حضرة الأمين؟ قال:"قريباً سترى . يجب أن لا نسمح لاسرائيلي أو أي داعم له أن يرتاح ولو دقيقة واحدة . ويجب أن نصطادهم اينما تمكّنا منهم .لقد قلت لك يا رفيق يوسف قبل مغادرتك الى البرازيل ان حزبنا وأمتنا بحاجة الى التدريب على مهنة جديدة هي مهنة الثورة على أعدائنا الذين يريدون ويعملون على اذلالنا والسيطرة علينا واستعبادنا والقضاء علينا، أي علينا أن نُخرّج ثواراً أبطالاً مهنيين كسائر المهن ليصبحوا خريجين نهضويين مهنيين ، يجيدون مهنة الثورة ويتقنونها ويبدعون فيها، وهذا ما قلته ايضاً لأولادي غسان ونظام وأمل ونضال" .أي الأمين غسان والأمينة نضال والرفقاء أمل ونظام الأشقر .
وأضاف قائلاً : " ان حزبنا هو حزب البطولة وحاجتنا الكبرى الى ابطال في كل شيء . في الفكر والعمل .أبطال في الابداع والابتكار . ابطال في العلم والفلسفة والأدب والشعر والفنون . ابطال في ممارسة الحياة وفي مواجهة الموت كما كان زعيمنا بطلاً في ممارسة الحياة ، وبطلاً في الحصول على شرف الموت ".
هذا ما سمعته من الأمين الراحل أسد الأشقر وقد صدق تقديره حين افتتحت شرارة المقاومة بشجاعة ورصاصات البطل الرفيق القومي الاجتماعي خالد علوان الذي استشهد فيما بعد بعد قيامه بعمليات عديدة ناجحة ضد جنودالعدوان الى ان تحقق تحرير جزء من وطننا في عام2000 بجهاد ومقاومة أبطال حزب الله وأنصاره وخاصة الحزب السوري القومي الاجتماعي في داخل لبنان،ودعم الجمهورية العربية السورية ، والجمهورية الاسلامية الايرانية وانكسرت هيبة العدو الصهيوني وداعميه في عام 2006 .
فالهزيمة هي الخوف والجبن والاستسلام ، والنصر يعني الشجاعة والبطولة ومقاومة ومهاجمة المعتدي . فمن خاف وجبن واستسلم انقهر من ذاته قبل ان يقهره أعداءه من خارجه.ومن تشجّع ومارس البطولة وقاوم، قهرأعداءه وانتصر. والويل للخائفين الجبناء المستسلمين . وطوبى للشجعان الأبطال المقاومين الذين لا يرعبهم التهويل، ولا يخافون الحرب عندما تكون الحرب دفاعاً عن حقهم في الحياة ،وحقهم في السيادة على أنفسهم ووطنهم ، وحقهم في تقرير المصير .
معظم المعلقين من أبناء أمتنا يُصدّقون ويّسوقون كلام المستعمرين والاعداء فيقولون " فلسطين المحتلة " و " مزارع شبعا والغجر المحتلتين "و"الجولان المحتل" والعراق المحتل" وهذا من أخطر الكلام المثبط للعزائم.الاحتلال يكون احتلالاًعندما يتم الاستسلام . وأمتنا ما استسلمت أبداً ولا تزال تقاوم .ونهضتنا استسلامها المستحيل وحتى لو بقي نفرٌ ضئيل من أبناء الأمة يقاوم فلن يُكتب للمعتدي المجرم النجاح . والمقاومون في فلسطيننا ولبنانا وشامنا وعراقنا أصدق شاهد على ما نقول.والأمم لايقوم أبناؤها جميعهم دفعة واحدة في مقاومة العدوان بل يقوم بالمقاومة قلةٌ من الأبطال الشجعان المقاومين الذين لا يرعبهم ولا يخيفهم كلام المعتوهين الطغاة من الخارج ولا ثرثرة المبوقين ألأذلاء المستسلمين من الداخل .
وهذه القلة الناهضة تصبح مع الأيام كثرة ،والكثرة من الخائفين المرعوبين من كلام التهويل تتناقص وتصبح قلة الى ان يتحقق الانتصار فيصبح للانتصار الكثيرون من الآباء .
فيا أعزاء أمتنا وأحرارها وأبطالها بكم تقهر أمتنا الغزاة المعتدين الطغاة الطامعين ، وبكم وببطولاتكم وليس بالخائفين المرعوبين الأذلاء تصنع النصر الذي به تستقيم مسيرة الحق والعدل والرقيّ .
|