قال سعاده في كتاب أرسله من بوينوس آيرس الى الرفيق الناهض نقولا بك بتاريخ 17 آب سنة 1941 المقيم في مدينة سانطس –البرازيل جوابا على رسالة تلقاها من الرفيق المذكور"إن من يدخل المنظمة القومية الاجتماعية يدخل ليذيب شخصيته في شخصيتها وليكون تحت تصرف الادارة القومية الاجتماعية وأوامر الرؤساء الذين يعينون بموجب دستور وقوانين... واعلم أيها الرفيق وليعلم الرفقاء في سانطوس أننا في معترك جهاد يجب أن ننسى فيه كل شيء ماعدا النظام والطاعة بصفة كلية، والا فشلت الصفوف وتضعضع الأمر "
ورئيس الحزب الأسبق الأمين جبران عريجي الذي رحل عنا جسدا هو من الرفقاء الذين انتمواالى الحزب السوري القومي الاجتماعي فاذابوا شخصيتهم في شخصية الحزب ودخلوا معترك الجهاد القومي الاجتماعي وأطاعوا النظام القومي الاجتماعي الى الدرجة التي استحق بها أن يتحمل مسؤولية الرئاسة في الحزب فكان مثال القومي الاجتماعي رفيقاً وأميناً ومسؤولاً ورئيسا واستمر عضواً نظامياً مطيعاً لكل ما تتطلبه العقيدة القومية الاجتماعية ، والنظام القومي الاجتماعي، والاخلاقية القومية الاجتماعية حتى اللحظة التي فارقنا فيها جسداً وبقيت شخصيته ذائبة في شخصية الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي فرض حقيقته على الوجود ولا يمكن أن تزول .
هذه هي نوعية السوري القومي الاجتماعي الذي ولد الولادة الجديدة بانتمائه الى حزب نهضة الأمة فعاش في صفوفه بالوعي القومي الاجتماعي، وجاهد من أجل تحقيق مبادئه وغايته القومية الاجتماعية بكل عزيمة صادقة وكل اخلاص ، واستمر في صراعه القومي الاجتماعي ولم يتعب من الصراع حتى استنفدت طاقة جسده ، فرحل من الحاضر الى المستقبل ليحيا حياة جديدة في حزبه وفي أمته وبين رفيقاته ورفقائه وليصدق فيه ما قاله سعاده في أن:" الموت ليس فناءً لأن الفرد جزء لا يتجزأ من المتحد الاجتماعي والمتحد الاجتماعي لا يزول لأنه خالد بخلود الارض ودائم ديمومة صنعه للتاريخ، والجسد ان عاد للارض فهو يمدها بطاقة جديدة للنهوض لأن قدرسورية هو النهضة الدائمة ، وقوة الحق تزداد قوة كلما زاد وعي الانسان الفرد لأمته وكلما زاد وعي الجماعة لارادتها واذا كانت المواهب التي مدّنا الله بها ، هي سبيل لتحقيق هذه الارادة... "
لقد كان ألأمين الراحل جبران عريجي الى جانب كونه رفيقا كان صديقاً لي أيضاً . ومن ذكرياتي معه أننا ما التقينا يوما الا اختلفـنا ، وما اختلفـنا لحظة الا اتفقنا ، وكان أختلافـنا واتفاقـنا دائما من أجل أنتصار العقيدة القومية الاجتماعية ونظامها واخلاقيتها وليس من أجل خصوصياتـنا الفردية . و" روحية النحن " كانت محبة نور الحياة القومية الاجتماعية الجديدة التي لم تسمح يوماً لتسرب اي أثر كراهية الى أشخاصنا ونفوسنا والعقول .
لقد رحل اليوم جسد الانسان- الفرد للامين جبران عريجي الذي أذاب شخصيته في شخصية الانسان- المجتمع السوري القومي الاجتماعي ليستمر فيه حضوراً لا يعرف الغياب .
اعتزازنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي أننا لا نحب ان نموت الا ونحن ثابتون في حزبنا على عقيدتـنا ونظامنا ومناقبيتـنا وعملنا وجهادنا في سبيل انتصار مباديء وغاية نهضة أمتنا وانتصارها.
فهنيئا لك أيها الأمين ثباتك وعملك وجهادك
لتحيا سوريا حياة العز والسعادة
|