رفيقاتي ورفقائي الأعزاء في الوطن وعبر الحدود
تحية الحياة والمحبة القومية الاجتماعية
كتبت هذه القصيدة التي جاءت تحت عنوان : " بالفهم والجدّ حق العز يُكتسبُ " في سنة 2006 اثناء هيجان جزء كبير من فتيات وشباب لبنان في شوارع بيروت ونشرت القصيدة في ديوان
" قطرات من نور " الذي صدر في دمشق عن مطابع الف باء - الأديب سنة 2007 . ولأنني أرى أنها تنطبق على ما جرى ويجري في لبنان هذه الأيام أحب أن أقدمها لكم مع محبتي وتحيتي القومية الاجتماعية
بالفهم والجد حق العز يكتسبُ
يا أهـلَ لبـنان ، يا أهـلي لِــمَ الشـغـبُ
والقالُ والقيلُ في الساحاتِ والصَخَبُ ؟!
**
هـل ينفعُ القــالُ في تعـزيـزِ إلفـتـنـا
أم يُـنـقـذُ القـيـلُ مما تجلبُ الخطبُ ؟!
**
ماذا دهى الناس في لبنان فافـتـرقـوا
واستبدلوا الحُبَّ بالبغضاءِ واحتربوا ؟!
**
واستذوقـوا الهـذرَ دستوراً لدولتهم
فاستفحلَ الويلُ واشتدت بهِ النُـوَبُ
**
قد كـرَّسوا الحقـدَ باستيرادهم فتـناً
من مجلس البغيِّ كلَّ الشرِّ قد جلبوا
**
لبـنـانُ قـد صارَ أشــلاءً مُبـعـثـرةً
وأهـلُ لبنان بالتـفـتـيـتِ قـد نُكِـبـوا
**
لولا الخيانات ما انحلّت روابطـنـا
أو حقّرَالشعبَ جاسوسٌ ومُغتصبُ
**
فـصـارَ لبنـانُ للأشــرارِ لعـبـتهـم
بغـيـرهِ الغـيـرُ لا يحـلـو لهُ اللَّعِـبُ
**
أبنـاؤه الذعـرُ والغـوغــاءُ تمنعهـمْ
عن ساحةِ العزِّ فيهم عششَ الهَرَبُ
**
ظنّـوا البطـولاتِ تهـويشاً وثـرثـرةً
واستـبعـدوا الـودَّ فيما بـينهـم وأبـوا
**
لم يفهمـوا الدينَ تـنـويـراً يُـقَـرّبُهـم
من رحمة اللهِ، قد ضلّوا وما اقتربوا
**
بأقـبـح الـذَمِّ قـد أضحى تـنـافُـسُهـم
تبادلُ الشـتـمِ في مفهـومهـم طَـرَبُ
**
لبـنـانُهـم صـارَ أهــــواءً مُـدمّـرةً
يا ويـل لبـنـان مما يُحدثُ الغضبُ
**
أبـنـاءُ لبـنان غابـوا عـن اصالتهـم
بالغيرِ لا الذات صارَ الكـلُّ ينجذبُ
**
طـلاّبُ لبنـان حمقى في تهاتـرهـم
هـل يُؤملُ الخيرُ ممن حمقهُ الطلبُ؟!
**
كـتّـابُ لبـنـان تُـجَّـــارٌ كـتـابَـتُـهـم
فيضٌ من الغشِّ ضاقت دونـه الكُتُبُ
**
شُــــعَّـارُ لبـنـان أقــزامٌ هِـوايَـتُهـم
بَـثُّ الخـرافـات لا كَـلّوا ولا تعبـوا
**
أحـزابُ لبنان قـد خابت وقـد فشلت
فاسـتهـولَ الشـرُّ والابهـام والرِيَـبُ
**
نُـوّابُ لبـنـان غـلـمـانٌ ســياسـتُهـم
الغـدرُ والزورُ والتهـريجُ والكَلَـبُ
**
عُــبّــادُ لبـنـان ضُـلاّلٌ ديـانـتُهـم
العهـرُ والفسقُ والتضليلُ والكذبُ
**
قُـضاةُ لبـنـان خصيـانٌ فحـولـتُهـم
الجبنُ والخوفُ والتزويرُ والهَرَبُ
**
أقطـاب لبنان قـد خانـوا رسالتهـم
فاختـل وانهار ما من أجله انتدبـوا
**
قـد صارَ لبنـانُ في لبنان مغـتـرباً
وأهـلُ لبنان عن تاريخهـم غـربـوا
**
يا أهـلَ لبنان لا تبـكـوا على وطـنٍ
إن ضاعَ أو زالَ أنتـمْ كنتـمُ السببُ
**
لا شيءَ في الكونِ يحميـنا ويُنقـذنا
إنْ شابنا العُجْبُ في التفكيرِوالعَجَبُ
**
الحَـقُّ والصـدقُ أركـانٌ لوحـدتـنا
والحبُّ والعـدلُ والأخلاقُ والأدبُ
**
ما ساءت الحالُ لو بالرشدِ عالجها
أهلُ المروآت والإنصاف واحتسبوا
**
عـقـيـدةُ الوعيِّ تُـشفـيـنا وتُـنعـشُـنا
مهما الأعادي علينا بغيهـمْ سَكَـبـوا
**
يا فـتيةَ الخـيـرِ في لبنـان أيـنَـكُـمُ ؟
ما عاد يجـدي بأن نبكي ونـنـتحبُ
**
لبنانـنا العِـزُّ لا يأتـيـهِ من صخـبٍ
بالفهـمِ والجـدِّ حـقُّ العِـزِّ يُكـتسَـبُ
**
فَـنَـوِّروا الشعـبَ بالإفهامِ وحـدكـمُ
تبنـونَ مَجـداً عـزيـزاً ليس يُستَـلَبُ
**
وحَكِّـمـوا العـدلَ بيـنَ الناسِ كُـلّهـمُ
لا يَـنـفـعُ الـنـاسَ ألـقـابٌ ولا رُتـبُ
**
خـرابُ لبنـان إن ظَـلَّـت طـوائـفُـهُ
أردى الرجالات بالتـزويـر تنتخبُ
**
لـنْ يشهـدَ الخـيـرَ لبـنـانٌ بعـقـلـيـةٍ
في أبحرِ الجهلِ والأوهام تضطربُ
**
فخيرُ لبنان في الأهـلِ الألى انطلقوا
بالفَهـمِ والعَـزمِ والاقـدامِ واعتصبوا
**
ملائكُ الكـون لن تُجـدي شفاعـتهـم
إن شحّ فـينا وغابَ الضوءُ واللهـبُ
**
في النهضة العزُّياأهلي بهااعتصموا
لـنْ يـنـفـعَ اللـوُّ واليالـيـتَ والعَـتَـبُ
**
إنْ شئـتـمُ النصرَ فاستهدوا بوحدتكم ْ
في وحـدة الشعبِ محسومٌ بها الغَلَبُ
**
لـبـنـانُ بالحُـبِّ بـاقٍ في تـنـاغُـمـهِ
إنْ غاصَ في الحقدِ جُرمَ الموتِ يرتكبُ
**
حـيـاةُ لبـنـان في تمـتـيـن وحـدتـهِ
ومـوتُ لبنان في التـفـتيتِ مُرتَـقَبُ
**
وخَـيـرُ لبنـان في أحـضان بـيئـتـه
وشـرُّ لبنـان أن يـنـأى ويـغـتـربُ
**
في البيئة الأصلُ والميراثُ والنسَبُ
والمجدُ فيها وفي استلهامها الحَسَبُ
**
الـفـوزُ للعـلـم والأخـلاق يـنـتـسـبُ
والـذلُّ للجَـهـلِ والفـحشـاء يـنـتسبُ
**
يا أفهم الناسِ ثـوروا واحفظـوا وطناً
دستـورهُ الأمنُ لا الغـوغاءُ والشَغَبُ
**
لـبـنـانُ بالجـهـلِ مـقـهـورٌ بـرمـتـهِ
والنصرُ بالوعيِّ ما امتدت به الحقبُ
**
أعــداءُ لبـنـان أمـراضٌ مُـعَـشِّـشَـةٌ
في الروحِ والعقلِ والوجدانِ تحتجبُ
**
فطهّروا الروح َ في تطهيرها تجـدوا
لـبـنـانَ حـرّاً مَـداهُ الشــامُ والعـربُ
**
أعـرابُ صهـيـون ليسوا منهـمُ أبـداً
من بدّلوا الحقَّ بالبطلانِ واعتصبـوا
**
يا أحكم الناس هـيَّا بالهُدى انتصروا
فالنصرُ بالحُـبِّ لاالأحقـاد يُغـتَصـبُ
**
واستلهمواالعقلَ في الأخلاق نهضتكم
آفـاقهـا الكـونُ والانســانُ والشُهُـبُ
**
واستنقذوا النفسَ من أدران حيـرتهـا
من سار في النـورِ نحـوَ الله يقـتـربُ
**
الــداءُ فـيكـمْ وفـيكـمْ سِـرُّ صَحَـتِـكُـمْ
والويـلُ منكـمْ ومنكـمْ للعُـلى السَبَـبُ
|