إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيقة الاستشهادية نورما أبي حسان: تُلخص لسيرة حياتها مُذْ ولدت حتى 1985/12/9

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2019-05-07

إقرأ ايضاً


صدر عن مؤسسة رعاية أُسر الشهداء كُراساً صغيراً يحتوي على ما كانت دوّنته الرفيقة "نورما أبي حسان" بقلمها بتاريخ 1985/12/09، أي قبل العملية الاستشهادية التي نفذتها بتاريخ 1986/07/17.

نُعمم ذلك إضاءة على جانب من المسيرة النضالية للرفيقة الاستشهادية نورما أبي حسان.

*

اسمي حسبما جاء في هويتي: نورما أبو حسان، يُدعى والدي بدوي أبو حسان، ووالدتي: نديمة جريج. وأنا من مواليد القبة – طرابلس 10/01/1959، وإنّي الخامسة بعد إخوتي الستة: أسماؤنا من الكبير إلى الصغير: جوزيف _ مارلين _ جوزفين _ طوني _ نورما _ جورج.

عندما كنتُ في الرابعة من عمري أذكر أنني كنت فتاة عنيدة وحساسة في نفس الوقت، بالإضافة إلى أنني كنتُ أحبُّ اللعب كثيراً.

وكان لنا بيت من ثلاث طبقات تحيطه حديقة ودار واسع.

درستُ حتى صف الأول ابتدائي في مدرسة المطران في شارعنا، شارع مار ميخائيل ثم انتقلتُ إلى مدرسة "راهبات المحبة" في القبة. وهي مدرسة تابعة للمدرسة اللعازارية في طرابلس. كانت لي رفيقات أيتام في المدرسة الداخلية في طرابلس. فأحببتهنّ أكثر من بقية رفيقاتي. ورغم أني كنت صغيرة السن تمنيت دائماً لو كُنَّ أخواتي، وتألمت كثيراً ليتمهنّ.

ومن جهة أخرى كنتُ في البيت شيطانة أو عفريتة كما كان يقول أبي. عندما أعود من المدرسة، أنهي دروسي بسرعة حتى ألعب في دار البيت وفي الحديقة مع صديقاتي البنات وأصدقائي الصبيان ومع إخوتي جورج وطوني. في اللعب لم

أكن أتفق كثيراً مع طوني بل مع جورج, وكنت متفاهمة جداً معه. أمضيت طفولة فيها الكثير من الشقاوة والقليل من الحزن لرفيقاتي اليتامى. وبعد أن أنهيت المرحلة الابتدائية في "الراهبات" انتقلت إلى مدرسة الروم الأرثوذوكس المقابلة لمدرسة الراهبات في القبة.

هنا في هذه المرحلة كنت مثال الفتاة المهذبة المجتهدة والخجولة، وكان مديري وهيب نجار يمتدحني باستمرار أمام جميع التلاميذ كلما قام بتوزيع العلامات، وكان جميع أساتذتي ومُعلماتي يحبونني، كما كنت أتصرف كفتاة ناضجة أكبر من سني وأنا ما كنت قد بلغت بعد الثالثة عشر من عمري.

هذهِ المدرسة المختلطة من بنات وصبيان التي درستُ فيها 3 سنوات، من الصف الأول تكميلي حتى الثالث تكميلي، وبرغم أني كنت في فترة مراهقتي، كانت علاقتي مع الجنس الآخر علاقة درس وزمالة. وما سمحتُ مرة لرفيقي في الصف بتعدي حدود هذه الزمالة. وعندما يكلمني أحدهم بموضوع حب، كنت أنهيه بكل تأديب وأطلب إليه أن يلتفت لدروسه فقط لأن موضوع الحب بكير علينا.

لقد كنتُ فخورة جداً بنفسي وبإرادتي القوية وبكبر عقلي، لأني ما عرفت معنى "الجهل" الذي يطلقه المدير على زملائي وزميلاتي، فكل همي هو تحقيق المرتبة الأولى في صفي، يشجعني على ذلك الثناء والتقدير الّذي يطلقهُ عليَّ أساتذتي. أما بالنسبة للمواضيع الأُخرى، فقد استأثرتْ علي في هذه الفترة فكرة الأيتام والمشرّدون في الشوارع، لأن الطرقات كانت مليئة بالمشردين والشحاذين، وكنت أحزن لأجلهم وأتمنى لو أن بمقدوري فعل أي شيء لمساعدتهم مساعدة دائمة وليس مؤقتة. فكرتُ بإيجاد حل جذري لهذه المشكلة الكبيرة والهائلة بنظري والتي استأثرتْ بكامل تفكيري. لقد حصل مرة أن سمعنا ضجة كبيرة وصريخاً عند جارنا في الطابق الثاني وهو يصرخ: حرامي – حرامي.

ركضنا من الطابق الثالث إلى الثاني نستطلع الخبر وذلك عند منتصف الليل، فوجدنا ولداً في حوالي الثانية عشر من عمره هارباً ومعه سلّة بيده. لقد عرفناه فوراً إنه بائع "البروزه" لم يجد مكاناً يأوي إليه فالتجأ إلى غرفة قرب درج البناية ينام فيها، حتى رآه جارنا نائماً على الأرض فنهرهُ حرامي. وفرَّ المسكين هارباً من الفزع.

هذهِ الحادثة الصغيرة أحزنتني جداً ولم أنم تلك الليلة بل بقيتُ أفكّر بهِ وبأمثالهِ ممن ليس لهم مأوى وهم كثيرون. بينما هناك آخرين ينعمون بغنى فاحش ويرمون أموالهم هنا وهناك ويطعمون كلابهم اللحوم والحلوى.

أنا من جهتي ما اشتهيت يوماً أكثر مما عندي، فالحمد لله لم ينقصني شيء من ألعاب وثياب وطعام ورحلات كثيرة إلى مناطق عديدة من لبنان عدا الجنوب. لم نكن أغنياء في المال ولا فقراء من الطبقة الوسطى، ولكننا أغنياء في النفس والكرامة.

من جهة أُخرى كان موضوعاً آخر يزعجني جداً وهو يخص والدي، فوالدي حنون جداً طيب القلب يحبنا جميعاً ويحب جميع الناس لا يؤذي أحداً بل يحب دائماً مساعدة الآخرين وخاصة الفقراء. ولكنه كان ضعيفاً أمام الخمرة، وكم كنت أتمنى أن يمتنع عن شرب الخمرة نهائياً.

أما والدتي فهي مثال الأم الحنون والقوية والطاهرة، إنها أشرف وأعظم أُمْ في الدنيا، وأنا متعلقة بها كثيراً. لست أدري ما سبب ذلك، متعلقة بها أكثر من كل إخوتي وأخواتي.

أذكر أني كنت أصلي كثيراً وخاصة قبل النوم، تتركز صلاتي حول أن يحفظ لي ربي أهلي وإخوتي وأقربائي وأن يسود العدل بين الناس فلا يكون هناك فقر فاحش ولا غنى فاحش، وكنت أطلب من الله أن يطعم الجياع ويعوّض الأيتام حرمان الأب والأم.

في عام 1975 بدأت الحرب الطائفية في لبنان فاضطررت إلى الهرب مع إخوتي الصبيان إلى ايطو– قضاء الزاوية، واستأجرنا بيتاً متواضعاً سكناه مدة سنتين بينما بقي والديَّ وأخواتي كُنَّ مخطوبات: مارلين خطبت لرجل طرطوسي يُدعى مروان وجوزفين خطبت لرجل يُدعى طلعت وهو من قرية الجاكور في عكار ومن سكان طرابلس.

كانت والدتي تصعد كل نهاية الأسبوع إلى "ايطو" كي ترانا وتحضّر لنا بعض الطبخات. كنت أنا في ذلك الحين أبلغ الخامسة عشر من عمري، فتحملت مسؤولية أكبر من سني، وخاصة حين اشتدت الحرب الطائفية والقتل على الهوية. فأُغلقت طريق طرابلس – زغرتا، ثم طرابلس - الكورة حتى لم تعد تقدر والدتي أن تزورنا في ايطو. فاضطررت إلى تحمل مسؤولية جديدة وصرت أطبخ وأغسل وأقوم بواجباتي الكاملة نحو إخوتي جورج وطوني وجوزيف بالإضافة إلى زوجة أخي جوزيف وهي يابانية لا تعرف أن تقوم بأي عمل.

في هذه الفترة من حياتي تعرفت إلى شبان كثيرين وكانوا يطلبون مصادقتي وكنت أجيبهم: أقبل بالصداقة إنما على شرط أن تكون صداقة أخوية. لستُ أدري لماذا لم أكن أحب بسهولة، فأنا أحب جميع الناس من كل الأجناس ولم يكن يهمني ما يهم الفتيات في مثل عمري. وكنتُ أرى في الشباب ضعفاً يفتقرون فيه إلى الرجولة، وطمحتُ دائماً إلى الشباب والرجال المتميزين غير العاديين، ربما لأني كنتُ فتاة، غير عادية.

وفي عام 1977 دخل الردع السوري إلى كل مناطق لبنان، فعاد الناس إلى مناطقهم وعدنا نحن إلى طرابلس – القبة، فسُجلتُ في المدرسة الثانوية في "الزاهرية"، يُقال لها مدرسة فاطمة الحاجة، وكنت قد قررت أن أكمل دروسي كي أقوم بعمل عظيم في المستقبل. نجحتُ في السنة الأولى – ثانوي بصعوبة نظراً لأني خلال الحرب لم أدرس صف البريفيه، ثم أنهيتُ دراستي الثانوية عام 1979 خلال هذه المرحلة. في المرحلة الثانوية نضج تفكيري ورحتُ أُتابع الأحداث اللبنانية وأقرأ الجرائد والمجلات والكتب السياسية والاجتماعية والتربوية.

تأثرتُ كثيراً بما يدور حولي من أوضاع اجتماعية وسياسية واقتصادية.

وكنت ناقمة جداً على الأوضاع فما أعجبني شيء، وتمنيت لو أن بمقدوري أن أقوم بعمل عظيم أغيّر فيه الكثير من الأشياء البشعة، لأني وجدت مجتمعي فاسداً فيه ظلم واستبداد، فيه انفلات أخلاقي، فيه انعدام العدالة والمساواة، فيه ضعف نظام يتبع كل يوم سياسة مختلفة فما كنت أفهم أني الصح وأني الغلط.

كرهتُ رؤساءنا ووزراءنا وتجارنا الجشعين الذين يهتمون بتعبئة جيوبهم. عدا ذلك، فعلى الصعيد المالي وجدتُ أن الدول الكبرى تأكل الدول الصغرى فتمسك بها كالكماشة. فكرتُ بالمجاعة في العالم وبالظلم الذي يلاقيه "السود" على أيدي "البيض"، فكرت بالاستغلال الاقتصادي الذي تقوم به الدول المستعمرِة في أرضي الدول المستعمرَة.

فكرت بكل هذه الأشياء ونقمت على المجتمع وعلى الضمير العالمي الميت.

حتى التلفزيون اللبناني لم يتخلص من نقمتي فكرهته لأن برامجه سخيفة غير موجهة، فيها الكثير من العنف والإجرام والدعايات السفيهة، ثم تنبهت أخيراً إلى الإعلام الكاذب الذي تبثهُ الدولة عبر الأخبار.

فكرتُ كثيراً فيما يدور حولي وقليلاً بذاتي. أما خصوصياتي فلم تكن مهمة أبداً، إذ تعرفتُ إلى شاب مهذب لطيف وخجول وأنا في طريقي إلى المدرسة وصرنا نترافق في أكثر الأحيان لكنه كان يحبني أكثر مما أحببته. لا بَلْ كرهتهُ حين قال لي أنهُ مسافر لأنهُ ليس مضطراً أن يعيش في بلد بلا مستقبل وطلب مني مرافقته. لكني كنتُ أفكر بأن بلادي بحاجة إلي، ولن أتركها مهما كان السبب ومهما بلغَ حبهُ لي.

أذكر أني كنت أردد لابنة خالي نورما: "إن لي شأناً في المستقبل سوفَ أقوم بعمل عظيم ينفع شعبي ومجتمعي". لكنها كانت تضحك مني وتقول: "إنهُ مجرد كلام غداً تتزوجين وتصبحين ست مطبخ".

لكني أجبتها مازحةً، غداً عندما تأتين لمقابلتي في مؤسستي لن أسمح لك بالدخول فوراً بل سأجعلك تنتظرين خارجاً حتى أنهي أعمالي نكاية بك. وضحكنا كثيراً لهذا الحديث فهي اعتقدتني أمزح في حين كنت جادة، ولكن طموحي الكبير كان يشعرني بأني لن أقبل أن أكون مجرد "ست مطبخ" بل سأحقق أحلامي التي أطمحُ إليها، حتى ولو بعد زمنٍ ومهما تقدم بي العمر.

منذ حوالي سنة ونصف، سألتُ عمي اميل أن يرشدني إلى تحقيق حلمي بافتتاح مؤسسة ودار للأيتام وعن كيفية حصولي على المال اللازم لذلك وهي الصعوبة المهمة التي اعترضتني. فقال لي: عِبرَ التبرع من الناس وحصول رخصة من الدولة.

المهم أنهيتُ دراستي الثانوية 1979 ووقعتُ بعد ذلك في حيرة من أمري، فأنا أحب وأهوى هندسة الديكور والبناء وكنتُ أقوم بأوقات فراغي بتصميم بيوت وخزانات وبنايات كما كنتُ ارسم بالفحم أو بقلم الرصاص. ما كنت رسامة بالمعنى الحقيقي إنما كانت لي مواضيع أحب أن أعبّر عنها بالرسم. هذا بالنسبة لهوايتي، أما من جهة أُخرى فكنت أرغب بتكميل دراستي في العلوم الاجتماعية لأنها ستكون أولى انطلاقتي في تحقيق أحلامي. فقررت أخيراً، أن ألتزم العلوم الاجتماعية وأتخلى عن فكرة الهندسة.

في نفس العام الذي تسجلتُ فيه بمعهد العلوم الاجتماعية، درست في دور المعلمين الابتدائية في "أبي سمراء" وتخرجت معلمة أطفال، لكن المدرسة التي التحقتُ بها لم تكن بحاجة لمعلمة أطفال بل لمعلمة رياضيات فرنسي وأنا كنت أحب هذه المادة كثيراً وكنت ناجحة بها (مدرستي هي تكميلية زغرتا الثانية للبنات يقال لها مدرسة بدره).

وهكذا كنتُ أنهض من نومي باكراً للذهاب إلى دار المعلمين حتى الثانية والنصف، ومن الثانية والنصف حتى السادسة والنصف أذهب إلى الجامعة. وعندما أعود إلى البيت أُعطي دروساً خصوصية حتى التاسعة. بقي هكذا برنامجي لمدة سنتين حتى تخرجتُ من دور المعلمين معلمة أطفال. وامتنعتُ بعدها عن إعطاء دروس خصوصية فأنهيت دراسة 4 سنوات جامعية، حين أخذت "الليسانس" بتقدير حسن ثم "الجدارة" بتقدير جيد.

من جهة أُخرى كان حظي مع الشبان جيد جداً، فقد كان لي أصدقاء عديدين ولكني لم أتغير أبداً في هذهِ الناحية فلم أحب أحداً منهم، وكنت صريحة معهم ومباشرة أطلب أن تكون صداقتنا زمالة فقط ندرس مع بعض ونشرب القهوة في الكافتيريا فقط. ولقد احترت بأمري من هذا الموضوع، لم لا أكون طبيعية ككل الفتيات.

أخيراً أحببت رجلاً في الثلاثين من عمره اعتقدت أنهُ يختلف عن كل الناس وحين عرفتُ حقيقتهِ بدا لي إنساناً عادياً جداً، فقطعتُ صلتي به آسفة لأني لم أجد الإنسان المُميّز الذي أُفتش عنه وأحلم به. هذا الحب الأفلاطوني لم يدم أكثر من سنة واحدة، ابتدأ في شتاء 1982 وانتهى في صيف 1983.

بعد ذلك وضعتُ موضوع الحب جانباً واقتنعت بأني لم أخلق لأحب إنساناً واحداً فقط بل لكي أحب جميع الناس من كل الطوائف والأجناس، خلقت لأن لي دوراً مهماً أقوم به تجاه الناس الذين أحبهم ولأني أحب العطاء وما فكرت يوماً بالأخذ. خلقت كي أحب الأرض التي أنجبتني ولكني أعطيتها دمي وروحي فداء لها ولشعبي.

نسيتُ أن أذكر أن علاقتي بأهلي كانت جيدة، لا بل فيها الكثير من الحنان والتفاهم والعطاء. عدا عن أبي الذي كنت أتشاجر معه أكثر الأحيان رغم أني كنت وما زلت أحبهُ كثيراً وهو أيضاً يحبني ويفضّلني على جميع إخوتي.

علاقتي بأمي كانت رائعة، فيها الكثير الكثير من التضحية والمحبة، وما تصورت يوماً أنه بإمكاني تركها والبعاد عنها. كانت مهمة جداً في حياتي ولا زالت، لكن قراري الذي اتخذتهُ، قرار الاستشهاد، جعلني أتخلى عن كل أصحابي وأهلي وجيراني وأحبائي. جعلني أتخلى عن أغلى الناس إلي: أمي. من أجلهم جميعاً تخلّيت ولأني أحبهم وأريد أن أرفع الذل عنهم، ومن أجل حبي للأرض كي أطهرها من رجس اليهود تركت كل شيء لأربح كل شيء.

أحلامي كثيرة وطموحاتي كبيرة جداً. أطمح إلى تغيير الكثير من واقع هذهِ الحياة المليئة بالأشواك والمظالم. أطمح إلى تغيير نفوس الناس الضالة والجشعة وإلى زرع الحب فيها بدل الحقد والضغينة.

أطمح إلى تغيير نظامنا الفاسد من أساسه وجوهرهِ، لبناء نظام جديد صالح، أطمح إلى تحقيق تنشئة وطنية واجتماعية صحيحة وصالحة لأبنائنا تنعدم فيها إثارة النعرات الطائفية والمذهبية التي تعتمدها مدارسنا اليوم.

أطمح إلى جعل التلفزيون المؤثر بعقل ونفوس المشاهدين حراً مستقلاً عن أية ضغوطات خارجية وموجهاً توجيهاً قومياً سليماً محافظاً على ثقافة شعبنا وحضارتهِ، مُتقدماً راقياً، يسير بنا كالسفينة لاكتشاف كل مجهول، يحثنا على البذل والعطاء.

طموحاتي كثيرة لم تتبدل، فقد قررت أن أجعل الحلم حقيقة ولكنها لن تتحقق ما دام شعبنا رازخٌ تحتَ هيمنةِ أشرارٍ طامعين.

لذا قررتُ أن أختصر الزمان بلحظةٍ رائعة: أن أُحرر الارض وأحطم الأعداء اليهود كي يرى العالم النائم قوة وجبروت شعبنا، كي يقتنع العالم أننا شعب لا نستسلم ولا نستكين حتى تحرير آخر شبر من ارضنا، وبعد ذلك تتحقق كُلْ أحلامي عبر تحقيق مبادئ حزبي النهضوي.

والآن أنا واثقة مليون بالمئة بأن عمليتي ستنجح نجاحاً عظيماً وأضرب الصهيونية ضربة قاسية موجعة لن تستفيق منها إلّا وهي تكتوي بنار جهتم تُلاقي العذاب المبرّح، وحتى تحقيق غايتي أنا سعيدة جداً ومعنوياتي عظيمة ورائعة.

أنتظر بفارغ الصبر لحظة الانتصار على أعدائي، أعداء أُمتي.

الرفيقة المناضلة الشهيدة نورما أبي حسان

عروس الشمال، الاثنين 1985/12/09


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024